جديدنا:

  • تم افتتاح كلية العلوم الطبية في تخصصات الطب البديل والتكميلي وغيرها.. بجميع الدرجات العلمية (بكالوريوس – ماجستير -دكتوراه) وبنظام الدراسة عن بعد أو معادلة الخبرات – وباعتماد من التعليم العالي والخارجية والسفارات – للتفاصيل اضغط هنا
  • اعتماد الدورات من كليات عالمية وتوثيق من الخارجية والسفارات.
  • يمكننا تشخيص حالتك وعمل جلسات الرقية الشرعية عن بعد: اضغط هنا للمزيد…

العلاج بالألوان - مفهومه وحقيقته


العلاج بالألوان – مفهومه وحقيقته

  لا يزال الكثيرون ينظرون لما يسمى بالعلاج بالألوان على أنه وهم خادع، حتى المتفائلون يعتبرونه نوعا من الفنتازيا والخيال، لكن الدراسات والأبحاث تخرج كل فترة بما يؤكد فاعلية هذا النوع من العلاج، وأن كل كائن حي محاط بمجال كهرومغناطيسي يعمل على امتصاص الضوء وتحليله إلى ألوان الطيف من الأحمر وحتى البنفسجي، وأنه ثبت أن أنسجة الجسم تتأثر بهذه الألوان حيث تأخذ من طاقة كل لون ما يتناسب مع حاجتها البيولوجية, ووصل الأمر أن إحدى هذه الدراسات أكدت بأن كفيفي البصر يتأثرون بالألوان وأنهم عندما يرتدون الملابس ذات الألوان الساخنة كالأحمر فإنهم يشعرون بالبهجة وترتفع معنوياتهم بسبب تأثر أنسجة الجلد بألوان الملابس، وأيضا تم استخدام الضوء الأزرق على مدى العقد الماضي في وحدة حديثي الولادة لعلاج اليرقان، كما يتم التعامل مع ما يقرب من 30 ألف من أطفال الخدج في كل عام في أمريكا مع الضوء الأزرق، وبالتالي تجنب عمليات نقل الدم الخطيرة.

 عن حقيقة العلاج بالألوان وطبيعة هذه الدراسات كان هذا التحقيق:

   يقول الدكتور عبد العليم عطية، أستاذ العلاج الطبيعي والطب التكميلي في جامعة القاهرة: تعتمد نظرية العلاج بالألوان على أن كل لون في الطيف له تردد تذبذبي أو اهتزازي مختلف، ويعتقد العلماء أن جميع الخلايا في الجسم تملك أيضا ترددات تنبعث بقوة وإيجابية عندما يكون الإنسان موفور الصحة، لكن عندما يصاب بالمرض فإن هذا التردد يصبح غير متوازن، وفي هذه الحالة فإنه يبحث بشكل تلقائي عن الألوان التي يحتاجها، ومن خلال التجارب العملية وجد أن الألوان الرئيسية التي تؤثر على الإنسان هي التدرجات اللونية لقوس قزح من ألوان الطيف التي تشمل الأحمر والأرجواني والبرتقالي والأصفر والأخضر والتركواز والأزرق والنيلي والبنفسجي، كما وجد أن أول أربعة منها هي أكثر الألوان المنشطة، بينما الأربعة الأخيرة هي الأكثر هدوءا وراحة, فالبنفسجي مثلا يفيد في تخفيف الاضطرابات الهرمونية، أما البرتقالي فينشط الجهاز الهضمي، فيما يكون الأخضر مفيدا للقلب والرئتين, ويعتبر الأزرق مساعدا في علاج بعض المشكلات التنفسية.. كذلك أثبت الكثير من الأبحاث أن الألوان المفضلة لدى أي إنسان تزيد من سعادته وتعكس الكثير من صفاته الشخصية، فمحب اللون الأسود يتصف بالجدية والطابع التقليدي، ويحب أن ينظر له الآخرون على أنه أذكى إنسان، أما من يفضلون اللون الأخضر فهم الأكثر سكينة، ويتصرفون ببساطة، وعندما تواجههم أي مشكلة يلجؤون دائما للسلام والنقاش الهادئ بعيدا عن الصراخ والعنف، أما الأصفر فهو لون المرح المليء بالسعادة والابتسام والتفاؤل والتألق، فمحب هذا اللون يمتاز بالمرح والانطلاق، وهو أيضا شخصية قوية بين أصدقائه، ويحصل على تقديرات مرتفعة في الدراسة ويعتمد على نفسه وعلى ذكائه في الحكم على الأمور, وإذا كان اللون الأزرق يمنح الإحساس بالسلام والتناغم؛ فهو أيضا يسبب الإحساس بالضغط والتوتر، والظلال القاتمة للأزرق تمنح الإحساس بالمسؤولية، والإنسان الأزرق يقدر مشاعر الآخرين ويهتم بهم ولا يميل للمظاهر، ويعتبره الناس مستمعاً جيداً، كما أنه يتجنب الأشخاص الذين يمارسون الضغوط على الآخرين ويتسلطون عليهم, ولأن البنفسجي خليط من الأحمر والأزرق فإنه يستمد من الأحمر الإثارة ومن الأزرق القدرة على تحمل المسؤولية، ومحبو اللون البنفسجي يتعلقون دائما بما يريدون من تميز وابتكار، وردود أفعالهم تجاه أي موقف تكون نابعة من مشاعرهم وحالتهم النفسية، وقد يذرفون الدمع أمام أي موقف أو قصة مؤثرة، أما لون المرح والطفولة والأنوثة فهو الوردي والذي يتمتع أصحابه بعشقهم للزهور والخيال الواسع, ويجيدون الكتابة الأدبية والرسم والإبداع، ويعتبر الأحمر هو اللون المفضل لسيارات السباق لأنه يحفز الأفراد على العمل والثقة والإقدام, ومحبي هذا اللون يتصفون بالشجاعة والإقدام والقدرة، ولديهم مواهب فطرية على قيادة الآخرين.

   ويرمز اللون الأبيض للنظافة والنقاء والسلام الداخلي, وأصحابه هم من يمتازون عن غيرهم بالقدرة على التعامل مع المواقف الواقعية أكثر من قدرتهم على التعامل مع الأمور العاطفية، لذلك عندما تواجههم أي مشكلة ما فإنهم يبدؤون بدراسة الموقف بكل جوانبه، ومعرفة الأسلوب الأمثل للتعامل معه، ولأنهم يتصفون بالسلام الداخلي فهم مؤتمنون ومحل ثقة.

وليس عنا ببعيد هذه الدراسة التي أجريت العام 1982 في كلية التمريض بسان دييجو وتم فيها تعريض 60 امرأة في متوسط العمر يعانين من التهاب المفاصل الروماتيزمي للون الأزرق مدة 15 دقيقة، فشهدن تحسنا ملحوظا في شدة الألم.

   كما أوضحت دراسة أخرى أجريت العام 1990 تم فيها تسليط أضواء حمراء اللون على عيون مجموعة من المرضى يعانون من الصداع النصفي في بداية ظهور النوبة فوجد أن 93 في المئة منهم تعافوا جزئيا نتيجة هذا العلاج، وأرجع المعالجون السبب في ذلك إلى أن اللون الأحمر يزيد ضغط الدم الشرياني ويوسع الأوعية الدموية.

ألوان باردة:

   ويقول الأستاذ الدكتور أمير صالح، أستاذ العلاج الطبيعي والطب البديل في جامعتي القاهرة وشيكاغو: طالما أن الله تبارك وتعالى خلق الدنيا بألوانها، فمعنى ذلك أن كل لون وراءه علماً وحكمة، وهذا ما أثبته العلم الحديث حيث أكد على أن كل لون له طول موجي وتردد معين وطاقة تؤثر سلبا وإيجابا على كل الموجودات بما في ذلك الإنسان.

   وتنقسم الألوان من حيث الطاقة إلى ثلاثة مستويات: (الساخنة أو عالية الطاقة كالأحمر- البرتقالي – الأصفر) ثم (المعتدلة كالأخضر) ثم (الباردة كالأزرق – البنفسجي – النيلي)، ولأن الأحمر من الألوان عالية الطاقة فهو منشط عام، ويعطي الانطباع بالبهجة والسرور، لذلك نلحظ أن أشهر المشروبات التي تقدم في الأفراح الشربات بلونه الأحمر سواء أن كان فراولة أو ورد، أيضا يستخدم في علاج الاكتئاب وتأخر النمو عند الأطفال والشلل حيث أنه منبه للأعصاب، ويلي الأحمر من حيث الطاقة البرتقالي ثم الأصفر، وهي ألوان منشطة لخلايا المخ وتفتح الشهية للحياة بصفة عامة وتسر الناظرين، وقد وصف الله بقرة بني إسرائيل في القرآن الكريم بأنها {صفراء فاقع لونها تسر الناظرين}، وقد أصدرت الكثير من المؤسسات الدولية توصياتها بدهان حجرات الطلاب باللون الأصفر لأنه ينشط القدرات الذهنية ويرفع من همة الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، ويوصف لبعض الطلاب الذين يشعرون بالخمول بالتحديق في ورقة صفراء لمدة 3 دقائق حتى يتم تحفيز الذاكرة، ولا ينصح للبدناء لأنه يفتح شهيتهم للأكل.

   كما أن حافلات الطلاب يفضل طلاؤها باللون الأصفر حتى تنشط ذاكرة الناظرين إليها من السائقين الآخرين فيأخذون حذرهم، أما الأخضر فهو لون وسطي معتدل جعله الله مصدرا للحياة، وهو ملبس أهل الجنة حيث البهجة والمتعة والأمان النفسي فنجد في سورة الرحمن {متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان} وفي سورة الإنسان {عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق، وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شراباً طهوراً} وهو مريح للعين والنفس ومهدئ للانفعالات لأنه ينشط موجات ألفا وسيتا المنبعثة من المخ، ويثبط من موجات بيتا وجاما المثيرة للأعصاب.

   وقد أثبتت الأبحاث أن الألوان تؤثر على جلد الإنسان نتيجة لترددات الطاقة التي تولدها داخل الجسم، بدليل تأثر المكفوفين بما يلبسونه من ألوان حيث لوحظ شعورهم بالبهجة والمعنويات المرتفعة عندما يرتدوا الملابس ذات الألوان الساخنة (الحمراء- البرتقالي – الصفراء)، أما الألوان (الأزرق والنيلي والبنفسجي) فهي الألوان الباردة التي تلطف الحرارة، وقد اكتشف أجدادنا الأوائل هذه الميزة فصبغوا بها ملابسهم، ومازال لبس العمال وخصوصاً الذين يعملون في المناجم مصبوغ بالألوان الزرقاء، ومثل هذه الألوان الباردة تستخدم لعلاج بعض المرضى النفسيين خصوصاً من لديهم ميل للعنف أو الجنس، على عكس اللون الأحمر الذي يعالج الفتور الجنسي عند الأزواج.

   ووفقا لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا التغذية ريتشارد ورتمان، فقد أظهرت الأبحاث أن الألوان تؤثر على معدلات التنفس وضغط الدم ونشاط الدماغ، ونظرا لهذه النتائج، يتم استخدام الألوان لعلاج مجموعة واسعة من العلل والأمراض.

ويمكن الرجوع لكتاب: العلاج بالألوان – للمؤلف: د. محمد السقا – من هنا:

http://www.saaid.net/book/open.php?cat=8&book=7602

======================

معجزة اختلاف الألوان:

بقلم/ عبد الدائم الكحيل

www.kaheel7.com

   آيات كثيرة يمر عليها الإنسان ويراها وهو غافل عنها، ومن المعجزات ما سخَّره الله لنا من ألوان، فما هو الجديد الذي كشفه العلم في الألوان؟ وكيف أشار القرآن لذلك؟ يقول تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ} [الروم: 22]. هذه الآية تؤكد على وجود معجزة في الألوان. وأنه يجب علينا أن نتفكر فيها ونسبح الله تعالى، لنزداد إيماناً وتسليماً لهذا الخالق العظيم.

ما هو اللون؟

   كل الألوان التي نراها أصلها واحد، وهي عبارة عن ضوء تتأثر به أعيننا، ولكل لون تردد محدد، ومن رحمة الله تعالى بنا أنه خلق لنا أعيناً لا ترى كل الترددات من حولنا! فقط نرى جزءاً صغيراً منها وهو الطيف المرئي، ولو رمزنا للضوء بطول موجته فإن الإنسان يرى فقط الألوان ذات طول الموجة من 400 نانو متر إلى 700 نانو متر تقريباً (والنانومتر هو جزء من بليون من المتر).

   فعندما يسقط الشعاع الضوئي على مادة ما فتبدو بيضاء، فهذا دليل على أنها تعكس كل الألوان ولا تمتص شيئاً منها، وإذا رأينا مادة سوداء فهذا يعني أنها تمتص كل الألوان ولا تعكس شيئاً منها. أما المادة الحمراء فهي تمتص كل الألوان عدا الأحمر فتعكسه لنا فنراها حمراء وهكذا.

   إن الضوء الذي نراه هو عبارة عن موجات لها تردد محدد، فالضوء الأحمر هو موجة لها تردد، واللون الأخضر هو نفس الموجة الضوئية ولكن لها تردد أكبر، وهكذا… إذاً تختلف الألوان عن بعضها باختلاف طول موجة كل منها أو تردده، وهذه آية تستحق التفكر. ولذلك ينبغي علينا أن نتدبر قول الحق تبارك وتعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ *وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} [فاطر: 27-28].

   والعجيب أن الله تعالى ذكر في هذا النص الكريم شيئاً غريباً لا يمكن أن يصدر من بشر، وذلك في قوله: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} وهذا يعني أن العلماء هم أشد خشية لله من غيرهم، وهذه الآية كانت سبباً في إسلام أحد العلماء لأنه أدرك أنه لا يمكن لبشر أن يعرف مثل هذه الحقيقة. وتأملوا معي كيف ربط الله بين العلم وخشية الله من جهة وبين معجزة الألوان من جهة ثانية، ليدلنا على أهمية هذا التنوع في عالم الألوان وتأثيرها على الناس.

   وانظروا معي إلى هذا النص الكريم: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ * أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الزمر: 21-22]. انظروا كيف يربط البيان الإلهي بين الألوان واختلافها في قوله {مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ} وبين الإيمان في قوله {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ}، وكأن الله يريد أن يعطينا إشارة إلى أهمية التفكر في عالم الألوان واختلافها، وبخاصة أن التراب واحد والماء واحد ولكننا نرى عالماً مليئاً بالألوان لا تكاد تجد له نهاية.

الألوان والعين:

   يؤكد العلماء أنه لا يمكن تقليد العين البشرية مهما حاولوا لأنها تتميز بوجود ملايين الخلايا جميعها تعمل بتناسق مُحكم، وهذا لا يمكن تحقيقه في حيز بحجم العين! ولذلك فإنهم يقفون عاجزين منبهرين أمام آية البصر. ولذلك ينبغي أن نشكر الله تعالى على هذه النعمة التي ذكرنا بها كثيراً في القرآن. يقول تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل: 78]. ويقول أيضاً: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ} [المؤمنون: 78].

كيف ينتج اختلاف الألوان؟

   كل إنسان لديه لون مفضل يتناسب مع اهتزاز خلايا جسده (الرنين الطبيعي للجسد). فقد خلق الله الكون بحيث يتألف من ذرات، والذرة تتألف من جسيمات أصغر منها، وجميع هذه المخلوقات الصغيرة تهتز بنظام محكم وعجيب. وقد درس العلماء ظاهرة اختلاف الألوان ودهشوا عندما رأوا هذا التنوع اللامنتهي في عالم النبات والحشرات والحيوان.

   يقوم النبات أثناء عملية التركيب الضوئي بامتصاص الفوتونات الضوئية القادمة من الشمس وتحويلها إلى طاقة كيميائية تختزن في أوراق النبات، وأودع الله في هذه النباتات برنامجاً محكماً يعطي الأوامر للخلايا بامتصاص اللون الأخضر، ولذلك نجد أوراق النباتات خضراء!

   أما النباتات في أعماق البحار حيث لا يصل الضوء الأخضر نجدها تمتص الضوء الأزرق ولذلك فإن هذه العملية معقدة جداً وقد دُرست من قبل علماء وكالة ناسا، وتبين لهم أن ألوان النبات تختلف مع اختلاف القدرة على امتصاص الطيف الضوئي. ويقول العلماء: لولا هذه القدرة على امتصاص ضوء محدد في النباتات لبدى العالم أسود قاتماً، ولكنها بالفعل عملية مدهشة تستحق التفكير، ويؤكد علماء آخرون أن الطبيعة لا يمكن أن توفر مثل هذه البرامج المعقدة في عالم النبات لتعطي هذا التنوع الهائل والمتناغم بحث لا نجد أي خلل في عالم الألوان الطبيعي، لذلك لابد أن يكون هناك قوة مهيمنة على هذا الأمر!

   ونقول إنها قدرة الله تعالى القائل: {وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ} [النحل: 13]. ومن خلال مراقبة العلماء للغطاء النباتي تبين أن النبات لا يمتص الأشعة تحت الحمراء، بل يعكسها، وهذا يساهم في تنظيم درجة حرارة الغلاف الجوي، ولا يزال هذا الأمر لغزاً محيراً لهم.

اللون والأثر النفسي:

   مما لاشك فيه أن للألوان تأثيراً نفسياً واضحاً، فكل لون له تردد خاص به، ومن خلال تردده يؤثر على العين، ولذلك عندما نرى لوناً محدداً فإن ترددات هذا اللون تنتقل عبر العين إلى الدماغ وتؤثر على خلايا الدماغ بشكل مختلف عن لون آخر. والألوان لها تأثير على شخصية الإنسان، ويمكن أن تحلل شخصية المرأة أو الرجل من خلال حبه لألوان محددة ومدى تفاعله معها (وتبقى المسألة نسبية). والحقيقة لا توجد دراسات علمية موثقة حتى الآن حول التأثير النفسي المؤكد على جميع البشر، ولكن هناك ملاحظات يراها الباحثون، ويعتبر التفاعل مع الألوان عملية معقدة جداً لم يتم تفسيرها حتى الآن، ولذلك تعتبر الألوان آية محيرة من آيات الخالق تبارك وتعالى أمرنا أن نتفكر فيها لندرك ونتذكر أن هذا الكون لم يأت عن طريق المصادفة: {وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ} [النحل: 13].

اللون الأحمر:

   لوحظ تأثير فيزيولوجي للون الأحمر حيث يؤدي التعرض لهذا اللون لفترة طويلة إلى زيادة ضغط الدم. وهو يملك تأثيراً على مختلف غدد الجسم، وبالتالي ينشط خلايا الجسم ويرفع طاقتها. وإذا قمنا بتخفيف اللون الأحمر ليصبح زهرياً فإن تأثيره سيقل. والذي يتأمل الطبيعة يلاحظ أن الله تعالى اختار ألواناً محددة لنباتات محددة بما يتناسب مع خصائص هذه النباتات.

اللون البرتقالي:

   يؤكد بعض الباحثين أن هذا اللون مرتبط بنظام المناعة للجسم حيث يؤدي التعرض للضوء البرتقالي لزيادة مناعة الجسم، وربما بسبب توافق الاهتزازات الخاصة بالخلايا المناعية مع ترددات اللون البرتقالي.

اللون الأصفر:

   بعض الباحثين يربط بين نشاط الدماغ وبين هذا اللون، فاللون الأصفر ينشط خلايا الدماغ، أما الأثر النفسي فإن اللون الأصفر يزيد من السرور لدى الإنسان، وهناك من الباحثين من يربط اللون الأصفر بالخوف أو الموت، ولكن ليس لديهم دليل علمي على ذلك سوى ما يعبر عنه بعض الناس.

اللون الأخضر:

   وهناك بعض الآراء تؤكد على أن اللون الأخضر مفيد للقلب. ويساعد على التنفس بعمق. وهو لون يساعد على إعادة التوازن لخلايا الجسم. وهذا اللون يدخل على الإنسان السرور والبهجة، ولذلك نجد الأطباء في العمليات الجراحية يرتدون هذا اللون لتخفيف الألم عن مرضاهم، ولمنحهم الإحساس بالبهجة والسرور.

اللون الأزرق:

   يساعد على تخفيض ضغط الدم، وله تأثير مسكن للجسم وهو لون الهدوء، وهو ينشط الغدة النخامية ويساعد على النوم بعمق ويقوي نخاع العظام. وهناك وجهات نظر تؤكد على أن اللون الأزرق يساعد على الإبداع.

اللون البنفسجي:

   يساعد على هدوء الغضب، وهو مرتبط بالاضطرابات العاطفية حيث يساعد على التخفيف منها. ويعتبر هذا اللون من أهم الألوان في الاستقرار العاطفي وإحداث تغيير في حياة الإنسان، وبالطبع قد نجد أناساً لا يتأثرون بالألوان! هذا أمر طبيعي، وبالمقابل نجد أناساً لديهم حساسية فائقة تجاه الألوان، يتذوقونها ويتفاعلون معها، مثل تفاعلهم مع الموسيقى مثلاً.

اللون البني:

   يؤكد بعض الباحثين أن اللون البني هو لون الاستقرار. ويمنح الإنسان بعض الهدوء والعودة للطبيعة، حيث نجد أن لون التراب يميل للون البني، وبالتالي هذا اللون يذكرك بالبساطة ويزيد من الإحساس بالتواضع – طبعاً المسألة نسبية تختلف من شخص لآخر حسب الحالة النفسية وحسب المعتقدات لديه.

اللون الأسود:

   هو لون سلبي وغير مفيد في العلاج ويقلل النمو. واللون الأسود هو رمز للوقار عند بعض الناس، وهو رمز للحزن عند آخرين.

اللون الأبيض:

   هو اللون الذي يجلب الراحة والسلام ويبدد اليأس! ولذلك يفضل لمن يجد في نفسه اليأس والاكتئاب أن يحاول ارتداء قميص أبيض مثلاً، أي يدخل اللون الأبيض في جزء من لباسه، ليس بالضرورة أن يكون لباسه أبيض بالكامل ولكن يكفي التنويع.

الألوان تتكرر في القرآن بعدد ألوان الطيف الضوئي!!

   نعلم أن الطيف الضوئي المرئي يتألف من سبعة ألوان، ومن عجائب الألوان أن ذكرها ورد في القرآن بالجمع سبع مرات بعدد ألوان الطيف الضوئي، وذلك في الآيات التالية:

1- {وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ} [النحل: 13].

2- {يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 69].

3- {وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ} [الروم: 22].

4- {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا} [فاطر: 27].

5- {وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ} [فاطر: 27].

6- {وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} [فاطر: 28].

7- {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [الزمر: 21].

وسؤالي لكل من يظن أن القرآن من تأليف بشر: هل جاء ذكر الألوان سبع مرات بالمصادفة؟

اللون وسيلة للتذكر والتفكر:

   أخي القارئ! هل فكرت يوماً أن تتأمل الزهور التي خلقها الله لنتأملها؟ هل نظرت أو دققت النظر في الألوان الزاهية لزهرة جميلة؟ وهل تساءلتَ من الذي أعطى هذه الزهور ألوانها؟ تأمل معي الآيات السابقة لتجد أن الله تعالى ربط اختلاف الألوان بالتذكر فقال: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ} وربطه كذلك بالتفكر فقال: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} وربطه بالعلم فاختلاف الألوان يحتاج لعلماء يدرسوا هذه الظاهرة ليدركوا عظمة الخالق تبارك وتعالى ولذلك قال: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ} وخُتمت الآيات بأن هذه المعجزة (معجزة اختلاف الألوان) هي تذكرة لأولي العقول والألباب، فقال: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ}.

   ويؤكد الباحثون أن ظاهرة اختلاف الألوان هي ظاهرة محيرة ومذهلة، فكيف يمكن لزهرة أن تنظم هذه السلسلة الرائعة والمتناسقة من الألوان؟ ومَن الذي ينظم عملها؟ ومن أين جاءتها التعليمات لترسم هذه التناسقات اللونية المبهرة؟ والجواب ببساطة: إنه الله تعالى القائل: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الحشر: 24].

العلاج بالألوان:

   بما أن اللون هو تردد لموجة كهرطيسية فإننا نستطيع باستخدام لون محدد تعديل ترددات الجسم، وهذه فكرة العلاج بالألوان. لأن كل واحد منا لديه مجال كهرطيسي ينشره حول جسده، ويتأثر هذا المجال بألوان الملابس والألوان المحيطة بنا، ولذلك تجد الإنسان عندما يكون في نزهة بين الأشجار يحس براحة نفسية بسبب انعكاس الترددات الخضراء على جسده.

   وهنا نتذكر آية عظيمة تشير إلى أهمية البهجة والسرور في حياة الإنسان من خلال النظر إلى الطبيعة الخضراء، يقول تعالى: {أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَءلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ} [النمل: 60]. أي أن الحدائق هي مصدر البهجة والفرح والسرور، وربما نعجب إذا علمنا أن بعض الباحثين في دول الغرب يعالجون مرضاهم (وبخاصة مرضى الاكتئاب) بالنظر إلى النباتات والطبيعة الخضراء.

ماذا يحدث عندما تختفي الألوان؟

   إن الألوان نعمة من الله تعالى ويجب أن نشكره عليها، فلو كان العالم يظهر أمامنا باللونين الأسود والأبيض لسبّب ذلك القلق والإحباط والخوف للناس، فالألوان مصدر للفرح والتفاؤل. ومن الطرق المستخدمة في السجون من أجل نزع الاعتراف من خلال وضع السجين في غرفة ذات لون واحد فاقع مثلاً مثل الأحمر فيُصاب بنوع خطير من أنواع الاكتئاب مما يجبره على الاعتراف بالحقيقة من أجل التخلص من هذه الحالة. وبالفعل لو كان العالم بلون واحد أو لونين لكان أشبه بسجن كبير! فانظروا إلى هذه النعمة العظيمة التي لا ندركها إلا عندما نفقدها.

اللون الأصفر بين السرور والموت:

   يقول تعالى: {ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا} [الزمر: 21]. لقد ذُكر اللون الأصفر في القرآن خمس مرات، وارتبط بأمرين الأول هو السرور، والثاني هو الموت، أو بعبارة أدق المرحلة التي تسبق الموت.

   فاللون الأصفر الباهت علامة على الموت ونهاية الحياة، ولكن وسبحان الله فإن اللون الأصفر الفاقع هو علامة السرور والفرح، ولذلك قال تعالى في سورة البقرة: {إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ} [البقرة: 69]. فتأملوا كيف كان اللون الأصفر وسيلة للسرور {تَسُرُّ النَّاظِرِينَ}.

   يقول تبارك وتعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا} [الأنعام: 99]. يؤكد بعض الباحثين أن اللون الأخضر يدل على الحياة، يقول تعالى: {وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ} [يوسف: 43]. فاللون الأصفر الباهت هو علامة الموت، أما اللون الأخضر هو علامة الحياة (وربما نجد هذه الإشارات في عالم الأحلام!).

اللون الأخضر لباس أهل الجنة وفراشهم:

   يقول تعالى عن لباس أهل الجنة: {وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ} [الكهف: 31]. ويقول عن فراش أهل الجنة: {مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ} [الرحمن: 76]. وإن الذي يتأمل القرآن يرى بأن اللون الأخضر هو لون الجنة التي وُعد المتقون. وهنا نتذكر أن النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم حدّد لنا عدد أبواب الجنة وهي ثمانية أبواب، ولكن هل هناك علاقة بين اللون الأخضر وعدد أبواب الجنة؟ لنقرأ ونتأمل عسى أن ندرك عظمة هذا القرآن.

اللون الأخضر يتكرر 8 مرات بعدد أبواب الجنة!!

   من عظمة القرآن الكريم أن الله تعالى جعل اللون المميز للجنة هو اللون الأخضر، وذكر هذا اللون مع مشتقاته في القرآن 8 مرات بعدد أبواب الجنة! والآيات هي:

1- {وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا} [الأنعام: 99].

2- {وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ} [يوسف: 43].

3- {وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ} [يوسف: 46].

4- {وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ} [الكهف: 31].

5- {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} [الحج: 63].

6- {الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ} [يس: 80].

7- {مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ} [الرحمن: 76].

8- {عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ} [الإنسان: 21].

وسؤالي هل هذه مصادفة أن يكون عدد أبواب الجنة ثمانية ونجد اللون الأخضر يتكرر ثماني مرات بالضبط؟

اللون الأسود يتكرر سبع مرات بعدد أبواب جهنم!!!

   حدثنا النبي الأعظم وهو الذي لا ينطق عن الهوى أن جهنم سوداء مظلمة، والعجيب أن الله تعالى ذكر اللون الأسود مع مشتقات الكلمة سبع مرات في القرآن بعدد أبواب جهنم، يقول تعالى عن عدد أبواب جهنم: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ * لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ} [الحجر: 43-44].

وذلك في الآيات التالية:

1- {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187].

2- {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [آل عمران: 106].

3- {فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ} [آل عمران: 106].

4- {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ} [النحل: 58].

5- {وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ} [فاطر: 27].

6- {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ} [الزمر: 60].

7- {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ} [الزخرف: 17].

   ونقول سبحان الله! انظروا كيف ارتبط اللون الأسود بعدد أبواب جهنم فتكرر ذكره سبع مرات، وكيف ارتبط اللون الأخضر بالجنة فتكرر ذكره ثماني مرات! بالله عليكم هل يمكن لمصادفة عمياء أن تصنع مثل هذا التوافق العجيب؟!

اللون الأبيض أكثر الألوان ذكراً في القرآن:

   لقد كان النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم يحب اللون الأبيض وهو لون يرمز للطهارة، فقد كان يدعو “اللهم نقِّني من الخطايا كما يُنقَّى الثوب الأبيض من الدنس”، واللون الأبيض هو رمز النجاح يوم القيامة عندما تبيض وجوه وتسودّ وجوه، يقول تعالى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [آل عمران: 106-107]. إذاً اللون يحدد مستقبل الإنسان حسب عمله إما إلى الجنة أو إلى النار، فالكافر يكون وجهه مسوداً يوم القيامة، والمؤمن يكون أبيض الوجه يوم القيامة، والعجيب أن أكثر لون تكرر ذكره في القرآن هو اللون الأبيض، هل هذه مصادفة؟ ربما يكون في ذلك إشارة إلى أهمية هذا اللون، اللهم بيّض وجوهنا في الدنيا والآخرة.

ملاحظة:

   هذه الملاحظة وردتنا من طبيبة نفسية في فرنسا حول اللون الأخضر كلباس للأطباء في غرفة العمليات، فاللون الأخضر مريح للطبيب ولا يتعب عيون الفريق الطبي الذي يقوم بالعملية. وقد يرتدي الطبيب اللون الأزرق أحياناً لأنه لون الهدوء، بهدف الحصول على أعصاب هادئة للتحكم جيداً في العملية الجراحية. كما أن العلماء لا يصنفون الأبيض والأسود ضمن الألوان (لأنها ألوان مركبة).

ــــــــــــــ

المراجع الأجنبية

 

1- Agoston, G. (1987), Color Theory and Application in Art and Design, Berlin: Springer.

2- Byrne, A. and Hilbert D. (2003), ‘Color Realism and Color Science’, Behavioural and Brain Sciences, 26: 3-21.

3- Campbell, J. (1994), ‘A Simple View of Color’, in Haldane, John, and Wright, Crispin (eds.) (1994), Reality, Representation and Projection, Oxford: Clarendon Press, pp. 257-69.

4- Hilbert, D. R. (1987), Color and Color Perception, Stanford, Calif.: C.S.L.I.

5- Kaiser P.K. and Boynton R.M. (1996), Human Color Vision, (2nd edition) Washington: Optical Society of America.

6- Thompson, Evan (1995), Color Vision, London: Routledge.

7- Color, http://en.wikipedia.org/wiki/Color

 

=================================

صحيفة “مرور” البريطانية:

   في عام 2006م قام سجن تكساس بإلباس السجناء لباسا من اللون الوردي حتى لا يعودون للسجن (أي حتى لا تكرر جرائمهم مرة أخرى ويتحلون بالهدوء).

In 2006 a Texas prison had their prisoners dressed in pink jumpsuits to stop inmates returning to jail.

وفي عام 1960 قام العالم الكستندر بتجربة تأثير اللون على الإنسان، فأجرى سلسلة من التجارب والدراسات على ردود فعل الناس من اللونين الوردي والأزرق، ووجد أن اللون الوردي خفض ضغط الدم وسرعة نبضات القلب.

   ثم قام ثوراس عام 1979 بإعادة اختبار نظرية الكسندر وقال “لقد حققت نجاحا كبيرا”، ودفع ذلك النظم الجنائية لجعل السجون باللون الوردي، بما في ذلك مركز الأحداث في سان برناردينو بولاية كاليفورنيا.

المصدر:
http://www.nytimes.com/1982/10/19/science/color-has-a-powerful-effect-on-behavior-researchers-assert.html?pagewanted=all

===============================

إضافة لما ذكرناه من الأبحاث والدراسات الأخرى فإليكم بعضا منها أيضا:

صفحة فيها الكثير من الأبحاث في علم نفس الألوان:

https://www.helpscout.net/blog/psychology-of-color/

   في عام 2004 كلف الائتلاف من أجل البيئات، مراجعة نهائية من البحوث الحالية في استخدام الألوان في الرعاية الصحية، البحث كاملا هنا:

http://www.healthdesign.org/sites/default/files/color_in_hc_environ.pdf

وهو منقول من الصفحة التالية:

http://ebdjournal.com/blog/health/mythbusting-colour-therapy

بحث في جامعة فلوريدا عن تأثير الألوان في الغرف:

http://ufdc.ufl.edu/UFE0000857/00001

دراسة على تأثير اللون على الدماغ:

http://www.telegraph.co.uk/culture/art/10767459/Seeing-red-The-mind-bending-power-of-colour.html

دراسة تأثير الألوان على السلوك الإنساني:

http://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S1877042812003746

أبحاث عدة  قديمة وحديثة عن تأثير العلاج بالألوان على الأمراض النفسية والعضوية:

http://www.acupuncturejournal.com/AJASple3.html

آخر فعاليات الأكاديمية:

Open chat تواصل معنا
مرحبا.. كيف يمكننا خدمتك؟
Hi.. Can we help you?