جديدنا:

  • تم افتتاح كلية العلوم الطبية في تخصصات الطب البديل والتكميلي وغيرها.. بجميع الدرجات العلمية (بكالوريوس – ماجستير -دكتوراه) وبنظام الدراسة عن بعد أو معادلة الخبرات – وباعتماد من التعليم العالي والخارجية والسفارات – للتفاصيل اضغط هنا
  • اعتماد الدورات من كليات عالمية وتوثيق من الخارجية والسفارات.
  • يمكننا تشخيص حالتك وعمل جلسات الرقية الشرعية عن بعد: اضغط هنا للمزيد…

مقدمة عن الطب الصيني ومسارات الطاقة والطب القديم في بعض الحضارات


مقدمة عن الطب الصيني ومسارات الطاقة والطب القديم في بعض الحضارات

مقدمة عن الطب الصيني:

   سنتحدث بشكل مختصر جدا عن بعض مفاهيم الطب الصيني؛ وذلك لأن شرحه يطول جدا، والذي لم يدرس الطب الصيني بشكل دقيق فلا يحق له الحديث فيه، والطب الصيني من أفضل المناهج لشرح الطب الإسلامي الذي يعتمد على أن الجسم كله مترابط، وإذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

   وأيضا هو الطب الذي فيه أنماط الإنسان التي عَرَفها الأطباء القدامى، ومنهم أخذ ابن القيم رحمه الله منهجهم، وانتقلت منهم للطب العربي، وأنماط الإنسان هي (الدموي، الصفراوي، السوداوي، البلغمي)، ويسموها الصينيون بأسماء أخرى، وقد أضافوا لها عنصرا خامسا (الهوائي، الناري، الترابي، المائي، المعدني).

   وهم أيضا – الصينيون – يملكون قانون الزوجية في الطعام والأمراض، وذلك كما قال الله تعالى: {ومن كل شيء خلقنا زوجين}، وأيضا مثلما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما كان يأكل التمر بالبطيخ فقال “نكسر حر هذا ببرد هذا” – صححه الألباني -، وهذه القاعدة العظيمة التي قالها النبي صلى الله عليه وسلم موجودة قبل الإسلام في الطب الصيني والهندي، ومن قبل الطب الصيني والهندي فهي في الأصل في الطب اليوناني، وتسمى “النظرية الثنائية”، فتسمى في الطب اليوناني والعربي (الحار والبارد) وفي الطب الصيني “الين واليانج” (اليانج وهو الحار، والين وهو البارد)، فالطب اليوناني وكذلك الصيني والهندي والعربي يصنّفون الأغذية والأمراض بناء على الحار والبارد، فالأمراض الحارة يتم علاجها بالأعشاب الباردة، والعكس كذلك، فليس علاج الضغط المرتفع (حار – يانج) مثل علاج الضغط المنخفض (بارد – ين)، وليس علاج الأرق (حار – يانج) مثل علاج الاكتئاب (بارد – ين).

   وكذلك في الأعشاب، فالزنجبيل والنعناع وإكليل الجبل واليانسون (الحبة الحلوة) والبابونج والتمر تعتبر من الأعشاب الحارة (يانج)، ولكن البرتقال والكيوي والبقدونس والكزبرة والفراولة والبلح تعتبر من الأغذية الباردة (ين)… وهكذا..

   وكذلك الحجامة، فهي موجودة في الطب الصيني منذ أكثر من 4000 عاما! وجاء النبي صلى الله عليه وسلم وقال في الحديث “خير ما تداويتم به الحجامة” – البخاري-، وأحاديث أخرى في الحجامة كثيرة.

   وأيضا الصينيون عندهم في طبّهم قاعدة (الساعة البيولوجية)، حيث يقولون أن لكل عضو في جسم الإنسان من الأعضاء الرئيسة (وعددها 12 عضوا رئيسا بحسب منهجهم) له ساعتين في اليوم يكون فيهما أعلى نشاطا، وقد تم اكتشاف الساعة البيولوجية في العلم الحديث مؤخرا! وللتفاصيل عنها يرجى زيارة الرابط:

https://en.wikipedia.org/wiki/Circadian_rhythm

الساعة البيولوجية كما في الطب الصيني

ونلاحظ مما سبق أن النبي صلى الله عليه وسلم وافق على كثير من القواعد الطبية الموجودة سابقا من قبل الحضارات الأخرى والتي ربطوها بمعتقداتهم، لكن النبي صلى الله عليه وسلم ردّ فقط المعتقدات الخاطئة وأخذ ما ينفع هذه الأمة، كما فعل مع الصحابة في رُقى الجاهلية، فأخذ منها ما يفيد، وأخبر الصحابة أن يتركوا ما فيه شرك فقط، على الرغم من أنه لا رقية أقوى وأنفع من القرآن والأدعية النبوية، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الأمر واسعا، وفتح باب التجربة في ذلك بقوله “لا بأس بالرقى ما لم تكن شركًا”، فيصبح عندنا الرقية الشركية، والرقية النبوية، ثم تأتي الرقية المباحة وهي التي يثبت نجاحها بالتجارب مما لم يأت الدليل عليه مثل المحو وبعض وصفات الاغتسال بالسدر والملح ونحوه.

   والطب الصيني أخذ أفضل منهج طبي في العالم، حيث إنه يَعتبِر الإنسان كتلة واحدة مترابطة، وليس كالطب الغربي الذي يفصل كل عضو عن الآخر، وأيضا علاج الطب الصيني آمن وأضراره الجانبية قليلة جدا أو شبه معدومة إذا كانت على يد ماهر، فهم يعتمدون على (4) مرتكزات في طبهم: الإبر الصينية – التدليك الصيني – الأعشاب الصينية – التمارين والرياضات العلاجية (وهذه التمارين معتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية كتدريبات صحية للجسم، وكأحد أنواع العلاج المكمل اللادوائي)، وأما أدوية الطب الغربي فلا يخفى أضرارها الجانبية الكثيرة، كما أن الطب الصيني يعتبر القلب هو العضو الأساس في الجسم (كما في الطب الإسلامي وهذا موافق لمنهج النبوة)، وأما الطب الغربي فيعتبر الدماغ هو العضو الأساس! وفي هذا مخالفة واضحة لمنهج النبوة!

   في المخطوطات القديمة التبتية؛ كان هناك علوم كثيرة وعلاجات كثيرة قائمة على علم الطاقات: النارية والمائية والترابية والهوائية، ونحن الآن في عصر نقول: هل الطاقة حقيقية أم خرافية!!

   علما بأن الطب الحديث لم يأت إلا متأخرا جدا، وقد سبقه القدماء في تشخيص وعلاج الكثير من الأمراض، فمجرد رؤية الوجه يستطيع معرفة الكثير من الأمراض، وكذلك رؤية الكف والأظافر، والعين واللسان، وتشخيص النبض، وغيرها..

   وحديثنا اليوم عن بعض مبادئ الإبر الصينية وارتباطها بخطوط الطاقة في الجسم، وقد اضطررت لهذه المقدمة حتى أستطيع الانتقال للحديث عن تقنية الحرية النفسية بعد ذلك – إن شاء الله – لأنها مبنية على طريقة العلاج بالإبر الصينية ولكن من دون إبر، إنما باستخدام أصابع اليد في الربت (الطرق الخفيف بأطراف الأصابع على أماكن معينة).

   الخلاصة: أقرب طب لشرعنا الإسلامي وبما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من قواعد التداوي وتقسيمه للأغذية بالحرارة والبرودة ونحوها، ومعرفة أن بعض الأمراض سببها العين والحسد والأرواح الشريرة (الشياطين)؛ هو الطب القديم، ومنها الطب الصيني، الطب الهندي، الطب التبتي، الطب اليوناني.

   وأبعد طب عن منهجنا الإسلامي هو الطب الحديث (الغربي) الذي يجعل الإنسان مثل الآلة، ولا ينظر للإنسان نظرة شمولية بحيث إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وهم أيضا لا يعتبرون القلب أهم عضو في الجسم، بل لا يؤمنون بالأمراض الروحية مثل: العين والحسد والمس والسحر، مع الاعتراف التام أن الطب الحديث تفوق على ما قبله بالجراحة، وأما في التشخيص الدقيق والعلاج الصحيح فهو عند الطب الشرقي.

======================

مسارات الطاقة:

بحسب الطب الصيني: يوجد في جسم الإنسان (12) مسارا للطاقة الحيوية أساسية، وهناك (8) مسارات فرعية، تسري بها الطاقة صعودا ونزولا (بحسب المسار)، وأي خلل في هذه المسارات فإنه ينتج عنه المرض العضوي أو النفسي.

   وهذه المسارات تُعتبر مسارات وظيفية وليست تشريحية، أي أننا لو قمنا بتشريح الجسم فلن نجدها بالعين المجردة – وهذا حتى لحظة كتابة هذه السطور، وقد يستجد جديد فيما بعد-، ولكنها مسارات وظيفية لا تُرى مثل كثير من الأشياء في أجسامنا كالمشاعر وإفراز الهرمونات ونحوها، لا ترى بالعين المجردة ولكن يمكن قياسها ببعض الأجهزة أو التحاليل، وهذه الفلسفة عمرها أكثر من (4000) عاما!

   فمسارات الطاقة في جسم الإنسان مثل خطوط الطول والعرض في الكرة الأرضية، فلو حفرنا الأرض لن نجدها لكن المعلومات المبنية عليها صحيحة.

   حتى وقت قريب كان بعض الأطباء الغربيين رافضا لهذه الفلسفة لأنه ليس هناك دليل علمي عليها، ولكن قام العلماء باختراع جهاز قياس فارق الجهد الكهربائي في الجسم، وعندما يتم وضع الحساسات لهذا الجهاز على نفس نقاط الإبر الصينية فإنها تعطي إشارة عالية لكهربية هذا المكان، وتضعف هذه الكهربية كلما ابتعدنا عن نقطة الطاقة في الجسم، وكانت هذه الأجهزة إثبات علمي على صحة هذه الفلسفة القديمة!

أجهزة قياس فارق الجهد الكهربائي في الجسم:

وقد نشأت عدة مدارس علاجية عن مسارات الطاقة ومنها: التدليك، الحجامة، تقنية الحرية النفسية، تقنية تاباس، وغيرها من المدارس العلاجية الأخرى.

======================

تجارب ودراسات على مسارات الطاقة:

الباحث: د. فريد جاللو – المصدر:

http://www.meridian-therapy.com/research_view.php?researchid=16&cid

   في عام 1950م, صرّح يوشيو ناكاتاني بأنه في أمراض عضوية معيّنة توجد بعض نقاط الوخز الممتدة على طول مسار الوخز للعضو المصاب، تتميز بوجود مقاومة كهربائية أقل من مناطق الجلد المجاورة (فعلى سبيل المثال: في أمراض الكلى تتميز الكثير من نقاط الوخز المرتبطة بالكلية بوجود مقاومة كهربائية أقل من مناطق الجلد الأخرى)، وقد استنتج أن مقدار المقاومة لهذه النقاط يتفاوت باختلاف الوقت على طول اليوم, ودرجة حرارة الإبرة المستخدمة في الوخز حسب البيئة الموجودة فيها, ودرجة النشاط بالإضافة إلى الوضع العاطفي للمريض.

   وفي أواخر السبعينيات قام الدكتور روبرت بيكر وزملاؤه بتحديد القيم ذات المقاومة الأقل لما يزيد عن 50% من نقاط الوخز الممتدة على طول مسار الطاقة المرتبط بالأمعاء الغليظة، وقد اقترح الدكتور بيكر نظرية تقول بأن “نقاط الوخز تعمل كمكثفات لتيار مباشر (Direct Current) [و يعرف أيضا ً بتيار DC ] شبه موصل يمر على طول الخلايا المحيطة بالأعصاب (Perineural Cells) والتي تلتف على كل عصب من الأعصاب الموجودة في جسم الإنسان، ويصبح هذا التيار (DC) أكثر سلبية كلما اتجهنا إلى أطراف أصابع اليدين والقدمين, بينما يكون أكثر إيجابية كلما اتجهنا إلى منطقتي الجذع والرأس”، (وهذا يماثل نظرية ينج ويانج Yin & Yang). ومن المعروف أن الجلد يعمل كبطارية (الجزء الخارجي من الجلد سالب القطبية بينما الجزء الداخلي من الجلد موجب القطبية). وجد بيكر أن نقاط الوخز كانت ذات قطبية موجبة أكثر من مناطق الجلد المجاورة, وأن الوخز بالإبر يؤدي إلى short circuit this battery وتوليد تيار كهربائي ناتج عن الجرح يدوم لعدة أيام.

تعود هذه الزيادة في النشاط الكهربائي إلى الأسباب الآتية:

(1)   التفاعل الأيوني بين إبرة الوخز و سوائل الجسم.

(2)   النبضات الكهربائية ذات التردد المنخفض الناتجة عن تدوير الإبرة.

   وتتدفق هذه الطاقة المتولّـدة على امتداد نظام الـ (DC) إلى الدماغ لتكون متوافقة مع الـ (Qi) المعروف لدى العلاج التقليدي بالإبر الصينية.

   في عام 1978 م تمكـّن لوسياني من إنتاج صور كيرليان (Kirlean) للأثر الكهربائي لنقاط الوخز الممتدة على طول مسارات الطاقة المرتبطة بالأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة عن طريق استخدام الصمامات المضيئة (Light Emission Diode).

   وأثبت الباحث الفرنسي بيير دي فيرنيجول وجود نظام مسارات الطاقة في الجسم عندما قام بحقن نظائر مشعـّة (Radioactive Isotopes) في نقاط الوخز لدى عدد من الأشخاص، ثم تعقـّب حركتها داخل الجسم باستخدام آلة تصوير خاصة تعمل بأشعة جاما, فلاحظ أن النظائر المشعة سرت لثلاثين سنتيمترًا على امتداد مسارات الوخز خلال 4-6 دقائق.

   ثم قام فيرنيجول بتحدي تجربته السابقة وذلك بحقن النظائر المشعة في أوعية دموية في مناطق مختلفة من الجسم بشكل عشوائي بدلا من حقن نقاط الوخز, فلاحظ أن النظائر المشعة لم تتحرك بنفس الطريقة في التجربة الأولى, مما يثبت أن مسارات الطاقة تمتلك نظاما مستقلا من الممرات داخل الجسم.

مسارات الطاقة:

 على الرغم من أن تقارير الوخز بالإبر قد سُجلت في الغرب منذ عام 1800م, إلا أن هذا الأسلوب في العلاج لم ينتشر بشكل كبير حتى السبعينيات من القرن الماضي، فقد أُصيب صحفي  لجريدة نيويورك تايمز بالتهاب في الزائدة الدودية أثناء سفره في الصين وأُجريت له عملية جراحية لاستئصالها دون استخدام مخدر وإنما باستخدام الوخز بالإبر الصينية. وقد لقي هذا الخبر انتشارا واسعا في الصحافة الغربية، وحاول الأطباء أن يفسروا هذا الأسلوب بالزعم بأن السر يعود إلى “الأثر التمويهي”, أي أنه مماثل للأسلوب الذي بموجبه يتم إيهام 30% من الناس تقريبا بفكرة الاستشفاء الذاتي في التجارب التي يُعطى فيها المريض حبة من السكـر بدلا من مما قد يـُعطى في “الطب الحقيقي”. ولكن هذه النظرية أثبتت فشلها حين أظهرت الحيوانات التي أجريت عليها التجربة استجابة جيدة للخصائص المسكنة للوخز بالإبر الصينية (الحيوانات لا تتأثر بالفرضيات أو الاقتراحات).

   في الستينيات من القرن الماضي قام علماء غربيون بتطـويـر تقنية تسمى “صـبـغ الأنـسـجة” (Tissue-Staining), هذه التقنية مكـّنت العلماء من تحديد مسارات الطاقة لدى الأرانب. لكن هذه الأبحاث  لقيت تجاهلا من العلماء في الغرب حتى الثمانينيات من القرن الماضي, عندما قام الباحثان الفرنسيان الدكتور كلود داراس, والدكتور بيير دي فيرنيجول بإعادة تجربة الدكتور هانز باستخدام مواد ملوّنة مشعة خاصة على البشر.

   قام العالمان بحقن وتدوير عنصر التكنيتيوم المشع Radioactive Technetium)) في مناطق الوخز لدى المريض, واستخدموا أجهزة مسح نووية لمتابعة حركة التكنيتيوم. ثم قاموا بحقن هذه المادة في مناطق أخرى من الـجـسـم, عـند ذلك لاحظ العلماء أنه في النقاط المختلفة عن نقاط الوخز كان انتشار الـدلـيـل المشع (Radioactive Tracer) على شكل دوائر متجهة للخارج, مركزها نقطة الحقن. وعندما تم حقن نقاط الوخز الحقيقية لاحظ الباحثون أن الـدليل المشع اتبـّع مسارات الوخز الموضحة في الرسومات القديمة لجسم الإنسان. كـمـا وجـدوا أيضا أنه عـنـد غـرس إبـر الوخز في مـناطـق مـتباعـدة عـلى امتداد المسارات الـموضحة بالدليل المشع ومن ثم تدوير هذه الإبر في مكانها؛ يحدث هناك تغير في سرعة تدفق التكنيتيوم خلال هذه المسارات. وبناء على ذلك فقد أكد هذا البحث الإدعاء الصيني القديم الذي يزعم بأن التحفيز باستخدام الوخز بالإبر الصينية يمتلك تأثيرا على تدفق (Chi) خلال مسارات الجسم.

الوخز بالإبر و الطب الصيني التقليدي:

   تعود الكتابات القديمة عن الطب الصيني التقليدي إلى العام 180 قبل الميلاد في الصين, وهذه الكتابات في أساسها مبنية على الاعتقاد بأن الصحة تعتمد كليا على التدفق المتوازن للطاقة الحيوية والتي توجد في جميع الكائنات الحية, وتعرف باسم (Chi). وحسب نظرية الوخز بالإبر فإن طاقة (Chi) تتحرك خلال الجسم عبر 12 مسارا رئيسيا, وهذه المسارات مرتبطة بأعضاء داخلية وأنظمة عضوية معيّـنة. وعندما يتم غرز هذه الإبر الخاصة في نقاط ٍ معينةٍ (تحت طبقة الجلد مباشرة) على امتداد هذه المسارات, تساعد هذه الإبر على تعديل تدفق طاقة (Chi) ليصبح متوازنا. ويـُعتقد بأن الوخز بالإبر الصينية يساعد على تخفيف الآلام وتعزيز وظائف المناعة، وتحسـّن العديد من الحالات المرضية عن طريق موازنة تدفق الطاقة الحيوية في كافة أنحاء الجسم.

   حسب التقارير المثبتة لدى منظمة الصحة العالمية , يوجد أكثر من 100 مرض مختلف أظهر الوخز بالإبر الصينية فعالية في علاجها, وتشمل هذه الأمراض: آلام الشقيقة المزمنة, التهاب الجيوب الأنفية, البرد, الأنـفـلـونـزا, الـربـو, الحسـاسـيـة, الإدمان, الـقـرحـة, الاضطـرابـات الـمـعـويـة, مـتـلازمـة مـيـنـيـر (Meniere’s Syndrome), الجلطة, عرق النساء, التهاب المفاصل الضموري (Osteo-Arthritis), والكثير من الأمراض الأخرى. وهناك أيضا دلائل تشير إلى أن الوخز بالإبر يفيد أيضا في علاج الأمراض التي تسببها البيئة, والتسمم بالمبيدات الحشرية والمواد الكيميائية أو المعادن السامة والملوثات البيئية الأخرى.

القاعدة الطبية – الحيوية للعلاج الشمولي بالإبر الصينية:  

آندرو باكليك (http://www.Peacefulmind.com)

الملخص:

   أثناء محاولة إيجاد طرق لتوحيد أو تقريب التقنيات التحولية الغامضة للشرق مع النظريات التعليمية للغرب, حاول علم الطب الغربي أن يجد تفسيرا ً منطقيا ً يبين كيف أنه يمكن تخفيف أو إزالة الآلام لدى البشر عن طريق الوخز بإبر صغيرة، هذا البحث يلقي نظرة على الأساليب المختلفة التي حاولت العلوم الحيوية إتباعها لتفسير الطريقة التي يعمل بها العلاج الشمولي بالوخز بالإبر الصينية في شفاء الأمراض. كما يقوم هذا البحث بإلقاء نظرة على النظريات الكيميائية- الحيوية, والميكانيكية-الحيوية, والكهرومغناطيسية- الحيوية التي اسـتـُحـدثـت من أجل تفسير الخصائص الاستشفائية للفن القديم للوخز بالإبر.

   يعتمد هذا الفن القديم على وخز نقاط ٍ معينة على امتداد مسارات أو قنوات الطاقة المنتشرة في سائر أنحاء الجسم. ويمكن تتبع أصول الوخز بالإبر إلى العصر الحجري في الصين, عندما كانت تستخدم السكاكين المصنوعة من الحجارة والحجارة المدببة في تخفيف حدة الآلام والأمراض, (وكانت تـعُرف هذه الأدوات لدى الصينيين القدماء باسم “بــِيـان” “Bian”. وخـلال حـكـم سـلالـة هــان (Han Dynasty) [منذ عام 206 قبل الميلاد و حتى عام 220 م] تم وضع قاموس تفصيلي (Shuo Wen Jie Zi) وفيه تم توضيح كلمة (بـِـيان “Bian”) بأنها تعني [حجرا لعلاج الأمراض] (1). وفيما بعد استـُبدلت هذه الحجارة بإبر مصنوعة من الخيزران وشظايا عظام الحيوانات, وفي عهد حكم سلالة شانج (Shang Dynasty) ساعدت تقنيات صهر وتشكيل البرونز على صناعة إبر معدنية لديها القدرة على نقل الطاقة الكهربائية وطاقة (Chi). وقاد ذلك إلى رسم تخطيط لمسارات وقنوات الطاقة في جسم الإنسان.

   وقد ظل الوخز بالإبر الصينية مجهولا إلى حد ما حتى عام 1974م, عندما كان جيمس رستن – صحفي بجريدة نيويورك تايمز- يرافق الرئيس الأمريكي نكسون في أثناء زيارته للصين, حينها شاهدوا عملية لاستئصال الزائدة الدودية وعمليات أخرى خطيرة تـُجرى بحيث يكون فيها الوخز بالإبر الصينية هو العامل الوحيد للتخدير. وعلى الرغم من المحاولات العديدة لإثبات فعالية هذا الأسلوب, إلا أن الطب الغربي لم يتمكن من تقبل الكيفية التي يعمل بها الوخز بالإبر: يمكنه إثبات “فعالية” هذا الأسلوب ولكن ليس بمقدوره شرح “كيفية” عمله.

 النظريات الكيميائية-الحيوية (Biochemical Theories):

   إن أغلب الأبحاث العلمية التي أجريت لدراسة الوخز بالإبر كانت منصبـّة على الخصائص المسكـّنة للآلام، يمتلك الوخز بالإبر فعالية مؤكدة في علاج الآلام, حيث تصل نسبة نجاحه ما بين 70% إلى 80% من عدد الحالات, وهذه النسبة هي أعلى بكثير من النسبة المحققة باستخدام العلاج التمويهي (Placebo) والتي تصل فعاليتها إلى 30% فقط (2). ولكن المشكلة التي تنفي صحة نسبة جميع الآثار الإيجابية التي تنتج عن الوخز بالإبر إلى الآثار التي ينتجها العلاج التمويهي الذي يعتمد على “الأسلوب الإيحائي” أو الاعتقاد بأن هذا الأسلوب سينجح؛ هي أن كثيرا  من الأطباء البيطريين في الصين قد استخدموا  الإبر الصينية في علاج الحيوانات بنجاح. (3)

   كان الدكتور بروس بوميرانز – الذي يعمل في جامعة تورنتو – منشغلا ببحث يدرس قدرة الوخز بالإبر الصينية وتأثيره في فقدان الإحساس بالألم، يـعمل الـوخـز عـلـى إرسال إشارات عن طريق تنشيط ألياف عصبية نخاعية (Myelinated Nerve Fibers) إلى الحبل الشوكي, والمنطقة الوسطى للدماغ ((Midbrain, والمنطقة التي تـسـمى “مـنطقة سرير المخ النخامية في الجزء المتوسط للدماغ”  Pituitary-Hypothalamus In The Diencephelon)). (4) وقد اكتشفت الدراسات العصبية التي أجريت في أواخر السبعينيات من القرن الماضي المواد الكيميائية الطبيعية التي تُـنتج في الجسم وتـُسمى “الأندورفينات” ((Endorphins. (5) تقوم الأندورفينات بإيقاف الشعور بالألم عن طريق الارتباط بمستقبلات التخدير المنتشرة في جميع أنحاء الجهاز العصبي. وتقوم مـنطقة “سرير المخ النخامية” Hypothalamus-Pituitary)) بإطـلاق (أنـدورفـيـنـات – بـيـتا) (Beta-Endorphins) في الدم و السائل المخي الشوكي (Cerebral Spinal Fluid) بهدف خلق تأثير مسكـّن وذلك عن طريق منع إشارات الألم القادمة من الوصول إلى الدماغ.

   واكتشف بوميرانز أن استخدام الدواء المعروف باسم (نالوكسون Naloxone) – و هو دواء معروف بتأثيره الذي يمنع إفراز الأندورفينات – على الفئران قبل إحداث الألم لا يمتلك تأثيرا يضاهي التأثير الذي يمتلكه الوخز بالإبر الصينية في تخفيف الألم. ودل هذا الاكتشاف على أن إفراز الأندورفين الناتج عن تحفيز الوخز بالإبر هو الآلية الرئيسية وراء هذه القدرة على تخفيف الألم.

   ثم وجه بوميرانز اهتمامه صوب آثار التحفيز الكهربائي وتحريك إبر الوخز، فاكتشف أيضا وجود اختلاف بين التردد العالي مع تخفيف الشدة وبين التردد المنخفض مع تطبيق الشدة العالية. 

   لاحظ بوميرانز أن التردد المنخفض مع الشدة العالية أنتج تأثيرا ًمسكـنا بطيئا في البداية، لكنه بقاءه كان لفترة أطول، وكانت هناك تأثيرات تراكمية أخرى (Cumulative Effects), وبناء على ذلك فإن تكرار العلاج بهذا الأسلوب مرارا يعطي فوائد متزايدة للمريض في كل مرة.

   أما مع التردد العالي مع الشدة المنخفضة فقد نتج عنه تأثير مسكن وبشكل سريع  جدا, وهذا أمر رائع في حـالات الألم الحاد لكن اسـتـمراره كـان لـفـترة أقـصـر ولم تكن له أي آثار تراكمية أخرى (Cumulative Effects). (6)

   في الوقت الحالي يوجد 100 نوع مختلف من النواقل العصبية (Neurotransmitters) والهرمونات العصبية  ((Neuroendocrines في جسم الإنسان, حيث تشكـّل الأندورفينات صنفا واحداً من هذه الهرمونات. (7) ولذلك يوجد الكثير للقيام به من أبحاث واختبارات لدراسة هذه المواد الكيميائية وتأثيراتها المحتملة عند استخدام التحفيز عن طريق الوخز بالإبر.

النظريات الميكانيكية – الحيوية (Biomechanical Theories): 

   كانت التساؤلات الميكانيكية – الحيوية تتعلق بوجود المسارات في جسم الإنسان, وهي قنوات الجسم التي تسري فيها طاقة الحياة (Chi) لسائر أنحاء الجسم. وفي محاولة لتحديد أماكن هذه المسارات بشكل تشريحي, قام طبيبان فرنسيان هما الدكتور كلود داراس والدكتور بيير دي فيرنيجول بحقن متطوعين من البشر في نقاط الوخز بنظائر مشعة (Radioactive Isotopes).

   قام الباحثان بحقن محلول من الملح الأيوني لعنصر التيكنيتيوم (Ionic Salt of Technetium) ومن ثم تتبعوا مساره خلال فترة من الزمن باستخدام آلة تصوير خاصة تعمل بأشعة جاما، فلاحظ العلماء بأن التيكنيتيوم المشع تدفق في المسارات ذاتها الموضحة في الرسومات التفصيلية لجسم الإنسان المستخدمة في العلاج بالوخز بالإبر الصينية والتي تعود إلى مئات السنين (8)، و للتأكد من أن ما قاسه العالمان هي مسارات للطاقة وليست أوعية دموية أو قنوات لمفاوية, قاما بحقن عدد من المرضى بـالتيكنيتيوم في مناطق من الجلد تختلف عن نقاط الوخز بالإضافة إلى حقن أماكن قريبة من الأوعية الدموية والقنوات اللمفاوية. فلاحظوا بأن هذه الدلائل المشعة (Radioactive Tracers) مالت إلى الانتشار على شكل دوائر يبتعد اتجاهها عن النقطة التي تم حقنها. (9)

   فـي عـام 1975م, قــام الــدكــتــور لــيــو واي ك. بــإجــراء أبــحــاث لــدراســة أمــاكــن نــقــاط الــوخــز الــمــوجــودة في مــواقــع الأعـصـاب الـحـركـيـة. وقــد أثـبـتـت دراسـاتـه أن نـقـاط الـوخـز تـتـقابـل مـع الأمـاكـن الـتـي تـدخـل فـيـهـا الأعـصـاب الـحـركـيـة إلـى الـعـضـلات الـهـيـكـلـيـة (Skeletal Muscles)، وكـذلـك فـي الأمـاكـن الـتـي بـها كـثـافـة عـالـيـة مـن الأعـصـاب الـحـركـيـة الـطـرفـيـة عـلـى الـسـطـح، بـالإضـافـة إلـى ذلـك فـقـد وجد أن هـذه الـنـقـاط تـحـتـوي عـلـى عناقيد كـثـيـفـة تـتـكـون مـن مناطق بها أعصاب مغطاة مستقلة وذات مستقبلات تلقائية  (Encapsulated Autonomic Nerve Mechanoreceptor) (10).

    وقد أُجريت المزيد من الدراسات على أبحاث الدكتور ليو, ففي شهر نوفمبر من عام 1987م في العاصمة الصينية بكين نشر الدكتور واتاري تقريرا يستند إلى أعمال الدكتور ليو، فقد وجد واتاري أنه من منظور علم الأنسجة, وصلت كثافة الأوعية الدموية في نقاط الوخز إلى 4 أضعافها في الأنسجة المجاورة، بينما تزيد كثافة الأعصاب فيها 1.4 مرة عن المناطق المجاورة, وتشكـل هذه الأوعية الدموية مع الألياف ما يعرف باسم “التراكيب الكـُـبـيـبـيـة” (Glomerular Structures). (11).

    وقد اعتبرت هذه الدلائل الميكانيكية – الحيوية الجديدة مثيرة للغاية, سواء من ناحية تحديدها لقنوات المسارات في جسم الإنسان, أو في إثباتها بأن نقاط الوخز في الجسم تمتلك أحجاما تزداد كثافتها عن طريق التحفيز.

النظريات الكهرومغناطيسية – الحيوية (Bio-Electromagnetic Theories):

   منذ زمن بعيد كان العلم مدركا لظاهرة كهربائية تعرف باسم “تيار الجرح” (Current of Injury). ويحدث هذا التيار عندما تمر إحدى أنسجة الجسم بصدمة، أو عند حدوث ضرر مجهري في منطقة الجلد, فإذا ما أحدث ثـقـبٌ في خلايا الجلد (كما في حالة استخدام إبرة الوخز على سبيل المثال) تقوم هذه الخلايا بإفراز أيونات تحمل شحنات كهربائية وتقوم بنشرها في الأنسجة المجاورة, وبذلك تنتج شحنة ضعيفة (شبيهة بشحنة البطارية), ويـُدعى هذا التيار الكهربائي الناتج باسم (تيار الجرح – Current of Injury). يُـعرف هذا التيار بقدرته على تحفيز الخلايا القريبة لإعطاء رد فعل استشفائي, لكن ذلك لا يـُفسر الكيفية التي يؤدي بها تحفيز نقاط الوخز باستخدام أشعة الليزر المنخفضة وغير ــ النافذة  إلى التأثيرات العلاجية ذاتها. (12)

   لقد عـُرفت قدرة نقاط الوخز على توصيل التيار الكهربائي منذ عقود من الزمن, ويرجع الفضل في ذلك إلى أبحاث الدكتور ناكاتاني في الخمسينيات من القرن الماضي, بالإضافة إلى أبحاث الدكتور روبرت بيكر في السبعينيات. وقد وجدت الأبحاث التي أجراها الدكتور بيكر على المسارات المرتبطة بالأمعاء الغليظة وأغشية القلب أن النقاط الممتدة على طول هذه المسارات قد أظهرت قابلية للتوصيل الكهربائي أعلى منها في مناطق الجلد الأخرى التي لا توجد بها نقاط الوخز.

   وفي عام 1986م قام العالم الألماني فرتز آلبرت بوب والصيني تشانج لنج زانج بعمل نموذج أطلقا عليه اسم (فرضية تراكب الموجات القائمة – Standing Wave Superposition Hypothesis), وقد عمد هذا البحث إلى احتواء الخاصية الهولوغرافية (تكوين صورة مجسمة) لعملية الوخز بالإبر, كعمل نموذج مصغّـر لكامل الجسم في الأذنين أو القدمين. وتسعى هذه النظرية لتفسير خصائص المقاومة الشاذة للجلد في نقاط الوخز, إضافة إلى قدرة الـتوصيل البيني (Interconnectivity) الظاهرة بينها. (13)

   يوضح نموذج (زانج- بوب) أن جسم الإنسان يتكون من الصوديوم, البوتاسيوم وأيونات غير عضوية مشحونة مثل البروتينات والأحماض النووية (DNA) والتي يـُنتج تسارُعها إشعاعا كهرومغناطيسيا حسب النظرية الفيزيائية التقليدية.

   ونظرا لوجود هذه الأنواع العديدة من الشحنات وتذبذبها خلال الجسم؛ يتولّد نمط ٌ متداخل من الموجات المختلفة ذات الأطوال المتباينة, وتكوّن المجموعات ذات أعلى مجموع لـسـِعـَات الموجات  نقاط الوخز والمسارات بواسطة التداخل البنـّاء, ويمتلك الجلد عند هذه النقاط أكبر قدر من قابلية التوصيل الكهربائي التي تعتمد على الحقل الكهربائي الداخلي الذي يحدده نمط التداخل الناتج من تراكب موجات عديدة. (14) ولذلك, فإن نمط الموجات القائمة لدى شخص مريض سيختلف عنه في الشخص السليم.

   ينتج عن العلاج باستخدام الوخز بالإبر الصينية اضطراب في النمط القياسي للموجة بسبب الحدود الجديدة التي شُكلت بإبرة الوخز, وتقوم الإبرة بتنشيط “تيار الجرح” مما يـُحدث تغييرا ً في الحقل الكهرومغناطيسي؛ ومن ثم تحدث التغيرات في الاستجابة الحيوية التي تنشط خاصية الاستشفاء, وهذه هي النظرية التي تشير إلى وجود الحقول الكهرومغناطيسية لكامل الجسم.

   يعتبر مبدأ “قابلية التوصيل في الأنسجة الاستمرارية” اتجاها آخرا في النظر إلى العلاقة التي تربط ما بين الوخز بالإبر والنظرية الكهرومغناطيسية – الحيوية. تعتبر الكائنات الحية ـ بدءا من مستوى الخلية وانتهاء بالأنسجة الضامـّة  في الجسم ـ  كائنات استمرارية, وليست الخلية هي وحدها التي تعتبر مترابطة بشكل ميكانيكي- كهربائي في وضع متماسك(15), بل إن جميع خلايا الجسم بدورها مرتبطة ببعضها البعض بواسطة الأنسجة الضامـّة (16).

   تكمن وظيفة الأنسجة الرابطة في إبقاء الجسم منظما كما لو كانت رباطا يربط بين الأعضاء الرئيسية والأنسجة, بالإضافة إلى دورها في تدعيم جدران الشرايين والأوردة والأمعاء والمسارات, كما تقوم أيضا بتزويد العضلات بالصفائح والروابط التي تربطها بالتراكيب العظمية. ويـُعتقد أن هذه الأنسجة الضامـّة قد تكون مسئولة بشكل كبير عن الاتصال الداخلي السريع الذي يمكـّن أجسامنا من العمل بفعالية كوحدة كاملة متماسكة, وبناءا على ذلك تكون أساسا مهما لصحتنا. وقد أظهرت الدراسات التي استخدم فيها الرنين المغناطيسي النووي أن العضلات في أجسام الأشخاص الأحياء تشير إلى وجود سائل ذا تركيب شبه بلوري (17 ).

   وعادة ما تمر هذه البلورات السائلة بتغييرات سريعة في المراحل أو الانتقالات عـنـد تـعرضها إلى حقول كهرو- مغناطيسية, كما أنها تبدي استجابات للتغيرات في درجة الحرارة, والرطوبة, وقوى الـضغط والجز ((shear, وتقوم هذه البلورات السائلة الحيوية بحمل الشحنات الكـهـربـائـيـة، وتـتـأثـر غالبا ً بمـسـتـوى الـ (pH) وتركيز الأملاح، وقيمة ثابت العزل الكهربائي في المذيب.

   هناك أنواع عديدة من هذه البلورات السائلة, بدءاً من أكثرها سيولة وديناميكية؛ وانتهاءً بالأنواع التي تكون في حالة صلبة. فالأنواع السائلة لديها قدرة على التدفق والجريان وتشبه كثيرا قدرة الماء على ذلك, وعلى الرغم من أن معظم الجزيئات تميل إلى أن تصطفّ باتجاه واحد؛ إلا أنه توجد بعض الجزيئات الفردية التي يمكنها التحرك بحرية كبيرة وتبادل الأماكن فيما بينها مع محافظتها على سير الاتجاه ذاته للجزيئات الأخرى. ومع ذلك؛ فإن البلورات الصلبة تمتلك نظاما معينا للاتجاه في الأبعاد الثلاثة، وتمتلك أيضا قدرا كبيرا من النـظام في التنقل. و من المعروف جدا أن جميع العناصر الرئيسة في الكائنات الحية تكون إما بلورات سائلة كما في الشحوم الموجودة على الأغشية الخلوية, الحمض النووي [DNA], معظم البروتينات وخاصة بروتينات الخلايا العظمية [Cytoskeletal Proteins], والبروتينات الموجودة في العضلات, وفي الأنسجة الرابطة كالكولاجين، وأخيرا بروتينات “Proteoglycans” (18). ويعتقد العلماء أن هذه الشبكة من “السوائل” هي الوسيلة التي يتم عن طريقها تحفيز الاستجابة لعملية الوخز.

النتيجة:

   بالنظر إلى المحاولات العديدة لعلوم الأحياء في سبيل تفسير كيفية عمل العلاج الشمولي بالوخز بالإبر الصينية في شفاء الأمراض, نجد أنفسنا أمام بعض المفاهيم البارزة. فإذا ما نظرنا إلى الأمور من وجهة كيميائية – حيوية (كما في دراسة بوميرانز) سنفترض أن مـنطقة “سرير المخ النخامية” (Hypothalamus-Pituitary ) تطلق أندورفينات من نوع (بيتا) في مجرى الدم والسائل المخي الشوكي لخلق تأثير مسكـّن؛ يمنع وصول إشارات الألم إلى الدماغ. إن التردد المنخفض مع الشدة العالية أنتجت تأثيرا مسكـّنا بطيئا في البداية؛ لكنه يبقى لفترة أطول، وله تأثيرات تراكمية أخرى (Cumulative Effects). وبناء على ذلك فإن تكرار العلاج بهذا الأسلوب مرارا يعطي فوائد متزايدة للمريض في كل مرة. أما مع التردد العالي مع الـشـدة المـنخـفضة فقد نتج عنه تأثير مسكن وبشكل ٍسريع جدا, وهذا أمر رائع في حالات الألم الحاد؛ لكنه يستمر لفترة أقصر، وليس له أي آثار تراكمية أخرى (Cumulative Effects). 

   ثم قام الدكتور ليو واي ك. بإجراء أبحاث لدراسة أماكن نقاط الوخز الموجودة في مواقع الأعصاب الحركية. وقد أثبتت دراساته أن نقاط الوخز تتقابل مع الأماكن التي تدخل فيها الأعصاب الحركية إلى العضلات الهيكلية (Skeletal Muscles)، وكذلك في الأماكن التي بها كثافة عالية من الأعصاب الحركية الطرفية على السطح.

    أما النظريات الكهرومغناطيسية – الحيوية فهي تستند إلى “تيار الجرح”, ويُـعرف هذا التيار بقدرته على تحفيز الخلايا القريبة لإعطاء رد فعل استشفائي. وقد وجدت الدراسات التي أجراها الدكتور ناكاتاني في الخمسينيات ثم الدكتور بيكر في السبعينيات على نقاط الوخز على توصيل التيار الكهربائي بأن النقاط الممتدة على طول هذه المسارات قد أظهرت قابلية للتوصيل الكهربائي أعلى منها في مناطق الجلد الأخرى التي لا توجد بها نقاط الوخز.

   يوضح نموذج (زانج- بوب) أن جسم الإنسان يتكون من الصوديوم, البوتاسيوم وأيونات غير عضوية مشحونة مثل البروتينات والأحماض النووية (DNA) والتي يـُنتج تسارُعها إشعاعا كهرومغناطيسيا حسب النظرية الفيزيائية التقليدية. وتقوم إبرة الوخز بتنشيط “تيار الجرح” مما يـُحدث تغييرا ً في الحقل الكهرومغناطيسي؛ ومن ثم تحدث التغيرات في الاستجابة الحيوية.

   تعتمد نظرية “الأنسجة الرابطة الاستمرارية” على المبدأ الذي يقول بأن التراكيب الخلوية – العظمية cytoskeletal)) في كل خلية من خلايا الجسم هي نماذج مصغرة من الأنسجة الرابطة التي تشكلها. وقد أظهر الرنين المغناطيسي النووي أن العضلات في أجسام الأشخاص الأحياء تشير إلى وجود سائل ذا تركيب شبه بلوري. وعادة ما تمر هذه البلورات السائلة بتغييرات سريعة في المراحل أو الانتقالات عـنـد تـعرضها إلى حقول كهرو- مغناطيسية. ويعتقد العلماء أن هذه الشبكة من “السوائل” هي الوسيلة التي يتم عن طريقها تحفيز الاستجابة لعملية الوخز.

   يمثل هذا البحث معظم التوجهات الحيوية في الوقت الحالي حول كيفية عمل الوخز بالإبر الصينية في علاج الأمراض, كما أنه يعتبر محاولة لتفسير القواعد الطبية الحيوية للعلاج الشمولي عن طريق الوخز.

المراجع:

(1)   Sources of Chinese Tradition Vol. 1 WM Theodore DeBary, Irene Bloom   Columbia University Press NY, NY 1999.

(2)   Scientific Basis of Acupuncture B. Pomeranz Acupuncture textbook and Atlas, NY, NY 1987.

 (3)   Vibrational Medicine for the 21 Century- Richard Gerber M.D. Eagle Brook, NY, NY 2000 “Acupuncture and Chinese Medicine”.

(4)   “Can Western Science Provide A Foundation For Acupuncture”- Beverly Rubik, PhD. Alternative Therapies Magazine September 1995, Vol. 1 Number 4     

(5)   Vibrational Medicine for the 21 Century- Richard Gerber M.D. Eagle Brook, NY, NY 2000 “Acupuncture and Chinese Medicine”.

 (6)   Scientific Basis of Acupuncture B. Pomeranz Acupuncture textbook and Atlas, NY, NY 1987.

 (7)   “Can Western Science Provide A Foundation For Acupuncture”- Beverly Rubik, PhD. Alternative Therapies Magazine September 1995,
Vol. 1 Number 4.

 (8)   Vibrational Medicine for the 21 Century- Richard Gerber M.D. Eagle Brook, NY, NY 2000 “Acupuncture and Chinese Medicine”.

 (9)   Vibrational Medicine for the 21 Century- Richard Gerber M.D. Eagle Brook, NY, NY 2000 “Acupuncture and Chinese Medicine”.

 (10)     “Can Western Science Provide A Foundation For Acupuncture”- Beverly Rubik, PhD. Alternative Therapies Magazine September 1995,
Vol. 1 Number 4.

 (11)     “Can Western Science Provide A Foundation For Acupuncture”- Beverly Rubik, PhD. Alternative Therapies Magazine September 1995,
Vol. 1 Number 4.

 (12)     Vibrational Medicine for the 21 Century- Richard Gerber M.D. Eagle Brook, NY, NY 2000 “Acupuncture and Chinese Medicine”.

(13)     “Can Western Science Provide A Foundation For Acupuncture”- Beverly Rubik, PhD. Alternative Therapies Magazine September 1995,
Vol. 1 Number 4.

 (14)     “Can Western Science Provide A Foundation For Acupuncture”- Beverly Rubik, PhD. Alternative Therapies Magazine September 1995,
Vol. 1 Number 4.

(15)     Clegg J.S. and Drost-Hansen W. On the biochemistry and cell physiology of water. In: Hochachka and Mommsen (eds.). Biochemistry and molecular biology of fishes. Elsevier Science Publ. vol.1, Ch.1, pp.1-23, 1991.

(16)     Oschman, James L. (Oct. 1996-Jan. 1998) What is ‘Healing Energy’? The Scientific Basis of Energy Medicine. J of Bodywork and Movement Therapies.(Series of articles.) Part 1-6. Kreisand Boesch, 1994.

(17)     Giraud-Guille, M.M. (1988) " Twisted plywood architecture of collagen fibrils in human compact bone osteons" Calcif.Tissue Int., 42:167-180.

(18)     Knight,D. and Feng, D. (1993). Collagens as liquid crystals, British Association for the Advancement of Science, Chemistry Session: Molecular Self-Assembly in Science and Life, Sept. 1, Keele.

============================

 الطب النووي والوخز بالإبر:

   هذه دراسة لحركة الـدلائل المشعة بعد حقنها في نقاط الوخز، وقد تم نشرها في:

(المجلة الأمريكية للوخز بالإبر, الجزء 20, الرقم 3, 1992)

إعداد:

 الدكتور جان كلود داراس, الدكتور بيير دي فيرنيجول, والدكتور بيير البارهد

المصدر:

http://www.meridian-therapy.com/research_view.php?researchid=16&cid


الأهداف:

   هذا البحث يسجل أبحاث المؤلفين عن مسارات نقاط الوخز في جسم الإنسان عن طريق حقن نقاط الوخز بالنظائر المشعة.

التصميم:

   تم اسـتـخـدام النظائر المشعة وهي أكثر النظائر شيوعا [(Techetium-99m (99mtc], على شكل Sodium Pertechnetate. وقــد أجـريــت هــذه الـتجربة باسـتخدام آلة تصويـر تعمل بأشعة جاما, مـن نوع سيمينز SAM (Small Area Mobile) وهـي آلـة تصوير وميضية رقمية. ثم تم تحليل الصور باستخدام جهاز الكمبيوتر الموجود في آلة التصوير, وأجريت الدراسات التكوّنية (التشكلية) و(Morphological Studies) دراسات كمـّية ديناميكية ((Quantitative Dynamic Studies.

   هذه الدراسات التكوّنية (التشكلية) اشتملت على دراسات تحليلية وتفاضلية, ففي الدراسات التحليلية تم حقن النظائر المشعة في نقاط تحكم قياسية (Control Points) بعيدة عن نقاط الوخز, ثم أعطيت حقنة أخرى في إحدى نقاط الوخز. 

   أما الدراسات التفاضلية فقد أجريت بهدف تحديد الخصائص المعينة والفريدة للمسارات التي تمت معاينتها في الدراسات التحليلية؛ مما يسهم في استبعاد التفسيرات التي توحي بكونها أوعية دموية أو قنوات لمفاوية. وبهدف دراسة الممرات الوعائية, تم استخدام اثنين من الدلائل المشعة ((Radiotracers بطاقتين مختلفتين لكي يسهل التمييز بينهما عن طريق التطييف: تم حقن مادة (تكنيتيوم-99م) (Technetium-99m) في نقاط الوخز, بينما حـُقنت مادة ثاليوم (TI 201) في أحد الأوردة الصغيرة المجاورة لنقطة الوخز.

   ولدراسة العلاقة المحتملة بين القنوات اللمفاوية وتلك المعلّـمة بالدليل المشع فقد قام العلماء في الوقت ذاته بحقن  مادة تسمى “Pertechnetate” بنفس مقدار الجرعة (20 MBq) وبنفس الحجم (0.05ml) في إحدى نقاط الوخز وفي نقطة أخرى في المنطقة التي تقع في الفراغ الذي يفصل الأصبع الأول عن الثاني في القدم، وبعد اختيار منطقتين متقابلتين متطابقتين في الشكل والحجم على الساق على امتداد المسار المرتبط بالكبد (مسار الوخز) ومناطق متقابلة أخرى خارج الممرات؛ أجريت دراسة كمّـية على البيانات المأخوذة سابقا.

   أجريت أيضا دراسات تتابعية وأبحاث في التحفيز كجزء من الدراسات الكميّـة الديناميكية. وتهدف الدراسة التتابعية إلى تقييم سرعة انتقال الـدليل المشع على طول القنوات التفضيلية (Preferential Pathways)، فتم حقن الأشخاص السليمين والأشخاص المصابين بأمراض في الكلى  بجرعتين متساويتين في الحجم والنشاط من مادة تعرف باسم “”Sodium Pertechnetate في نفس الوقت عند نقطة الوخز (K-7) في الجهتين اليمنى واليسرى.

   أما في دراسة التحفيز, فقد تم استخدام التحفيز الميكانيكي والكهربائي والحراري على نقاط وخز معيـّنـة بعد حقنها بالدلائل المشعة؛ وذلك بغرض دراسة كيفية انتقالها.

   أجريت التجارب المخبرية بالتعاون مع مختبر علم الخلايا في المستشفى العسكري في بيرسي بباريس لاختبار التغيرات التي يمكن أن تطرأ على إمكانات غشاء الخلايا المحببة “”Granulocyte Membrane عند تحفيز نقطة من نقاط الوخز إما عن طريق الإبر أو شعاع ليزر، وقد تم قياس غشاء الخلية بطريقة قياس الوميض ((Fluorometric Method في عينة من الدم أخذت بعد دقيقة واحدة بعد انتهاء الحقن أو التحفيز, ثم أجريت مقارنة مع عينة قياسية من الدم أخذت من نفس الشخص.

الموقع:

   جرت الأبحاث على مرضى من قسم أمراض الجهاز البولي ومن قسم العلاج بالوخز في الطب الفيزيائي – الحيوي والطب النووي بمستشفى نيكر في باريس. وأجريت جميع التجارب لأكثر من مرة.

المشاركون من المرضى و غيرهم:

   أجريت الأبحاث على أكثر من 250 شخصا سليما ليكوّنوا مجموعة قياسية (Control Group), بالإضافة إلى 80 شخصا تم تشخيصهم بأمراض في الكلى.

 أبرز النتائج الرئيسة المتوقعة:

   توقع الباحثون أن تكون المسارات التفضيلية (preferential pathways) التي اتخذتها الدلائل المشعة تتطابق مع المسارات المرتبطة بنقاط الوخز حسب ما تبينه المخططات التوضيحية الصينية, وأنه يمكن تمييز هذه المسارات عن الأوعية الدموية والقنوات اللمفاوية.

 النتائج:

   وجدت الدراسات التكوّنية (التشكلية)  أن الـدليل المشع الذي تم حقنه في نقاط الوخز في الأشخاص الأصحاء والمرضى قد اتبع نفس القنوات التي يـُطلق عليها في الطب الصيني التقليدي اسم “مسارات الطاقة”, مما يدل على أن هذه المسارات تختلف تماما عن الأوعية الدموية والقنوات اللمفاوية.

   وجدت الدراسات الكمّـية الديناميكية بأنه عندما تم حقن كلتا نقطتي الوخز (K-7) كان الانتشار أسرع في الجانب الصحيح بينما كان أبطأ في الجانب المريض. وفي أمراض التهابات الأعضاء كانت سرعة انتشار الدليل المشع في المسار المرتبط بالعضو كبيرة, كما لوحظ بطء في سرعة انتشار الدليل المشع في الأمراض الانحلالية (Degenerative Diseases) كأمراض السرطان. ويمكن أن تكون هذه النتائج قاعدة لتقييم علاجي أو في عملية التشخيص. وتدل التجارب المخبرية التي أجريت على الأغشية الخلوية على إمكانية استخدام تحفيز نقاط الوخز في إحداث تغيير ثابت وقابل للتكرار في وظائف الخلية.

الخاتمة:

   يتبـيّـن من سرعة ونمط انتشار الدليل المشع في مسارات متطابقة مع المسارات المرتبطة بنقاط الوخز لدى الصينيين: أن هذه الممرات لا تملك أية جذور تربطها في الأصل بالأوعية الدموية أو القنوات اللمفاوية, لكنها على الأرجح مرتبطة بانتشار الأنسجة الرابطة التي تتبع الحزم الوعائية – العصبية على امتداد الأطراف. ومن هذه النتائج يمكننا أن نفترض وجود تداخل في عملية انتقال المعلومات عن طريق آلية كيمائية – عصبية.

========================
 

أبحاث في العلاج بالإبر الصينية ومسارات الطاقة:

   هنا عدة أبحاث تمت مراجعتها في عام 2013 مدعمة مع (20 ألف) من الاستشهادات وتقريبا (1500) تجارب عشوائية بآلية منضبطة أثبتت نجاح الإبر الصينية في العلاج:

http://www.hsrd.research.va.gov/publications/esp/acupuncture.pdf

بحث في تأثير الوخز في تخفيف الألم على العينات العشوائية من المرضى:

http://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S2005290115001545

وهذا الموقع فيه الكثير من الأبحاث المنشورة:

https://www.evidencebasedacupuncture.org

============================

طريقة العلاج بالإبر الصينية:

   الإبر الصينية عبارة عن إبرة نحيفة جدا، ولا يمر سائل بها، فهي إبرة مثل إبر الخياطة تقريبا وليست مثل إبر الحقن.

   توضع الإبرة الصينية في النقطة المطلوبة بحسب نوع المرض والأعراض، ويتم تدوير الإبر (مع) أو (عكس) عقارب الساعة بحسب نوعية المرض، فعكس عقارب الساعة يزود الطاقة في المسار، ومع عقارب الساعة ينقص الطاقة في المسار.

وكمثال: امرأة حامل وهي مسافرة في الطائرة، وبقي على الرحلة ساعتين ولكن حان موعد ولادتها، فما العمل؟

   قام الخبير المعالج بوضع إبرة صينية عند إصبع القدم الصغير (الخنصر) وقام بتدوير الإبرة مع عقارب الساعة لإضعاف الطاقة في منطقة الرحم وبالتالي تغلق فلا تتم الولادة الآن بل بعد نزول الطائرة، وأما لتسهيل الولادة وفتح الرحم فيتم تدويرها عكس عقارب الساعة.

  وهناك نقاط لعلاج كل مرض، بل إن الصينيون عندهم نقاط لإخراج الجن من الجسم، وهناك (عندهم) تلبس خارجي أو داخلي! ولكل منهم نقاطه الخاصة به! ونجد إلى الآن بعض الرقاة غير مقتنع بمسألة التلبس الخارجي والداخلي بالرغم من أنها حقيقة عند الممارسين من الرقاة، وبالرغم من أن الصينيون سبقونا فيها منذ آلاف السنين!

==========================
 

 الإبر الصينية بين القديم والحديث:

   السطور الذهبية التالية كتبها الدكتور/ محمود شعراوي، نائب رئيس الاتحاد العالمي للإبر الصينية ومدير الأكاديمية المفتوحة للطب التكميلي بالقاهرة، وهو متخصص في الطب الصيني، فيقول:

·       هناك رابط كبير ما بين الطب الصيني والطب الهندي والعربي والروسي والأوروبي القديم، وحتى طب جبال التبت، جميعهم لهم منبع واحد وأساس واحد .

·       فنحن في الطب العربي عندنا نظرية الأخلاط والتوازن والحرارة والبرودة .

·       وفي الطب الصيني يوجد الين واليانج، ولابد من دراستها في الطب الصيني حيث إنها أساس في التعلم.

·       وفي الطب النبوي كان النبي صلوات الله عليه (يأكل التمر مع البطيخ) وكان يقول “نستعين بحر هذا على برد هذا” أي حر التمر على برودة البطيخ، وهي من أساسيات الطب العربي.

·       كذلك من أساسيات الطب الصيني كلمة “الين واليانج”، يرمز لها باللون الأبيض والأسود؛ مثل الأرض والسماء؛ الظلام والنور، فهما ضد بعضهما لكنهما مكملان لبعضهما البعض، ويتحول كل منهما إلى الآخر، ويعتمد كل منهما على الآخر، فلها أساس في الطب النبوي .

·       تم اكتشاف هذه النقاط منذ 2000 سنة قبل الميلاد؛ وهي بمثابة معرفة فطرية، فبعض النقاط تم اكتشافها بالتجارب، وبعضها الآخر تشريحي.

·       وبالرغم من أنه قديم، إلا أن نفس النقاط والنظريات والعلاجات بالرغم من مرور كل هذا الزمن إلا أنها لم تتغير!

·       لكن بعض الأشياء تعتمد عندهم على الفلسفة، وهناك أشياء تعتمد على عقيدتهم مما يستدعي لها الفلترة بما يتناسب مع عقيدتنا؛ فنأخذ العلمي المقبول ونترك الفلسفي غير المقبول.

·       الآن في عصرنا الحالي أصبح الطب الصيني له – دليل علمي-، وأسماء أخرى غير الوخز بالإبر الصينية، فصار أيضا له اسم: الوخز بالإبر الطبية، وله أيضا: الوخز العضلي، وله أيضا: الوخز على نقاط الاستثارة أو الألم .

·       من هو الأفضل في أداء الوخز بالإبر؟ هل هو مقتصر على الصينيين فقط؟ الجواب:  لا، بما أنه أصبح منهجا بالإبر الطبية؛ أي لم يعد فلسفة، فبإمكان أي أحد أن يبرع فيه بعد تعلمه جيدا، وتعلم الأمراض والنقاط المعالجة لها، بل إن هناك تقارب ما بين الطب الحديث والطب الصيني، فمثلا: نظرية الين واليانج، نحن نعرف الجهاز السمباثتيك والباراسمبثتك (الإرادي واللاإرادي)، وهذا في علم وظائف الأعضاء من ركائز هذا العلم،
فالجهاز السمباثتيك (يانج) والباراسمباثتيك (ين) فأي شيئين متضادين فهما ين ويانج .

·       عندنا أيضا فرق الجهد الكهربي في الخلية، فهناك سالب وموجب (ين ويانج).

·       نقاط مسارات الطاقة الآن مثبتة بأجهزة تقيسها بالرغم من أن تلك النقاط مكتشفه منذ 2000 سنة قبل الميلاد!

·       ليس من الهام أن أعرف كيف تم اكتشاف ذلك؛ وإنما من الضروري أن أعرف أين هذه النقاط.

·       ليس من الضروري أن أعرف دقائق صنع الهاتف المحمول، إنما من الضروري أن أعرف كيف يستخدم هذا الجهاز .

·       لابد من معرفة الجانب العلمي للوخز بالإبر الطبية .

·       منظمة الصحة العالمية عام 1992م قامت بعمل أبحاث طبية لمعرفة ما هي الأمراض التي تعالج بالوخز بالإبر الطبية، وقامت بتقسيم تلك الأمراض إلى أربعة مجموعات، أمراض أثبتت أن الإبر الصينية ذات أهمية في علاجها(indecated)، وأمراض يُنصح فيها بالإبر الطبية، وأمراض تُجرب فيها الإبر الطبية، وأمراض تُمنع فيها الإبر الطبية.

·       لم يعد الوخز بالإبر مجالا شعبيا كما كان من قبل، إنما اعترفت منظمة الصحة العالمية من بعد محاولات بدأتها منذ العام 1998 وحتى العام 2002 بإستراتيجيه تم تطبيقها منذ العام 2007 في جميع بلاد العالم، ومنها الإمارات العربية المتحدة – وهي الدولة العربية الوحيدة التي بادرت بتطبيق الإستراتيجية في بداياتها – وكانت الإستراتيجية تنص على تقنين الطب التكميلي أو الشعبي أو التقليدي في الوزارات المعنية بالصحة.

·       الوخز الإبري لا يتطلب استخدام الإبر، وإنما يعتمد على النقاط، ولذلك ظهرت مسميات مثل نقاط الإبر الكهربائية، وكذلك استخدام الليزر، وكذلك المايكروسستم، واستخدام صوان الأذن في العلاج، وهناك أيضا العمل على فروة الرأس والمعتمد على تشريح المخ الذي به بعض المناطق التي تمثل مراكز للجسم كله، وبتحفيزها تحدث نتائج رائعة.

·       وهناك طبيب ياباني اسمه (ياماموتو) اخترع طريقه علاجيه تسمى (اليانسة)
ويعالج بها حالات مستعصية على الطب الغربي علاجيا؛ والعلاج الطبيعي في هذه الحالات ما هو إلا داعم لعدم تدهور الحالة، لكن تقدمها جدا ضعيف، في حين أنها تأتي بنتائج باهرة مع العلاج بالإبر أو بالضغط .

·       هنا أيضا الضغط باليد (أكيوبريشر) وهو علاج يدوي بالضغط على نقاط علاجية.

·       وهناك (أبي بنشر) العلاج بلدغ النحل، حيث تفرز النحلة مادة تصدر نفس تأثير الإبرة مع مزايا كبيره على الجهاز العصبي، والوقاية من الأمراض.

·       من ضمن النظريات القديمة في الطب الصيني أيضا: نظرية العناصر الخمسة، حيث رؤيتهم للكون كله أنه مكون من خمسة عناصر:
النار – التراب – المعدن – الماء – الخشب، وهذه العناصر موجودة بالبيئة، كما أنها تمثل جميعها: البدن .

·       ولهذا المفهوم أصل في الطب العربي النبوي، حيث خُلق الإنسان من صلصال من حمأ مسنون، فالصلصال عبارة عن تراب مضافا إليه الماء، والحمأ يعني النار، كما أن أجسادنا بها معادن مثل: الحديد – الزنك – النحاس، كما أننا نتغذى على النباتات (خشب).

·       والعناصر الخمسة هذه والتي أشير إلى ذكرها منذ 2000 سنة قبل الميلاد: مثبته علميا في العلم الحديث؛ حيث إذا تزايدت بعض العناصر على الأخرى في جسم الإنسان فتسبب له المرض.

·       مريض الكبد مثلا: عنصر الخشب عنده هو أعلى هذه العناصر، فنرى في صفاته – النحافة من الجزء العلوي، وبدانة من الجزء السفلي حيث وجود تورمات بالبطن والساقين، حيث يوجد تقارب ما بين الطب الصيني القديم والملاحظات الإكلينيكية.

·       يعتمد الطب الصيني على مسارات الطاقة، وهي شبكة لاسلكية من المسارات توصل الجسم ببعضه البعض، تماما مثل الجوال، حيث نرى النتائج وهي سماع صوت المتحاور دون معرفة ما الذي يجري بالداخل.

·       فيرتبط الجسم ببعضه ارتباطا تتداعى له الأعضاء جميعها بالسهر والحمى إن ضعف أحدهم واشتكى.

·       حيث توصل هذا المسارات القدم بالعين، واليد بالعين ومن اليد للقدم ومن القدم لليد، في شبكة لاسلكية (مريديان) أو قنوات متناغمة متفاعلة؛ حيث تنقل الطاقة للدفاع عن الجسم لتعبر عن الحالة الصحية والحالة المرضية/
فقد تكون تعبير العين بالتعب ناتج عن مشكلة بالركبة، وهنا مكمن الاهتمام؛ حيث ينظر هذا النوع من العلاج إلى الجسم كله نظره شموليه وليست تخصصيه فقط كما في الطب الغربي، فتعب العين مع مشاكل المعدة مع مشاكل العظام مع مشكلات نفسية… كلها أمور مترابطة مع بعضها البعض .

·       فينظر الطب الصيني إلى ترابط الأعراض والنظام الجسدي كله بأجهزته المتنوعة. فإن حدث واختل أحدهم؛ لأدى ذلك إلى اختلال باقي الأجهزة.

·       وللطاقة دورة: كل مسار من المسارات الإثني عشر له دورة تأخذ ساعتين عمل، الرئتين مثلا يبدأ عملهما من الساعة 3ص وحتى 5ص، حيث قمة نشاط الرئتين وأفضل أوقات التنفس، ثم تتوالى الدورات بالقولون.. المعدة.. الطحال.. وهكذا…. حتى نأتي لنهاية اليوم عندما يبدأ الكبد نشاطه في وقت نومنا من الساعة 1ص وحتى 3ص قبل الفجر، فإن اعتاد الإنسان السهر فيحدث خلل في طاقاته وتحدث الأمراض .

·       ولذلك أخبرنا صلوات الله عليه بما ينظم لنا حياتنا في النوم واليقظة،
فوقت القيلولة مثلا من الساعة 11ص وحتى 1 ظهرا، هذا الوقت تحديدا هو وقت نشاط القلب، وفي هذا الوقت لابد من الراحة والاسترخاء،
كل ذلك تم ذكره في الطب العربي والصيني والنبوي.

·       مسارات الطاقة هم 12 مسار طاقة منتظم، كل عضو له مسار، وكل مسار له اسم بأسماء الأعضاء الداخلية، ولكنها لا تعبر عن وظائف الأعضاء، فمثلا مسار المعدة يبدأ من العين لينتهي في القدم، وسمي بالمعدة نظرا لمروره عليها؛ لكنه يقوم بوظيفة على كل نقطه قد مر عليها .

·       هناك أيضا 8 مسارات فرعية، منهم مسار هام جدا يسمى (بالديو) أو (الحكومة) – وهو يبدأ من فتحة الشرج، ويقسم الجسم من الخلف إلى نصفين، وهناك مسار آخر من الأمام يسمى بـ (رن) وهو أيضا يقسم الجسم من الأمام إلى نصفين.

·       تلك المسارات تسمى: قنوات، حيث تسير الطاقة فيها بطريقة قوية جدا، وهي المسؤولة عن توازن الجسم من الأمام (ين) والخلف (يانج)، حيث يسمى الظهر كذلك من الظاهر لذلك فهو يانج، حيث إن الجنين في بطن أمه يكون على ظهره، ويكون مغطى للـ(ين) الخاص به .

·       عندنا شبكة متكاملة من المسارات، فلو نظرنا مثلا للوجه فهو عبارة عن لوحة مفاتيح كهربائية؛ حيث معظم مسارات الطاقة للأعضاء المجوفة تمر على الوجه.

·       كذلك نجد أن معظم الأمراض تحدث خلل في الوجه، فمثلا خلل المعدة يحدث هالات سوداء تحت العين، وإذا كان هناك خلل بالمرارة فيؤدي إلى حدوث تجاعيد بجوار العين، فالأعضاء الداخلية تؤثر في الوجه حيث بداية أو نهاية أو مرور مسار من المسارات بالوجه.

·       إذا نظرنا نظرة عامة في الجسم لوجدنا أن كل منطقة في الجسم قد مر عليها مسار من مسارات الطاقة، فيكون الجسم كله شبكة لاسلكية.

·       أصبح للطب الخاص بالإبر مدارس دولية وجمعيات بريطانية دولية، وليست مقتصرة على الصينيين فقط.

·       واستخدمت الإبر للحيوان كالخيل والبقر والقطط، بل والسمك أيضا.

·       الكي القديم ما هو إلا وخز في نقاط الإبر، لا يستخدم تماما الآن كما كان في السابق لكنه يستخدم بدلا عنه الليزر.

·       هناك أيضا مدارس ألمانية؛ ومدارس طبية تستخدم الإبر .

·       تم عمل إحصائية في بريطانيا عام 1998م فوجدوا أن نسبة 84% من المرضى البريطانيين مزمني الألم يستخدمون الإبر الصينية في علاجاتهم، وهذا دليل على وجود دلائل عمليه لهذا النوع من العلاج، وكذلك تأثيره في المجتمع، وإلا لما اتجهت إليه تلك النسبة من المواطنين .

·       أيضا (الميكروسيستم) فهناك إبر على الأذن، وهناك تمثيل للنقاط على الرأس، وهناك علم السوجوك حيث الرأس موجود بإصبع الإبهام، وتمثيل الصدر والأعضاء الداخلية، كل هذه الأمور لها في الأصل أساس في الإبر الصينية، أيضا للريفلكسولوجي (تدليك باطن القدم) نقاط الجسم الممثلة في باطن القدم .

·       هناك أيضا سكالب أكيوبنشر…. وغيرها.

============================

 العلاج العشبي بين الطب الصيني والطب العربي:

   السطور الرائعة التالية كتبها الدكتور/ محمود شعراوي، نائب رئيس الاتحاد العالمي للإبر الصينية ومدير الأكاديمية المفتوحة للطب التكميلي بالقاهرة، وهو متخصص في الطب الصيني، فيقول:

الأعشاب في الطب الصيني أشبه بالطب العربي والطب الهندي.

وللأعشاب (4) خصائص، و(5) مذاقات، و(4) اتجاهات، و(12) عضوا.

بالنسبة للخصائص الأربعة:

·       فهناك عشبة حارة (يانج – Hot).

·       وهناك عشبة باردة (ين – Cold). فالعشبة الحارة توصف لأمراض البرودة، والعشبة الباردة توصف لأمراض الحرارة.

·       وهناك عشبة دافئة (warm).

·       وهناك عشبة باردة نسبيّا (Cool).

أما عن الخمس مذاقات: فيوجد لدينا: الطعم الحار، الطعم الحلو، الطعم المر، الطعم اللاذع، الطعم المالح.

·       فالأعشاب الحلوة لتقوية الطاقة وتقوية الدم سريعا.

·       والأعشاب المالحة مسهلة وتطرد الأمراض عبر الإخراج .

·       والأعشاب المرة تطرد الرطوبة .

·       والأعشاب الحارة تقوم بتحفيز التعرق لطرد العوامل الخارجية .

·       والأعشاب اللاذعة تمتص؛ فنعالج بها الكحة والإسهال .

أما عن الأربعة اتجاهات:

·       فهناك أعشاب ترفع الطاقة، فنعطيها لحالات انخفاض الطاقة .

·       وهناك أعشاب مخفضة للطاقة، فنعطيها لحالات ارتفاع الطاقة مثل حالات ارتفاع يانج الكبد؛ فنعطي له مخفضات .

·       وهناك أعشاب تقوم بإدخال الطاقة للداخل.

·       وهناك أعشاب تقوم بإخراج الطاقة للسطح .

أما عن الأعضاء: فلكل عضو ما يناسبه من أعشاب، ولا تصلح أي تركيبة عشبية إلا بعد تشخيص دقيق للمريض.

للتشخيص (4) خصائص:

·       رؤية / نرى فيها اللسان ونسأل المريض .

·       وشم الرائحة.

·       ونسمع.

·       نتحسس النبض.

كل ذلك لكي نصل إلى المتلازمة التي نشخص لها العلاج.

·       في الطب الصيني تكون التركيبة العشبية بها أكثر من (10) أعشاب:
أعشاب باردة – حارة – مجففة – ماصة.

 
ولنا حديث آخر بهذا الشأن فيما بعد …

آخر فعاليات الأكاديمية:

Open chat تواصل معنا
مرحبا.. كيف يمكننا خدمتك؟
Hi.. Can we help you?