--!> البرمجة اللغوية العصبية Neuro-linguistic programming
Slider

جديدنا:

  • تم افتتاح كلية العلوم الطبية في تخصصات الطب
    البديل والتكميلي وغيرها.. بجميع الدرجات العلمية (بكالوريوس – ماجستير –
    دكتوراه) وبنظام الدراسة عن بعد أو معادلة الخبرات – وبتصديق من التعليم العالي
    والخارجية والسفارات – للتفاصيل اضغط هنا
  • اعتماد الدورات من كليات عالمية وتوثيق من الخارجية والسفارات.
  • يمكننا تشخيص حالتك وعمل جلسات الرقية الشرعية عن بعد: اضغط هنا للمزيد…

البرمجة اللغوية العصبية Neuro-linguistic programming


البرمجة اللغوية العصبية Neuro-linguistic programming

البرمجة اللغوية العصبية (بالإنجليزية: NLP) هي مجموعة طرق وأساليب تعتمد على مبادئ نفسية تهدف لحل بعض الأزمات النفسية ومساعدة الأشخاص على تحقيق نجاحات وإنجازات أفضل في حياتهم.

وتتميز بأن معظم أساليبها لا يحتاج إلى معالج خارجي، فهي يمكن أن تكون بحد ذاتها وسيلة علاج نفسي سلوكي ذاتي، من خلال تحديد خطة واضحة للنجاح؛ ومن ثم استخدام أساليب نفسية لتعزيز السلوك الأنجع ومحاولة تفكيك المعتقدات القديمة التي تشخص على أنها معيقة لتطور الفرد. ومن هنا جاء تسمية هذا النهج بالبرمجة أي أنها تعيد برمجة العقل عن طريق اللسان أي اللغة.

كان ريتشارد باندلر وجون غريندر هما أول من طرح أسلوب البرمجة اللغوية العصبية في عام 1973 باعتبارها مجموعة نماذج ومبادئ لوصف العلاقة بين العقل واللغة (سـواء كانت لغة حرفية أو غير حرفية (جسدية)) وكيف يجب تنظيم العلاقة بينهما (برمجة) للتأثير على عقل الشخص وجسده وتفكيره. هذا التأثير قد يكون بعلم ووعي الشخص المعالَج أو لاوعيه. ودراسة لبنية الخبرة الشخصية, فهي أساسا تتأسس على أن سلوك الفرد بكامله له بنية قابلة للتحديد عمليا.

بنى جريندر وباندلر أعمالهما على أبحاث قام بها علماء أخرون أشهرهم العالمان الأمريكي نعوم شومسكي والبولنديألفريد كورزبسكي وذلك لنمذجة مهارة كل من ملتون إركسون (طبيب التنويم الإيحائي) وفرجينيا ساتير وفرتز برلز (مؤسس المدرسة السلوكية) إذ أمكنهما من تفكيك هذه الخبرات والحصول عليها وقد استخرجوا 13 أسلوبا لملتون و7 أساليب لفرجينيا ومن هذه المهارات استطاعوا تحديد الوسائل الناجحة المتكررة من النماذج السلوكية للذين تعودوا الحصول على النجاح، وكانوا قادرين على إنجاز هذه النماذج وتعليمها للآخرين، وهي النماذج التي سميت فيما بعد بالنماذج اللغوية العصبية والتي تكون منها هذا العلم. وأهم ما توصل إليه هذان العالمان هو أن الناس يتصرفون بناء على برامج عقلية.

وقد ظهرت دكتورة (……) وقامت بالحديث عن العلوم الحديثة الوافدة من الشرق والغرب، وقامت بربط هذه العلوم على أنها تتنافى مع العقيدة الصحيحة ولكن ربطها كان بطريقة غير صحيحة ولا علمية، وانخدع بعض الناس بكتاباتها، ولكن المتعلم يعلم أنها جعلت نفسها أضحوكة – ومن سار على نهجها -، نعلم نعلم أن المخالفة العقدية مرفوضة في ديننا، ولكن أن نربط كل شيء قادم من الشرق أو الغرب بدينهم فهذا مرفوض، وأيضا أن نجعل ربطهم هذه العلوم بدينهم مرفوضة تماما فهذا أيضا جهل، فلماذا لا تؤخذ هذه العلوم ويتم الاستفادة منها إن كان بها خللا شرعيا أو غيره ويتم تنقيحها من قبل المسلمين؟!

 والحمد لله أن الله أعطانا نعمة العقل وعلمنا شرعه ودينه واضحا في القرآن والسنة وأمرنا أن نتفكر ونتدبر ونعقل، وهذا الأمر يجب أن ينطبق على كل جوانب حياتنا، ومنها جانب اكتساب الفائدة من نواحي متعددة؛ حتى لو كانت من أيدي أناس غير مسلمين، فقد كان المسلمون يتعاملون في المدينة مع غيرهم من المشركين وأهل الكتاب.

هذا رد الشيخ عوض القرني الذي أسلم على يده أحد مؤسسي علم البرمجة اللغوية بفضل من الله تعالى، وهو قد درس هذا العلم دراسة وافية جدا وتعمق في هذه العلوم، ورأى خيرها من شرها، وقال رأيه العلمي الشرعي، وهذه المقالة فيها الرد المفصل على الدكتورة وعلى كل ما كتبته وقالته في هذا الموضوع، جزاهما الله خيرا عن ما كتبا فكل واحد بنيته وفقهم الله وسددهم.


يقول الشيخ الدكتور عوض القرني – حفظه الله:

* * * ما هكذا يا فوز تورد الإبل * * * *

لقد اطلعت على ما كتبته الأخت فوز (….) في ملحق الرسالة في عددين عن البرمجة اللغوية العصبية، فكان أول ما تبادر إلى ذهني هو بيت الشعر العربي الشهير:


أوردها سعد وسعد مشتمل **** ما هكذا يا سعد تورد الإبل


لقد قرأت ما كتبته الأخت فوز حرفاً حرفاً، متلهفاً أن أجد علماً مفيداً أو فائدة جديدة، فإذا بي أفاجأ بخلل فظيع في الفهم، وتناقض عجيب في القول، أخطاء شرعية، علمية، وأخطاء منهجية.
إن الغيرة متأججة، والعبارات ملتهبة في كل سطر من مقال الأخت فوز، وهي مأجورة إن شاء الله على ذلك، لكن الغيرة حين تفتقد إلى الدليل والبرهان والرؤية الشاملة المتوازنة والعدل والإنصاف؛ فإنها حينئذ تصبح محكمة من محاكم التفتيش، ومشنقة من مشانق الاستبداد، وسردابا من سراديب الظلم والظلام.
وإني إذا تأملت ما كتبته الأخت فوز مع ما نقل لي من محاضراتها، واطلعت عليه في مذكرتها؛ لأكاد أن أجزم بأنها تمثل الصورة السابقة من الغيرة غير المستبصرة والتناقض المتدافع.



ولن أتحدث عن البرمجة اللغوية من الناحية الشرعية؛ فهذه لها دراسة تعد للنشر بإذن الله، ولن أتحدث الآن عن محاضرات ودورات ومذكرات الأخت فوز فلها أيضاً دراسة أخرى.
لكنني سأقصر الحديث عن ما نشرته في ملحق الرسالة ومختصراً أيضاً، وقبل ذلك أحب أن أقدم بهذه التوطئة عن قضية البرمجة اللغوية العصبية فأقول: إن العلوم عموما تنقسم إلى قسمين:-


علوم ذات هوية وخصوصية تعبر عن عقيدة وقيم ورؤية للإنسان والكون والحياة وعلاقتها بالغيب.

وعلوم حياتية لا خصوصية لها، وليس لها معتقد ولا قيم دينية تنطلق منها، بل هي علوم تقوم على معطيات عقلية أو تجريبية أو مادية حياتية، ويمكن توظيفها في أي سياق ديني أو ثقافي أو حضاري؛ فتأخذ معنى لها يتفق مع ذلك السياق، فإذا جردت من ذلك السياق وعادت إلى أصلها العلمي المجرد أمكن إعادة توظيفها في سياق ديني أو ثقافي أو اجتماعي آخر.

وبالنسبة للمسلمين فيشترط أن يكون من يقوم بعملية النقل والتلقي لها يجمع بين حسن القصد والرسوخ في ذلك العلم الحيادي الوافد، والفقه في علوم الشريعة، وحتى لو لم تتوافر هذه المعاني في شخص واحد واجتمعت في فريق متعاون فيكفي ذلك .


وبناء على هذه المقدمة فإنني أقول وأنا مطمئن لما أقول: إن علم البرمجة اللغوية العصبية من العلوم الحيادية المشتركة بين الثقافات المختلفة كعلم الطب والهندسة والمحاسبة والإدارة وغيرها من العلوم. وهو علم نافع ومفيد في شحذ طاقات الإنسان وتدريبه على استخدام إمكاناته وفهم الآخرين بسهولة، وهو يعطي الإنسان آليات تجريبية فاعلة لحل المشكلات الزوجية والأسرية ومشكلات العلاقات الإنسانية وإصلاح ذات البين.. كما يمكن الاستفادة منه في التربية والتعليم والدعوة، وهي آليات يمكن أيضاً أن تستخدم في الشر والإفساد، إلى غير ذلك من الفوائد، وبالبحث والاستقراء تبين لي أن كثيرا من مباحث هذا العلم موجودة في الكتاب الكريم والسنة المطهرة.
ولئن كان بعض الناس يشككون في هذا العلم فإنما أتوا من جهلهم بالشرع، أو جهلهم بالبرمجة اللغوية العصبية، أو جهلهم بالأمرين معا، أو لأغراض في نفوسهم.

أما ما كتبته الأخت فوز فأهم ملحوظاتي عليه تتلخص في النقاط الآتية متجاوزاً للأخطاء اللغوية الكثيرة في مقالها:-


أولاً: قالت: (وقفة مع المنهج العلمي ….. حيث يتميز المنهج العلمي أنه دقيق ومتجانس ويمكن الاعتماد عليه إذ ليس فيه كلاماً ملقى على عواهنه).

فأقول كلامها هنا ليس بدقيق ولا متجانس، وهو ملقى على عواهنه.

فهي لم تحدد لنا من أي مصدر ولا أي عالم قال بهذه الأوصاف، وهذه صفة في مقالها كله، أحكام مطلقة، وعبارات قطعية ونهائية، وكأن جميع الناس متفقون عليها، دون أن تكلف نفسها ذكر مرجع علمي واحد أو عالم واحد قال بقولها، فأين الدقة والمنهجية والعلمية وأنت التي جاءت أفكارك وهي “المتوشحة بلباس العلم”؟
لقد قالت بعد أسطر من قولها هذا “ويقصد بالمنهج العلمي تلك الإجراءات التي أجمع العلماء على استخدامها عبر العصور”.
وهنا تساؤلات ملحة مشروعة:-
1. من قال لك أن المنهج لا يسمى علمياً إلا إذا أجمع عليه العلماء في كل العصور؟؟ إن طالباً مبتدئاً في الدراسات الجامعية يعلم من خلال دراسته لمادة البحث والمصادر أن هذا الكلام كلام إعلامي حماسي لكنه ليس دقيقاً ولا علمياً.
جميع العلماء من جميع الملل والنحل وفي جميع التخصصات وفي جميع العصور؟؟ وإذا خالف واحد منهم فليس بمنهج علمي؟؟ لاحظ أيها القارئ الكريم كلمة “أجمع”، رحم الله من قال: ’’لو كان الإنسان يعلم أن كلامه من عمله الذي يحاسب عليه لما تفوه بكثير مما قال.
2. لقد زعمت أن كلامها علمي منهجي، فهل أجمع عليه جميع العلماء في كل عصر حسب شرطها الذي وضعته؟؟
3. حصرها المنهج العلمي فيما ذكر خطير جداً؛ لأنها تحدثت – وإن كان بعبارة غير علمية ولا دقيقة – عن بعض تعريفات المنهج العلمي المادي التجريبي .
لكن هناك مناهج للبحث والاستقراء في العلوم الإنسانية، وهناك منهج للتلقي والفهم للوحي الإلهي.
والذي يظهر أن الأخت فوز متأثرة إلى حد كبير بالرؤية الغربية المادية الدنيوية للعلوم، وأن أكثر قراءاتها فيها؛ ولذلك افتقرت للتأصيل الشرعي الشامل في الحديث عن هذا الموضوع، واكتفت بالصياح والولولة والاستعداء على من تخالفهم – كما سيظهر في ثنايا الحديث عن هذا الموضوع-.
وإليك عباراتها عن المنهج العلمي لتتأكد من أنها لا ترى علمياً إلا ما كان مادياً بحتاً يدخل تحت التجربة والحس، وهذا المنهج يستبعد الوحي من العلمية تماماً، فها هي تقول: (من المعلوم أن مراحل المنهج العلمي تبدأ بالمشاهدات والملاحظات للظواهر، ثم تصاغ على أساسها الفرضيات، ثم إذا ثبت بتجارب صحيحة وكانت لنتائجها مصداقية إحصائية…).

فهي تتحدث عن ظواهر طبيعية مادية بحته ومختبرات وتجارب وفرضيات، وأنا لا أنكر أن هذا قد يكون طريقاً للعلم، لكن الكارثة هي في اعتباره الطريق الوحيد للعلم، والمنهج العلمي الوحيد.
بل إن ذلك هو ما يشعر به عنوان مقالها حين جعلت الوقفات العلمية والاجتماعية غير الشرعية فقالت: (وقفات علمية واجتماعية وشرعية مع البرمجة اللغوية العصبية) .
إنها دسيسة العلمانية التي تسللت إلى عقول أبنائنا وبناتنا عبر التأثر بالثقافة والفكر الغربي دون أن يشعروا بذلك ولا يفرقوا بين ما يجوز أخذه وما لا يجوز، هذه الدسيسة التي تجعل الشرع خصيماً أو قسيماً للعلم.

فهل تنبهت الأخت فوز لهذا الأمر وقد نصبت نفسها وصية على الأمة ومفكريها ومثقفيها دون أن تستطيع أن تفرق بين المنهج العلمي في المشاهدات والمنهج العلمي في الغيبيات والسمعيات؟؟
فتحدثت على أن المنهج العلمي هو ما كان في المشاهدات فقط وهو منهج الغربيين الذين لا يؤمنون بغيب ولا يعتمدون على سمع، إنما هو التجربة والفرض والمشاهدة بل أنها أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا هو المنهج الذي يمكن ((الاعتماد عليه)).

ومع أن الأخت فوز ذكرت مشكورة أن (الإسلام يدعونا إلى المنهجية العلمية) فإنها لم تجد في تحديد المنهج العلمي من ترجع إليه إلا المصطلحات الغربية، وتفضلت في كتابتها بالإنجليزية والعربية لتنال براءة تجاوز سطحية التفكير؛ حيث وصفت البرمجة بأنها “لم تلق ترحيباً في الأوساط العلمية في معظم دول العالم، ولاقت رواجاً حيث تكون سطحية التفكير والرغبة في الجديد والرغبة في الوصفات السريعة ” وهكذا يكون التناقض.
لا يمكن أن يقبل أي شيء إلا إذا لاقى رواجاً في العالم المتمدن الغربي، ثم وفي الوقت نفسه ترد البرمجة لأنها نشأت في أحضان الغرب وكانت من الوافدات الغربية.


ثانياً: لقد تهكمت فوز بكل من يخالف رأيها دون اعتبار لعلمهم ولا لمكانتهم ولا لقدراتهم الفكرية ما داموا لم يوافقوها؛ حتى وإن كانوا دكاترة وأساتذة في الشريعة أو في الطب أو في علم النفس أو قضاة شرعيين، فالبرمجة في نظرها لا تلقى الرواج إلا “حيث تكون سطحية التفكير”.
ونظرياتها مقتبسة من مراقبة بعض الظواهر على المرضى النفسيين الذين يبحثون عن العلاج، وقد تحول نتيجة لانتشارها السريع عدد من المرضى النفسانيين بعد عدد من الدورات إلى مرشدين نفسيين واجتماعيين؛ وهم الذين كانوا وما زالوا فاشلين في دراستهم ومنهم فاشلين في حياتهم الأسرية والوظيفية: “بعيداً عن تدليس المفتونين بهذه الوافدات ولو كانوا أهل صلاح ودعوة” .
بل إن الأخت فوز تجاوزت كل هذا الافتراء على مدربي البرمجة الذين أكثرهم يحمل شهادة دكتوراه في علوم أخرى، وبعضهم في علم العقيدة بالذات، تجاوزت كل ذلك إلى وصف هذا العلم بالسحر والكفر، وإن حكمه يجب أن يُبحث (في ضوء أبواب سد الذرائع وأحكام التعامل مع السحرة ووجوب تحديد الولاء والبراء) وإني لأسأل الأخت فوز أين المنهج العلمي القائم على المشاهدات والتجارب للوصول للنتائج التي أجمع عليها كل العلماء؟؟؟!!!


وأين الدقة العلمية وهي تقول “هذا وقد اختلفت أقوال بعض أهل العلم بشأن البرمجة اللغوية العصبية ما بين تحريم وجواز بينما توقف الكثيرون”؟ من هم هؤلاء الذين حرموا؟ ومن هم الذي أجازوا؟ ومن هم الذي توقفوا؟ لم لم تذكر لنا أسماءهم لنتأكد من صحة قولها وهي صاحبة الدقة والمنهجية؟ ولم لم تذكر لنا أسماءهم لنتأكد أنهم من أهل العلم؟ لماذا الكثير بزعمها توقف؟ وأين الإجماع الذي زعمت الاستناد إليه سابقاً؟.


ثم ها هي تنتقص هؤلاء العلماء الذين زعمت توقفهم وتزكي نفسها فتقول “ومن المعلوم أن الحكم عن الشيء فرع عن تصوره ولا بد من تصور كامل لا تصور مجتزأ لبعض الجزئيات النافعة”.
ولا أعلم كيف تحقق لها التصور الكامل؟ هل درست البرمجة التي جعلت فيها كل خطيئة من السحر وتحضير الأرواح والهونا والشامانية وتحضير الأرواح؟ أم أنها عرفت ما فيها بالإلهام والكرامة؟ أم هي التخرصات والأوهام؟

إن كان بالدراسة فما الذي حلل لها ما حرمت على غيرها؟؟؟ مع أني اعلم أنها لم تدرس منها إلا دورة الدبلوم. وإن كان غير ذلك فتلك الكارثة {ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا}.
يا ترى لو قام أكثر من ثلاثة آلاف متدرب ومتدربة في السعودية ممن اتهمتهم فوز بكل هذه الفواقر برفع قضايا عليها ماذا سيكون موقفها؟!!
وإنك لتعجب من كل هذه التناقضات التي رمت الكاتبة بنفسها فيها، فبعد أن أخرجت علم البرمجة وأهله من كل نقل وعقل وسفّهت رأي كل من خالفها، وأباحت لنفسها ما حرّمت على غيرها عادت لتقول ’’وأؤكد أنه رأي ارتأيته بعيداً عن إطلاق أحكام شرعية بالجواز أو الحرمة، فللفتوى أهلها”! إذا لم يكن كل ما قلتيه فتوى فما هي الفتوى؟

أيضاً ألم تتدخلي حتى في طبيعة دورات البرمجة وقلتِ أنها ’’بيعاً غرراً”؟؟ ألم تقولي أن نهاية البرمجة خروجا من ((كل عقل ودين))؟ ألم تقولي ’’إن البرمجة اللغوية هي الخطوة الأولى في طريق دورات الطاقة وما يتبعها من استشفاءات شركية؟؟ .. وغير ذلك الكثير مما خطه قلمك.

بل لقد أفتيت بما يحجم عن الفتوى فيه كبار الأئمة والعلماء بدون بصيرة ولا علم، فلا حول ولا قوة إلا بالله. ثم إذا كان هذا مجرد رأي رأيتيه من غير دليل ولا منهج لا شرعي ولا مادي؛ فعلى أي أساس هذا التكفير والتضليل والتفسيق والإخراج من الملة؟ أما كان الأولى بكِ أن تسألي أهل العلم أو تتوقفين عن الفتوى؟

ثم مع التهوين من شأن كل مخالف فها هي تزكي نفسها في غرور عجيب حين تقول “وإنما هو رأي مبني على دراسة مستفيضة لأصول هذا الفن ونهاياته” وهذه الدعوى لا يعلمها ولا يسلم بها المتخصصون في هذا العلم إلا إن كانت هذه الدراسة المستفيضة تمت في الأحلام وعلى أيدي غير المتخصصين.
ثالثا: لقد قامت الأخت فوز باستعداء السلطة والعلماء والتربويين والمسئولين ضد هذا الخطر الداهم، والفوضى العارمة، والهزيمة، والمصيبة مع أنها تعلم أن أكثر المتخصصين في هذا العلم هم من أصحاب التديّن، والكثير منهم من أصحاب العلم الشرعي. وقد مرت بالأمة موجات فكرية واضحة من المادية والعلمانية والحداثة لوثت فيها مقدسات الدين وأصول العقيدة ولم نر لها في مواجهة ذلك كلمة واحدة. فهل يا ترى وراء الأكمة ما ورآها ويُلبس لكل حالة لبوسها؟؟ أرجو ألا يكون ذلك.


وأقول للأخت فوز لقد وقع في يدي مذكرة لها مليئة بالطوام العلمية الشرعية والمنهجية البحثية، ولو كان الاستعداء منهجاً لذوي الألباب لوجد صاحب المقال لقوله مجالاً. وكان الأولى بها بدلاً من هذا الهياج والصياح أن توثق أقوالها وتدلل عليها.


رابعاً : لقد امتلأ مقال الأخت فوز بالتناقضات والمغالطات، ومن أمثلة ذلك:
أنها تبني مقالها كله على رفض البرمجة لأنها وافد من الغرب، ثم تجعل أكثر مقالها استشهادات من أقوال الغربيين؛ لكنها مع الأسف استشهادات غير موثقة.
وها هي تقول “أن البرمجة وهم لا يرقى ليكون فرضية”, ثم تعود فتقول بعدها بأسطر “أن نظريات البرمجة مقتبسة من مراقبة بعض الظواهر”.

وها هي تحلل وتحرم بل وتكفر، ثم تعود فتقول أنها لا تحلل ولا تحرم.

وها هي تغالط فتنسب لمجهولين أقوالاً خطيرة مثل من اعتمر وهو في فراشه، ومثل من يزعم مهارة استغلال طاقة الأسماء الحسنى ومهارة الاستفادة من أشعة لا إله إلا الله، دون أن تحدد من هم هؤلاء، وهل هم يقولون ذلك من منطلق أن ذلك من البرمجة؟
ثم تواصل في أسلوب خطابي ****ئي استفزازي بل إسفافي التهجم على جميع مدربي البرمجة ومتدربيها فتقول: “إن من له أدنى بصيرة ليرى بكل وضوح واقع الإسفاف الفكري والضرر النفسي والاجتماعي ناهيك عن المتعلقات العقدية المتنوعة باختلاف المدارس والمدربين فيقف ملتاعاً مرتاعاً من العواقب الوخيمة التي تنتظر السائرين في هذا الطريق”.
وهكذا لم تستبق في قاموسها شيئاً من الذم والتجريم والتحريم لم تستعمله دون أن تكلف نفسها عناء إثبات شيء من ذلك بدليل أو برهان اللهم إلا الإسقاطات الإيحائية المطلقة بلا خطام ولا زمام.


وأخيراً فإن البرمجة اللغوية العصبية اجتهاد بشري يصيب ويخطئ، والعصمة لكتاب الله وسنة رسوله لا غير، والنقد المنهجي العلمي ظاهرة صحية يجب أن نحرص عليها، لكن عندما يصبح النقد أحقاداً تنفث أو مغالطات تروّج أو تناقضات تسوّق أو فتح لأبواب جهنم وإغلاق لأبواب الجنة بغير دليل ولا برهان فإن الأخذ على يد السفيه وحماية عقول الناس والحيلولة دون امتطاء الدين مطية للأغراض، أقول إن ذلك حينئذٍ واجب شرعي على أهل العلم وطلابه.

وأخيراً فإني أعتب على ملحق الرسالة عدم الموضوعية في نشر صور بعض أعضاء هيئة كبار العلماء في المقال إيحاء بأن لهم موقفاً من البرمجة اللغوية، ولا شك أن الإعلام يعتمد على الإثارة كثيراً، لكن الإثارة الذكية شيء؛ والكذب المغلف أو المكشوف شيء آخر.

د. عوض بن محمد القرني
مفكر إسلامي
مدرب معتمد في البرمجة اللغوية العصبية

= = = = = = = = = = = = = =

فتوى د. قيس بن محمد آل مبارك – عضو هيئة كبار العلماء في السعودية – عن العلاج بالطاقة والبرمجة اللغوية العصبية:

السؤال: انتشرت في الوقت الحالي علوم الطاقة انتشاراً واسعاً، خاصة في الجانب العلاجي، فهل يجوز العلاج بالطاقة، وممارسة فنونها المختلفة، مثل الريكي. الماكروبيوتك. وكذلك البرمجة اللغوية العصبية، وعلى يد ممارسين مسلمين؟

الجواب:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالريكي كلمة يابانية، فكلمة “ري” تعني الكون، وكلمة”كي” تعني الطاقة، فيكون معناها الطاقة الكونية.
فجسم الإنسان فيه سبعة مراكز، يسمَّى كل مركز منها شكرة، ولكل شكرة لونها الخاص وفقاً لاهتزازها، وتتصل هذه المراكز باثني عشر مساراً داخل الجسد، بحيث تصل الطاقة عبر هذه المسارات إلى أجزاء الجسم.
فالريكي يعني تحريك هذه المواضع، بحيث يتم بوضع اليد، أو الإصبع على مواضع من الجسد محدَّدة عبر ثلاثة تمارين، بحيث يترتب على ذلك توازن في الطاقة الداخلية، ومن ثمَّ تصل الطاقة عبر المسارات إلى داخل الجسم.
فالريكي بهذا المعنى الذي ذكرته لك يُعتبر علما صحيحًا.
“الماكروبيوتك” هو نظام غذائي نباتي يعتمد على التقليل من الدهون وتكثير الألياف، فهو غذاء يركز على ما يسمُّونه موازنة الطاقة الحيوية، من أجل الارتقاء بالصحة, فهو بهذا المعنى أيضاً يُعتبر علماً صحيحاً.
أما البرمجة العصبية فإنها وسيلة تُعين الإنسان على تنمية ملكاته، والارتقاء بمهاراته، وشحذ همته، وما يتبع ذلك من تحسين طريقة تفكيره، وتهذيب سلوكه. وقد عرفها بعضهم بأنها: ( علم يقوم على اكتشاف كثير من قوانين التفاعلات والمحفزات الفكرية والشعورية والسلوكية التي تحكم تصرفات و استجابات الناس على اختلاف أنماطهم الشخصية).
فهو بهذا المعنى علمٌ صحيح، مستنده الملاحظة والتجربة.
غير أني وجدت مَن يرى بأنه يحوي أفكاراً مخالفة للشرع، فيقول: (هي خليط من العلوم والفلسفات والاعتقادات والممارسات، تهدف تقنياتها لإعادة صياغة صورة الواقع في ذهن الإنسان من معتقدات ومدارك وتصورات وعادات وقدرات، بحيث تصبح في داخل الفرد وذهنه لتنعكس على تصرفاته).
وهذه دعوى تحتاج إلى إثبات، فإن صحّ وُجود شيءٍ من ذلك فلا شكَّ في تحريمه.
وأنت أيها السائل لا حرج عليك في استعمال أي معالجةٍ ما لم يكن فيها شيءٌ محرَّم.
بمعنى أن فنون المعالجات بالطاقة مباحة من حيث الأصل، غير أن هذا لا يمنع من وجود بعض الممارسات المحرَّمة، وهذا شأن استعمال جميع المباحات، مثال ذلك العلاج بالعقاقير والأدوية فإنه جائز، غير أنه يحرُم بالنجاسات، والعلاج بالطاقة شأنه شأن العلاج بالعقاقير.
ثم إنك مأجور إن شاء الله تعالى إن حسُنت نيَّتك في معالجة الناس.

المصدر: http://www.islamtoday.net/fatawa/quesshow-60-120047.htm

آخر فعاليات الأكاديمية:

Open chat تواصل معنا
مرحبا.. كيف يمكننا خدمتك؟
Hi.. Can we help you?