العلاج الضوئي Light Therapy
من كتاب: الطب البديل مكمل للطب الحديث
للبروفيسور / أ.د. جابر القحطاني – أستاذ علم الصيدلة ورئيس قسم العقاقير في وزارة الصحة السعودية – وخبير العلاج بالأعشاب
نحن نعلم أن الغدة الصنوبرية التي تفرز هورمون الميلاتونين والمسؤولة عن التحكم في وظائف الجسم، مثل: إنتاج الهورمونات، ودرجة حرارة الجسم، وموعد النوم، وخلاف ذلك، إن الارتباك في الإيقاع الدوري من الممكن أن يؤدي إلى الأرق والاكتئاب، إن استخدام ضوء الشمس الطبيعي والأشكال الأخرى من العلاج الضوئي أثبت في الحقيقة أنه فعال في تثبيت إيقاع الجسم الدوري الطبيعي. وإذا ما نظرنا إلى الغدة الصنوبرية، وهي التي تنظم الإيقاع الدوري، فهي تتأثر بوجود الضوء أو غيابه.
يحتوي ضوء الشمس الطبيعي على جميع الأطوال الموجية الخاصة بالمجال الضوئي التي نحتاج إليها للحفاظ على صحتنا. إن الضوء الطبيعي هو الذي يطلق النبضات التي تنظم معظم وظائف الجسم. إن الضوء الصناعي مثل المصابيح المتوهجة ولمبات النيون تفتقد المجال الضوئي المتوازن والكامل الموجود في ضوء الشمس. لا يستطيع جسم الإنسان امتصاص بعض المواد الغذائية من دون بعض الأطوال الموجية المعنية. إن التعرض بشكل غير كاف للضوء الصحيح من الممكن أن يؤدي إلى أو يزيد هذه الظروف سوءا، مثل: الاكتئاب، والسكتة الدماغية، وضعف جهاز المناعة، وسقوط الشعر، والسرطان، وفرط النشاط الحركي، وهشاشة العظام، ومرض الزهايمر.
لقد تم استخدام أنواع مختلفة من العلاج الضوئي بفاعلية في علاج عدد من الأمراض. بعض هذه المعالجات الضوئية مثل:
1- علاج الضوء المبهر أو الساطع:
يتضمن هذا العلاج استخدام الضوء الأبيض
الساطع الذي يراوح في شدته بين 2000 و 5000 لكسي، واللكس يساوي ضوؤه ضوء
شمعة واحدة، ونحن نعرف أن متوسط ضوء المنازل يراوح ما بين 50 و 500 لكسي. لقد أثبت الضوء
الساطع فعاليته في علاج الضور Bulimia، وهو مرض يتميز بنوبات من الأكل من دون القدرة على السيطرة على
النفس، وكذلك متلازمة فترة النوم، حيث لا يستطيع الشخص أن ينام بعمق قبل منتصف
الليل وعدم انتظام الحيض.
2- العلاج بالليزر البارد:
وهو استخدام شعاع منخفض الكثافة من ضوء الليزر الذي يحفز عملية الالتئام الطبيعية عند مستوى الخلايا، علاج الليزر البارد أثبت فعاليته في علاج الألم والإصابات والمتلازمة الصفاقية العضلية التجبيرية. كذلك يعد فعالاً طب الأسنان والأمراض الجلدية والعصبية.
3- العلاج بالضوء ذي الطيف الكامل:
يعد التعرض لضوء الشمس الطبيعي والأشكال الأخرى من الطيف الضوئي الكامل فعالاً في تخفيف عدد من الأمراض مثل الاكتئاب، وزيادة النشاط الحركي، وارتفاع ضغط الدم، والصداع النصفي، وأعراض ما قبل الدورة الشهرية، ولا يزال ضوء الشمس يستخدم لعلاج الصفار عند الأطفال حديثي الولادة. إن ضوء الطيف الكامل وأيضا الضوء الأبيض الساطع لهما فعالية لا علاج الخلل الشعوري العاطفي الموسمي والمعروف بكآبة الشتاء، وهي الاكتئاب والإجهاد وتناول الطعام بشراهة كبيرة وانعدام الرغبة الجنسية.
4- العلاج الضوئي الديناميكي:
يقوم هذا العلاج على حقن صيغة تمتص الضوء في أنواع خاصة من الأورام الخبيثة ثم تعريض هذه الأورام إلى ضوء معين. تمتص الصبغة الضوء مسببة تفاعلات كيميائية تقوم بقتل الخلايا السرطانية.
5- مقياس البصر النشط المتزامن:
من أجل تنشيط مراكز السيطرة في المخ التي تنظم مختلف وظائف الجسم، يتم استخدام ضوء ملون داخل العين مباشرة. يتم استخدام مقياس البصر النشط المتزامن العلاج الألم والالتهابات والصداع وإصابات المخ.
6- العلاج بالأشعة فوق البنفسجية:
لقد استخدم هذا النوع من العلاج لعلاج
حساسية الصدر والسرطان وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، ومتلازمة ما قبل الحيض.
تعد أشعة الشمس.
فوق البنفسجية “أ” أكبر الأطوال الموجية من الإشعاعات الأخرى، وتعد كذلك من أخفها ضرراً. توجد أنواع عدة من العلاج بالأشعة فوق البنفسجية. أشعة الشمس فوق البنفسجية “أ” تفضل جزءاً من الطول الموجي لأشعة الشمس فوق البنفسجية «أ»، وهي تستخدم لعلاج مرض الذئبة الحمراء. ويتضمن علاج الدم الإشعاعي سحب كمية دم من جسم الإنسان نحو ثمن جالون وتعريضها للإشعاع بواسطة الأشعة فوق البنفسجية، ثم إعادة حقن الدم في الجسم. لقد استخدم هذا العلاج بنجاح لعلاج أزمات الربو، وتسمم الدم، والسرطان، والروماتويد المفصلي، والأعراض المنبثقة من مرض الإيدز، والعدوى. يمكن لمرضى البهاق والصدفية الاستفادة من العلاج بأشعة السورالين فوق البنفسجية “أ”، حيث يحقن المريض أولاً بالسورالين، وهو دواء حساس للضوء ثم يعرض المريض للأشعة فوق البنفسجية “أ”.