المس الشيطاني ودخول الجني للجسم وأعراضه والمس العاشق
هل يدخل الجني إلى داخل الإنسان؟ أم يصيبه من الخارج فقط؟
يقول شيخ الإسلام ابن تيميه: “ليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع وغيره، ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب ذلك، فقد كذب على الشرع، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك”. وكيف ينكر أمر مشاهد ملموس، يتكلم الشيطان على لسان المصروع بلغة غير لغته ولهجة غير لهجته ونبرة صوت غير نبرة صوته؛ يخبرك الشيطان على لسان المصروع عن أمور لا يعلمها ولا يدركها المصروع نفسه؛ ويشعر المصروع بسريان الشيطان في جسده وبتأثيره عليه في بدنه، وقد يفسد عليه عقله وفكره، ويجعل أعضاءه تتصرف بطريقة مغايرة للمألوف، فعلى من يُنكر دخول الجني بدن الإنسي ويخالف أئمة أهل السنة والجماعة، أن يأتي بدليل فوق كتاب الله وفوق كلام رسول الله.
ما أنواع المس الذي يدخل الجسد؟
1- المس الطائف: هو الشيطان الذي يصيب الإنسان أو هو الغضب أو الهم بالذنب أو الذنب (باختلاف المفسرين).
2- المس العارض: وهو تلبس حقيقي، يتلبس الجني الإنسي ساعات من النهار أو الليل ثم يخرج من جسده ثم يعود إليه مرة أخرى في اليوم التالي أو بعد أسبوع أو بعد شهر أو بعد سنة، أو أنه يخرج ولا يعود، لا أعاده الله.
3- الاقتران الدائم (التلبس الحقيقي الدائم): اقتران دائم يسكن الجني في عضو من أعضاء الإنسان كالبطن والرأس والساق والأرحام والعمود الفقري أو يكون منتشراً في جميع جسمه من أعلى رأسـه إلى أخمص قدمه، لا يفارق صاحبه أبدا فهو معه في الليل والنهار كعضو من أعضاء جسده.
4- المس الخارجي: يتسلط الشيطان على الإنسان من خارج جسده بصورة دائمة أو عارضة، وقد يتشكل الجني على صورة إنسان أو حيوان فيمس الإنسي، أو يجلس الشيطان على كاهل الإنسان فيجد صعوبة في الحركة أو يسبب له ضيقاً في الصدر ووسوسة وعصبية أو يأتي الإنسان عند النوم ويضغط على منطقة الحركة في المخ فيشعر الإنسان بحالة من الشلل ولا يستطيع أن يتكلم أو يصرخ أو يتحرك وهو ما يسمى (بالجاثوم)، أو يتشكل الشيطان على صورة حيوان صغير يتحرك بين ثياب الإنسان وجسده، وقد يتسبب في جرحه وضربه أو ينفخ في وجهه أو يفزعه ويخيفه فلا يستطيع النوم، أو تتشكل الجنية على شكل امرأة جميلة فتطلب الجماع من الإنسي أو العكس، وتكون القراءة على المصاب بهذا النوع من المس بنية الطرد والتحصين وإبطال السحر.
5- المس المتعدي :يكون الشيطان مقترنا بشخص ما، ولكن لسبب أو آخر نجده يتسلط على شخص في الغالب له علاقة بالشخص المقترن به، وبهذا يتعدى شره إلى أكثر من شخص فيسمى المس المتعدي، وليس بالضرورة أن يكون تعدي المس من نفس الجني الذي هو متلبس بالمريض ولكن ربما يكون بسبب أتباع ذلك الشيطان، وربما تلبس الجني الإنسان من الخارج وأثر عليه ولم يدخل فيه.
وهم على طبقات، فمنهم الجن العادي، ومنهم المردة، ومنهم العفاريت…
ما هي أسماء المس التي يدخل بها الجني للجسد؟
1- حارس العين: يدخل بسبب العين ليحرسها ولا يجعلها تخرج، وهم في العادة إما مردة أو عفاريت، وسبق الحديث عنه وكيفية علاجه في صفحة العين والحسد.
2- خادم السحر: يدخل للجسد بهدف حراسة السحر ولا يجعله يبطل.
3- المس العاشق: يدخل الجني (الذكر) في الإنسية (الأنثى) لأنها أعجبته (أو العكس) فيدخل ليستقر في منطقة الحوض غالبا، ويقوم بعمل كل شيء يستطيعه من المعاشرة والمنع من الزواج ومنع المرأة من الحمل والولادة أو كرهها لزوجها، ويحدث العكس كذلك إن دخلت جنية (أنثى) في إنسي (ذكر)، وقد يدخل ذكر من الشياطين في ذكر إنسي، أو تدخل أنثى من الشياطين في أنثى من الإنس، – ولنا حديث خاص مع المس الزاني -.
4- المس المعتدي: والذي يدخل بسبب أن الشخص آذى الجني بسكب الماء الحار عليه أو تخويفه (مثل فتح الأبواب المغلقة بقوة أو نحوها) فيدخل انتقاما.
5- الزار: ويدخل مع الحفلات الطربية والرقص ونحوها وخاصة الحفلات الأفريقية، وهذه من الحالات الصعبة لأن الشياطين فيه أقوى من غيرها غالبا.
6- مس القرين: تحدث الإصابة من القرين فؤذي الإنسي بالوساوس والتفكير السلبي…
7- المس المقترن بالكنوز.
8- المس المقترن بالمكان أو اللباس.
– ما سبب دخول الجني أو الشيطان لجسد الإنسان؟ وكيف يتأذى الشيطان من الإنس فيؤذيه؟
منها:
1) أن يكون الشخص مصابا بالعين أو الحسد، وهي ثغرة في هالة الجسم تسمح للشيطان الدخول من خلالها، وربما يحرس العين بحيث لا يدعها تخرج.
2) السحر: يحدث في حالات السحر تسلط شيطاني على المسحور من خدام السحر، ويمكن مع طول مدة السحر أن يأنس خادم السحر بالجسد الذي يعيش فيه حتى يعشق صاحب الجسد فيتحول إلى جني عاشق، وخاصة إذا كان في المرأة المسحورة جني ذكر، وكان في الرجل الإنسي جنية (أنثى)، وهذا هو الغالب في السحر.
3) البعد عن الله وترك الصلوات والانغماس في المحرمات يجعل المصاب فريسة سهلة.
4) يتسلط بسبب طلب الإنسي التعامل مع الجن أو ندائه لجن أو كلامه عن الجنيات وتمنيه جنية مثلاً.
5) الاطلاع على كتب ومواقع السحر والتعامل بها، وكذلك كتب ومواقع عبدة الشياطين.
6) مشاهدة المواقع والأفلام الإباحية (الجنسية).
7) الأغاني: فإنها ثغرة من الثغرات التي يدخل بها المس للجسم.
8) أماكن اللهو والزواجات التي يكثر فيها التبرج وتظهر المفاتن، ويقل أو ينعدم فيها التحصين، ورقص الفتاة أمام النساء دون تحصين نفسها، كما اطلعنا على بعض أسباب المس من أفواه المريضات المصابات حيث قال الجني: أعجبتني.. فدخلت فيها.
9) بسبب عشق الجني (أو الجنية) للإنسي، فكما أن الرجل يفتن بالمرأة والعكس فإن الجن كذلك موجودون في الطرق ولكننا لا نراهم، فربما رأى جني امرأة فأعجبته فدخل بها أو أن ترى جنية رجل فيعجبها فتدخل به، أو قد يعشق الجني المرأة (أو العكس) بسبب المشي في البيت أو غيره بملابس شبه عارية (أو من دون ملابس) دون ذكر اسم الله تعالى، أو بسبب نوم الإنسان شبه عاريا دون تحصين نفسه وكذلك إذا دخل الخلاء، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ستر ما بين الجن وعورات بني آدم إذا دخل الكنيف أن يقول بسم الله).
10) الزنا وشرب الخمر والسرقة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “لا يزن الزاني حين يزني وهو مؤمن…” الحديث، ومعناه بأن الشخص ينفك عنه الإيمان إذا زنى أو سرق أو شرب الخمر، فحينها يكون فريسة سهلة لدخول الشيطان.
11) رمي الحجارة في مكان دون ذكر الله، فربما تسقط على جني فينتقم.
12) سكب الماء الساخن في دورة المياه دون ذكر الله، فقد يكون هناك جني فيتأذى من الماء الساخن فينتقم.
13) القفز من مكان عال دون ذكر اسم الله، فربما سقط الإنسان على جني فينتقم.
14) التبول في مكان (ليس في دورة المياه) دون ذكر اسم الله فربما سقط البول على جني نائم فينتقم.
15) فتح الأبواب المغلقة بقوة دون إذن أو تسمية، فربما يكون في الغرفة جني نائم فيؤذيه ذلك، فينتقم.
16) الخوف الشديد، ومثل ذلك الإنسان إذا أصابه حادث سيارة فربما يخاف خوفا شديدا فيصاب بالمس.
17) الحزن الشديد، ويدخل تحته الاكتئاب الشديد.
18) الفرح الشديد.
19) النوم على جنابة.
20) الغناء في دورة المياه.
21) رش المبيدات الحشرية على الحشرات دون تسمية؛ فربما تكون شياطين وتتأذى فتنتقم.
22) كثرة التزين ووقوف الفتاة أمام المرآة وإشغال وقتها بذلك، فقد قال لي أحد عشاق الجن: دخلت فيها منذ المرحلة المتوسطة لأنها كانت تتزين كثيرا أمام المرآة فقد فتنتني فدخلت فيها.
– شخص عندما يتم قراءة الرقية عليه يبكي أو يضحك بشكل لا إرادي، فما هو السبب؟
هذا يدل على وجود الجني في البدن، ويجب أن نعرف هل هو خادم سحر أو حارس عين أو عاشق أو غيرها.
ويتم التأكد من ذلك بقراءة الآيات المتخصصة.
– كيف يعرف الشخص بأنه مصاب بالمس؟
هناك أدلة قاطعة تثبت إصابة الشخص بالمس، ومنها المنامات على أن يراها بشكل متكرر في نومه:
1) أن يرى الشخص في منامه كأنه يسقط من مكان عال أو من السرير أو كرسي فيستيقظ خائفا.
2) رؤية بعض الحيوانات في المنام بشكل مستمر، ولكل حيوان دلالة معينة، فالأسود والنمور تدل على الإصابة بمارد أو عفريت (ملوك الجن)، والجمل يدل على الإصابة بشيطان عنيد وخروجه أشد من الأسود والنمور، ورؤية القردة تدل على شيطان عادي، ورؤية الفيل تدل على الإصابة بمس (أو سحر) أفريقي، ورؤية الزواحف (ثعابين – عقارب – عناكب – صراصير – نمل – وزغ – تماسيح) تدل على الإصابة بمس مارد أو عفريت، ورؤية القطط تدل على المس العاشق، ورؤية الكلاب تدل على المس.
3) الكوابيس الدائمة والأحلام المفزعة.
4) أن يقوم الشخص ويمشي وهو نائم.
5) كثرة رؤية البحار وأنه يغرق فيها تدل على الإصابة بجني غواص أو سحر في بحر.
6) كثرة رؤية الطيران تدل على الإصابة بجني طيار.
7) كثرة رؤية القبور تدل على الإصابة بجي مقابر أو سحر في مقبرة.
8) رؤية حركات وطقوس اليهود في المنام تدل على الإصابة بجني يهودي.
9) رؤية الكنائس والصليب تدل على الإصابة بجني نصراني.
10) صداع دائم أو شبه دائم، متنقل فى الرأس أو ثابت فى مكان منها ولا يجدي معه الدواء.
11) التشنج والصرع من حين لأخر.
12) فقدان المريض التحكم في عضو من أعضاء جسمه أو ألم فى عضو من
أعضائه مع عجز الطب عن تشخيصه وعلاجه (كالصمم، العمى، الخرس الشلل، النزيف).
13) تنميل في القدمين واليدين يحس المريض كأن نملا يمشى على جسمه.
14) الشرود الذهني والخمول والكسل والبلادة والنسيان المستمر، والوسوسة الدائمة والشك في كل شىء وعدم القدرة على التركيز.
15) حب القذارة وإطالة الشعر والأظافر، والجلوس لمدة طريلة في الحمامات والخرابات وأماكن النجاسات والقاذورات.
16) الإعراض والنفور من سماع القرآن والأذان، وحب سماع الغناء.
هناك دلالات تحتمل الإصابة بالمس منها:
1) رؤية السفينة الفضائية في المنام قد تدل على المس أو السحر.
2) البالون في المنام قد يدل على المس أو السحر كما ورد في الحديث في صحيح مسلم.