جديدنا:

  • تم افتتاح كلية العلوم الطبية في تخصصات الطب البديل والتكميلي وغيرها.. بجميع الدرجات العلمية (بكالوريوس – ماجستير -دكتوراه) وبنظام الدراسة عن بعد أو معادلة الخبرات – وباعتماد من التعليم العالي والخارجية والسفارات – للتفاصيل اضغط هنا
  • اعتماد الدورات من كليات عالمية وتوثيق من الخارجية والسفارات.
  • يمكننا تشخيص حالتك وعمل جلسات الرقية الشرعية عن بعد: اضغط هنا للمزيد…

الطب البديل مكمل للطب الحديث


مقدمة كتاب: الطب البديل مكمل للطب الحديث

للبروفيسور / جابر القحطاني – خبير العلاج بالأعشاب ورئيس قسم العقاقير في وزارة الصحة السعودية.

الحمد لله الذي أعانني ووفقني لإخراج هذا الكتاب والطب البديل، إلى حيز الوجود.

مما لا شك فيه أن لكل أمة من الأمم تراثها الخاص بها، وهذا التراث ليس مقصورة على مشرب معين ولكنه يشمل المشارب الإنسانية كافة. ويتوقف حفظ هذا التراث على المستوى الذي وصل إليه بادئ الأمر، ثم على اهتمام أفراد الأمة به مع الأخذ في الحسبان الظروف الداخلية والخارجية التي يمكن أن تتعرض لها أي أمة من الأمم التي قد تقضي على جزء كبير من هذا التراث.

إن الأمة الإسلامية هي أمة العلم، وأول ما نزل على نبينا محمد قوله تعالى {اقرأ باسم ربك الذي خلق}، كما ورد القسم في دستورها الخالد القرآن الكريم بالتعلم في قوله تعالى: {ن والقلم وما يسطرون}، كما جاء دور القرآن الكريم في الشفاء من الأمراض في أكثر من سورة قال تعالى: {وننزل من القرءان ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين}، وفي قوله سبحانه: {قل هو للذين ءامنوا هدى وشفاء}.

وزخرت السنة المطهرة بالحث على التداوي فقد قال – صلى الله عليه وسلم – : لكل داء دواء فإذا أصاب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل، رواه مسلم.

وعن أسامة بن شريك قال: كنت عند النبي – صلى الله عليه وسلم – وجاءت الأعراب فقالوا: يا رسول الله أنتداوى؟ فقال: نعم يا عباد الله تداووا فإن الله ما يضع داء إلا وضع له شفاء غير داء واحد فقالوا: وما هويا رسول الله؟ فقال: «الهرم». أخرجه الترمذي والإمام أحمد في مسنده.

إن الاهتمام بالطب البديل الآن قديم قدم الإنسان نفسه، فكما أن الإنسان إذا شعر بالجوع طفق يبحث عن الطعام بحكم الغريزة التي أوجدها الخالق -سبحانه فيه، فقد كان الحال كذلك عندما يشعر بالألم، فإنه يبحث عما يخفف عنه ألمه، فكان إن امتدت يده إلى البيئة المحيطة به المعروفة بصيدلية الطبيعة التي تشمل النبات والحيوان والمعادن.

ثم طور الإنسان استخدامه لموارد علاجه، فلم يكتف بجزء واحد من النباتات مثلا، وإنما جرب أجزاء عدة مختلفة منه، وخلط أكثر من جزء من النبات الواحد ثم أكثر من نبات ورصد النتائج رصداً ذاتية ليورثها لمن بعده.

ومما لا شك فيه أن الطب البديل كان هو الطب المتداول بين البشر طوال آلاف السنين، ولم يظهر الطب الحديث إلا في القرن الأخير فقط، وقد كانت المملكة النباتية هي المصدر الرئيس للتداوي.

من أبرز المآخذ على الطب الحديث أنه يتعامل مع الإنسان وكأنه كتلة من اللحم فقط، في حين أن الطب البديل والتكاملي قديما وحديثا ينظر إلى الإنسان على أنه جسد وروح، وأنه لا يمكن الفصل بينهما البتة إذا ما أريد للدواء أن يعطي نتائجه المرجوة.

لقد عرف الإنسان بالفطرة شتى أنواع أساليب التداوي، فقد استعمل المصادر النباتية والحيوانية والمعدنية المحيطة به، وكذا أنواع الحجامة والفصد والكي، وتقويم العظام، والوخز بالإبر الصينية، والمداواة المثلية، والعلاج بالفيتامينات والمعادن والمعالجة الانعكاسية، والمعالجة المغناطيسية، والمعالجة الذهنية، والتشخيص بالبديل والمعالجة باليوجا، والعلاج بالضوء، والعلاج بالألوان، والعلاج بالماء، والعلاج بالأكسجين، والعلاج بالحرارة وتمسيد الجسم، والعلاج بلسع النحل، والعلاج بالروائح العطرية والعلاج بالأزهار وخلاصاتها، والعلاج بالطاقة الحيوية، والعلاج بالأحجار الكريمة والعلاج بالصوم، والعلاج بالعصائر، والعلاج بالعناصر الغذائية النباتية وغير ذلك.

والطب البديل هو مجموعة الطرق العلاجية السابقة التي تتعامل مع المريض ككل، وليس مع الأعراض المرضية التي لا تلجأ في علاجها إلى العقاقير الكيميائية التي يستخدمها الطب الحديث.

إن الفكرة الأساسية للطب البديل هي اعتقاد أطباء ومعالجي الطب البديل أن العلاج لا يكون ناجحا إذا لم يتعامل مع المريض ككل، فالطب البديل يأخذ بالطرق العلاجية القديمة التي أثبتت كفاءتها بأن تعاملت بنجاح مع مختلف الحالات المرضية على مر العصور، وفي الوقت نفسه، فهولا يترك أسلوب حديثة إلا ويختبره ليرى صلاحيته لتخفيف معاناة المريض.

لقد بدأ الطب البديل ينتشر منذ مطلع الخمسينيات من القرن العشرين، و بلدان العالم كافة بما فيها أوروبا وأمريكا والصين والهند واليابان وأفريقيا وروسيا وغيرها من بلدان العالم، وذلك بتسميات ومفردات مختلفة، منها: الطب البديل Alternative medicine ، والطب المكمل Complementary medicine، والطب الشمولي Holistic medicine ، و الطب المعاد Compared medicine، والطب الموازي Parallel medicine، والطب الشعبي Folklore medicine.

وفي وهذا العصر الذي يتسم بتوافر خيارات الرعاية الصحية، تبدو خيارات العلاج لا نهاية لها، ففي كل يوم يطالعنا عدد زخم من أنواع العلاج الطبي الحديث والبديل. فكيف تعرف الغث من السمين؟ وهل هنالك علامات خاصة تشير عليك بالسعي نحو علاج طبي تقليدي لحل مشكلة جسمانية كانت أو وجدانية؟ وما المؤشرات التي تشير إلى أن الاعتماد على علاج بديل أو تكميلي أمر آمن؟ تذكر دائما أن العلاجات البديلة قد تراوح بين تلك التي لها جذور من التقاليد التاريخية من الدراسات العلمية أو المعالجة الثقافية إلى تلك التي تعد من قبيل الهراء وقد تسبب الضرر فيما بعد، وحتى تعلم أي مشكلة صحية يمكن منح الثقة لممارس طبي بديل لكي يقوم بعلاجها وأيها تستوجب الرعاية الطبية، فمن المهم أن تصبح خبيرا في المجالين.

إن الفارق الجوهري بين أسلوبي الطب الحديث يحمل ختم البحوث القائمة على أساس علمي، التي تستطيع إثبات صحة ادعاءاتها بالبراهين العلمية. فجبر عظمة مكسورة، أو علاج التهاب رئوي بكتيري، أو إجراء اختبار نسبة الجلوكوز في الدم، أو فحص ورم غير عادي، أو كتلة تنزف دما جميعها أمور لا تزال تقع بأمان داخل نطاق تخصص طبيب الطب الحديث. وعلى النقيض من ذلك، إذا كانت ثمة مشكلة طبية لديك تؤرقك وتؤثر في جودة حياتك وأسلوبها، فإنك قد تفكر في مناقشتها مع متخصص في الطب البديل، إن مسببات التوتر العاطفي تعمل على تعقيد التعامل مع العديد من المشكلات الطبية. والأمراض الشائعة، مثل: الربو الشعبي، وأشكال الصداع المختلفة، وارتفاع ضغط الدم، لها في الغالب مكون نفسي، كما أنها تستجيب بدرجة طبيعية للجمع بين العلاجات الطبية والبديلة.

في واقع الأمر، إن أساليب العلاج غير الطبي، مثل: التأمل الروحاني، والتخيل الموجه، والاسترخاء العضلي المتزايد، تثبت فعاليتها في الدراسات العلمية الموثقة لعلاج إدمان الكحوليات، والقلق، والتهاب المفاصل، والربو الشعبي، وآلام القلب، ونزلات البرد، والاكتئاب، والبول السكري، والحمى، وارتفاع ضغط الدم، والأرق، وأعراض القولون العصبي.

تتزايد الدلائل يوما بعد يوم على عدم الرضا عن الرعاية الطبية الحديثة، فقد واصلت تضخمها بنسبة وبائية منذ منتصف الستينيات. وفي استفتاء أجرته الرابطة القومية للرعاية الصحية في واشنطن عام 1996م ظهرت النتائج الإحصائية التالية ذات الدالة:

1- نسبة مروعة قدرها 75% من المواطنين الأمريكيين يفزعون من إحصائيات أخطاء الأطباء التي تسبب الإضرار بالمرضى أو القضاء على حياتهم

2- 57 % ممن شملهم الاستفتاء يخافون أن يشتد المرض عليهم بعد إدخالهم المستشفى

3- ٪44 زعموا أن لديهم تجربة سيئة مع العلاج الطبي.

ضمن تلك المخاوف المتصاعدة إلى التقرير الشامل الذي أعدته هيئة مراكز السيطرة على الأمراض (CDC)، والذي يذكر أن التكاليف الطبية السنوية لعلاج أهم ستة أمراض مزمنة، هي: أمراض القلب، والسرطان، والسكتة الدماغية، والبول السكري، وأمراض الرئة المعوقة للنفس، وأمراض الكبد التي تشكل نسبة 73% من إجمالي الوفيات على مستوى أمريكا يبلغ مجموعها 425 بليون دولار. ويضيف تقرير المركز أن هذه الأمراض الستة يمكن الوقاية منها إلى حد كبير. وإليكم الإحصائيات المذهلة للمركز التي لم ينفق على الوقاية من المرض عام 1994م سوى 287 مليون دولار، وهو ما يشكل نسبة 0.7% من إجمالي ما أنفق على العلاج، ويعني هذا الرقم أن ما أنفق سنويا على الشخص الواحد في الولايات المتحدة الأمريكية 1,21 دولار للوقاية من تلك الأمراض. وهو مبلغ لا يكفي حتى لشراء المخزون الأسبوعي من مضادات الأكسدة المقوية لجهاز المناعة الذي يكفي شخصا واحدا، ومستهلكو اليوم لا ينتظرون طبيبهم المتخصص في الرعاية الصحية الأولية ولا حتى أحدث الدراسات الحكومية حتى يضعوا خطة الوقاية من المرض. فالناس يريدون الاضطلاع بمسؤولية الإنفاق على صحتهم، وأن يشتركوا في اتخاذ القرار فيما يتعلق بطرق العلاج، وبالأخص كثيرو الإنجاب الذين كثيرا ما يقعون في مشاكل مع السلطات. والطب البديل يحل كثيرة من هذه المشاكل.

وفي نطاق واقع الطب البديل، هناك بعض العلاجات البديلة المقبولة لديهم، مثل: الوخز بالإبر، والتغذية الارتجاعية الحيوية، والعلاج باليد، والعلاج بالأعشاب، والتغذية التي يوافق عليها العديد من الأطباء من الطب الحديث. وفي حقيقة الأمر، يوجد اتجاه متزايد لدى بعض المستشفيات التعليمية المرموقة على مستوى أمريكا للمزج بين المدرستين في الطب. فقد قام أحد مستشفيات بوسطن، بالاشتراك مع كلية طب هارفارد بإنشاء مركز للطب البديل مؤخرا. وحذت جامعة كولومبيا حذوها. بل إن هيئة المعاهد القومية للصحة (NIH) يممت، وجهها شطر العلاجات لا حرص حتى تعرف الغث من السمين. والمكتب المتخصص في الطب البديل التابع لتلك الهيئة يمول الدراسات التي تهدف إلى تأسيس الأساس الإكلينيكي أو رفضه لمختلف أنواع الطب البديل برغم أن العلاجات البديلة مثل الوخز بالإبر الصينية لتخفيف الشعور بالغثيان في أثناء الحمل أو في أعقاب العلاج الكيميائي لمرضى السرطان، أو عصير التوت البري للمساعدة على الوقاية من حالات عدوى المسالك البولية أو التأمل بخفض ضغط الدم تستند إلى أساس علمي، فإنه لا ينصح بالطب البديل كعوض عن الرعاية الصحية في الطب الحديث تحت أي ظرف، فالطب الحديث لا غنى عنه وبخاصة الإجراء الاختبارات الوقائية المهمة، والجراحة التي تنقذ حياة مريض باستئصال ورم خبيث من جسده، أو جراحة الشريان التاجي بعمل مجرى شرياني جانبي لعلاج أحد أخطر أمراض القلب.

يجب ألا ننكر أن هناك شعوذة وابتزازا في علاجات الطب البديل، لكن هناك عقل يجب أن نفكر به، وألا تقدم على أي علاج في الطب البديل حتى نتأكد من هو المعالج ومن هو مصنع العلاج وبائعه، فكثيرا ما نرى اليوم قنوات فضائية تروج أدوية مشبوهة يدعون أنها تعالج جميع الأمراض، وهناك من يروجون منتجات عشبية عن طريق بعض الصحف الرخيصة، وكذلك من بعض المتجولين في الشوارع الذين يعرضون وصفاتهم المميتة. يجب الانتباه إلى هذه الممارسات الخاطئة التي تودي بحياة الإنسان.

في شهر شعبان من عام 1429هـ وافق مجلس الوزراء الذي يرأسه خادم الحرمين الشريفين على إنشاء مركز وطني للطب البديل والتكاملي في المملكة تحت إشراف وزارة الصحة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أهمية الطب البديل بوصفه رافداً لا منافسة للطب الحديث، وإعطاء الناس حق اختيار العلاج المناسب إما من الطب الحديث أو الطب البديل، وهذا حق مشروع متبع في جميع أنحاء العالم.

إن هذا الاهتمام بالطب البديل في جميع أنحاء العالم هو الذي حدا بي لتأليف هذا الكتاب الذي حاولت أن يكون مبسطاً وواضحا وسهلا للقارئ الكريم. آمل أن يكون هذا الكتاب الذي يعد أول مؤلف سعودي من الطب البديل. وقد استعرضت لا أحد فصوله كل النباتات الطبية المستخدمة شعبيا في المملكة، متمنية أن يكون فيه – بإذن الله – إثراء للمكتبات العربية، وتوعية القارئ بالاستعمال الأمثل لعلاج أمراضه والله الهادي إلى سواء السبيل.

المؤلف

 أ.د. جابر بن سالم القحطاني

آخر فعاليات الأكاديمية:

Open chat تواصل معنا
مرحبا.. كيف يمكننا خدمتك؟
Hi.. Can we help you?