حكم قراءة أواخر الكهف لتخفيف النوم كما ورد عند السيوطي.. وهل هذا من الرقية؟
وحكم قراءة القرآن للتخفي من الناس أو للنصر على الظالمين أو لتطويع الحيوانات.. وهل تعتبر من الرقية؟

الجواب من الشيخ: محمد الددو الشنقيطي حفظه الله – رئيس مركز تكوين العلماء بموريتانيا

كلام الشيخ السيوطي عن سورة الكهف يدخل في الرقية، وهي رقية لتخفيف النوم، والرقية تكون إما للشفاء من مرض أو لقضاء حاجة أو للتيسير، وعدد من الصحابة قرأ لإجراء المياه والأنهار، فكانوا يذكرون أذكارا معينة، مثل العلاء ابن الحضرمي قطع مياه الخليج بكلمة ذكر، وهذا يدخل في المجربات، وهذا ليس لكل إنسان فقد ينال هذه الكرامة وقد لا ينالها.

ومثله ما يتعلق بالرقية، فالفضيل بن عياض كان إذا جيء بفرس غير منقاد أو بجمل صعب فيقرأ في أذنه قوله تعالى {أفغير دين الله يبغون، وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون}.

وشيخ الإسلام ابن تيمية جاء في العصور المتأخرة بعد هذا بكثير، فقد كان إذا جيء بصاحب رعاف (نزيف) يقرأ عليه قول الله تعالى {وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر وقيل بعدا للقوم الظالمين} فيتوقف النزيف، وكتبها بالزعفران في قدح فغسله لرجل قد استرسل عليه الرعاف فتوقف.

قال مقدم البرنامج: قد جاء في رواية عن ابن الجوزي فيما يحكيه عن ميمونة المشهورة أنه كان لها جار مؤذ، فشرعت تقرأ من القرآن من كل سورة آية من الفاتحة إلى الناس، فما تمت الختمة حتى أهلكه الله.

فقال الشيخ الددو حفظه الله:

نعم هذا يقع بالنسبة للظلمة، وقد جرب بعضهم بعض الآيات للظلمة ولصرفهم، والقرطبي رحمه الله ذكر قصة حصلت له هو في طرد فارسين من الروم من الإسبانيين له، فقرآ أول سورة فصلت إلى قوله تعالى {لا ينصرون} وقرأ قوله تعالى سورة يس من أولها إلى قوله تعالى {لا يبصرون}، فمرا عليه وقالا: أين الرجل الذي كنا نطرده؟ ولم يرياه.

وقد جربت أيضا في التخفي آيات.

فهذا شيء ليس من الذكر إنما هو من الرقية، والرقية فيها فوائد من القرآن والقرآن فيه فوائد معينة كالشفاء وقضاء الحوائج، وإذا كانت الرقية ليست من القرآن مثل أن تكون من الأحاديث النبوية أو الأدعية أو الأذكار المأذون فيها شرعا فهذا يدخل في نطاق الرقية، فالرقية لا يلزم دائما أن تكون بلفظ الوحي.

المصدر: