جديدنا:

  • تم افتتاح كلية العلوم الطبية في تخصصات الطب البديل والتكميلي وغيرها.. بجميع الدرجات العلمية (بكالوريوس – ماجستير -دكتوراه) وبنظام الدراسة عن بعد أو معادلة الخبرات – وباعتماد من التعليم العالي والخارجية والسفارات – للتفاصيل اضغط هنا
  • اعتماد الدورات من كليات عالمية وتوثيق من الخارجية والسفارات.
  • يمكننا تشخيص حالتك وعمل جلسات الرقية الشرعية عن بعد: اضغط هنا للمزيد…

العلاج بالطاقة الحيوية وطاقة الهرم والتأمل - مفاهيم ينبغي أن تصحح


 كتابة: د. عماد النهار

مدرب وماستر العلاج بالطاقة الحيوية – مؤسس منهج “قوة الموجات” للطاقة الحيوية



قالوا في ثنائهم على أسلوب العلاج بالطاقة:

“إن العلاج بالطاقة وسيلة لا تقدر بثمن، وهى ضرورية لكل من المحترفين وعامة الناس على السواء” (مجلة الطب البديل، إصدار 2001).

” إن العلاج بالطاقة وسيلةُ سهلة التعلم، وذات تأثير هام على منظومة الطاقة داخل جسم الإنسان، بل ولها القدرة على إحداث تغيرات جذرية في مسار حياة الكثير من الناس” – (الدكتور: ليونارد لاسكو، دكتوراه فى الطب).

“إنني كلما استخدمت أسلوب العلاج بالطاقة عند تمريضي للآخرين يمتلكني شعور بالتخوف مما سينتج عنها من التأثيرات، ولكن من المدهش أن الألم الذي طالما عانى منه المرضى سريعا ما يتبدد في دقائق معدودة” – (روبيرتا هورهو، ممرضة ممارسة لطب الأسرة).

“عندما يقوم المعالج باستخدام أسلوب العلاج بالطاقة، فإن دوره يتشابه مع دور العدسة المجمعة، حيث يقوم بتجميع الطاقة الحيوية في جسم الإنسان ثم تركيزها على مجال الطاقة لدى الشخص الخاضع للعلاج، ولذلك فإن من الضروري أن تكون هذه العدسة علي قدر كبير من الوضوح، وبالرغم من أن العلاج بالطاقة تتميز بالسهولة واليسر فإنها تتغلغل في ذات المعالج، مما يزيد من وضوح هذه الذات كوضوح العدسة المجمعة، ولهذا فإن العلاج بالطاقة تمثل عاملا مساعدا ومفيدا لبقية أساليب العلاج بالطاقة، كما أنها في حد ذاتها تمثل أسلوبا رائعا للعلاج. .وبالإضافة إلى كون هذا الأسلوب في العلاج يتميز بالروعة، فإنه يوفر الطاقة الحيوية المعالجة للمعالج ولمن يخضع للعلاج، ولذلك يمكن القول بأن العلاج بالطاقة تمثل الأسلوب الأكثر تقدما في عصرنا الحالي ضمن أساليب العلاج بالطاقة” – (دكتور: جيرى بيتمان، دكتوراه فى الطب).

“تمثل العلاج بالطاقة مهارة سهلة التعلم ومصدرا للتوازن والشفاء والراحة، بالإضافة إلى إعادة تنظيم الوضع الجسماني للإنسان، ولهذا فإنني أهنيء الكاتب ريتشارد جوردن على تحفته هذه بأن جعل المفاهيم الصعبة في صورة كتاب يقرأ، وأيضا علي التزامه بإصدار مثل هذا الكتاب للعالم” – (دكتور : دافيد كامنيتزر، دكتوراه فى علاج الأمراض بتقويم العمود الفقري يدويا).

“بحكم وظيفتي كمحام ، كنت أشعر بالريبة تجاه من يسمون أنفسهم بالمعالجين، ولكنه بعد تعلمي للعلاج بوحدات الطاقة، وجدت فيه أسلوبا فعالا وسهل التعلم للتحكم في الطاقة العلاجية، وبفضل هذا الأسلوب، تمكنت من تخفيف الألم المزمن الذي كان يعانى منه أخي بعموده الفقري، كما أن خفقان القلب والحساسية اللذان كانا يعاني منهما أحد أصدقائي أظهرا تجاوباً حسناً لهذا العلاج، ولذلك فإنني أنصح الجميع بممارسة هذا العلاج.” – (جون نوريتو، محامى بالولايات المتحدة الأمريكية).

“إنني أحب أسلوب العلاج بالطاقة، فمنذ أن بدأت دراسة العلاج بالاستقطاب،وأنا أمارس العلاج بالطاقة لسنوات عدة، ورأيت فيها تمجيد للعلاج بالطاقة،ولهذا فإنني أعالج مرضاي وعائلتي مستخدماً هذا النوع من العلاج ، ودائماً ما أحرز نتائج رائعة.” – (حبيب عبدا لله، دكتوراه في علاج الأمراض بتقويم العمود الفقري يدويا).

“لقد أثبت أن هذا العلاج أساليبه ميسرة ونتائجه أكيدة، وأن أي فرد يستطيع تعلم أسلوب  العلاج بالطاقة سريعاً ثم يطبقها في حياته الشخصية”- (كريس دوفيلد، دكتوراه فى الفلسفة، أستاذ زائر بجامعة سترانفورد).

“يوفر العلاج بالطاقة للجميع نظاماً رائعاً وفعالاً وتجعله سهل المنال،وفي الحقيقة إن هذا الأسلوب هدية تنير العقل البشري” – (جلوريا ألفينوو، ماجستير فى العلوم، صيدلانية معتمدة).

“لم أصادف من خلال خبرتي العريضة مثل هذه النتائج الإيجابية التي يحدثها العلاج بالطاقة، فهذا النوع من العلاج مكن لاعبي الفريق المصابين من استعادة مستويات التنافس العالية في اللعب في غضون فترة بسيطة عقب الإصابة، حتى أن هؤلاء اللاعبين استمروا في التحسن حتى بعد انتهاء جلسات العلاج” – (دوان جارنر، مدرب فريق كرة السلة بجامعة كاليفورنيا).

“ينظر ممارسي طب الطاقة إلى الطاقة على أنها تزيد من تأثيرات أسلوب العلاج المسمي ريكي (وهو أسلوب علاج ياباني الأصل يعتمد على نقل الطاقة من المعالج إلى المريض)، وكذلك بقية أساليب العلاج بالأيدي، وينظر عامة الناس إليها علي أنها تمنحهم القوة لاستكشاف القدرات العلاجية الكامنة بداخل كل إنسان منا” – (إيلان دينوسى، منسقة مشروع برنامج الطب المتكامل والبديل بجامعة ستانفورد).

” إن العلاج بالطاقة شيء رائع ! ففي يومين اثنين فقط استطاع هذا العلاج أن يزيل تيبس ذراعي والذي لم يتجاوب لشهور عديدة من العلاج الطبيعي والكثير من طرق العلاج الأخرى، وها هو الآن يمثل هذا العلاج جزءاً أصيلا من تماريني، ولهذا فإنني أنصح وبشدة الجميع أن يتعلموا هذا الأسلوب الذي يتميز بالسهولة والقوة” – (بيلي وولف، متخصص في طب العلاج).

” يمكن أسلوب العلاج بالطاقة عامة الناس بسرعة وبسهولة من أن يركزوا ويعززوا الطاقة الكامنة داخل القوة الحيوية، حتى يصبحوا ماهرين وفاعلين في أساليب العلاج بالأيدي، فإنني أقول لكل من يمارس العلاج بالاستقطاب أو التدليك أو أي شكل من الطب البديل أن تخصصكم سيأخذ أبعاداً فائقة الأهمية عند ممارستكم للعلاج بوحدات الطاقة”- (هيزر وولف، ممرضة معتمدة، مدرس معتمد للعلاج بالاستقطاب).

” كما أن أسلوب العلاج بالطاقة قد استطاع أن يقضي تماماً على ألم الظهر المزمن الذي طالما عانيت منه، فإنني أعتبره أفضل من علاج الأمراض  بتقويم العمود الفقري يدوياً، ومن العلاج الطبيعي ، ومن الطب الكيميائي. إن هذا الأسلوب شيء ثمين يجب أن تدركنه الممرضات اللاتي يردن أن يأخذوا خطوات إلى الإمام في تخصصاتهم وأن يرتقوا إلى مستويات أعلى من الأداء. ولذا فينبغي أن يدرس هذا العلم في كل مدارس التمريض في الدولة. إن العلاج بالطاقة هو الذي سيغير من الأسلوب المحدود الذي يمارس بها التمريض الآن.” – (لوريالين ماكيرى، متخصص في علاج ألآم ما بعد الإصابة بالزهري).

“عندما أدمج أساليب العلاج بالطاقة مع أسلوب العلاج المسمى ريكي أو مع علاج الأمراض بتقويم العمود الفقري يدوياً أو مع العلاج الجمجمي العجزي، أحصل على نتائج أكثر فعالية . إن العلاج بالطاقة يعطيك سحراً في يديك” – (روني فرانك،معالج جمجمي عجزي).



أبحاث متنوعة:

دراسة عام 2020 شهر مارس تمت في مرافق الرعاية الصحية العسكرية (تمت الموافقة على هذه الدراسة من قبل مجلس المراجعة المؤسسية للبحوث الطبية في الجيش الأمريكي): الطاقة الحيوية علاج فعال للآلام المزمنة، وتقول الدراسة: الطاقة الحيوية لديها القدرة على التأثير على مجموعة متنوعة من أنواع الألم وكذلك التأثير الإيجابي على أنشطة الحياة التي غالبًا ما تكون آلام الجسم مؤثرة عليها.
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/31642490

دراسة نشرت عام 2020 فبراير: تؤكد أن الطاقة الحيوية يمكن أن تقلل الألم والانزعاج العام والقلق والأرق والغثيان.
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/32100622

دراسة تركية نشرت عام 2020: الطاقة الحيوية فعالة في السيطرة على مستويات القلق قبل العمليات الجراحية وتمنع مستويات القلق من الزيادة.
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/32107160

دراسة عام 2019: قوة الطاقة الحيوية: جدوى وفعالية الحد من الألم لدى الأطفال المصابين بالسرطان الذين يخضعون لعملية زرع الخلايا الجذعية المكونة للدم، وتشير هذه النتائج إلى أن ممرضات الأورام المدربين للأطفال يمكنهم إدراج الطاقة الحيوية في ممارستهم السريرية كأداة صالحة لتقليل المعاناة من السرطان في مرحلة الطفولة.
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/31046557

دراسة عام 2019: تجربة فعالية الطاقة الحيوية واسعة النطاق للصحة البدنية والنفسية، وقد لوحظ تحسينات ذات دلالة إحصائية لجميع مقاييس النتائج، بما في ذلك التأثير الإيجابي، والتأثير السلبي، والألم، والنعاس، والتعب، والغثيان، والشهية، وضيق التنفس، والقلق، والاكتئاب:
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/31638407

دراسة عام 2019: الطاقة الحيوية تساعد مرضى غسيل الكلى على تخفيف آلامهم:
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/30170509

دراسة نشرت عام 2018: تجارب استمرت لمدة 5 سنوات في المستشفى تؤكد فائدة الطاقة الحيوية والتدليك:
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC6422004/

دراسة عام 2018: الطاقة الحيوية تعتبر منهجا فعالا في تخفيف الألم:
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/29551623

دراسة عام 2018: الطاقة الحيوية أكثر فعالية وأسرع من العلاج الطبيعي في علاج الآلام لمرضى العمود الفقري وأقل تكلفة:
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5871054/

دراسة عام 2017:
العلاج بالطاقة أفضل من العلاج الوهمي، ولديه إمكانات واسعة كعلاج صحي تكميلي، وهو علاج “مكمل” آمن ولطيف ينشط الجهاز العصبي السمبتاوي لعلاج الجسم والعقل. ولديه إمكانية واسعة لاستخدامه في إدارة الحالات الصحية المزمنة، وربما في التعافي بعد العمليات الجراحية:
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5871310/

دراسة عام 2016: تأثير الطاقة الحيوية على مرضى تقويم مفاصل الركبة: أدت جميع جلسات علاج الطاقة إلى انخفاضات كبيرة إحصائيًا في الألم، ونتيجة لردود الفعل الإيجابية وانخفاض تقييمات الألم بعد جلسات الطاقة تم إنشاء برنامج الطاقة الحيوية في المستشفى (برين ماور بأمريكا)، وأصبح عشرة ممرضين مدربين ومعتمدين في الطاقة الحيوية:
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/26760383

دراسة عام 2015: الطاقة الحيوية تقلل من الإرهاق بين أطباء الصحة النفسية المجتمعية
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/26167739

مراجعة علمية لمجموعة أبحاث سابقة وكانت النتيجة: هناك أدلة تشير إلى أن علاج الطاقة فعال للألم والقلق.
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4147026/

تأثير العلاج بالطاقة على مرض قلة الخلايا المتعادلة:
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3239316/

تم دراسة الريكي لدى النساء اللواتي يخضعن لعمليات استئصال الرحم في البطن وفي المرضى الذين يعانون من السرطان الذين يتلقون العلاج الكيميائي. اقترحت مراجعة 66 دراسة للعلاج بالحقل الحيوي ، بما في ذلك ريكي ، “أدلة قوية على آثار علاج الحقل الحيوي في الحد من شدة الألم في مجموعات الألم والأدلة المعتدلة على انخفاض الألم في المرضى في المستشفيات”.
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/26760383

دراسة عام 2004: الطاقة الحيوية تؤثر على الجهاز العصبي اللاإرادي:
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/15674004



المقدمة:

   الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

   فلقد تكاثرت العلوم والمعارف منذ القدم، وأحييت كثير من العلوم والمعارف القديمة أيضا في العقود الماضية، ومهما بلغنا ومهما تعلمنا فنتذكر الآية الكريمة {وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}.

   وانتقلت كثير من العلوم إلينا نحن المسلمين وخاصة العرب، فمنهم من رفضها بحجة أنها قادمة من المشركين، ومنهم من تقبلها تقبلا تاما بكل ما فيها من صواب وخطأ، ومنهم من أخذها ووضع لها الأسس الإسلامية لتتوافق مع منهج أهل السنة والجماعة.

   وخرجت لنا مقالات وكتب تحارب هذه العلوم حربا قوية، ولقد اطلعت على بعضها سواء فيما يخص هذا الكتيب (العلاج بالطاقة الحيوية) أو العلوم الأخرى كالبرمجة اللغوية أو التنويم الإيحائي أو الفراسة أو غيره، ووجدت أن هذه الكتب والمقالات ذكرت أمورا قد تم إدخالها لهذه العلوم مؤخرا من قبل غير الدارسين للعقيدة من المسلمين، أو أدخلها غير المسلمون، ولكنها ليست من أصول العلم.

   وأيضا لم أجد من واجه هذه المقالات أو بين بعض الأمور غير الصحيحة التي ذكرت فيها لتصحيح المفاهيم، وبحثت في مواقع الإنترنت عن ردود على ذلك وتوضيح وشرح صحيح فوجدت أن كل منهم آثر الانشغال بمزيد من التعلم بدلا من الرد على هذه الكتابات التي يغلب فيها أمورا غير صحيحة وليست واقعية في أغلب المناهج التعليمية الموجودة (على الأقل في عالمنا الإسلامي).

   وقد ظهرت طائفة غير مؤهلة وتصدرت مجال الفتوى وأصبحت تكفر من يدخل في مثل هذه الدورات إذا لم يتب! وإن لم يجد فيها ما يخدش دينه! ويذكرون أمورا عدة يضحك منها من تعمق في هذا المجال، فمن أخذ دورة أو دورتين أو ثلاثة أو خمسة في مجال معين فلا يؤهله ذلك لأن يتكلم في هذا العلم كأنه متخصص، بل يطرح الأمر على المتخصصين ممن مارسوا وتعلموا وتوسعوا ليكونوا هم الذين يحكمون على مثل هذه الأمور، فالعقل لا يستطيع إدراك كل شيء، والعلم حتى الآن لم يصل لذروته ليثبت كل شيء، بل هناك أمور لا تزال محيرة ولم يوجد لها تفسير سواء في مجال الطب أو الفيزياء أو غيره، وهناك أمور لم يستطيعوا كشف أجهزة لإثباتها وتشخيصها مثل العين والحسد والسحر، ولا حتى قراءة ومعرفة هذه الموجات الضارة الممرضة الصادرة من الإنسان أو الحيوان بل وأخطرها لأنها تدخل الرجل القبر وتدخل الجمل القدر – كما قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث -، فلا يحكم على الأمر إلا خبير مطلع ممارس.

   فبعضهم في مواقعهم ومقالاتهم ينقل من المصادر السيئة فقط غير المعتمدة، وبعضهم يجمع ما خالف ديننا ويظهره كأنه هو الإثبات على ضلال هذه العلوم والمعارف، وبعضهم أخذ بعض المقاطع وفسرها كما يهوى، وبعضهم أخذ جزء من بعض المقاطع الصوتية أو المرئية ليؤيد رأيه وترك المقطع المكمل فحذفه لأنه لا يوافق ما يريد الوصول إليه، وذكروا مرتكزات للتحريم لا توجد في المناهج التي نتعلم منها أو أننا يمكننا حذفها إن وُجدت لنبقى في دائرة الحلال.

   ثم قالوا: إن الأمر أصبح فيه شبهة، فأقول: إن كانت الشبهة عندكم فهذه مشكلتكم، لكنها عندنا ليست كذلك، وإن قمتم بربطها بالعقائد المنحرفة، فنحن نربطها بالعقيدة الصحيحة، أو أننا نأخذها كعلم دنيوي بحت لا صلة له بالعقائد أصلا.

   فرأيت أن أوضح هذه الأمور بشيء من البساطة والطرح البحثي والعلمي البسيط بحكم تخصصي في مثل هذا المجال، مع طرح بعض التساؤلات ليجيب عليها مؤلفو هذه الكتب وأصحاب هذه المواقع ليراجعوا أنفسهم قليلا، مع التأكيد على رابط أخوتنا الإسلامية وما أمرنا به ديننا الحنيف، فلسنا نكفر مثل بعض الجهال والمتعالمين الصغار، ولكننا نقول: من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب، كمن تكلم في الطب من غير الأطباء، ومن تكلم في الرقية من غير الرقاة، ولنتذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم تقبل الرقية من الجاهلية والتي كان فيها من الشرك لكنه رد الشرك فقط ولم يرد كامل طرق رقى الجاهلية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن رقى الجاهلية “لا بأس بالرقى ما لم تكن شركًا” ولم يلزمهم النبي صلى الله عليه وسلم بالرقية من القرآن الكريم والسنة النبوية فقط، بل يُحذف ما فيه شرك فقط ليكون الأمر حلالا، ولو كان هذا الأمر مليء بالشركيات، ونطبق هذه القاعدة على العلوم القديمة والحديثة أيضا.

   فأسأل الله تعالى التوفيق والسداد، وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.

محبكم في الله/ د. عماد النهار

 25 ربيع الآخر 1441هـ

مقدمة عن الطب الصيني:

   سنتحدث بشكل مختصر جدا عن بعض مفاهيم الطب الصيني؛ وذلك لأن شرحه يطول جدا، والذي لم يدرس الطب الصيني بشكل دقيق فلا يحق له الحديث فيه، والطب الصيني من أفضل المناهج لشرح الطب الإسلامي الذي يعتمد على أن الجسم كله مترابط، وإذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

   وأيضا هو الطب الذي فيه أنماط الإنسان التي عَرَفها الأطباء القدامى، ومنهم أخذ ابن القيم رحمه الله منهجهم، وانتقلت منهم للطب العربي، وأنماط الإنسان هي (الدموي، الصفراوي، السوداوي، البلغمي)، ويسموها الصينيون بأسماء أخرى، وقد أضافوا لها عنصرا خامسا (الهوائي، الناري، الترابي، المائي، المعدني)، وهي موجودة من قبل في الطب اليوناني والتبتي.

   وهم أيضا – الصينيون – يملكون قانون الزوجية في الطعام والأمراض، وذلك كما قال الله تعالى: {ومن كل شيء خلقنا زوجين}، وأيضا مثلما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما كان يأكل التمر بالبطيخ فقال “نكسر حر هذا ببرد هذا” – صححه الألباني -، وهذه القاعدة العظيمة التي قالها النبي صلى الله عليه وسلم موجودة قبل الإسلام في الطب الصيني والهندي، ومن قبل الطب الصيني والهندي فهي في الأصل في الطب اليوناني، وتسمى “النظرية الثنائية”، فتسمى في الطب اليوناني والعربي (الحار والبارد) وفي الطب الصيني “الين واليانج” (اليانج وهو الحار، والين وهو البارد)، فالطب اليوناني وكذلك الصيني والهندي والعربي يصنّفون الأغذية والأمراض بناء على الحار والبارد، فالأمراض الحارة يتم علاجها بالأعشاب الباردة، والعكس كذلك، فليس علاج الضغط المرتفع (حار – يانج) مثل علاج الضغط المنخفض (بارد – ين)، وليس علاج الأرق (حار – يانج) مثل علاج الاكتئاب (بارد – ين).

   وكذلك في الأعشاب، فالزنجبيل والنعناع وإكليل الجبل واليانسون (الحبة الحلوة) والبابونج والتمر تعتبر من الأعشاب الحارة (يانج)، ولكن البرتقال والكيوي والبقدونس والكزبرة والفراولة والبلح تعتبر من الأغذية الباردة (ين)… وهكذا..

   وكذلك الحجامة، فهي موجودة في الطب الصيني منذ أكثر من 4000 عاما! وجاء النبي صلى الله عليه وسلم وقال في الحديث “خير ما تداويتم به الحجامة” – البخاري-، وأحاديث أخرى في الحجامة كثيرة.

   وأيضا الصينيون عندهم في طبّهم قاعدة (الساعة البيولوجية)، حيث يقولون أن لكل عضو في جسم الإنسان من الأعضاء الرئيسة (وعددها 12 عضوا رئيسا بحسب منهجهم) له ساعتين في اليوم يكون فيهما أعلى نشاطا، وقد تم اكتشاف الساعة البيولوجية في العلم الحديث مؤخرا! وللتفاصيل عنها يرجى زيارة الرابط:

https://en.wikipedia.org/wiki/Circadian_rhythm

الساعة البيولوجية كما في الطب الصيني

   ونلاحظ مما سبق أن النبي صلى الله عليه وسلم وافق على كثير من القواعد الطبية الموجودة سابقا من قبل الحضارات الأخرى والتي ربطوها بمعتقداتهم، لكن النبي صلى الله عليه وسلم ردّ فقط المعتقدات الخاطئة وأخذ ما ينفع هذه الأمة، كما فعل مع الصحابة في رُقى الجاهلية، فأخذ منها ما يفيد، وأخبر الصحابة أن يتركوا ما فيه شرك فقط، على الرغم من أنه لا رقية أقوى وأنفع من القرآن والأدعية النبوية، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الأمر واسعا، وفتح باب التجربة في ذلك بقوله “لا بأس بالرقى ما لم تكن شركًا”، فيصبح عندنا الرقية الشركية، والرقية النبوية، ثم تأتي الرقية المباحة وهي التي يثبت نجاحها بالتجارب مما لم يأت الدليل عليه مثل المحو وبعض وصفات الاغتسال بالسدر والملح ونحوه.

   والطب الصيني أخذ أفضل منهج طبي في العالم، حيث إنه يَعتبِر الإنسان كتلة واحدة مترابطة، وليس كالطب الغربي الذي يفصل كل عضو عن الآخر، وأيضا علاج الطب الصيني آمن وأضراره الجانبية قليلة جدا أو شبه معدومة إذا كانت على يد ماهر، فهم يعتمدون على (4) مرتكزات في طبهم: الإبر الصينية – التدليك الصيني – الأعشاب الصينية – التمارين والرياضات العلاجية (وهذه التمارين معتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية كتدريبات صحية للجسم، وكأحد أنواع العلاج المكمل اللادوائي)، وأما أدوية الطب الغربي فلا يخفى أضرارها الجانبية الكثيرة، كما أن الطب الصيني يعتبر القلب هو العضو الأساس في الجسم (كما في الطب الإسلامي وهذا موافق لمنهج النبوة)، وأما الطب الغربي فيعتبر الدماغ هو العضو الأساس! وفي هذا مخالفة واضحة لمنهج النبوة!

   في المخطوطات القديمة التبتية؛ كان هناك علوم كثيرة وعلاجات كثيرة قائمة على علم الطاقات: النارية والمائية والترابية والهوائية، ونحن الآن في عصر نقول: هل الطاقة حقيقية أم خرافية!!

   علما بأن الطب الحديث لم يأت إلا متأخرا جدا، وقد سبقه القدماء في تشخيص وعلاج الكثير من الأمراض، فمجرد رؤية الوجه يستطيع معرفة الكثير من الأمراض، وكذلك رؤية الكف والأظافر، واللسان والعين، وتشخيص النبض، وغيرها..

   وحديثنا اليوم عن بعض مبادئ الإبر الصينية وارتباطها بخطوط الطاقة في الجسم، وقد اضطررت لهذه المقدمة حتى أستطيع الانتقال للحديث عن تقنية الحرية النفسية بعد ذلك – إن شاء الله – لأنها مبنية على طريقة العلاج بالإبر الصينية ولكن من دون إبر، إنما باستخدام أصابع اليد في الربت (الطرق الخفيف بأطراف الأصابع على أماكن معينة).

   الخلاصة: أقرب طب لشرعنا الإسلامي وبما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من قواعد التداوي وتقسيمه للأغذية بالحرارة والبرودة ونحوها، ومعرفة أن بعض الأمراض سببها العين والحسد والأرواح الشريرة (الشياطين)؛ هو الطب القديم، ومنها الطب الصيني، الطب الهندي، الطب التبتي، الطب اليوناني.

   وأبعد طب عن منهجنا الإسلامي هو الطب الحديث (الغربي) الذي يجعل الإنسان مثل الآلة، ولا ينظر للإنسان نظرة شمولية بحيث إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وهم أيضا لا يعتبرون القلب أهم عضو في الجسم، بل لا يؤمنون بالأمراض الروحية مثل: العين والحسد والمس والسحر، مع الاعتراف التام أن الطب الحديث تفوق على ما قبله بالجراحة، وأما في التشخيص الدقيق والعلاج الصحيح فهو عند الطب الشرقي.

مسارات الطاقة:

   بحسب الطب الصيني: يوجد في جسم الإنسان (12) مسارا للطاقة الحيوية أساسية، وهناك (8) مسارات فرعية، تسري بها الطاقة صعودا ونزولا (بحسب المسار)، وأي خلل في هذه المسارات فإنه ينتج عنه المرض العضوي أو النفسي.

   وهذه المسارات تُعتبر مسارات وظيفية وليست تشريحية، أي أننا لو قمنا بتشريح الجسم فلن نجدها بالعين المجردة – وهذا حتى لحظة كتابة هذه السطور، وقد يستجد جديد فيما بعد-، ولكنها مسارات وظيفية لا تُرى مثل كثير من الأشياء في أجسامنا كالمشاعر وإفراز الهرمونات ونحوها، لا ترى بالعين المجردة ولكن يمكن قياسها ببعض الأجهزة أو التحاليل، وهذه الفلسفة عمرها أكثر من (4000) عاما!

   فمسارات الطاقة في جسم الإنسان مثل خطوط الطول والعرض في الكرة الأرضية، فلو حفرنا الأرض لن نجدها لكن المعلومات المبنية عليها صحيحة.

   حتى وقت قريب كان بعض الأطباء الغربيين رافضا لهذه الفلسفة لأنه ليس هناك دليل علمي عليها، ولكن قام العلماء باختراع جهاز قياس فارق الجهد الكهربائي في الجسم، وعندما يتم وضع الحساسات لهذا الجهاز على نفس نقاط الإبر الصينية فإنها تعطي إشارة عالية لكهربية هذا المكان، وتضعف هذه الكهربية كلما ابتعدنا عن نقطة الطاقة في الجسم، وكانت هذه الأجهزة إثبات علمي على صحة هذه الفلسفة القديمة!

أجهزة قياس فارق الجهد الكهربائي في الجسم:

   وقد نشأت عدة مدارس علاجية عن مسارات الطاقة ومنها: التدليك، الحجامة، تقنية الحرية النفسية، تقنية تاباس، وغيرها من المدارس العلاجية الأخرى.

تجارب ودراسات على مسارات الطاقة:

الباحث: د. فريد جاللو – المصدر:

http://www.meridian-therapy.com/research_view.php?researchid=16&cid=

   في عام 1950م, صرّح يوشيو ناكاتاني بأنه في أمراض عضوية معيّنة توجد بعض نقاط الوخز الممتدة على طول مسار الوخز للعضو المصاب، تتميز بوجود مقاومة كهربائية أقل من مناطق الجلد المجاورة (فعلى سبيل المثال: في أمراض الكلى تتميز الكثير من نقاط الوخز المرتبطة بالكلية بوجود مقاومة كهربائية أقل من مناطق الجلد الأخرى)، وقد استنتج أن مقدار المقاومة لهذه النقاط يتفاوت باختلاف الوقت على طول اليوم, ودرجة حرارة الإبرة المستخدمة في الوخز حسب البيئة الموجودة فيها, ودرجة النشاط بالإضافة إلى الوضع العاطفي للمريض.

   وفي أواخر السبعينيات قام الدكتور روبرت بيكر وزملاؤه بتحديد القيم ذات المقاومة الأقل لما يزيد عن 50% من نقاط الوخز الممتدة على طول مسار الطاقة المرتبط بالأمعاء الغليظة، وقد اقترح الدكتور بيكر نظرية تقول بأن “نقاط الوخز تعمل كمكثفات لتيار مباشر (Direct Current) [و يعرف أيضا ً بتيار DC ] شبه موصل يمر على طول الخلايا المحيطة بالأعصاب (Perineural Cells) والتي تلتف على كل عصب من الأعصاب الموجودة في جسم الإنسان، ويصبح هذا التيار (DC) أكثر سلبية كلما اتجهنا إلى أطراف أصابع اليدين والقدمين, بينما يكون أكثر إيجابية كلما اتجهنا إلى منطقتي الجذع والرأس”، (وهذا يماثل نظرية ينج ويانج Yin & Yang). ومن المعروف أن الجلد يعمل كبطارية (الجزء الخارجي من الجلد سالب القطبية بينما الجزء الداخلي من الجلد موجب القطبية). وجد بيكر أن نقاط الوخز كانت ذات قطبية موجبة أكثر من مناطق الجلد المجاورة, وأن الوخز بالإبر يؤدي إلى short circuit this battery وتوليد تيار كهربائي ناتج عن الجرح يدوم لعدة أيام.

تعود هذه الزيادة في النشاط الكهربائي إلى الأسباب الآتية:

(1)   التفاعل الأيوني بين إبرة الوخز و سوائل الجسم.

(2)   النبضات الكهربائية ذات التردد المنخفض الناتجة عن تدوير الإبرة.

   وتتدفق هذه الطاقة المتولّـدة على امتداد نظام الـ (DC) إلى الدماغ لتكون متوافقة مع الـ (Qi) المعروف لدى العلاج التقليدي بالإبر الصينية.

   في عام 1978 م تمكـّن لوسياني من إنتاج صور كيرليان (Kirlean) للأثر الكهربائي لنقاط الوخز الممتدة على طول مسارات الطاقة المرتبطة بالأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة عن طريق استخدام الصمامات المضيئة (Light Emission Diode).

   وأثبت الباحث الفرنسي بيير دي فيرنيجول وجود نظام مسارات الطاقة في الجسم عندما قام بحقن نظائر مشعـّة (Radioactive Isotopes) في نقاط الوخز لدى عدد من الأشخاص، ثم تعقـّب حركتها داخل الجسم باستخدام آلة تصوير خاصة تعمل بأشعة جاما, فلاحظ أن النظائر المشعة سرت لثلاثين سنتيمترًا على امتداد مسارات الوخز خلال 4-6 دقائق.

   ثم قام فيرنيجول بتحدي تجربته السابقة وذلك بحقن النظائر المشعة في أوعية دموية في مناطق مختلفة من الجسم بشكل عشوائي بدلا من حقن نقاط الوخز, فلاحظ أن النظائر المشعة لم تتحرك بنفس الطريقة في التجربة الأولى, مما يثبت أن مسارات الطاقة تمتلك نظاما مستقلا من الممرات داخل الجسم.

مسارات الطاقة:

 على الرغم من أن تقارير الوخز بالإبر قد سُجلت في الغرب منذ عام 1800م, إلا أن هذا الأسلوب في العلاج لم ينتشر بشكل كبير حتى السبعينيات من القرن الماضي، فقد أُصيب صحفي  لجريدة نيويورك تايمز بالتهاب في الزائدة الدودية أثناء سفره في الصين وأُجريت له عملية جراحية لاستئصالها دون استخدام مخدر وإنما باستخدام الوخز بالإبر الصينية. وقد لقي هذا الخبر انتشارا واسعا في الصحافة الغربية، وحاول الأطباء أن يفسروا هذا الأسلوب بالزعم بأن السر يعود إلى “الأثر التمويهي”, أي أنه مماثل للأسلوب الذي بموجبه يتم إيهام 30% من الناس تقريبا بفكرة الاستشفاء الذاتي في التجارب التي يُعطى فيها المريض حبة من السكـر بدلا من مما قد يـُعطى في “الطب الحقيقي”. ولكن هذه النظرية أثبتت فشلها حين أظهرت الحيوانات التي أجريت عليها التجربة استجابة جيدة للخصائص المسكنة للوخز بالإبر الصينية (الحيوانات لا تتأثر بالفرضيات أو الاقتراحات).

   في الستينيات من القرن الماضي قام علماء غربيون بتطـويـر تقنية تسمى “صـبـغ الأنـسـجة” (Tissue-Staining), هذه التقنية مكـّنت العلماء من تحديد مسارات الطاقة لدى الأرانب. لكن هذه الأبحاث  لقيت تجاهلا من العلماء في الغرب حتى الثمانينيات من القرن الماضي, عندما قام الباحثان الفرنسيان الدكتور كلود داراس, والدكتور بيير دي فيرنيجول بإعادة تجربة الدكتور هانز باستخدام مواد ملوّنة مشعة خاصة على البشر.

   قام العالمان بحقن وتدوير عنصر التكنيتيوم المشع (Radioactive Technetium) في مناطق الوخز لدى المريض, واستخدموا أجهزة مسح نووية لمتابعة حركة التكنيتيوم. ثم قاموا بحقن هذه المادة في مناطق أخرى من الـجـسـم, عـند ذلك لاحظ العلماء أنه في النقاط المختلفة عن نقاط الوخز كان انتشار الـدلـيـل المشع (Radioactive Tracer) على شكل دوائر متجهة للخارج, مركزها نقطة الحقن. وعندما تم حقن نقاط الوخز الحقيقية لاحظ الباحثون أن الـدليل المشع اتبـّع مسارات الوخز الموضحة في الرسومات القديمة لجسم الإنسان. كـمـا وجـدوا أيضا أنه عـنـد غـرس إبـر الوخز في مـناطـق مـتباعـدة عـلى امتداد المسارات الـموضحة بالدليل المشع ومن ثم تدوير هذه الإبر في مكانها؛ يحدث هناك تغير في سرعة تدفق التكنيتيوم خلال هذه المسارات. وبناء على ذلك فقد أكد هذا البحث الإدعاء الصيني القديم الذي يزعم بأن التحفيز باستخدام الوخز بالإبر الصينية يمتلك تأثيرا على تدفق (Chi) خلال مسارات الجسم.

الوخز بالإبر و الطب الصيني التقليدي:

   تعود الكتابات القديمة عن الطب الصيني التقليدي إلى العام 180 قبل الميلاد في الصين, وهذه الكتابات في أساسها مبنية على الاعتقاد بأن الصحة تعتمد كليا على التدفق المتوازن للطاقة الحيوية والتي توجد في جميع الكائنات الحية, وتعرف باسم (Chi). وحسب نظرية الوخز بالإبر فإن طاقة (Chi) تتحرك خلال الجسم عبر 12 مسارا رئيسيا, وهذه المسارات مرتبطة بأعضاء داخلية وأنظمة عضوية معيّـنة. وعندما يتم غرز هذه الإبر الخاصة في نقاط ٍ معينةٍ (تحت طبقة الجلد مباشرة) على امتداد هذه المسارات, تساعد هذه الإبر على تعديل تدفق طاقة (Chi) ليصبح متوازنا. ويـُعتقد بأن الوخز بالإبر الصينية يساعد على تخفيف الآلام وتعزيز وظائف المناعة، وتحسـّن العديد من الحالات المرضية عن طريق موازنة تدفق الطاقة الحيوية في كافة أنحاء الجسم.

   حسب التقارير المثبتة لدى منظمة الصحة العالمية , يوجد أكثر من 100 مرض مختلف أظهر الوخز بالإبر الصينية فعالية في علاجها, وتشمل هذه الأمراض: آلام الشقيقة المزمنة, التهاب الجيوب الأنفية, البرد, الأنـفـلـونـزا, الـربـو, الحسـاسـيـة, الإدمان, الـقـرحـة, الاضطـرابـات الـمـعـويـة, مـتـلازمـة مـيـنـيـر (Meniere’s Syndrome), الجلطة, عرق النساء, التهاب المفاصل الضموري (Osteo-Arthritis), والكثير من الأمراض الأخرى. وهناك أيضا دلائل تشير إلى أن الوخز بالإبر يفيد أيضا في علاج الأمراض التي تسببها البيئة, والتسمم بالمبيدات الحشرية والمواد الكيميائية أو المعادن السامة والملوثات البيئية الأخرى.

القاعدة الطبية – الحيوية للعلاج الشمولي بالإبر الصينية:  

آندرو باكليك (http://www.Peacefulmind.com)

الملخص:

   أثناء محاولة إيجاد طرق لتوحيد أو تقريب التقنيات التحولية الغامضة للشرق مع النظريات التعليمية للغرب, حاول علم الطب الغربي أن يجد تفسيرا ً منطقيا ً يبين كيف أنه يمكن تخفيف أو إزالة الآلام لدى البشر عن طريق الوخز بإبر صغيرة، هذا البحث يلقي نظرة على الأساليب المختلفة التي حاولت العلوم الحيوية إتباعها لتفسير الطريقة التي يعمل بها العلاج الشمولي بالوخز بالإبر الصينية في شفاء الأمراض. كما يقوم هذا البحث بإلقاء نظرة على النظريات الكيميائية- الحيوية, والميكانيكية-الحيوية, والكهرومغناطيسية- الحيوية التي اسـتـُحـدثـت من أجل تفسير الخصائص الاستشفائية للفن القديم للوخز بالإبر.

   يعتمد هذا الفن القديم على وخز نقاط ٍ معينة على امتداد مسارات أو قنوات الطاقة المنتشرة في سائر أنحاء الجسم. ويمكن تتبع أصول الوخز بالإبر إلى العصر الحجري في الصين, عندما كانت تستخدم السكاكين المصنوعة من الحجارة والحجارة المدببة في تخفيف حدة الآلام والأمراض, (وكانت تـعُرف هذه الأدوات لدى الصينيين القدماء باسم “بــِيـان” “Bian”. وخـلال حـكـم سـلالـة هــان (Han Dynasty) [منذ عام 206 قبل الميلاد و حتى عام 220 م] تم وضع قاموس تفصيلي (Shuo Wen Jie Zi) وفيه تم توضيح كلمة (بـِـيان “Bian”) بأنها تعني [حجرا لعلاج الأمراض] (1). وفيما بعد استـُبدلت هذه الحجارة بإبر مصنوعة من الخيزران وشظايا عظام الحيوانات, وفي عهد حكم سلالة شانج (Shang Dynasty) ساعدت تقنيات صهر وتشكيل البرونز على صناعة إبر معدنية لديها القدرة على نقل الطاقة الكهربائية وطاقة (Chi). وقاد ذلك إلى رسم تخطيط لمسارات وقنوات الطاقة في جسم الإنسان.

   وقد ظل الوخز بالإبر الصينية مجهولا إلى حد ما حتى عام 1974م, عندما كان جيمس رستن – صحفي بجريدة نيويورك تايمز- يرافق الرئيس الأمريكي نكسون في أثناء زيارته للصين, حينها شاهدوا عملية لاستئصال الزائدة الدودية وعمليات أخرى خطيرة تـُجرى بحيث يكون فيها الوخز بالإبر الصينية هو العامل الوحيد للتخدير. وعلى الرغم من المحاولات العديدة لإثبات فعالية هذا الأسلوب, إلا أن الطب الغربي لم يتمكن من تقبل الكيفية التي يعمل بها الوخز بالإبر: يمكنه إثبات “فعالية” هذا الأسلوب ولكن ليس بمقدوره شرح “كيفية” عمله.

 النظريات الكيميائية-الحيوية (Biochemical Theories):

   إن أغلب الأبحاث العلمية التي أجريت لدراسة الوخز بالإبر كانت منصبـّة على الخصائص المسكـّنة للآلام، يمتلك الوخز بالإبر فعالية مؤكدة في علاج الآلام, حيث تصل نسبة نجاحه ما بين 70% إلى 80% من عدد الحالات, وهذه النسبة هي أعلى بكثير من النسبة المحققة باستخدام العلاج التمويهي (Placebo) والتي تصل فعاليتها إلى 30% فقط (2). ولكن المشكلة التي تنفي صحة نسبة جميع الآثار الإيجابية التي تنتج عن الوخز بالإبر إلى الآثار التي ينتجها العلاج التمويهي الذي يعتمد على “الأسلوب الإيحائي” أو الاعتقاد بأن هذا الأسلوب سينجح؛ هي أن كثيرا  من الأطباء البيطريين في الصين قد استخدموا  الإبر الصينية في علاج الحيوانات بنجاح. (3)

   كان الدكتور بروس بوميرانز – الذي يعمل في جامعة تورنتو – منشغلا ببحث يدرس قدرة الوخز بالإبر الصينية وتأثيره في فقدان الإحساس بالألم، يـعمل الـوخـز عـلـى إرسال إشارات عن طريق تنشيط ألياف عصبية نخاعية (Myelinated Nerve Fibers) إلى الحبل الشوكي, والمنطقة الوسطى للدماغ ((Midbrain, والمنطقة التي تـسـمى “مـنطقة سرير المخ النخامية في الجزء المتوسط للدماغ”  Pituitary-Hypothalamus In The Diencephelon)). (4) وقد اكتشفت الدراسات العصبية التي أجريت في أواخر السبعينيات من القرن الماضي المواد الكيميائية الطبيعية التي تُـنتج في الجسم وتـُسمى “الأندورفينات” ((Endorphins. (5) تقوم الأندورفينات بإيقاف الشعور بالألم عن طريق الارتباط بمستقبلات التخدير المنتشرة في جميع أنحاء الجهاز العصبي. وتقوم مـنطقة “سرير المخ النخامية” Hypothalamus-Pituitary)) بإطـلاق (أنـدورفـيـنـات – بـيـتا) (Beta-Endorphins) في الدم و السائل المخي الشوكي (Cerebral Spinal Fluid) بهدف خلق تأثير مسكـّن وذلك عن طريق منع إشارات الألم القادمة من الوصول إلى الدماغ.

   واكتشف بوميرانز أن استخدام الدواء المعروف باسم (نالوكسون Naloxone) – و هو دواء معروف بتأثيره الذي يمنع إفراز الأندورفينات – على الفئران قبل إحداث الألم لا يمتلك تأثيرا يضاهي التأثير الذي يمتلكه الوخز بالإبر الصينية في تخفيف الألم. ودل هذا الاكتشاف على أن إفراز الأندورفين الناتج عن تحفيز الوخز بالإبر هو الآلية الرئيسية وراء هذه القدرة على تخفيف الألم.

   ثم وجه بوميرانز اهتمامه صوب آثار التحفيز الكهربائي وتحريك إبر الوخز، فاكتشف أيضا وجود اختلاف بين التردد العالي مع تخفيف الشدة وبين التردد المنخفض مع تطبيق الشدة العالية. 

   لاحظ بوميرانز أن التردد المنخفض مع الشدة العالية أنتج تأثيرا ًمسكـنا بطيئا في البداية، لكنه بقاءه كان لفترة أطول، وكانت هناك تأثيرات تراكمية أخرى (Cumulative Effects), وبناء على ذلك فإن تكرار العلاج بهذا الأسلوب مرارا يعطي فوائد متزايدة للمريض في كل مرة.

   أما مع التردد العالي مع الشدة المنخفضة فقد نتج عنه تأثير مسكن وبشكل سريع  جدا, وهذا أمر رائع في حـالات الألم الحاد لكن اسـتـمراره كـان لـفـترة أقـصـر ولم تكن له أي آثار تراكمية أخرى (Cumulative Effects). (6)

   في الوقت الحالي يوجد 100 نوع مختلف من النواقل العصبية (Neurotransmitters) والهرمونات العصبية  ((Neuroendocrines في جسم الإنسان, حيث تشكـّل الأندورفينات صنفا واحداً من هذه الهرمونات. (7) ولذلك يوجد الكثير للقيام به من أبحاث واختبارات لدراسة هذه المواد الكيميائية وتأثيراتها المحتملة عند استخدام التحفيز عن طريق الوخز بالإبر.

النظريات الميكانيكية – الحيوية (Biomechanical Theories): 

   كانت التساؤلات الميكانيكية – الحيوية تتعلق بوجود المسارات في جسم الإنسان, وهي قنوات الجسم التي تسري فيها طاقة الحياة (Chi) لسائر أنحاء الجسم. وفي محاولة لتحديد أماكن هذه المسارات بشكل تشريحي, قام طبيبان فرنسيان هما الدكتور كلود داراس والدكتور بيير دي فيرنيجول بحقن متطوعين من البشر في نقاط الوخز بنظائر مشعة (Radioactive Isotopes).

   قام الباحثان بحقن محلول من الملح الأيوني لعنصر التيكنيتيوم (Ionic Salt of Technetium) ومن ثم تتبعوا مساره خلال فترة من الزمن باستخدام آلة تصوير خاصة تعمل بأشعة جاما، فلاحظ العلماء بأن التيكنيتيوم المشع تدفق في المسارات ذاتها الموضحة في الرسومات التفصيلية لجسم الإنسان المستخدمة في العلاج بالوخز بالإبر الصينية والتي تعود إلى مئات السنين (8)، و للتأكد من أن ما قاسه العالمان هي مسارات للطاقة وليست أوعية دموية أو قنوات لمفاوية, قاما بحقن عدد من المرضى بـالتيكنيتيوم في مناطق من الجلد تختلف عن نقاط الوخز بالإضافة إلى حقن أماكن قريبة من الأوعية الدموية والقنوات اللمفاوية. فلاحظوا بأن هذه الدلائل المشعة (Radioactive Tracers) مالت إلى الانتشار على شكل دوائر يبتعد اتجاهها عن النقطة التي تم حقنها. (9)

   فـي عـام 1975م, قــام الــدكــتــور لــيــو واي ك. بــإجــراء أبــحــاث لــدراســة أمــاكــن نــقــاط الــوخــز الــمــوجــودة في مــواقــع الأعـصـاب الـحـركـيـة. وقــد أثـبـتـت دراسـاتـه أن نـقـاط الـوخـز تـتـقابـل مـع الأمـاكـن الـتـي تـدخـل فـيـهـا الأعـصـاب الـحـركـيـة إلـى الـعـضـلات الـهـيـكـلـيـة (Skeletal Muscles)، وكـذلـك فـي الأمـاكـن الـتـي بـها كـثـافـة عـالـيـة مـن الأعـصـاب الـحـركـيـة الـطـرفـيـة عـلـى الـسـطـح، بـالإضـافـة إلـى ذلـك فـقـد وجد أن هـذه الـنـقـاط تـحـتـوي عـلـى عناقيد كـثـيـفـة تـتـكـون مـن مناطق بها أعصاب مغطاة مستقلة وذات مستقبلات تلقائية  (Encapsulated Autonomic Nerve Mechanoreceptor) (10).

    وقد أُجريت المزيد من الدراسات على أبحاث الدكتور ليو, ففي شهر نوفمبر من عام 1987م في العاصمة الصينية بكين نشر الدكتور واتاري تقريرا يستند إلى أعمال الدكتور ليو، فقد وجد واتاري أنه من منظور علم الأنسجة, وصلت كثافة الأوعية الدموية في نقاط الوخز إلى 4 أضعافها في الأنسجة المجاورة، بينما تزيد كثافة الأعصاب فيها 1.4 مرة عن المناطق المجاورة, وتشكـل هذه الأوعية الدموية مع الألياف ما يعرف باسم “التراكيب الكـُـبـيـبـيـة” (Glomerular Structures). (11).

    وقد اعتبرت هذه الدلائل الميكانيكية – الحيوية الجديدة مثيرة للغاية, سواء من ناحية تحديدها لقنوات المسارات في جسم الإنسان, أو في إثباتها بأن نقاط الوخز في الجسم تمتلك أحجاما تزداد كثافتها عن طريق التحفيز.

النظريات الكهرومغناطيسية – الحيوية (Bio-Electromagnetic Theories):

   منذ زمن بعيد كان العلم مدركا لظاهرة كهربائية تعرف باسم “تيار الجرح” (Current of Injury). ويحدث هذا التيار عندما تمر إحدى أنسجة الجسم بصدمة، أو عند حدوث ضرر مجهري في منطقة الجلد, فإذا ما أحدث ثـقـبٌ في خلايا الجلد (كما في حالة استخدام إبرة الوخز على سبيل المثال) تقوم هذه الخلايا بإفراز أيونات تحمل شحنات كهربائية وتقوم بنشرها في الأنسجة المجاورة, وبذلك تنتج شحنة ضعيفة (شبيهة بشحنة البطارية), ويـُدعى هذا التيار الكهربائي الناتج باسم (تيار الجرح – Current of Injury). يُـعرف هذا التيار بقدرته على تحفيز الخلايا القريبة لإعطاء رد فعل استشفائي, لكن ذلك لا يـُفسر الكيفية التي يؤدي بها تحفيز نقاط الوخز باستخدام أشعة الليزر المنخفضة وغير ــ النافذة  إلى التأثيرات العلاجية ذاتها. (12)

   لقد عـُرفت قدرة نقاط الوخز على توصيل التيار الكهربائي منذ عقود من الزمن, ويرجع الفضل في ذلك إلى أبحاث الدكتور ناكاتاني في الخمسينيات من القرن الماضي, بالإضافة إلى أبحاث الدكتور روبرت بيكر في السبعينيات. وقد وجدت الأبحاث التي أجراها الدكتور بيكر على المسارات المرتبطة بالأمعاء الغليظة وأغشية القلب أن النقاط الممتدة على طول هذه المسارات قد أظهرت قابلية للتوصيل الكهربائي أعلى منها في مناطق الجلد الأخرى التي لا توجد بها نقاط الوخز.

   وفي عام 1986م قام العالم الألماني فرتز آلبرت بوب والصيني تشانج لنج زانج بعمل نموذج أطلقا عليه اسم (فرضية تراكب الموجات القائمة – Standing Wave Superposition Hypothesis), وقد عمد هذا البحث إلى احتواء الخاصية الهولوغرافية (تكوين صورة مجسمة) لعملية الوخز بالإبر, كعمل نموذج مصغّـر لكامل الجسم في الأذنين أو القدمين. وتسعى هذه النظرية لتفسير خصائص المقاومة الشاذة للجلد في نقاط الوخز, إضافة إلى قدرة الـتوصيل البيني (Interconnectivity) الظاهرة بينها. (13)

   يوضح نموذج (زانج- بوب) أن جسم الإنسان يتكون من الصوديوم, البوتاسيوم وأيونات غير عضوية مشحونة مثل البروتينات والأحماض النووية (DNA) والتي يـُنتج تسارُعها إشعاعا كهرومغناطيسيا حسب النظرية الفيزيائية التقليدية.

   ونظرا لوجود هذه الأنواع العديدة من الشحنات وتذبذبها خلال الجسم؛ يتولّد نمط ٌ متداخل من الموجات المختلفة ذات الأطوال المتباينة, وتكوّن المجموعات ذات أعلى مجموع لـسـِعـَات الموجات  نقاط الوخز والمسارات بواسطة التداخل البنـّاء, ويمتلك الجلد عند هذه النقاط أكبر قدر من قابلية التوصيل الكهربائي التي تعتمد على الحقل الكهربائي الداخلي الذي يحدده نمط التداخل الناتج من تراكب موجات عديدة. (14) ولذلك, فإن نمط الموجات القائمة لدى شخص مريض سيختلف عنه في الشخص السليم.

   ينتج عن العلاج باستخدام الوخز بالإبر الصينية اضطراب في النمط القياسي للموجة بسبب الحدود الجديدة التي شُكلت بإبرة الوخز, وتقوم الإبرة بتنشيط “تيار الجرح” مما يـُحدث تغييرا ً في الحقل الكهرومغناطيسي؛ ومن ثم تحدث التغيرات في الاستجابة الحيوية التي تنشط خاصية الاستشفاء, وهذه هي النظرية التي تشير إلى وجود الحقول الكهرومغناطيسية لكامل الجسم.

   يعتبر مبدأ “قابلية التوصيل في الأنسجة الاستمرارية” اتجاها آخرا في النظر إلى العلاقة التي تربط ما بين الوخز بالإبر والنظرية الكهرومغناطيسية – الحيوية. تعتبر الكائنات الحية ـ بدءا من مستوى الخلية وانتهاء بالأنسجة الضامـّة  في الجسم ـ  كائنات استمرارية, وليست الخلية هي وحدها التي تعتبر مترابطة بشكل ميكانيكي- كهربائي في وضع متماسك(15), بل إن جميع خلايا الجسم بدورها مرتبطة ببعضها البعض بواسطة الأنسجة الضامـّة (16).

   تكمن وظيفة الأنسجة الرابطة في إبقاء الجسم منظما كما لو كانت رباطا يربط بين الأعضاء الرئيسية والأنسجة, بالإضافة إلى دورها في تدعيم جدران الشرايين والأوردة والأمعاء والمسارات, كما تقوم أيضا بتزويد العضلات بالصفائح والروابط التي تربطها بالتراكيب العظمية. ويـُعتقد أن هذه الأنسجة الضامـّة قد تكون مسئولة بشكل كبير عن الاتصال الداخلي السريع الذي يمكـّن أجسامنا من العمل بفعالية كوحدة كاملة متماسكة, وبناءا على ذلك تكون أساسا مهما لصحتنا. وقد أظهرت الدراسات التي استخدم فيها الرنين المغناطيسي النووي أن العضلات في أجسام الأشخاص الأحياء تشير إلى وجود سائل ذا تركيب شبه بلوري (17 ).

   وعادة ما تمر هذه البلورات السائلة بتغييرات سريعة في المراحل أو الانتقالات عـنـد تـعرضها إلى حقول كهرو- مغناطيسية, كما أنها تبدي استجابات للتغيرات في درجة الحرارة, والرطوبة, وقوى الـضغط والجز ((shear, وتقوم هذه البلورات السائلة الحيوية بحمل الشحنات الكـهـربـائـيـة، وتـتـأثـر غالبا ً بمـسـتـوى الـ (pH) وتركيز الأملاح، وقيمة ثابت العزل الكهربائي في المذيب.

   هناك أنواع عديدة من هذه البلورات السائلة, بدءاً من أكثرها سيولة وديناميكية؛ وانتهاءً بالأنواع التي تكون في حالة صلبة. فالأنواع السائلة لديها قدرة على التدفق والجريان وتشبه كثيرا قدرة الماء على ذلك, وعلى الرغم من أن معظم الجزيئات تميل إلى أن تصطفّ باتجاه واحد؛ إلا أنه توجد بعض الجزيئات الفردية التي يمكنها التحرك بحرية كبيرة وتبادل الأماكن فيما بينها مع محافظتها على سير الاتجاه ذاته للجزيئات الأخرى. ومع ذلك؛ فإن البلورات الصلبة تمتلك نظاما معينا للاتجاه في الأبعاد الثلاثة، وتمتلك أيضا قدرا كبيرا من النـظام في التنقل. و من المعروف جدا أن جميع العناصر الرئيسة في الكائنات الحية تكون إما بلورات سائلة كما في الشحوم الموجودة على الأغشية الخلوية, الحمض النووي [DNA], معظم البروتينات وخاصة بروتينات الخلايا العظمية [Cytoskeletal Proteins], والبروتينات الموجودة في العضلات, وفي الأنسجة الرابطة كالكولاجين، وأخيرا بروتينات “Proteoglycans” (18). ويعتقد العلماء أن هذه الشبكة من “السوائل” هي الوسيلة التي يتم عن طريقها تحفيز الاستجابة لعملية الوخز.

النتيجة:

   بالنظر إلى المحاولات العديدة لعلوم الأحياء في سبيل تفسير كيفية عمل العلاج الشمولي بالوخز بالإبر الصينية في شفاء الأمراض, نجد أنفسنا أمام بعض المفاهيم البارزة. فإذا ما نظرنا إلى الأمور من وجهة كيميائية – حيوية (كما في دراسة بوميرانز) سنفترض أن مـنطقة “سرير المخ النخامية” (Hypothalamus-Pituitary ) تطلق أندورفينات من نوع (بيتا) في مجرى الدم والسائل المخي الشوكي لخلق تأثير مسكـّن؛ يمنع وصول إشارات الألم إلى الدماغ. إن التردد المنخفض مع الشدة العالية أنتجت تأثيرا مسكـّنا بطيئا في البداية؛ لكنه يبقى لفترة أطول، وله تأثيرات تراكمية أخرى (Cumulative Effects). وبناء على ذلك فإن تكرار العلاج بهذا الأسلوب مرارا يعطي فوائد متزايدة للمريض في كل مرة. أما مع التردد العالي مع الـشـدة المـنخـفضة فقد نتج عنه تأثير مسكن وبشكل ٍسريع جدا, وهذا أمر رائع في حالات الألم الحاد؛ لكنه يستمر لفترة أقصر، وليس له أي آثار تراكمية أخرى (Cumulative Effects). 

   ثم قام الدكتور ليو واي ك. بإجراء أبحاث لدراسة أماكن نقاط الوخز الموجودة في مواقع الأعصاب الحركية. وقد أثبتت دراساته أن نقاط الوخز تتقابل مع الأماكن التي تدخل فيها الأعصاب الحركية إلى العضلات الهيكلية (Skeletal Muscles)، وكذلك في الأماكن التي بها كثافة عالية من الأعصاب الحركية الطرفية على السطح.

    أما النظريات الكهرومغناطيسية – الحيوية فهي تستند إلى “تيار الجرح”, ويُـعرف هذا التيار بقدرته على تحفيز الخلايا القريبة لإعطاء رد فعل استشفائي. وقد وجدت الدراسات التي أجراها الدكتور ناكاتاني في الخمسينيات ثم الدكتور بيكر في السبعينيات على نقاط الوخز على توصيل التيار الكهربائي بأن النقاط الممتدة على طول هذه المسارات قد أظهرت قابلية للتوصيل الكهربائي أعلى منها في مناطق الجلد الأخرى التي لا توجد بها نقاط الوخز.

   يوضح نموذج (زانج- بوب) أن جسم الإنسان يتكون من الصوديوم, البوتاسيوم وأيونات غير عضوية مشحونة مثل البروتينات والأحماض النووية (DNA) والتي يـُنتج تسارُعها إشعاعا كهرومغناطيسيا حسب النظرية الفيزيائية التقليدية. وتقوم إبرة الوخز بتنشيط “تيار الجرح” مما يـُحدث تغييرا ً في الحقل الكهرومغناطيسي؛ ومن ثم تحدث التغيرات في الاستجابة الحيوية.

   تعتمد نظرية “الأنسجة الرابطة الاستمرارية” على المبدأ الذي يقول بأن التراكيب الخلوية – العظمية (cytoskeletal) في كل خلية من خلايا الجسم هي نماذج مصغرة من الأنسجة الرابطة التي تشكلها. وقد أظهر الرنين المغناطيسي النووي أن العضلات في أجسام الأشخاص الأحياء تشير إلى وجود سائل ذا تركيب شبه بلوري. وعادة ما تمر هذه البلورات السائلة بتغييرات سريعة في المراحل أو الانتقالات عـنـد تـعرضها إلى حقول كهرو- مغناطيسية. ويعتقد العلماء أن هذه الشبكة من “السوائل” هي الوسيلة التي يتم عن طريقها تحفيز الاستجابة لعملية الوخز.

   يمثل هذا البحث معظم التوجهات الحيوية في الوقت الحالي حول كيفية عمل الوخز بالإبر الصينية في علاج الأمراض, كما أنه يعتبر محاولة لتفسير القواعد الطبية الحيوية للعلاج الشمولي عن طريق الوخز.

المراجع:

(1)   Sources of Chinese Tradition Vol. 1 WM Theodore DeBary, Irene Bloom   Columbia University Press NY, NY 1999.

(2)   Scientific Basis of Acupuncture B. Pomeranz Acupuncture textbook and Atlas, NY, NY 1987.

 (3)   Vibrational Medicine for the 21 Century- Richard Gerber M.D. Eagle Brook, NY, NY 2000 “Acupuncture and Chinese Medicine”.

(4)   “Can Western Science Provide A Foundation For Acupuncture”- Beverly Rubik, PhD. Alternative Therapies Magazine September 1995, Vol. 1 Number 4.

(5)   Vibrational Medicine for the 21 Century- Richard Gerber M.D. Eagle Brook, NY, NY 2000 “Acupuncture and Chinese Medicine”.

 (6)   Scientific Basis of Acupuncture B. Pomeranz Acupuncture textbook and Atlas, NY, NY 1987.

 (7)   “Can Western Science Provide A Foundation For Acupuncture”- Beverly Rubik, PhD. Alternative Therapies Magazine September 1995,
Vol. 1 Number 4.

 (8)   Vibrational Medicine for the 21 Century- Richard Gerber M.D. Eagle Brook, NY, NY 2000 “Acupuncture and Chinese Medicine”.

 (9)   Vibrational Medicine for the 21 Century- Richard Gerber M.D. Eagle Brook, NY, NY 2000 “Acupuncture and Chinese Medicine”.

 (10)     “Can Western Science Provide A Foundation For Acupuncture”- Beverly Rubik, PhD. Alternative Therapies Magazine September 1995,
Vol. 1 Number 4.

 (11)     “Can Western Science Provide A Foundation For Acupuncture”- Beverly Rubik, PhD. Alternative Therapies Magazine September 1995,
Vol. 1 Number 4.

 (12)     Vibrational Medicine for the 21 Century- Richard Gerber M.D. Eagle Brook, NY, NY 2000 “Acupuncture and Chinese Medicine”.

(13)     “Can Western Science Provide A Foundation For Acupuncture”- Beverly Rubik, PhD. Alternative Therapies Magazine September 1995,
Vol. 1 Number 4.

 (14)     “Can Western Science Provide A Foundation For Acupuncture”- Beverly Rubik, PhD. Alternative Therapies Magazine September 1995,
Vol. 1 Number 4.

(15)     Clegg J.S. and Drost-Hansen W. On the biochemistry and cell physiology of water. In: Hochachka and Mommsen (eds.). Biochemistry and molecular biology of fishes. Elsevier Science Publ. vol.1, Ch.1, pp.1-23, 1991.

 (16)     Oschman, James L. (Oct. 1996-Jan. 1998) What is ‘Healing Energy’? The Scientific Basis of Energy Medicine. J of Bodywork and Movement Therapies.(Series of articles.) Part 1-6. Kreisand Boesch, 1994.

(17)     Giraud-Guille, M.M. (1988) " Twisted plywood architecture of collagen fibrils in human compact bone osteons" Calcif.Tissue Int., 42:167-180.

(18)     Knight,D. and Feng, D. (1993). Collagens as liquid crystals, British Association for the Advancement of Science, Chemistry Session: Molecular Self-Assembly in Science and Life, Sept. 1, Keele.

 الطب النووي والوخز بالإبر وإثبات وجود مسارات الطاقة علميا:

   هذه دراسة لحركة الـدلائل المشعة بعد حقنها في نقاط الوخز، وقد تم نشرها في:

(المجلة الأمريكية للوخز بالإبر, الجزء 20, الرقم 3, 1992)

إعداد:

 الدكتور جان كلود داراس, الدكتور بيير دي فيرنيجول, والدكتور بيير البارهد

المصدر: http://www.meridian-therapy.com/research_view.php?researchid=16&cid=


الأهداف:

   هذا البحث يسجل أبحاث المؤلفين عن مسارات نقاط الوخز في جسم الإنسان عن طريق حقن نقاط الوخز بالنظائر المشعة.

التصميم:

   تم اسـتـخـدام النظائر المشعة وهي أكثر النظائر شيوعا [(Techetium-99m (99mtc], على شكل Sodium Pertechnetate. وقــد أجـريــت هــذه الـتجربة باسـتخدام آلة تصويـر تعمل بأشعة جاما, مـن نوع سيمينز SAM (Small Area Mobile) وهـي آلـة تصوير وميضية رقمية. ثم تم تحليل الصور باستخدام جهاز الكمبيوتر الموجود في آلة التصوير, وأجريت الدراسات التكوّنية (التشكلية) و(Morphological Studies) دراسات كمـّية ديناميكية (Quantitative Dynamic Studies).

   هذه الدراسات التكوّنية (التشكلية) اشتملت على دراسات تحليلية وتفاضلية, ففي الدراسات التحليلية تم حقن النظائر المشعة في نقاط تحكم قياسية (Control Points) بعيدة عن نقاط الوخز, ثم أعطيت حقنة أخرى في إحدى نقاط الوخز. 

   أما الدراسات التفاضلية فقد أجريت بهدف تحديد الخصائص المعينة والفريدة للمسارات التي تمت معاينتها في الدراسات التحليلية؛ مما يسهم في استبعاد التفسيرات التي توحي بكونها أوعية دموية أو قنوات لمفاوية. وبهدف دراسة الممرات الوعائية, تم استخدام اثنين من الدلائل المشعة (Radiotracers) بطاقتين مختلفتين لكي يسهل التمييز بينهما عن طريق التطييف: تم حقن مادة (تكنيتيوم-99م) (Technetium-99m) في نقاط الوخز, بينما حـُقنت مادة ثاليوم (TI 201) في أحد الأوردة الصغيرة المجاورة لنقطة الوخز.

   ولدراسة العلاقة المحتملة بين القنوات اللمفاوية وتلك المعلّـمة بالدليل المشع فقد قام العلماء في الوقت ذاته بحقن  مادة تسمى “Pertechnetate” بنفس مقدار الجرعة (20 MBq) وبنفس الحجم (0.05ml) في إحدى نقاط الوخز وفي نقطة أخرى في المنطقة التي تقع في الفراغ الذي يفصل الأصبع الأول عن الثاني في القدم، وبعد اختيار منطقتين متقابلتين متطابقتين في الشكل والحجم على الساق على امتداد المسار المرتبط بالكبد (مسار الوخز) ومناطق متقابلة أخرى خارج الممرات؛ أجريت دراسة كمّـية على البيانات المأخوذة سابقا.

   أجريت أيضا دراسات تتابعية وأبحاث في التحفيز كجزء من الدراسات الكميّـة الديناميكية. وتهدف الدراسة التتابعية إلى تقييم سرعة انتقال الـدليل المشع على طول القنوات التفضيلية (Preferential Pathways)، فتم حقن الأشخاص السليمين والأشخاص المصابين بأمراض في الكلى  بجرعتين متساويتين في الحجم والنشاط من مادة تعرف باسم “”Sodium Pertechnetate في نفس الوقت عند نقطة الوخز (K-7) في الجهتين اليمنى واليسرى.

   أما في دراسة التحفيز, فقد تم استخدام التحفيز الميكانيكي والكهربائي والحراري على نقاط وخز معيـّنـة بعد حقنها بالدلائل المشعة؛ وذلك بغرض دراسة كيفية انتقالها.

   أجريت التجارب المخبرية بالتعاون مع مختبر علم الخلايا في المستشفى العسكري في بيرسي بباريس لاختبار التغيرات التي يمكن أن تطرأ على إمكانات غشاء الخلايا المحببة Granulocyte Membrane عند تحفيز نقطة من نقاط الوخز إما عن طريق الإبر أو شعاع ليزر، وقد تم قياس غشاء الخلية بطريقة قياس الوميض (Fluorometric Method) في عينة من الدم أخذت بعد دقيقة واحدة بعد انتهاء الحقن أو التحفيز, ثم أجريت مقارنة مع عينة قياسية من الدم أخذت من نفس الشخص.

الموقع:

   جرت الأبحاث على مرضى من قسم أمراض الجهاز البولي ومن قسم العلاج بالوخز في الطب الفيزيائي – الحيوي والطب النووي بمستشفى نيكر في باريس. وأجريت جميع التجارب لأكثر من مرة.

المشاركون من المرضى و غيرهم:

   أجريت الأبحاث على أكثر من 250 شخصا سليما ليكوّنوا مجموعة قياسية (Control Group), بالإضافة إلى 80 شخصا تم تشخيصهم بأمراض في الكلى.

 أبرز النتائج الرئيسة المتوقعة:

   توقع الباحثون أن تكون المسارات التفضيلية (preferential pathways) التي اتخذتها الدلائل المشعة تتطابق مع المسارات المرتبطة بنقاط الوخز حسب ما تبينه المخططات التوضيحية الصينية, وأنه يمكن تمييز هذه المسارات عن الأوعية الدموية والقنوات اللمفاوية.

 النتائج:

   وجدت الدراسات التكوّنية (التشكلية)  أن الـدليل المشع الذي تم حقنه في نقاط الوخز في الأشخاص الأصحاء والمرضى قد اتبع نفس القنوات التي يـُطلق عليها في الطب الصيني التقليدي اسم “مسارات الطاقة”, مما يدل على أن هذه المسارات تختلف تماما عن الأوعية الدموية والقنوات اللمفاوية.

   وجدت الدراسات الكمّـية الديناميكية بأنه عندما تم حقن كلتا نقطتي الوخز (K-7) كان الانتشار أسرع في الجانب الصحيح بينما كان أبطأ في الجانب المريض. وفي أمراض التهابات الأعضاء كانت سرعة انتشار الدليل المشع في المسار المرتبط بالعضو كبيرة, كما لوحظ بطء في سرعة انتشار الدليل المشع في الأمراض الانحلالية (Degenerative Diseases) كأمراض السرطان. ويمكن أن تكون هذه النتائج قاعدة لتقييم علاجي أو في عملية التشخيص. وتدل التجارب المخبرية التي أجريت على الأغشية الخلوية على إمكانية استخدام تحفيز نقاط الوخز في إحداث تغيير ثابت وقابل للتكرار في وظائف الخلية.

الخاتمة:

   يتبـيّـن من سرعة ونمط انتشار الدليل المشع في مسارات متطابقة مع المسارات المرتبطة بنقاط الوخز لدى الصينيين: أن هذه الممرات لا تملك أية جذور تربطها في الأصل بالأوعية الدموية أو القنوات اللمفاوية, لكنها على الأرجح مرتبطة بانتشار الأنسجة الرابطة التي تتبع الحزم الوعائية – العصبية على امتداد الأطراف. ومن هذه النتائج يمكننا أن نفترض وجود تداخل في عملية انتقال المعلومات عن طريق آلية كيمائية – عصبية.

أبحاث في العلاج بالإبر الصينية ومسارات الطاقة:

   هنا عدة أبحاث تمت مراجعتها في عام 2013 مدعمة مع (20 ألف) من الاستشهادات وتقريبا (1500) تجارب عشوائية بآلية منضبطة أثبتت نجاح الإبر الصينية في العلاج:

http://www.hsrd.research.va.gov/publications/esp/acupuncture.pdf

بحث في تأثير الوخز في تخفيف الألم على العينات العشوائية من المرضى:

http://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S2005290115001545

وهذا الموقع فيه الكثير من الأبحاث المنشورة:

http://www.evidencebasedacupuncture.org

طريقة العلاج بالإبر الصينية:

   الإبر الصينية عبارة عن إبرة نحيفة جدا، ولا يمر سائل بها، فهي إبرة مثل إبر الخياطة تقريبا وليست مثل إبر الحقن.

   توضع الإبرة الصينية في النقطة المطلوبة بحسب نوع المرض والأعراض، ويتم تدوير الإبر (مع) أو (عكس) عقارب الساعة بحسب نوعية المرض، فعكس عقارب الساعة يزود الطاقة في المسار، ومع عقارب الساعة ينقص الطاقة في المسار.

   وكمثال: امرأة حامل وهي مسافرة في الطائرة، وبقي على الرحلة ساعتين ولكن حان موعد ولادتها، فما العمل؟

   قام الخبير المعالج بوضع إبرة صينية عند إصبع القدم الصغير (الخنصر) وقام بتدوير الإبرة مع عقارب الساعة لإضعاف الطاقة في منطقة الرحم وبالتالي تغلق فلا تتم الولادة الآن بل بعد نزول الطائرة، وأما لتسهيل الولادة وفتح الرحم فيتم تدويرها عكس عقارب الساعة.

  وهناك نقاط لعلاج كل مرض، بل إن الصينيون عندهم نقاط لإخراج الجن من الجسم، وهناك (عندهم) تلبس خارجي أو داخلي! ولكل منهم نقاطه الخاصة به! ونجد إلى الآن بعض الرقاة غير مقتنع بمسألة التلبس الخارجي والداخلي بالرغم من أنها حقيقة عند الممارسين من الرقاة، وبالرغم من أن الصينيون سبقونا فيها منذ آلاف السنين!

الإبر الصينية بين القديم والحديث:

   السطور الذهبية التالية كتبها الدكتور/ محمود شعراوي، نائب رئيس الاتحاد العالمي للإبر الصينية ومدير الأكاديمية المفتوحة للطب التكميلي بالقاهرة، وهو متخصص في الطب الصيني، فيقول:

  • هناك رابط كبير ما بين الطب الصيني والطب الهندي والعربي والروسي والأوروبي القديم، وحتى طب جبال التبت، جميعهم لهم منبع واحد وأساس واحد .
  • فنحن في الطب العربي عندنا نظرية الأخلاط والتوازن والحرارة والبرودة .
  • وفي الطب الصيني يوجد الين واليانج، ولابد من دراستها في الطب الصيني حيث إنها أساس في التعلم.
  • وفي الطب النبوي كان النبي صلوات الله عليه (يأكل التمر مع البطيخ) وكان يقول “نستعين بحر هذا على برد هذا” أي حر التمر على برودة البطيخ، وهي من أساسيات الطب العربي.
  • كذلك من أساسيات الطب الصيني كلمة “الين واليانج”، يرمز لها باللون الأبيض والأسود؛ مثل الأرض والسماء؛ الظلام والنور، فهما ضد بعضهما لكنهما مكملان لبعضهما البعض، ويتحول كل منهما إلى الآخر، ويعتمد كل منهما على الآخر، فلها أساس في الطب النبوي .
  • تم اكتشاف هذه النقاط منذ 2000 سنة قبل الميلاد؛ وهي بمثابة معرفة فطرية، فبعض النقاط تم اكتشافها بالتجارب، وبعضها الآخر تشريحي.
  • وبالرغم من أنه قديم، إلا أن نفس النقاط والنظريات والعلاجات بالرغم من مرور كل هذا الزمن إلا أنها لم تتغير!
  • لكن بعض الأشياء تعتمد عندهم على الفلسفة، وهناك أشياء تعتمد على عقيدتهم مما يستدعي لها الفلترة بما يتناسب مع عقيدتنا؛ فنأخذ العلمي المقبول ونترك الفلسفي غير المقبول.
  • الآن في عصرنا الحالي أصبح الطب الصيني له – دليل علمي-، وأسماء أخرى غير الوخز بالإبر الصينية، فصار أيضا له اسم: الوخز بالإبر الطبية، وله أيضا: الوخز العضلي، وله أيضا: الوخز على نقاط الاستثارة أو الألم .
  • من هو الأفضل في أداء الوخز بالإبر؟ هل هو مقتصر على الصينيين فقط؟ الجواب:  لا، بما أنه أصبح منهجا بالإبر الطبية؛ أي لم يعد فلسفة، فبإمكان أي أحد أن يبرع فيه بعد تعلمه جيدا، وتعلم الأمراض والنقاط المعالجة لها، بل إن هناك تقارب ما بين الطب الحديث والطب الصيني، فمثلا: نظرية الين واليانج، نحن نعرف الجهاز السمباثتيك والباراسمبثتك (الإرادي واللاإرادي)، وهذا في علم وظائف الأعضاء من ركائز هذا العلم،
    فالجهاز السمباثتيك (يانج) والباراسمباثتيك (ين) فأي شيئين متضادين فهما ين ويانج .
  • عندنا أيضا فرق الجهد الكهربي في الخلية، فهناك سالب وموجب (ين ويانج).
  • نقاط مسارات الطاقة الآن مثبتة بأجهزة تقيسها بالرغم من أن تلك النقاط مكتشفه منذ 2000 سنة قبل الميلاد!
  • ليس من الهام أن أعرف كيف تم اكتشاف ذلك؛ وإنما من الضروري أن أعرف أين هذه النقاط.
  • ليس من الضروري أن أعرف دقائق صنع الهاتف المحمول، إنما من الضروري أن أعرف كيف يستخدم هذا الجهاز .
  • لابد من معرفة الجانب العلمي للوخز بالإبر الطبية .
  • منظمة الصحة العالمية عام 1992م قامت بعمل أبحاث طبية لمعرفة ما هي الأمراض التي تعالج بالوخز بالإبر الطبية، وقامت بتقسيم تلك الأمراض إلى أربعة مجموعات، أمراض أثبتت أن الإبر الصينية ذات أهمية في علاجها(indecated)، وأمراض يُنصح فيها بالإبر الطبية، وأمراض تُجرب فيها الإبر الطبية، وأمراض تُمنع فيها الإبر الطبية.
  • لم يعد الوخز بالإبر مجالا شعبيا كما كان من قبل، إنما اعترفت منظمة الصحة العالمية من بعد محاولات بدأتها منذ العام 1998 وحتى العام 2002 بإستراتيجيه تم تطبيقها منذ العام 2007 في جميع بلاد العالم، ومنها الإمارات العربية المتحدة – وهي الدولة العربية الوحيدة التي بادرت بتطبيق الإستراتيجية في بداياتها – وكانت الإستراتيجية تنص على تقنين الطب التكميلي أو الشعبي أو التقليدي في الوزارات المعنية بالصحة.
  • الوخز الإبري لا يتطلب استخدام الإبر، وإنما يعتمد على النقاط، ولذلك ظهرت مسميات مثل نقاط الإبر الكهربائية، وكذلك استخدام الليزر، وكذلك المايكروسستم، واستخدام صوان الأذن في العلاج، وهناك أيضا العمل على فروة الرأس والمعتمد على تشريح المخ الذي به بعض المناطق التي تمثل مراكز للجسم كله، وبتحفيزها تحدث نتائج رائعة.
  • وهناك طبيب ياباني اسمه (ياماموتو) اخترع طريقه علاجيه تسمى (اليانسة)
    ويعالج بها حالات مستعصية على الطب الغربي علاجيا؛ والعلاج الطبيعي في هذه الحالات ما هو إلا داعم لعدم تدهور الحالة، لكن تقدمها جدا ضعيف، في حين أنها تأتي بنتائج باهرة مع العلاج بالإبر أو بالضغط .
  • هنا أيضا الضغط باليد (أكيوبريشر) وهو علاج يدوي بالضغط على نقاط علاجية.
  • وهناك (أبي بنشر) العلاج بلدغ النحل، حيث تفرز النحلة مادة تصدر نفس تأثير الإبرة مع مزايا كبيره على الجهاز العصبي، والوقاية من الأمراض.
  • من ضمن النظريات القديمة في الطب الصيني أيضا: نظرية العناصر الخمسة، حيث رؤيتهم للكون كله أنه مكون من خمسة عناصر:
    النار – التراب – المعدن – الماء – الخشب، وهذه العناصر موجودة بالبيئة، كما أنها تمثل جميعها: البدن .
  • ولهذا المفهوم أصل في الطب العربي النبوي، حيث خُلق الإنسان من صلصال من حمأ مسنون، فالصلصال عبارة عن تراب مضافا إليه الماء، والحمأ يعني النار، كما أن أجسادنا بها معادن مثل: الحديد – الزنك – النحاس، كما أننا نتغذى على النباتات (خشب).
  • والعناصر الخمسة هذه والتي أشير إلى ذكرها منذ 2000 سنة قبل الميلاد: مثبته علميا في العلم الحديث؛ حيث إذا تزايدت بعض العناصر على الأخرى في جسم الإنسان فتسبب له المرض.
  • مريض الكبد مثلا: عنصر الخشب عنده هو أعلى هذه العناصر، فنرى في صفاته – النحافة من الجزء العلوي، وبدانة من الجزء السفلي حيث وجود تورمات بالبطن والساقين، حيث يوجد تقارب ما بين الطب الصيني القديم والملاحظات الإكلينيكية.
  • يعتمد الطب الصيني على مسارات الطاقة، وهي شبكة لاسلكية من المسارات توصل الجسم ببعضه البعض، تماما مثل الجوال، حيث نرى النتائج وهي سماع صوت المتحاور دون معرفة ما الذي يجري بالداخل.
  • فيرتبط الجسم ببعضه ارتباطا تتداعى له الأعضاء جميعها بالسهر والحمى إن ضعف أحدهم واشتكى.
  • حيث توصل هذا المسارات القدم بالعين، واليد بالعين ومن اليد للقدم ومن القدم لليد، في شبكة لاسلكية (مريديان) أو قنوات متناغمة متفاعلة؛ حيث تنقل الطاقة للدفاع عن الجسم لتعبر عن الحالة الصحية والحالة المرضية/
    فقد تكون تعبير العين بالتعب ناتج عن مشكلة بالركبة، وهنا مكمن الاهتمام؛ حيث ينظر هذا النوع من العلاج إلى الجسم كله نظره شموليه وليست تخصصيه فقط كما في الطب الغربي، فتعب العين مع مشاكل المعدة مع مشاكل العظام مع مشكلات نفسية… كلها أمور مترابطة مع بعضها البعض .
  • فينظر الطب الصيني إلى ترابط الأعراض والنظام الجسدي كله بأجهزته المتنوعة. فإن حدث واختل أحدهم؛ لأدى ذلك إلى اختلال باقي الأجهزة.
  • وللطاقة دورة: كل مسار من المسارات الإثني عشر له دورة تأخذ ساعتين عمل، الرئتين مثلا يبدأ عملهما من الساعة 3ص وحتى 5ص، حيث قمة نشاط الرئتين وأفضل أوقات التنفس، ثم تتوالى الدورات بالقولون.. المعدة.. الطحال.. وهكذا…. حتى نأتي لنهاية اليوم عندما يبدأ الكبد نشاطه في وقت نومنا من الساعة 1ص وحتى 3ص قبل الفجر، فإن اعتاد الإنسان السهر فيحدث خلل في طاقاته وتحدث الأمراض .
  • ولذلك أخبرنا صلوات الله عليه بما ينظم لنا حياتنا في النوم واليقظة،
    فوقت القيلولة مثلا من الساعة 11ص وحتى 1 ظهرا، هذا الوقت تحديدا هو وقت نشاط القلب، وفي هذا الوقت لابد من الراحة والاسترخاء،
    كل ذلك تم ذكره في الطب العربي والصيني والنبوي.
  • مسارات الطاقة هم 12 مسار طاقة منتظم، كل عضو له مسار، وكل مسار له اسم بأسماء الأعضاء الداخلية، ولكنها لا تعبر عن وظائف الأعضاء، فمثلا مسار المعدة يبدأ من العين لينتهي في القدم، وسمي بالمعدة نظرا لمروره عليها؛ لكنه يقوم بوظيفة على كل نقطه قد مر عليها .
  • هناك أيضا 8 مسارات فرعية، منهم مسار هام جدا يسمى (بالديو) أو (الحكومة) – وهو يبدأ من فتحة الشرج، ويقسم الجسم من الخلف إلى نصفين، وهناك مسار آخر من الأمام يسمى بـ (رن) وهو أيضا يقسم الجسم من الأمام إلى نصفين.
  • تلك المسارات تسمى: قنوات، حيث تسير الطاقة فيها بطريقة قوية جدا، وهي المسؤولة عن توازن الجسم من الأمام (ين) والخلف (يانج)، حيث يسمى الظهر كذلك من الظاهر لذلك فهو يانج، حيث إن الجنين في بطن أمه يكون على ظهره، ويكون مغطى للـ(ين) الخاص به .
  • عندنا شبكة متكاملة من المسارات، فلو نظرنا مثلا للوجه فهو عبارة عن لوحة مفاتيح كهربائية؛ حيث معظم مسارات الطاقة للأعضاء المجوفة تمر على الوجه.
  • كذلك نجد أن معظم الأمراض تحدث خلل في الوجه، فمثلا خلل المعدة يحدث هالات سوداء تحت العين، وإذا كان هناك خلل بالمرارة فيؤدي إلى حدوث تجاعيد بجوار العين، فالأعضاء الداخلية تؤثر في الوجه حيث بداية أو نهاية أو مرور مسار من المسارات بالوجه.
  • إذا نظرنا نظرة عامة في الجسم لوجدنا أن كل منطقة في الجسم قد مر عليها مسار من مسارات الطاقة، فيكون الجسم كله شبكة لاسلكية.
  • أصبح للطب الخاص بالإبر مدارس دولية وجمعيات بريطانية دولية، وليست مقتصرة على الصينيين فقط.
  • واستخدمت الإبر للحيوان كالخيل والبقر والقطط، بل والسمك أيضا.
  • الكي القديم ما هو إلا وخز في نقاط الإبر، لا يستخدم تماما الآن كما كان في السابق لكنه يستخدم بدلا عنه الليزر.
  • هناك أيضا مدارس ألمانية؛ ومدارس طبية تستخدم الإبر .
  • تم عمل إحصائية في بريطانيا عام 1998م فوجدوا أن نسبة 84% من المرضى البريطانيين مزمني الألم يستخدمون الإبر الصينية في علاجاتهم، وهذا دليل على وجود دلائل عمليه لهذا النوع من العلاج، وكذلك تأثيره في المجتمع، وإلا لما اتجهت إليه تلك النسبة من المواطنين .
  • أيضا (الميكروسيستم) فهناك إبر على الأذن، وهناك تمثيل للنقاط على الرأس، وهناك علم السوجوك حيث الرأس موجود بإصبع الإبهام، وتمثيل الصدر والأعضاء الداخلية، كل هذه الأمور لها في الأصل أساس في الإبر الصينية، أيضا للريفلكسولوجي (تدليك باطن القدم) نقاط الجسم الممثلة في باطن القدم .
  • هناك أيضا سكالب أكيوبنشر…. وغيرها.


العلاج العشبي بين الطب الصيني والطب العربي:

   السطور الذهبية التالية كتبها الدكتور/ محمود شعراوي، نائب رئيس الاتحاد العالمي للإبر الصينية ومدير الأكاديمية المفتوحة للطب التكميلي بالقاهرة، وهو متخصص في الطب الصيني، فيقول:

الأعشاب في الطب الصيني أشبه بالطب العربي والطب الهندي.

وللأعشاب (4) خصائص، و(5) مذاقات، و(4) اتجاهات، و(12) عضوا.

بالنسبة للخصائص الأربعة:

  • فهناك عشبة حارة (يانج – Hot).
  • وهناك عشبة باردة (ين – Cold). فالعشبة الحارة توصف لأمراض البرودة، والعشبة الباردة توصف لأمراض الحرارة.
  • وهناك عشبة دافئة (warm).
  • وهناك عشبة باردة نسبيّا (Cool).

أما عن الخمس مذاقات: فيوجد لدينا: الطعم الحار، الطعم الحلو، الطعم المر، الطعم اللاذع، الطعم المالح.

  • فالأعشاب الحلوة لتقوية الطاقة وتقوية الدم سريعا.
  • والأعشاب المالحة مسهلة وتطرد الأمراض عبر الإخراج .
  • والأعشاب المرة تطرد الرطوبة .
  • والأعشاب الحارة تقوم بتحفيز التعرق لطرد العوامل الخارجية .
  • والأعشاب اللاذعة تمتص؛ فنعالج بها الكحة والإسهال .

أما عن الأربعة اتجاهات:

  • فهناك أعشاب ترفع الطاقة، فنعطيها لحالات انخفاض الطاقة .
  • وهناك أعشاب مخفضة للطاقة، فنعطيها لحالات ارتفاع الطاقة مثل حالات ارتفاع يانج الكبد؛ فنعطي له مخفضات .
  • وهناك أعشاب تقوم بإدخال الطاقة للداخل.
  • وهناك أعشاب تقوم بإخراج الطاقة للسطح .

أما عن الأعضاء: فلكل عضو ما يناسبه من أعشاب، ولا تصلح أي تركيبة عشبية إلا بعد تشخيص دقيق للمريض.

للتشخيص (4) خصائص:

  • رؤية / نرى فيها اللسان ونسأل المريض .
  • وشم الرائحة.
  • ونسمع.
  • نتحسس النبض.

كل ذلك لكي نصل إلى المتلازمة التي نشخص لها العلاج.

  • في الطب الصيني تكون التركيبة العشبية بها أكثر من (10) أعشاب:
    أعشاب باردة – حارة – مجففة – ماصة.

 
ولنا حديث آخر بهذا الشأن فيما بعد …

وقفات في كتاب “زاد المعاد في هدي خير العباد” لابن القيم الجوزية – رحمه الله – فصل “الطب النبوي”:

ذكر ابن القيم للعناصر الأربعة الموجودة في الطب اليوناني والهندي والصيني والفرعوني، وقد كانت موجودة كذلك في الطب العربي:

 ولما كان في الإنسان جزء أرضي، وجزء هوائي، وجزء مائي، قسم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ طعامه وشرابه ونفسه على الأجزاء الثلاثة‏.‏

فإن قيل‏:‏ فأين حظ الجزء الناري‏؟‏

قيل‏:‏ هذه مسألة تكلم فيها الأطباء، وقالوا‏:‏ إن في البدن جزءًا ناريًا بالفعل، وهو أحد أركانه واسطقساته‏.‏

قلت: وهذه العناصر تسمى: الأمزجة والأخلاط، ولها مسميات مختلفة بحسب مدرسة الطب القديم ولكنها تعود في النهاية لنفس التقسيمات ولكن الاختلاف في طريقة تطبيق هذه العناصر.

العلاج بالألبسة المستخرجة من الحيوانات أو الطبيعة، وكذلك تأثير نوع الألبسة على الأخلاق:

    فهو أن الحرير من الأدوية المتخذة من الحيوان، ولذلك يعد في الأدوية الحيوانية، لأن مخرجه من الحيوان، وهو كثير المنافع، جليل الموقع، ومن خاصيته تقوية القلب، وتفريحه، والنفع من كثير من أمراضه، ومن غلبة المرة السوداء، والأدواء الحادثة عنها، وهو مقو للبصر إذا اكتحل به، والخام منه ـ وهو المستعمل في صناعة الطب ـ حار يابس في الدرجة الأولى‏.‏ وقيل‏:‏ حار رطب فيها‏:‏ وقيل‏:‏ معتدل‏.‏ وإذا اتخذ منه ملبوس كان معتدل الحرارة في مزاجه، مسخنًا للبدن، وربما برد البدن بتسمينه إياه‏.‏

    قال الرازي‏:‏ الإبريسم أسخن من الكتان، وأبرد من القطن، يربى اللحم، وكل لباس خشن، فإنه يهزل، ويصلب البشرة وبالعكس‏.‏

    قلت‏:‏ والملابس ثلاثة أقسام‏:‏ قسم يسخن البدن ويدفئه، وقسم يدفئه ولا يسخنه، وقسم لا يسخنه ولا يدفئه، وليس هناك ما يسخنه ولا يدفئه، إذ ما يسخنه فهو أولى بتدفئته، فملابس الأوبار والأصواف تسخن وتدفئ، وملابس الكتان والحرير والقطن تدفئ ولا تسخن، فثياب الكتان باردة يابسة، وثياب الصوف حارة يابسة، وثياب القطن معتدلة الحرارة، وثياب الحرير ألين من القطن وأقل حرارة منه‏.‏

   قال صاحب المنهاج‏:‏ ولبسه لا يسخن كالقطن، بل هو معتدل، كل لباس أملس صقيل، فإنه أقل إسخانًا للبدن، وأقل عونًا في تحلل ما يتحلل منه، وأحرى أن يلبس في الصيف، وفي البلاد الحارة‏.‏

    ولما كانت ثياب الحرير كذلك، وليس فيها شيء من اليبس والخشونة الكائنين في غيرها، صارت نافعة من الحكة، إذ الحكة لا تكون إلا عن حرارة ويبس وخشونة، فلذلك رخص رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ للزبير وعبد الرحمن في لباس الحرير لمداواة الحكة، وثياب الحرير أبعد عن تولد القمل فيها، إذ كان مزاجها مخالفًا لمزاج ما يتولد منه القمل‏.‏

    وأما القسم الذي لا يدفئ ولا يسخن، فالمتخذ من الحديد والرصاص، والخشب والتراب، ونحوها، فإن قيل‏:‏ فإذا كان لباس الحرير أعدل اللباس وأوفقه للبدن، فلماذا حرمته الشريعة الكاملة الفاضلة التي أباحت الطيبات، وحرمت الخبائث‏؟‏

    قيل‏:‏ هذا السؤال يجيب عنه كل طائفة من طوائف المسلمين بجواب، فمنكرو الحكم والتعليل لما رفعت قاعدة التعليل من أصلها لم يحتاجوا إلى جواب عن هذا السؤال‏.‏

    ومثبتو التعليل والحكم ـ وهم الأكثرون ـ منهم من يجيب عن هذا بأن الشريعة حرمته لتصبر النفوس عنه، وتتركه لله، فتثاب على ذلك لا سيما ولها عوض عنه بغيره‏.‏

    ومنهم من يجيب عنه بأنه خلق في الأصل للنساء، كالحلية بالذهب، فحرم على الرجال لما فيه من مفسدة تشبه الرجال بالنساء، ومنهم من قال‏:‏ حرم لما يورثه من الفخر والخيلاء والعجب‏.‏ ومنهم من قال‏:‏ حرم لما يورثه بملامسته للبدن من الأنوثة والتخنث، وضد الشهامة والرجولة، فإن لبسه يكسب القلب صفة من صفات الإناث، ولهذا لا تكاد تجد من يلبسه في الأكثر إلا وعلى شمائله من التخنث والتأنث، والرخاوة ما لا يخفى، حتى لو كان من أشهم الناس وأكثرهم فحولية ورجولية، فلا بد أن ينقصه لبس الحرير منها، وإن لم يذهبها، ومن غلظت طباعه وكثفت عن فهم هذا، فليسلم للشارع الحكيم، ولهذا كان أصح القولين‏:‏ أنه يحرم على الولي أن يلبسه الصبي لما ينشأ عليه من صفات أهل التأنيث‏.‏

    وقد روى النسائي من حديث أبي موسى الأشعري، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال‏:‏ ‏ «‏إن الله أحل لإناث أمتي الحرير والذهب، وحرمه على ذكورها‏»‏‏.‏ وفي لفظ‏:‏ «‏حرم لباس الحرير والذهب على ذكور أمتي، وأحل لإناثهم‏».

    وفي صحيح البخاري عن حذيفة قال‏:‏ نهى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن لبس الحرير والديباج، وأن يجلس عليه، وقال‏:‏ «‏و لهم في الدنيا، ولكم في الآخرة‏» ‏‏.‏

قلت: وهذا يدل أن للألبسة خواص في العلاج وفي التأثير على الأخلاق إيجابا أو سلبا.

وقال رحمه الله عن تأثير الأدوية المستخرجة من الأحجار:

وأدوية السموم تارة تكون بالكيفية، وتارة تكون بالخاصية كخواص كثير من الأحجار والجواهر واليواقيت، والله أعلم.

نظام الحرارة والبرودة يذكر في الحديث الشريف، وهو ما يسمى بالطب الصيني (يانغ وين):

ثبت في “الصحيحين” من حديث عبد الله بن جعفر، قال:رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل الرطب بالقثاء.

قلت: يُعرف القثاء بأنّه نوع من البطيخ النباتي، وهو نبات مشابه وقريب من الخيار، ولكنّه أطول منه.


    والرطب: حار رطب في الثانية، يقوي المعدة الباردة، ويوافقها، ويزيد في الباه، ولكنه سريع التعفن، معطش معكر للدم، مصدع مولد للسدد، ووجع المثانة، ومضر بالأسنان، والقثاء بارد رطب في الثانية، مسكن للعطش، منعش للقوى بشمه لما فيه من العطرية، مطفئ لحرارة المعدة الملتهبة، وإذا جفف بزره، ودق واستحلب بالماء، وشرب، سكن العطش وأدر البول ونفع من وجع المثانة، وإذا دق ونخل ودلك به الأسنان، جلاها، وإذا دق ورقه وعمل منه ضماد مع الميبختج، نفع من عضة الكلب الكلب.

    وبالجملة فهذا حار وهذا بارد، وفي كل منهما صلاح الآخر، وإزالة لأكثر ضرره، ومقاومة كل كيفية بضدها ودفع سورتها بالأخرى، وهذا أصل العلاج كله، وهو أصل في حفظ الصحة، بل علم الطب كله يستفاد من هذا.

    وفي استعمال ذلك وأمثاله في الأغذية والأدوية إصلاح لها وتعديل، ودفع لما فيها من الكيفيات المضرة لما يقابلها، وفي ذلك عون على صحة البدن، وقوته وخصبه، قالت عائشة رضي الله عنها: سمنوني بكل شيء، فلم أسمن، فسمنوني بالقثاء والرطب، فسمنت.

    وبالجملة: فدفع ضرر البارد بالحار، والحار بالبارد والرطب باليابس، واليابس بالرطب، وتعديل أحدهما بالآخر من أبلغ أنواع العلاجات، وحفظ الصحة، ونظير هذا ما تقدم من أمره بالسنا والسنوت، وهو العسل الذي فيه شيء من السمن يصلح به السنا، ويعدله، فصلوات الله وسلامه على من بعث بعمارة القلوب والأبدان، وبمصالح الدنيا والآخرة.

وقال ابن القيم رحمه الله أن هناك عشرة أسباب للقيء، وذكر منها أن يستقيء الإنسان بسبب النظر لشخص يتقيأ، وذكر أن الأمراض تنتقل بالنظر أيضا فقال:

العاشر: نقل الطبيعة بأن يرى من يتقيأ، فيغلبه هو القيء من غير استدعاء، فإن الطبيعة نقالة.

    وأخبرني بعض حذاق الأطباء، قال: كان لي ابن أخت حذق في الكحل، فجلس كحالا، فكان إذا فتح عين الرجل، ورأى الرمد وكحله، رمد هو، وتكرر ذلك منه، فترك الجلوس. قلت له: فما سبب ذلك ؟ قال: نقل الطبيعة، فإنها نقالة، قال: وأعرف آخر، كان رأى خراجا في موضع من جسم رجل يحكه، فحك هو ذلك الموضع، فخرجت فيه خراجة. قلت: وكل هذا لا بد فيه من استعداد الطبيعة، وتكون المادة ساكنة فيها غير متحركة، فتتحرك لسبب من هذه الأسباب، فهذه أسباب لتحرك المادة لا أنها هي الموجبة لهذا العارض.

وذكر رحمه الله تعالى بعض الأقوال في تفسير خروج العين والحسد من الإنسان:

ولا ريب أن الله سبحانه خلق في الأجسام والأرواح قوى وطبائع مختلفة، وجعل في كثير منها خواص وكيفيات مؤثرة، ولا يمكن لعاقل إنكار تأثير الأرواح في الأجسام، فإنه أمر مشاهد محسوس، وأنت ترى الوجه كيف يحمر حمرة شديدة إذا نظر إليه من يحتشمه ويستحي منه، ويصفر صفرة شديدة عند نظر من يخافه إليه، وقد شاهد الناس من يسقم من النظر وتضعف قواه، وهذا كله بواسطة تأثير الأرواح، ولشدة ارتباطها بالعين ينسب الفعل إليها، وليست هي الفاعلة، وإنما التأثير للروح، والأرواح مختلفة في طبائعها وقواها وكيفياتها وخواصها، فروح الحاسد مؤذية للمحسود أذى بينًا، ولهذا أمر الله ـ سبحانه ـ رسوله أن يستعيذ به من شره، وتأثير الحاسد في أذى المحسود أمر لا ينكره إلا من هو خارج عن حقيقة الإنسانية، وهو أصل الإصابة بالعين، فإن النفس الخبيثة الحاسدة تتكيف بكيفية خبيثة، وتقابل المحسود، فتؤثر فيه بتلك الخاصية، وأشبه الأشياء بهذا الأفعى، فإن السم كامن فيها بالقوة، فإذا قابلت عدوها، انبعثت منها قوة غضبية، وتكيفت بكيفية خبيثة مؤذية، فمنها ما تشد كيفيتها وتقوى حتى تؤثر في إسقاط الجنين، ومنها ما تؤثر في طمس البصر، كما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الأبتر، وذي الطفيتين من الحيات‏:‏ ‏ «‏إنهما يلتمسان البصر، ويسقطان الحبل‏».‏

    ومنها، ما تؤثر في الإنسان كيفيتها بمجرد الرؤية من غير اتصال به، لشدة خبث تلك النفس، وكيفيتها الخبيثة المؤثرة، والتأثير غير موقوف على الإتصالات الجسمية، كما يظنه من قل علمه ومعرفته بالطبيعة والشريعة، بل التأثير يكون تارة بالإتصال، وتارة بالمقابلة، وتارة بالرؤية، وتارة بتوجه الروح نحو من يؤثر فيه، وتارة بالأدعية والرقى والتعوذات، وتارة بالوهم والتخيل، ونفس العائن لا يتوقف تأثيرها على الرؤية، بل قد يكون أعمى، فيوصف له الشيء، فتؤثر نفسه فيه، وإن لم يره، وكثير من العائنين يؤثر في المعين بالوصف من غير رؤية، وقد قال تعالى لنبيه‏:‏ ‏ {‏وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر‏} ‏ ‏ «‏القلم‏:‏ 51‏».

ذكر ابن القيم رحمه الله علة سبب اغتسال المعيون من أثر العائن وأن في الطبيعة خواص لا يعرف الأطباء سببها ولا تفسيرها أبدا، وذكر فائدة الماء الذي يطفأ به الحديد (العلاج بالمعادن) في أدوية كثيرة يعرفها أهل طب الحكمة:

    وإذا كان في الطبيعة خواص لا تعرف الأطباء عللها البتة، بل هي عندهم خارجة عن قياس الطبيعة تفعل بالخاصية، فما الذي ينكره زنادقتهم وجهلتهم من الخواص الشرعية، هذا مع أن في المعالجة بهذا الإستغسال ما تشهد له العقول الصحيحة، وتقر لمناسبته، فاعلم أن ترياق سم الحية في لحمها، وأن علاج تأثير النفس الغضبية في تسكين غضبها، وإطفاء ناره بوضع يدك عليه، والمسح عليه، وتسكين غضبه، وذلك بمنزلة رجل معه شعلة من نار، وقد أراد أن يقذفك بها، فصببت عليها الماء، وهي في يده حتى طفئت، ولذلك أمر العائن أن يقول‏:‏ اللهم بارك عليه ليدفع تلك الكيفية الخبيثة بالدعاء الذي هو إحسان إلى المعين، فإن دواء الشيء بضده‏.‏ ولما كانت هذه الكيفية الخبيثة تظهر في المواضع الرقيقة من الجسد، لأنها تطلب النفوذ، فلا تجد أرق من المغابن، وداخلة الإزار، ولا سيما إن كان كناية عن الفرج، فإذا غسلت بالماء، بطل تأثيرها وعملها، وأيضًا فهذه المواضع للأرواح الشيطانية بها اختصاص‏.‏

    والمقصود‏:‏ أن غسلها بالماء يطفئ تلك النارية، ويذهب بتلك السمية‏.‏

    وفيه أمر آخر، وهو وصول أثر الغسل إلى القلب من أرق المواضع وأسرعها تنفيذًا، فيطفئ تلك النارية والسمية بالماء، فيشفى المعين، وهذا كما أن ذوات السموم إذا قتلت بعد لسعها، خف أثر اللسعة عن الملسوع، ووجد راحة، فإن أنفسها تمد أذاها بعد لسعها، وتوصله إلى الملسوع‏.‏ فإذا قتلت، خف الألم، وهذا مشاهد‏.‏ وإن كان من أسبابه فرح الملسوع، واشتفاء نفسه بقتل عدوه، فتقوى الطبيعة على الألم، فتدفعه‏.‏

وبالجملة‏:‏ غسل العائن يذهب تلك الكيفية التي ظهرت منه، وإنما ينفع غسله عند تكيف نفسه بتلك الكيفية‏.‏

    فإن قيل‏:‏ فقد ظهرت مناسبة الغسل، فما مناسبة صب ذلك الماء على المعين‏؟‏ قيل‏:‏ هو في غاية المناسبة، فإن ذلك الماء ماء طفئ به تلك النارية، وأبطل تلك الكيفية الرديئة من الفاعل، فكما طفئت به النارية القائمة بالفاعل طفئت به، وأبطلت عن المحل المتأثر بعد ملابسته للمؤثر العائن، والماء الذي يطفأ به الحديد يدخل في أدوية عدة طبيعية ذكرها الأطباء، فهذا الذي طفئ به نارية العائن، لا يستنكر أن يدخل في دواء يناسب هذا الداء‏.‏ وبالجملة‏:‏ فطب الطبائعية وعلاجهم بالنسبة إلى العلاج النبوي، كطب الطرقية بالنسبة إلى طبهم، بل أقل، فإن التفاوت الذي بينهم وبين الأنبياء أعظم، وأعظم من التفاوت الذي بينهم وبين الطرقية بما لا يدرك الإنسان مقدراه، فقد ظهر لك عقد الإخاء الذي بين الحكمة والشرع، وعدم مناقضة أحدهما للآخر، والله يهدي من يشاء إلى الصواب، ويفتح لمن أدام قرع باب التوفيق منه كل باب، وله النعمة السابغة، والحجة البالغة‏.‏

وذكر – رحمه الله – أن الماء له خواص المعدن الذي ينبع منه:

والماء الذي ينبع من المعادن يكون على طبيعة ذلك المعدن، ويؤثر في البدن تأثيره.

وذكر– رحمه الله – منافع معدن الذهب واستخدامه في العلاج النفسية والعضوية، وهذا رد على الذين ينكرون العلاج بالمعادن أو بعض أنواع الأحجار والأحجار الكريمة:

الذهب
زينة الدنيا، وطلسم الوجود، ومفرح النفوس، ومقوي الظهور، وسر الله في أرضه، ومزاجه في سائر الكيفيات، وفيه حرارة لطيفة تدخل في سائر المعجونات اللطيفة والمفرحات، وهو أعدل المعادن على الإطلاق وأشرفها‏.‏

    ومن خواصه أنه إذا دفن في الأرض، لم يضره التراب، ولم ينقصه شيئًا، وبرادته إذا خلطت بالأدوية، نفعت من ضعف القلب، والرجفان العارض من السوداء، وينفع من حديث النفس، والحزن، والغم، والفزع، والعشق، ويسمن البدن، ويقويه، ويذهب الصفار، ويحسن اللون، وينفع من الجذام، وجميع الأوجاع والأمراض السوداوية، ويدخل بخاصية في أدوية داء الثعلب، وداء الحية شربًا وطلاء، ويجلو العين ويقويها، وينفع من كثير من أمراضها، ويقوي جميع الأعضاء‏.‏

    وإمساكه في الفم يزيل البخر، ومن كان به مرض يحتاج إلى الكي، وكوي به، لم يتنفط موضعه، ويبرأ سريعًا، وإن اتخذ منه ميلًا واكتحل به، قوى العين وجلاها، وإذا اتخذ منه خاتم فصه منه وأحمي، وكوي به قوادم أجنحة الحمام، ألفت أبراجها، ولم تنتقل عنها‏.‏

    وله خاصية عجيبة في تقوية النفوس، لأجلها أبيح في الحرب والسلاح منه ما أبيح، وقد روى الترمذي من حديث مزيدة العصري رضي الله عنه، قال‏:‏ دخل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم الفتح، وعلى سيفه ذهب وفضة‏.‏

    وهو معشوق النفوس التي متى ظفرت به، سلاها عن غيره من محبوبات الدنيا، قال تعالى‏:‏ ‏ {‏زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث‏}‏، ‏«‏آل عمران‏:‏ 14‏»‏‏.‏

    وفي الصحيحين‏:‏ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏ «‏لو كان لابن آدم واد من ذهب لابتغى إليه ثانيًا، ولو كان له ثان، لابتغى إليه ثالثًا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب‏».‏

ثم ذكر رحمه الله معدن الفضة فقال:

والفضة سر من أسرار الله في الأرض، وطلسم الحاجات، وإحسان أهل الدنيا بينهم، وصاحبها مرموق بالعيون بينهم، معظم في النفوس، مصدر في المجالس، لا تغلق دونه الأبواب، ولا تمل مجالسته، ولا معاشرته، ولا يستثقل مكانه، تشير الأصابع إليه، وتعقد العيون نطاقها عليه، إن قال، سمع قوله، وإن شفع، قبلت شفاعته، وإن شهد، زكيت شهادته، وإن خطب فكفء لا يعاب، وإن كان ذا شيبة بيضاء، فهي أجمل عليه من حلية الشباب‏.‏


    وهي من الأدوية المفرحة النافعة من الهم والغم والحزن، وضعف القلب وخفقانه، وتدخل في المعاجين الكبار، وتجتذب بخاصيتها ما يتولد في القلب من الأخلاط الفاسدة، خصوصًا إذا أضيفت إلى العسل المصفى، والزعفران‏.‏

    ومزاجها إلى اليبوسة والبرودة، ويتولد عنها من الحرارة والرطوبة ما يتولد، والجنان التي أعدها الله عز وجل لأوليائه يوم يلقونه أربع جنتان من ذهب، وجنتان من فضة، آنيتهما وحليتهما وما فيهما‏.

نظرية خلق الأضداد (نظام الزوجية أو الين واليانغ) يوافق عليها ابن القيم فيقول رحمه الله:

ومن تأمل خلق الأضداد في هذا العالم، ومقاومة بعضها لبعض، ودفع بعضها ببعض، وتسليط بعضها على بعض، تبين له كمال قدرة الرب تعالى، وحكمته، وإتقانه ما صنعه، وتفرده بالربوبية، والوحدانية، والقهر، وأن كل ما سواه فله ما يضاده ويمانعه، كما أنه الغني بذاته، وكل ما سواه محتاج بذاته‏.‏

– جميع الاقتباسات السابقة من كلام ابن القيم – رحمه الله – مأخوذة من كتابه “زاد المعاد في هدي خير العباد” – قسم الطب النبوي.

فتوى الشيخ الددو حفظه الله:

   هذه الفتوى تم عرضها على الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي – حفظه الله – من إدارة الأكاديمية الدولية لعلوم الرقية والطب الشمولي، وهو عالم كبير ومؤسس مركز تكوين العلماء في موريتانيا، وعضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ويشارك في مؤتمرات المجمع الفقهي الدولي.

فضيلة الشيخ / محمد الددو                              حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

   أسأل الله تعالى أن يزيدكم علما ويبارك فيكم وينفع بكم المسلمين، وأود طرح سؤال حول العلوم القادمة من الشرق أو الغرب والتي يكون فيها بعض المعتقدات الخاصة التي ربطها الشرقيون أو الغربيون بمعتقداتهم الخاطئة ولكن يمكن الاستفادة من هذه العلوم دون الأخذ بالمعتقد الخاطئ لننفع الناس فيها بعد أن ثبت نفعها، أو يمكن أسلمتها لتتناسب مع معتقداتنا الإسلامية، ومن ذلك علم الإبر الصينية ومسارات الطاقة الحيوية في الجسم، وعلم التدليك بتفريعاته، وعلم الطاقة الحيوية، وعلم التنويم الإيحائي، وعلم الطبائع والأمزجة، ونحوها…

   فأنا ممارس لها وتعلمتها على يد أساتذة مسلمين، ولم أرَ فيها ما فيه حرام أو ما يؤدي للحرام، علما أنني بحثت عن أصل تلك العلوم فوجدت أن علم التدليك موجود في كل الحضارات السابقة (اليونانية – الرومانية – الفرعونية – الفارسية – الصينية…..)، وكذلك علم الطبائع والأمزجة (وقد ذكره ابن القيم في خصائص الأغذية والأدوية وخصائص طبائع البشر –العصارات- من بلغمي وصفراوي ودموي وسوداوي) وكذلك علم التنويم الإيحائي والطاقة الحيوية كلها موجودة منذ آلاف السنين في جميع الحضارات السابق ذكرها، وعلم الإبر الصينية الذي أسسه الصينيون في الأساس على علاج الأرواح الشريرة ثم تطور لعلاج الأمراض العضوية، فبعضهم أخذها كمنهج طبي بحت، وبعضهم أضاف لها ما أضافه من معتقدات قد توافق الإسلام وقد لا توافقه – بحسب منهج الشخص نفسه وهو ليس شيئا من أصول العلم-،وغيرها من العلوم القديمة أو الحديثة التي نستفيد منها.

   علما أنني بفضل الله – أنا وغيري كذلك الكثير – تبصرنا بما تم إدخاله على هذه العلوم من إشكالات فكرية وعقدية –من قبل البعض- ليس لها علاقة بالعلم نفسه، وسيتم التنبيه عليها بمشيئة الله تعالى في مقالات ستصدر قريبا إن شاء الله لنحذر الناس من بعض الارتباطات الخاطئة بهذه العلوم وممن يدرب عليها، وحاليا أقوم على ذلك بناء على نصيحة أحد العلماء لي.

    فهل توافقونا على الأخذ بهذه العلوم وما فيها من تجارب نافعة وصحيحة وحذف ما فيه خلل عقدي أو فقهي ونحوه؟ مع تنبيه وتحذير الناس من ربطها بأمور لا توافق منهج أهل السنة والجماعة؟

 محبكم في الله/ عماد النهار

الإجابة من الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي حفظه الله تعالى:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يا أخي في الشرع عِلمُ كل شيء أفضل من جهله، وكل عِلم ترتب عليه نفعٌ للبشرية سواء كان ذلك في الأديان أو في الأبدان أو في أمور الدنيا أو في أمور الآخرة؛ فهو مطلوب شرعا وتعلمه فرض كفاية، وما كان نافعا للناس من هذه العلوم من حضارات أخرى فلا حرج في استيراده إلى الحضارة الإسلامية، فقد استورد النبي صلى الله عليه وسلم فكرة الخندق من حضارة فارس، وفكرة الخاتم من حضارة الروم، وفكرة المنبر من حضارة الحبشة.

والحضارة ليست ملكا لأمة ولا لقومية، وليست كذلك تابعة لمعتقد أو دين، بل هي ملك للبشرية كلها، وما فيها من النفع مطلوب للبشرية كلها، والله سبحانه وتعالى خلق للناس ما في الأرض جميعا، نسأل الله أن يوفقك وينفع بك.

والسلام عليكم ورحمة الله.

6 شوال / 1437 هـ

أسئلة وأجوبة في العلاج بالطاقة الحيوية:

   هناك مصادر كثيرة للطاقة، سواء متجددة أو غير متجددة، منها الشمس، الرياح، الماء وحتى الوقود. لكن الطاقة التي نتحدث عنها هنا هي طاقة من نوع آخر وهى الطاقة الكونية أو الأثيرية universal energy إن الطاقة موضوع مهم وشيء أساسي في حياتنا فبدونها لن يوجد أي شكل من أشكال الحياة على هذا الكوكب، فالكائنات الحية تحتاج الضوء أو الحرارة للعيش، فبدون الطاقة الشمسية لن تعيش النباتات، وبدون نباتات لن يكون هناك حيوانات… وهكذا حيث أن السلسلة الغذائية سوف تهدم وتختفي الكائنات الحية على الأرض.

   دعونا نتوقف قليلا هنا.. فنحن نعلم أن هناك طاقة للأرض وهى طاقة كهرومغناطيسية غير مرئية تحيط بكل الكوكب، أو ما يسمى بالمجال المغناطيسي للأرض، ولهذا المجال المغناطيسي ذبذبات أو موجات قابلة للقياس تسمى موجات شومان  Schumann waves، هذه الموجات تتذبذب بين 8 ,7 – 8 هرتز.

   وقامت جامعة بيليفيلد الألمانية عام 2012م باكتشاف أن النباتات يمكنها أن تعتمد على مصدر بديل للطاقة من خلال غيرها من النباتات، وأكد أعضاء فريق البحث الذي يشرف عليهم البروفيسور [أولاف كروز] أنه وللمرة الأولى يتم اكتشاف أن النباتات [ومنها الطحالب الخضراء] يمكنها امتصاص عملية التمثيل الضوئي من النباتات الأخرى، وكذلك امتصاص الطاقة البديلة منها (altenative source of energy).

   وقد وجد العلماء أنه عند زراعة الطحالب الخضراء وملاحظتها مجهريًّا؛ لاحظوا أن الطحالب عندما تواجه نقصا في الطاقة؛ فإنها تأخذ الطاقة من جارتها، وهذا الاكتشاف يثبت أن النباتات يمكنها أن تعتمد على مصدر بديل للطاقة من خلال غيرها من النباتات. 

المصدر من موقع الجامعة:

http://ekvv.uni-bielefeld.de/blog/uninews/entry/algae_can_draw_energy_from

   ويتساءل خبراء سايكولوجيا الطاقة (علم نفس الطاقة): هل بدأت الأدلة العلمية تثبت أن العلاج بالطاقة حقيقة – والموجود منذ آلاف السنين – من خلال هذا البحث الذي يثبت أن النباتات تسحب الطاقة فيما بينها أيضا حتى تستمر بقوتها وحيويتها؟ وهل سيبدؤون قريبا في إثبات موجات العين والحسد التي تصدر من الإنسان؟

يقول الشيخ عبد الله السدحان – المعالج بالرقية الشرعية –: “إن كل إنسان له ذبذبات خاصة سواء من ريقه أو شعره أو ظفره أو دمه، فسألني الشيخ ابن باز رحمه الله عن هذه الذبذبة وهل هي ثابتة علميا؟ فأجبته: إن الذبذبة هي موجات ثابتة في علم (الراديونيك) ويدرس في أروبا ووقفت شخصيا على هذا العلم عن طريق جهاز (الفديوباك)، فقال الشيخ رحمه الله: إذا كان هذا ثابتا علميا، فالحمد لله الذي سخر لنا العلم لخدمة الدين” –  كيف تعالج مريضك بالرقية الشرعية.

وقد كتب الطبيب الإغريقي أبقراط: “من المعتقد بين الأطباء المجربين أن الحرارة التي تشع من اليد عندما تصل إلى المريض؛ تكون نافعة للغاية، وقد ظهر لي هذا غالبا عندما كنت أربِّت على مرضاي لكي أخفف آلامهم، فقد بدا لي كما لو كانت لدي خاصية منفردة تطرد الآلام ومختلف الشوائب التي تضر بالجسم، ويحدث هذا عندما أضع يدي على المكان الموجوع، وكما يعرف البعض أنه بالإمكان زرع الصحة في المريض بواسطة اللمس.. تماما كما تنتقل بعض الأمراض أيضا باللمس”.

وفي روسيا فقد برع العلماء هناك في العلاج بالطاقة وأطلقوا عليه “العلاج بما وراء الحس الميتافيزيقي”، وظهر بينهم رواد مثل العالم “لازاريف” الذي أصدر كتابه المعروف باسم “الأسس الفيزيائية للنشاط العصبي”.

وقد ورد في كتاب “من ما وراء الحس الميتافيزيقي إلى عوالم أخرى” للعلامة الروسي فيبرينتسوف” قال: “إن جميع الإحساسات والمشاعر وجميع أفعال الحركة يمكن أن تولد أمواجا يصل طولها حتى ثلاثين ألف كيلومتر، ويجب على الدماغ دراسة هذه الأمواج”.

   علم الطاقة الحيوية علم نظيف ورائع، ولكن بعض المدارس العلاجية الجديدة أو بعض المدربين هم الذين شوهوا صورة هذا العلم، ونحن متأكدون أن الكثير ممن يحارب علم الطاقة لم يفرقوا بين مدرسة فكرية دينية استخدمت علم الطاقة كطعم في البداية، وبين مدرسة علاجية فقط. وإن لم يكن علما مفيدا فلماذا يستخدموه هؤلاء المزيفون؟

   فهناك فرق بين مدرسة علاجية بالطاقة الحيوية وبين مدرسة فكرية تستخدم أي شيء مفيد لجلب الناس وكسب ولائهم.

   كانت هناك مواضيع فلسفية عند أرسطو تمس الذات الإلهية، ثم جاء ابن رشد وترجمها بحيث لا تمس الذات الإلهية، فكيف جعل ابن رشد العالم الإسلامي يتقبل هذه الفلسفات؟ علما أن الفلسفات تختلف عن الدين.

معلومة هامة جدا: لا يوجد أي مرجع دولي لعلم الطاقة، ولذلك فإن كل من هب ودب أخذ يتعلم هذا العلم ويؤلف ويربط الأمور كما يراها هو بنفسه وليس كما يراها العلم الحقيقي، ولذلك لا يمكن أن نعتبر شيئا في علم الطاقة من المحرمات أو الشرك بسبب فلان الذي يقول كذا وفلان الذي يفعل كذا، فكل يمثل نفسه فقط، والعلم بريء منهم، ولذلك فإن الاستشهاد بالأخطاء الفكرية أو العقدية الموجودة في بعض المنتسبين لعلم الطاقة واتهام علم الطاقة بها يشبه من يستشهد بالأقوال الخاطئة للأطباء في مجال الطب والأقوال الخاطئة للرقاة في مجال الرقية والأقوال الخاطئة للحجامين في مجال الحجامة.

1- ما هي الطاقة الحيوية؟ وكيف يتم العلاج بها؟

  يصدر جسم الإنسان ذبذبات، وتكون هذه الذبذبات المحيطة حول الجسم شيئا اسمه “الهالة”، ولها الصورة التقريبية التالية:

    تعكس الهالة صحة الإنسان العضوية والنفسية والعقلية، ويقوم المعالج بالطاقة الحيوية بتشخيص ومعرفة مكان الإصابة بلمس الجسد أو دون لمس الجسد، ويمكن للمعالج المتمرس أن يعرف نوع الإصابة سواء كانت جسدية أو نفسية وذلك بتشخيص الهالة التي تعكس حالة الإنسان.

     هذه الهالة لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة إلا لمن تدرب على ذلك، أو لديه هذه الموهبة منذ صغره، وهناك أجهزة تصور أماكن الخلل في الهالة وتبين قوتها وتعطي تقريرا مفصلا عن هالة الشخص، أهمها جهاز GDV الروسي، ولكنه لا يظهر الهالة الحقيقة للإنسان، ولم يتم اكتشاف ذلك حتى الآن، ولكن بعض الأجهزة يمكن الاستفادة منها، ولو أن العلماء اكتشفوا جهاز تصوير الهالة فسيتبين من خلال الجهاز العين والحسد والمس والسحر، ولكن حتى الآن لم يكن هناك شيء أقوى من تشخيص الممارس المحترف لذلك، مثل التشخيص عن طريق النبض، فهو علم قديم جدا منذ الطب الإغريقي (اليوناني)، ويمكن عن طريق النبض تشخيص جميع الأمراض والعلل، وحتى الآن لم يتم اكتشاف جهاز مثل يد الإنسان لعمل هذا الأمر!!

     طريقة التشخيص: يقوم المعالج بوضع يديه على بعد شبر أو شبرين من الجسد ويقوم بحركة الكف ببطء مع التركيز ليعرف مكان الخلل في الجسد، وإن وجد مكان الخلل فيقوم بإصلاحه وذلك بإزالة الطاقة السلبية ووضع الطاقة الإيجابية بتقنيات معينة، والعلاج بالطاقة الحيوية باستخدام الكفين يكون عن طريق الكفين فقط ولا يحتاج إلى أدوات أو أجهزة.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: ”إذا اشتكيت فضع يدك حيث تشتكي ثم قل: بسم الله، أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد من وجعي هذا، ثم ارفع يدك، ثم أعد ذلك وترا“ – صحيح الجامع.

وهذا مقطع مرئي يتم فيه تصوير الطاقة الحيوية الخارجة من الجسم عبر جهاز خاص، مما يثبت حقيقة هذا العلم (https://amr-ia.com/aura.wmv)

2-  ظهر جهاز GDV  في أحد البرامج التلفازية على أنه غير صحيح، فما قولكم؟

هذا الجهاز لا يبين الهالة الكاملة الحقيقية، لكنه يكشف مكان القوة ومكان الضعف فيها، وفي نفس هذا البرنامج المشار إليه تم تجربة ذلك مع أحد الأشخاص؛ حيث قام بحرج نفسه عند خده، وبعد تشخيصه بالجهاز تبين أن عند خده الهالة ضعيفة جدا، ثم زعموا أنهم صنعوا جهاز مشابها ووضعوا عليه بعض المعادن مثل المقص وغيرها وظهر لها هالة وقالوا أن هذه الهالة غير صحيحة فهذه المعادن ليست من الكائنات الحية حتى يظهر لها هالة وأن جهاز GDV  غير صحيح، والرد عليهم من عدة وجوه:

1-  جميع الكائنات والجمادات تصدر هالة أو موجات كهرومغناطيسية، والقاعدة الفيزيائية تقول: كل جسم مادي حوله موجة كهرومغناطيسية، وكل موجة كهرومغناطيسية فلها صاحب مادي.

2- هناك تجارب على معرفة الأحجار الكريمة هل هي أصلية أم زائفة، وذلك بوضع منديل عليها وتغطيتها، ثم مسك الحجر الملتف بالمنديل وإشعال الولاعة عليه، فإذا التفت نار الولاعة فهو حجر أصلي، وإذا لم تلف فبالتالي سيتم حرق المنديل وهذا دليل أن الحجر غير أصلي، فكذلك الأحجار لها هالة.

3- أي شيء يمسكه الإنسان فإن أثره سيكون عليه، والأثر عبارة عن موجات، فلو مسك الشخص قلما أو مقبض الباب أو أكل من ملعقة فإن أثره يظل عليه ولو تم غسله، وكذلك أثر القدم والنعل، فلو دخل الشخص مكانا فسيتظل أثر نعليه موجودا ولو تم غسل المكان، ولذلك في مجال الرقية الشرعية يمكن استخدام هذا الأثر لعلاج العين والحسد إذا عرفنا أن العائن أو الحاسد مر من هذا المكان.

ولهذا فإن وضع هذه الجمادات على الجهاز وإصدار الهالة منها فهو حقيقي، ولكنه يعتبر مزيفا عند من لم يفهم قواعد الهالة والموجات، وكل شيء حولنا يصدر هذه الموجات إما بدرجة عالية أو متوسطة أو ضعيفة.

3-  منذ متى والطاقة الحيوية موجودة؟

منذ أن خلق الله تعالى الكون، فكل شيء يصدر موجات، فالشمس تصدر موجات حرارية وضوئية، وكذلك بقية النجوم، والقمر يصدر ذبذبة يؤثر بها على سوائل الأرض، والأرض فيها مغناطيسية، وأيضا الكائنات الحية، والطاقة الحيوية موجودة مثل أمزجة الطعام والشراب، فكما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث “نكسر حر هذا ببرد هذا”؛ وهذا يعني أن أمزجة الطعام والشراب موجودة منذ بداية خلق هذه الأشياء؛ فكذلك الطاقة الحيوية موجودة منذ بداية خلق الكون، وكان العلماء السابقين من الطب الإغريقي (اليوناني) والطب التبتي والصيني والروماني والعربي يسمون هذه الطاقة باسم “الأرواح” أو “اللطائف”، وهي تدرس في كليات الطب اليوناني حتى اليوم، وهذه صورة لأحد الكتب من الكليات الطبية في باكستان التي تدرس الطب اليوناني:

 وحتى في اللغة الإنجليزية يدرسون هذه الأسس السبعة للطب اليوناني كالتالي:

Arkan / Anasir (Elements) العناصر Mezaj (Temperrament) المزاج Akhlat (Humors) الأخلاط Azaa (Organs) الأعضاء Arwah / Lataef (Vital Forces) الأرواح / اللطائف / الطاقة الحيوية Qwa (Faculties) القوى Afaal (Actions) الأفعال

ونلاحظ استخدام نفس المفردات العربية، ولذلك علم الطاقة الحيوية موجود منذ القدم، ولكن الطرق العلاجية فيه قليلة جدا، ولكنه كان معروفا عن الأطباء القدامى، وأما الجهال في هذا العصر فيقولون أن الطاقة من تأسيس الصينيين، ثم يقولون أنها من تأسيس حركة العصر الجديد في القرن التاسع عشر!!!

   وهذه الحركة (العصر الجديد) في الحقيقة جمعت العلوم المفيدة ووضعتها في منهج واحد مع ديانة وحدة الوجود، ولكن كثير من العلوم التي ضموها موجودة أصلا، وليست من تأسيسهم، وهم أيضا يؤمنون بالعين والحسد، فهل هو من تأسيسهم؟!!

والرسومات القديمة تدل على أن علم الطاقة كان موجودا في عصر الفراعنة وغيرهم، ونلاحظ في الصور التالية رسومات الهالة:

4- ما أنواع الطاقة الموجودة في جسم الإنسان؟

1) طاقة الصوت: فالجهاز التنفسي يصدر صوت الشهيق والزفير، وحركات العضلات، طقطقة المفاصل، ضربات القلب، الغازات في المعدة والأمعاء كذلك.

ومن طرق العلاج بالصوت في الطب الشرقي: العلاج بالموسيقى وأدواتها (وهو علاج محرم)، العلاج بالشوكة الرنانة، العلاج بالديدجريدو، العلاج بالطاسة التبتية.

ومن طرق العلاج الغربي بطاقة الصوت: العلاج بالموسيقى: بعد العمليات الجراحية (وهو محرم)، والعلاج بالموجات فوق الصوتية لعضلات الحلق والظهر والإصابات، وصدمة الموجات فوق الصوتية لتفتيت الحصاة في الكلى والمرارة وللتكلسات.

ومن طرق العلاج بطاقة الصوت عند المسلمين: الرقية.

2) طاقة الضوء: كل الكائنات الحية تعتمد على الضوء، وتصدر ضوءًا يسمى “biophotons” والذي يشع من كل خلية حية ومن الأنسجة وسطح الجسم مكونًا حقل الهالة، يقوم المعالج بالطاقة الحيوية بزيادة الضوء الصادر من تلك الخلايا أو الأعصاب وغيرها عند المريض؛ وبالتالي تزيد قوة الهالة، كما يمكن استخدام أجهزة العلاج بالضوء، وتستخدم طاقة الألوان في العلاجات ابتداء من الفاتح حتى الوصول للشدة، وقد ذكرنا هذا في مقال: العلاج بالألوان، واستخدم الغرب طاقة الضوء في العلاج مثل: العلاج بالليزر للعمليات الجراحية وغيرها، العلاج بضوء الطيف الكامل (سبيكتروم) لعلاج الاضطرابات العاطفية الموسمية  SAD، العلاج بضوء الألوان لعلاج مشاكل العين.. وغيرها..

3-) طاقة المغناطيس: من الصعب فصل طاقة المغناطيس (ين) عن طاقة الكهرباء (يانغ)، فهي التي تكون حقل الطاقة، فحركة التيارات الكهربائية تولد مجالا مغناطيسيا، وجسم الإنسان فيه طاقة الكهرباء والمغناطيس، ويستخدم العلاج بطاقة المغناطيس في الغرب، ففي عام 1990 Dr. Arthur Trappier أثبت أن المغناطيس يثبط نمو الخلايا السرطانية إذا تعرض الجسم للمغناطيس السالب، أما إذا تعرض للموجب فينشط نموها، ويستخدم هذا النوع من العلاج لعلاج بعض أنواع الالتهابات الموضعية، والعلاج المغناطيسي السوبر لتحفيز الغدة الزعترية وتنشيط جهاز المناعة في مرضى السرطان، والعلاج المغناطيسي النابض لالتهاب المفاصل.

4-) طاقة الحرارة: إن مرور الكهرباء عبر أي مادة يولد الحرارة، وتزيد حرارة الجسم بسبب تزايد سرعة الجزيئات مما ينتج زيادة في الحرارة والمغناطيسية والكهرباء والضوء والصوت، والعلاج بالحرارة فعال جدا لعلاج القصور والبرودة، وتنظيف الطاقة والدم، وتستخدم كذلك لتحفيز الطاقة والأنسجة بطريقة لفائف الشيح (الموكسا) التي تستخدم عادة مع الإبر الصينية، وتستخدم في الغرب بعدة طرق منها: أشعة الشمس، الأشعة فوق البنفسجية الحارة، الأشعة تحت الحمراء الحارة، الحمامات الساخنة ومنها البرافين، الكمادات.

5-) طاقة الكهرباء: تدفق الالكترونات يسمى تيارًا، تماما كما ينتج تيار المجال المغناطيسي، فالمجال المغناطيسي عندما يتحرك بالقرب من الموصل فإنه يدفع التيار الكهربائي، وكما نعلم فإن المغناطيسية موجودة في كل خلية في الجسم، كما أنها موجودة في كل نقطة من مسارات الطاقة (التي تستخدمها الإبر الصينية وقد تم إثبات وجودها سابقا في هذا الكتيب)، ويمكن للطاقة الكهربائية أن تسرع في علاج العديد من الحالات أهمها كسور العظام ومشاكل المفاصل وإزالة آلامها، علاج ضعف الأعصاب، تحسين تدفق الدم للأعضاء، إصلاح الأنسجة، المساعدة في علاج الاستستقاء (الأوديما) وسلس البول وفرط التعرق، إن الطاقة الكهربائية تساعد الجسم على علاج نفسه بنفسه، والعلاج بالكهرباء في الطب الغربي منه: العلاج النبض الكهربائي، العلاج الكهربائي  (CES-cranial electro-stimulation therapy)  لعلاج الاكتئاب والإدمان وغيرها.

والطب الغربي يرى هذه الطاقات الخمس على أنها وظائف عادية في الجسم، إلا أن الطب الشرقي يعتبرها العوامل الجوهرية في الصحة والمرض.

 5-  كيف ممكن أن نستخدمها أو نستفيد منها؟

لا بد من التدرب على يد ماهر وثقة، لتتعلم كيف تستفيد منها وتستطيع التشخيص والعلاج، ولا يكفي قراءة الكتب، وأكثر الكتب المؤلفة – خاصة العربية – ضعيفة في المنهج؛ بل وفيها أخطاء كثيرة سواء في التقنيات أو في النهج الإسلامي الصحيح.

6- منذ متى نشأ هذا العلم؟

بداية عرفوا أن هناك في الجسم مسارات للطاقة، وقد تم إثباتها علميا بعد أكثر من (4000) سنة على سبق الصين والهند فيها!

التبتيين قد لاحظوا أنه عند سهر الإنسان فإنه جسده يٌجهد، ورأسه تصبح ثقيلة، فعند ضغطهم على أماكن معينة (بالذات لطاقة الهواء فهي أول طاقة عرفوها التبتيون) وهي نقاط (أعلى الرأس – وسط الصدر – الفخذين – الفقرة السابعة) فقد لاحظوا أنه عند الضغط على هذه الأماكن التي عند صاحب الطاقة الهوائية فالشخص يرتاح، ووجدوا أنه عند ضغط هذه النقاط فإنه يظهر فيها ألم. هناك طرق أخرى للتشخيص مثل البول واللسان والنبض… ولكن لاحظوا الألم في هذه النقاط، وأنها تخرج طاقة الهواء من الجسم، ومع مرور الزمن أصبحوا يكتشفون نقاطا أكثر وأكثر، ولاحظوا أنه هناك نقاطا تؤثر في طاقة الهواء، وأخرى تؤثر في طاقة الماء، وأخرى في طاقة النار…..

وفي الطب التبتي الماء لا يكون لوحده بل لابد من ماء وتراب.

ولاحظ التبتيون أن هناك نقاط للطاقة يجب معها استخدام الحجامة، وأخرى يجب معها الضغط، وأخرى يمكن استخدام سخونة اليد مثل الإمساك البسيط بحيث تفرك اليدين بقوة حتى تسخن ثم توضع على هذه النقاط، ومن هنا بدأ استخدام العلاج بالكفين.

مع العلم أن:

– ليس كل مناهج ومدارس الطاقة منشأها من الصين والهند، فهناك مؤسسين لها في الغرب وأوروبا حديثا ولم يعرفوا عن الحضارة الصينية والهندية شيئا.

– هناك من مؤسسي علم الطاقة في الصين من المسلمين قديما وحديثا، فغير المسلمين ربطوها بالعقيدة والإله، وليس هم أول من أسسها أو وضع قواعدها، ولا يزال حتى هذا اليوم أناس لم يذهبوا إلى الصين ولكنهم أسسوا مناهج قوية في علم الطاقة للتشخيص والعلاج.

والعلاج باليد استخدمه عيسى عليه السلام والنبي صلى الله عليه وسلم وكثير من الناس، فهو في الأصل ليس علاجا بوذيا أو وثنيا كما يظن كثير من الناس، بل في الأصل فعل إنساني تابع لبشر وليس فعل ديني تابع للأديان.

7- ما هي مدارس الطاقة الحيوية؟

هناك العديد من المدارس، فأشهرها الريكي، وهناك مدرسة البرانيك هيلينج (وقد ظهر فيها أخطاء في التقنيات ثم ظهر فيها شركيات في المستويات المتقدمة)، وهناك مدرسة التشي كونغ، وأيضا قام الدكتور الجراند ماستر/ عبد اللطيف العزعزي – حفظه الله – بإنشاء منهج الكيوبي، ونحن في أكاديميتنا ننهج منهج “قوة الموجات” الخاص بنا، حيث قمنا بتنقية أغلب مدارس الطاقة وجعلها تحت سقف واحد بشكل مكثف دراسيا، والحمد لله.

8- هل هناك أجهزة تثبت وجود الطاقة؟

هناك عدة محاولات لإثبات وجود الطاقة، ومن خلال أجهزة كريليان يمكن تصوير أوراق الشجر أو الفواكه والخضروات، وقد نجحوا في ذلك، ونحن في ديننا الإسلامي نؤمن بوجودها بسبب ورود عدة أمور تخصها مثل: العين والحسد والسحر، فالعين والحسد طاقة سلبية تخرج من جسم الإنسان أو الحيوان أو الجن والشياطين؛ فتصيب المعيون بإذن الله، وكذلك السحر، فما الذي يجعل أوراقا وأثرا للمسحور بعيد عنه يؤثر عليه؟ مثلما حدث مع النبي صلى الله عليه وسلم في قصة سحره كما جاء في البخاري؟ فلو قال قائل “إن هذا من تأثير الشياطين” فنقول “ولماذا تم عمل السحر إذن؟”، ونحن في علم الطاقة يمكننا تشخيص العين والحسد والسحر وحتى مدى تحصين الشخص، وقوة غيرته، وبره بوالديه، وغيرها من الأمور عن طريق الكفين فقط! ويمكن لأي شخص أن يتدرب على ذلك، وعدم وجود جهاز يثبت الطاقة أو العين والحسد فلا يعني عدم وجودها أصلا.

9- هل العين والحسد والسحر من الطاقة؟

نعم، فقد بينا في السؤال السابق أنها موجات، والعين والحسد عندما يصيب أيضا قد يتأثر المعيون والمحسود وهو في دولة أخرى! وهذا واقع مشاهد ممن مارس الرقية الشرعية، فكيف نؤمن أن هناك طاقة سلبية تخرج من الجسد ولا نؤمن أن بإمكان الإنسان أيضا أن يخرج طاقة إيجابية؟!

10- ما هي الفيرمونات؟

الفرمونات (Pheromones) هي عبارة عن مواد كيميائية تفرزها الكائنات الحية في النوع الواحد بهدف إرسال رسائل خاصة بين أفراد النوع الواحد بحيث تتناسب المادة المرسلة مع المستقبلة؛ وبالتالي تشكل هذه العملية الكيميائية وسيلة انتقال المعلومات بين أفراد النوع الواحد، حيث يفرز كل من جسم المرأة والرجل الفرمونات التالية بنسب مختلفة (androstenone & androsteno)  بينما يفرز جسم المرأة وحده فرمون (Copulin)، وتفرز الفرمونات من خلايا متخصصة موجودة في مناطق مختلفة من الجسم إما على شكل نقاط أو تدفٌقات غازية، وترسل هذه الفرمونات إشارات يتم التقاطها عن طريق الأنف، ثم يتم إرسالها من الأنف إلى الجزء من الدماغ المسؤول عن الأحاسيس مثل الحب والكره, السرور والغضب، والجنس، تنتشر في الجو ويلتقطها أفراد الجنس الأخر من نفس النوع من الهواء بواسطة مراكز استقبال خاصة أشبه بالرادار، وأشهر أنواع الفرمونات هي الفرمونات الجنسية التي تفرزها الإناث لجذب الذكور في مواسم التزاوج في عالم الحيوان.

كذلك فقد ثبت أن الإنسان يتمتع بالفرمونات الجنسية، ودرجت الشركات إلى تصنيع الفرمونات الجنسية كيميائيا، وتم إضافتها إلى العطور الرجالية والنسائية، بكميات بسيطة، ويمكننا تفسيرها على أنها موجات يطلقها الجسم لا لون لها ولا رائحة، وأيضا نقول أن المرأة يخرج من وجهها وجسدها هذا الفيرمون بشكل كبير وجذاب للرجل كما دلت الدراسات، ولذلك أوجب عليها الإسلام الحجاب وتغطية وجهها من الرجال من غير المحارم، وقد أخرجت شركات العطور عطورا بهذا الاسم لتنبيه الزبون (من باب الدعاية) أن هذا العطر جذاب للجنس الآخر.

وبعض الحيوانات تتواصل عن طريق الفيرمونات، وهنا مقال جيد من موقع “العالِم الأمريكي”:

http://www.americanscientist.org/issues/pub/2015/2/animals-communicate-via-pheromones/1

وهذه المادة تنتج بشكل أكثر بين المتآلفين كالزوجين أو الأصحاب، وهذا قد يفسر مسألة التخاطر التي يتحدث عنها العلماء، ودلت بعض الأبحاث عليها.

11- هل يمكن العلاج عن بعد في علم الطاقة؟

بما أن العين والحسد طاقة سلبية وتصيب عن بعد ولو كان الشخص في بلد آخر؛ فمن المعقول أيضا أن يكون هناك علاجا عن بعد بالطاقة الحيوية، وقد جربناها مرارا ونجحت والحمد لله، بل وجربنا الرقية عن بعد ونجحت والحمد لله، وهنا أضع لكم قصة الدكتور خالد الجبير – حفظه الله – في تجربته الشخصية في الرقية عن بعد لشخص في مدينة أخرى:

12- هل يمكن أن أتعلم الطاقة الحيوية من خلال كتاب أو من خلال الإنترنت؟

لا يمكن أن نأخذ معلوماتنا في تخصص معين من كتاب دون الرجوع للمختصين.

13- لماذا يربط الصينيون والهنود علم الطاقة بالدين؟

لأن الصين في الأصل لم تكن بوذية، وأول معبد في الصين هو معبد شاولين في عام 495 ميلادية وقد أسسه الإمبراطور شاولين، فأتى بشخص هندي بوذي راهب وأيضا هو نفسه يعمل جنرالا حربيا، فأتى به لأمور حربية، وبعد تقاعد هذا الهندي؛ بنى له الإمبراطور معبد شاولين، وهو أول شخص نقل البوذية من الهند للصين، وكان عالما في الطب وفي تمارين الوشو القتالية، فكان يدرب المتدربين على ديانة بوذا وفي نفس الوقت على تمارين الوشو (دين مع رياضة)، (مثل شخص يدرس في مدرسة تحفيظ قرآن مع كراتيه، فهل كل من يدرس الكراتيه يكون مسلما؟! طبعا لا)

ثم زادت المعابد فبعضها أصبح يعلم الدين لوحده، وبعضها أصبح يعلم الرياضة لوحدها، وبعضها جمع الاثنين معا.

لكن هذه كانت أساس ربط الدين بالطاقة، وإلا فإن التمارين القتالية أو الطاقية لا علاقة لها بالدين فهي طبية لعلاج العلل العضوية والنفسية فقط، والكتب التاريخية تثبت ذلك، وللاستزادة شاهد الرابط:

https://en.wikipedia.org/wiki/Shaolin_Monastery

14- تجارب وأبحاث في العلاج بالطاقة الحيوية:

قام د . روبرت بك Dr . Robert Beck  – وهو عالم فيزيائى في علوم الذرة – بعمل بحث واسع حول العالم لمعرفة وتحديد العلاقة أو الارتباط المتبادل لهذه الموجات المغناطيسية ونماذج موجات دماغ المعالجين الذين يستخدمون الطاقة للشفاء أو للعلاج healers .  وقد قام بك باختبار أكثر من نوع من المعالجين وذلك لأن كل معالج يتبع طريقة علاج مختلفة عن الآخر. وقام بقياس هذه الموجات أثناء الجلسة العلاجية، واكتشف أن موجات دماغ المعالج كانت تتردد بين 7.8 – 8 هرتز بغض النظر عن نوع أو طريقة العلاج المتبعة، والمفاجأة التي توصل إليها أنه اكتشف أن موجات دماغ المعالجين أصبح ترددها ومراحلها الزمنية مثل موجات المجال المغناطيسي للأرض أو موجات شومان Schuman waves هذا الاكتشاف بين أن موجات دماغ المعالجين لها نفس تردد موجات الأرض، والأكثر من هذا أنها تتردد معها في نفس الوقت. واستنتج أن المعالج كان يأخذ من طاقة الأرض الكهرومغناطيسية ويستخدمها في الجلسة العلاجية وهذا يسمى بـField coupling

أما د. أندريا بهاريتش  Dr. Andria puharich  فقد قام ببحث آخر، حيث وجد أن النبض المغناطيسي  magnetic pulse  الذي يصدر من يد المعالج  healer كان 8 هرتز. ووجد أن المعالجين الذين تصدر منهم إشارات أو ذبذبات أقوى لهم تأثير علاجي أكبر.

15- يتساءل بعضهم: هل هناك شعوذة في استخدام العلاج بالطاقة؟ أو هل يتم استخدام الجن؟

   لا يتم استخدام الجن وليس هناك شعوذة، فطريقة العلاج وفكرتها قد تم توضيحها سابقا، وإن كان هناك من يستخدم الجن أو الشعوذة فهو لا يمثل إلا نفسه، فكما أن هناك من الرقاة من يستخدمون الجن والشعوذة، فإنهم لا يمثلون إلا أنفسهم، ولا نحكم على الجميع بسبب ضلال شخص أو عدة أشخاص، {ولا تزر وازرة وزر أخرى}، ومن هنا أفتى بعض العلماء بحرمة العلاج بالطاقة بدعوى أن فيه شعوذة وغيرها، وبعض العلماء يرجع هذا التحريم إلى كون العلاج بالطاقة أساسه من الشرق (الصين واليابان والهند) وبالتالي يحمل معتقداتهم، فنقول: بأن العلاج بالطاقة باب من أبواب العلاج وليس دين يجب أن يعتقده الشخص، وقد جرى تنقية (بعض) مدارس الطاقة التي تحتوي على أمور عقدية مخالفة من كثير من الخبراء المسلمين، علمًا بأن هناك مدارس في الطاقة لا تحمل أي معتقد من المعتقدات المخلة بالعقيدة بل هي فقط منهجا للتشخيص والعلاج، والقاعدة الفقهية تقول: الأصل في الأشياء (دون العبادات) الإباحة ما لم يثبت دليل على تحريمها، ونؤكد على أن المعالج بالرقية والمعالج بالطاقة الحيوية لا يمثل إلا نفسه – والمعالجون عموما كذلك-، فإن أخطأ أحدهم فخطؤه على نفسه، ولا يُنسب للعلم.

     ويمكن للإنسان استشعار الطاقة – إن كان يريد دليلا واضحا على ذلك -، فيقوم بفرك اليدين بسرعة وقوة، ثم يبعدهما مسافة قليلة مثل الصورة في الأسفل، ويستشعر الطاقة، ربما يستشعر التنميل أو الوخز أو الحرارة أو البرودة أو كأن بينهما بالون.

     ومن قال أن الطاقة شعوذة وجن فنقول لهم: عليكم ما يثبت بأن العلاج بالطاقة فيه شعوذة، فربما كان أساتذة هؤلاء الذين – زعموا – بأن العلاج بالطاقة عبارة عن شعوذة هم مشعوذين أصلا، فكما أنهم يستخدمون آيات من القرآن لإضلال الناس، ويستخدمون بعض الأعشاب التي تفيد الجسم أصلا في أعمالهم، فإنهم أيضا يستخدمون الطاقة في ذلك، وليست أفعالهم أدلة على أن العلاج بالطاقة الحيوية شعوذة ومحرم.

    فكما أنهم في السحر والشعوذة يستخدمون النفث فإن الرقاة يستخدمون النفث، وقد استخدمها النبي صىلى الله عليه وسلم، فعلم الطاقة كالتلفاز فيه خير وفيه شر، وعلى الإنسان أن يأخذ الخير الذي فيه وهذا يعتمد على مدرب الطاقة وما يعلمه لتلاميذه، كما يعلم عالم الفيزياء أو الكيمياء تلاميذه على صنع خير أو صنع شر.

    وإذا كان الحسد يخرج عن طريق الجسم للمحسود (بل ويصيبه عن بعد وهو في مكان آخر أو دولة أخرى) وهو طاقة سلبية، فيمكن أن يخرج من الجسد طاقة إيجابية أيضا.

    وما هو قول القائل في تقنيات البلوتوث والاتصال اللاسلكي والجوال؟ ليس هناك أسلاك ولا شيء متصل بها بالرغم من وجود الأثر عليها، فهل هي شعوذة ودجل؟ فالله المستعان.

    بل الأهم من ذلك: ما هو قول القائل في علاج المعيون والمحسود عن طريق الأثر؟ وأخذ الأثر من مقبض الباب ومن عتبة الباب؟! أليست هذه موجات؟!

   ومن يدعي أن العلاج بالطاقة فيه استخدام الجن والشياطين وأن الشياطين تتقوى بالطاقة، فنقول له: أحضر أي شخص قد تلبسه الجني وانظر تأثير الطاقة عليه من خلال المعالج!

 16- هل يمكن معرفة بأن الشخص قد تحسن بعد أخذ جلسة العلاج؟

    نعم يمكن ذلك، وربما لا يشعر المريض بالتغيير أو التحسن، ولكن المعالج يستطيع فحص طاقة المريض بعد جلسة العلاج ليتأكد من تحسن سريان الطاقة لديه.

17- هل يمكن علاج جميع الأمراض بالطاقة الحيوية؟

    الأمراض هي عبارة عن طاقة سلبية، والأفكار السلبية كذلك، ويمكن إزالتها بالطاقة، ولا يتم الجزم بالعلاج، فالطاقة ليست علاجا رئيسا للأمراض إلا عند كبار المعالجين الذين لديهم سنوات طويلة في مجال العلاج بالطاقة، ولذلك الوضع الطبيعي يكون بالعلاج بالطاقة بالإضافة لبعض النصائح في أساليب العلاج الأخرى كالتغذية والرياضة والرقية ونحوها.

 18- هل تأثير العلاج بالطاقة الحيوية على المريض مؤقت أم دائم؟

    تعتمد على نوع المرض، ولكن في الغالب يكون دائما، وإن حصل تحسن في بعض الأمراض فمن النادر أن تعود لحالتها السابقة إلا إن حصل إهمال في التعليمات التي يعطيها المعالج للمريض، أو كان المريض مصابا بعين أو سحر يتجدد.

19- شخص مصاب بالعين أو الحسد أو المس أو السحر، هل يمكن علاجه بالطاقة؟

    ليس كلها، فهذه الأمراض الروحية تعتبر في الطب الشرقي نوع من الطاقة السلبية، فيتم التعامل معها من هذا الجانب، ويمكن علاج هذه الأمراض بأي طرق من طرق العلاج كالتغذية أو الإبر الصينية أو الحجامة، وكلما زاد عدد طرق العلاج فإن محاصرة المرض ستكون ممتازة، ولكن يجب الحذر عن التعامل مع هذه الأمراض من قبل المعالج فقد تنتكس الحالة، وأيضا هناك إصابات روحية لا يمكن علاجها بالطاقة مثل السحر الخارجي، ولكن تحسن المريض لا يعني شفاؤه التام فقد ينتكس أشد من قبل، فمثلا إن كان هناك شخص مصاب بسحر المرض، فيمكن عند أخذه لبرنامج غذائي معين أن يتحسن كثيرا وتعود إليه عافيته ولكن لا يعني هذا أن سحره قد انتهى، ومثال آخر: إن كان هناك شخص لديه كسر في قدمه بسبب عين أو حسد أصابه في قدمه لأنه لاعب كرة محترف؛ فإن الكسر يمكن أن يجبر بربط القدم برباط لأجل تجبير الكسر، وبالتالي تخرج العين، فيمكن علاج أي إصابة بأي نوع من أنواع العلاج المفيدة للإصابة، وربما لم يكتب الله تعالى الشفاء لهذا الشخص بنوع معين من العلاج؛ فليجرب علاجا آخرا.

20- عند علاج امرأة مريضة من قبل رجل معالج؛ كيف يتم التعامل مع هذه الحالة؟

    كما سبق في العلاج بالطاقة فإنه يمكن ألا يتم لمس الجسد، وإنما يتم وضع الكف بعيدا عن الجسم بمسافة شبر أو شبرين، وليست المرأة بحاجة أن تكشف شيئا من جسدها، بل تكون في حجابها الكامل وهي مطمئنة، وإن كان هناك بعض المدارس في الطاقة الحيوية تستوجب وضع الكفين على مكان الإصابة، وليس المقصود باللمس بأنه يجب أن يلمس الجلد مباشرة، ولكن يكون ذلك من فوق الملابس، فيجب على المعالج بهذه الطريقة (بطريقة اللمس) ألا يعالج إلا أناس من جنسه درءًا للفتنة وصيانة للنفس، وكذلك ننوه إلى أن الواجبات الشرعية يجب أن تكون موجودة أثناء جلسة العلاج، فكما أن الحجاب الشرعي واجب، فكذلك وجود محرم مع المرأة الأجنبية واجب.

21- كم تستغرق جلسة العلاج؟

    ربما لا تأخذ سوى دقيقة، وربما تأخذ أكثر من نصف ساعة، وهذا يكون حسب نوع الإصابة، ويختلف ذلك من شخص لآخر، ويختلف كذلك من معالج لآخر، فإن كل جسم يعتبر نظاما خاصة بذاته، وكل جسم لديه جهاز طاقة خاص لا يشبهه أحد مثل بصمة الأصابع.

22- كم جلسة يحتاج المريض لعلاج مرض معين؟

    كما ذكرنا فإن كل إنسان يختلف جهازه الطاقي عن الآخر، لذلك يتم الاستمرار في عمل جلسات علاجية حتى تحسن الحالة، وربما يستطيع المعالج أن يقدر عدد الجلسات بعد تقديم الجلسة الأولى ومعرفة درجة الإصابة، وفي الغالب يظهر تحسن واضح من أول جلسة إذا لم تكن الإصابة قوية جدا وقديمة.

23- هل العلاج بالطاقة الحيوية له أضرار أو آثار جانبية؟

     لا على الإطلاق إلا في بعض حالات المس والسحر، فالجسم مجرد إزالة طاقة سلبية وإضافة إيجابية، والجسم سيتحسن غالبا إن كان المعالج لديه قوة علاجية، وإن لم يتحسن فلن يزيد سوءًا، وأما في حالات المس والسحر فقد يتضرر قليل من الأشخاص بسبب تأذي الشياطين من الطاقة فيعكسون ذلك على المريض، وهذا يحصل سواء في الطاقة أو الحجامة أو الرقية وغيرها..

24- هناك بعض المعالجين يقدمون عدة جلسات للمريض ولا يتحسن، فما السبب؟

     يجب الإيمان بأن الشافي هو الله تعالى، ويجري الله تعالى الشفاء على يد من شاء سبحانه، ومسألة يتحسن المريض أو لا فهذا له عدة احتمالات، فقد يكون المريض تحسنت طاقته ولكنه لا يشعر بالتحسن، ولكن يشعرها المعالج المتمرس، وهذا نادر إلا أن تكون إصابة المريض إصابة روحية قوية (حسد أو مس أو سحر) فهنا قد لا يشعر المريض بالتحسن المباشر، وقد يكون المعالج ذو قدرة ضعيفة للعلاج والتالي لا يستفيد المريض منه، وقد يكون المريض يسير في طريق خطأ يؤثر على طاقته وبالتالي يحتاج إلى أن يقلع عن خطئه مع الاستمرار بالعلاج ليجد الفرق، وكم من مريض ظل يتعالج لأكثر من 30 سنة بالرقية ولم يستفد، فكلها أسباب فقد تكون في السبب في الشفاء أو لا.

 25- ما هي الصفات اللازم توفرها في المعالج بالطاقة الحيوية؟

   الشروط الخاصة بالمعالج بالطاقة الحيوية هي أن يقوم برفع الإيمانيات لديه لأنها أقوى الطاقات على الإطلاق، وأن يقوم بتعلم كل جديد في هذا المجال، وأن يستمر في التدريبات الخاصة.

   وأما الشروط العامة فهي تشمل كل معالج عموما مثل الاستعانة بالله في كل شيء، والتوكل على الله تعالى، واليقين بأن الشفاء من الله تعالى، وعند علاج النساء أن يكون معها محرم، وأن يدعو الله تعالى أن يفتح عليه من واسع فضله.

26- هل يمكن الجمع بين الطاقة الحيوية والرقية الشرعية؟

    نعم يمكن، وهذا له تأثير مضاعف على الإصابة الروحية (عين أو حسد أو مس أو سحر)، وهناك بعض المعالجين بالطاقة ينصح بعدم استخدام الطاقة لعلاج المس والسحر وإنما يكتفي بعلاج الجسد فقط إن كان الجسد مصابا، ولكن إن كان الشخص لديه علم ودراية بالرقية الشرعية فإن استخدام الطاقة مع الرقية سيكون أفضل.

27- هل يمكن كشف نوع الإصابة الروحانية بالطاقة الحيوية؟

    نعم يمكن كشف العين والمس السحر، والسحر يمكن التأكد منه ببعض الدلالات كذلك منها: أن الشخص يرى ثعابين أو عقارب أو زواحف في منامه كثيرا.

28- كيف يمكن للمعالج بالطاقة الحيوية التمييز بين إصابة الجسم بالمرض وبين الطاقة السلبية الخاصة بالإصابات الروحية؟ حيث إن كلاهما طاقة سلبية.

    يعتمد ذلك على المعالج ومهارته وشفافيته العالية، وهذا يأتي مع كثرة التدريب والممارسة، وعليه أن يعيش المعالج حالات مصابة واقعية حتى يتدرب على التشخيص الصحيح للإصابات الروحانية، ويكون ذلك بالتعاون مع أحد الرقاة، حيث إن الإصابة الجسدية لها طاقة سلبية تختلف عن الإصابة الروحية، فالحسد أو العين يمكن معرفة مكانهما لأن لهما ذبذبة خاصة، وبالتالي يتم إزالتها وقطعها، والمس له ذبذبة تختلف عن ذبذبة المرض وذبذبة العين والحسد، وكذلك السحر.

 29- هل يمكن معرفة هل الإصابة الروحية انتهت من الجسد أم لا بالطاقة الحيوية؟

    طالما أنه تم معرفتها بالطاقة الحيوية، فيمكن معرفة انتهائها وذلك بالتأكد من عدم وجودها، وهذا ما نتميز به في العلاج، حيث في بعض الأحيان يكون الجني في حالة خروجه من الجسد عن طريق الرجل، فنجد الرجل ترتجف بشدة بشكل معين (وهذا يعني خروجه)، ثم تسقط الرجل على الأرض (وهذا يعني أنه قد خرج وليس هذا في جميع الحالات)، وبعد فحص المصاب بالطاقة نجد الجني في الجسد، فهو يستطيع خداع الراقي ببعض الحركات ليمثل أنه قد خرج ولكنه لا يزال موجودا في الجسد، ونكشف ذلك عن طريق الطاقة الحيوية.

30- اذكر طريقة يستفاد فيها من الطاقة مع الرقية.

    يتم تقوية الطاقة الحيوية للشخص المصاب أثناء قراءة آيات الرقية الخاصة بنوع الإصابة، وهناك طرق أخرى عديدة في الجمع بين الطاقة الحيوية والرقية.

31- شخص مصاب بمرض روحي، وأثناء جلسة العلاج بالطاقة صار يبكي بشكل لا إرادي، وعند سؤاله عن ذلك قال: لا أعلم لماذا بكيت، فما الموضوع؟

    البكاء أو الضحك غير الإرادي أثناء جلسات الطاقة الحيوية أو الرقية أو الحجامة.. ومن خلال عدة تجارب مرت معنا تدل على المس، ويمكن التأكد من ذلك بقراءة آيات الشياطين في أذن المريض.

32- هناك عدة مواقع في الإنترنت تحارب علم الطاقة الحيوية، فما قولكم في ذلك؟

   هذه المواقع حاربت علم الطاقة وغيرها من العلوم، وذلك بسبب الذين أساؤوا لهذا العلم بأفكارهم المشوشة عقديا وفكريا، فبعضهم أصبح يفسر القرآن من رأسه، وبعضهم وجه المتدربين للاستخدام طرقه في الجذب ونحوها (وهي طرق وهمية وليست علمية) ولم يرشدوهم للطرق النبوية، ونحن بريئون من كل ما يحصل من أمثال هؤلاء المشوهين، ومنهجنا أن نعلم الناس مجال التشخيص والعلاج بالطاقة خاصة وأن نربطهم بالله تعالى وبالعلاجات النبوية كذلك، ومن يخطئ في شيء ويخرج عن المنهج الإسلامي الصحيح فهو لا يمثل إلا نفسه، ولا يمثل العلم، فمن يفسر القرآن بطريقة خاطئة فهو المخطئ وليس القرآن.

   وكذلك بعض هذه المواقع اختارت ما يدعم قولها وتركت أقوالا كثيرة، فمن ذلك أن أحد هذه المواقع تكلم عن تجربة الدكتور مصطفى محمود رحمه الله في استخدامه لليوغا والتأمل وأنه ذكر أنه فشل فيها، في حين أن نفس الحلقة (وهو ما حذفه أصحاب هذا الموقع) تحدث عن إمكانية التخاطر والعلاج بالطاقة، بل حتى ذكر الدكتور – رحمه الله – في هذه الحلقة أنه قد يصل  الإنسان لمرحلة أن يطلق (رصاصة ذهنية) فيقتل أي شخص في أي مكان كان!

  وأيضا قد تكلم أحد المواقع عن مدربة مشهورة في علم الطاقة وأنها تدعي الغيب؛ وقد بينت هذه الدكتور منذ أكثر من سنتين أن هذا كان عبارة عن حلم هي رأته وليس ادعاء للغيب، ومع ذلك لم يتراجعوا عن الهجوم عليها! فالله المستعان، ونحن نبرأ إلى الله تعالى من كل من يستخدم هذا العلم أو غيره في مخالفة شرع الله تعالى، فكل العلوم يمكن أن تستخدم في الخير أو الشر مثل التلفاز.

   وأيضا ظهر أحد المتخصصين في العقيدة على إحدى القنوات ليتحدث عن الطاقة، وذكر كثيرا من المعلومات الخاطئة التي يضحك منها من درس العلم حقا، ثم قال أن مرجعه هو أحد الكتب التي يحارب هذه العلوم!! إذن هو لم يدخل أي دورة ولكنه سمع كلام المنتقدين فقط!

وأحد محرمي علم الطاقة قام بتحريم الكراتيه أيضا!! لماذا؟

لأنه وهو يبحث (في الإنترنت!) عن الكراتيه.. وجد كلمة في الكراتيه اسمها (شودان)، ثم بحث عن منهج (الريكي التقليدي للطاقة) ووجد أن الطالب في المستوى الأول ريكي يسمونه أيضا (شودان)! فاكتشف أن الكراتيه ممكن يكون فيه أمرا محرما أيضا!!!

واسم (شودان) في الياباني تعني: الابتدائي!! (المستوى الابتدائي).

33- ما أسماء من تحذرون من منهجهم في الطاقة الحيوية؟

1-  صلاح الراشد (وعنده تغريدات كثيرة مخالفة للشرع).

2-  ليلى العنزي (ليلى كايزن) (لديها تغريدات كثيرة مخالفة للشرع).

3- أحمد عمارة (الذي يقول بتحريف القرآن، ويفسر القرآن بهواه).

4- حسين والي (على نهج السابق وقد نفى حديث البخاري في سحر النبي).

5- مريم نور (المشعوذة الأكبر في هذا العلم).

مع التذكير والتنبيه أنه يمكننا أن نأخذ ممن ذكرناهم ما نرى فيه الخير والنفع، ولكن الشخص  غير الدارس لعلوم الدين والعقيدة بشكل جيد فننصحه بالابتعاد عنهم.

34- بعض علماء  المسلمين الذي يؤيدون علم الطاقة الحيوية:

أولا: الدكتور جميل القدسي دويك – مؤسس علم التغذية والطاقة في القرآن الكريم والسنة النبوية:

https://www.facebook.com/Dr.JameelAlqudsiDweik

ثانيا: الدكتور مصطفى محمود.

https://www.youtube.com/watch?v=ose2xxwVn5U

ثالثا: الدكتور عبد الباسط السيد.

https://www.youtube.com/watch?v=oGE_CCrRNIw

رابعا: الدكتور وليد فتيحي.

خامسا: الدكتور زغلول النجار.

https://www.youtube.com/watch?v=6KcDiiB-1Dg

سادسا: الأستاذ عبد الدائم الحكيل.

http://kaheel7.com

سابعا: الدكتور ماهر صيدم.

https://www.youtube.com/channel/UCFbKZR8xBOZhj1dNbXl16qA/videos

ثامنا: البروفيسور جابر القحطاني.

http://www.alriyadh.com/442602

35- بعض الأبحاث والدراسات في الطاقة الحيوية:

–  بدأ العلاج بالطاقة في أمريكا عام 1980، وبدأت جمعية الممرضات الشموليات الأمريكية في إعطاء شهادات لدورات تدريبية عام 1993، وهو الآن برنامج معترف به، ومنذ عام 1996 تقوم مؤسسة لمسة الشفاء الدولية في ليكوود كولورادو بتدريب الممرضات وأخصائيي رعاية صحية آخرين، وتقدم دورات في الولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية وأوروبا والمكسيك وكندا وأستراليا وجنوب أفريقيا.

–  تم عمل بحث في جامعة ويكف ورست في ونستون ساليم، في كارولينا الشمالية، عام 2004 أن العلاج بالطاقة يعزز الإحساس بالصحة والانتعاش (بين الممارسين والمرضى).
–  وأظهرت دراسة في جامعة ديوك في أمريكا عام 2005 أن المرضى الذين يتلقون علاجا بالطاقة والتخيل واللمس كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة 65% في الأشهر الستة التالية من المرضى الذين لم يتلقوا شيئا من هذا العلاج.

–  في دراسة من جامعة مينابوليس نشرت عام 2003 أن طاقة اللمس تخفض ضغط الدم وسرعة القلب والتنفس والإعياء واضطرابات المزاج والإحساس بالألم.
–  أعلن في دراسة نشرت عام 1998 عن تحسن ملموس في الألم والوظيفة في 35 مريضا بالتهاب المفاصل العظمي في الركبة تلقوا العلاج بالطاقة.

–  دراسة عام 2003 على مرضى السرطان ووجدوا أن إدخال الطاقة إلى العلاجات القياسية فقد كان للمرضى سيطرة أكبر على الألم وتحسنا في نوعية الحياة.
– دراسة نشرت عام 2004 أن الطاقة كانت سببا في تحسن ملحوظ لمرضى الاكتئاب مقارنة بمن أعطوا علاجا تمويهيا، وقد استمر الفرق بعد سنة.

–  ثم قامت هيئة المعاهد القومية للصحة في الولايات المتحدة في دراسة للنظر في إمكانية علاج سرطان البروستاتا أو الحد منه ومن القلق الناتج منه.

–  وقد قام الدكتور عبد اللطيف العزعزي – خبير الطاقة الحيوية الكمية – بتأليف كتاب قيم بعنوان “بصمة الأحداث وذاكرة الجسد”، وهو كتاب يتحدث عن تجاربه في علاج الحالات، وارتباط العوامل النفسية بجهاز الطاقة وبالجسد.

–  دراسة تثبت نجاح العلاج بالطاقة الحيوية على بعض الأمراض النفسية:

http://journals.sfu.ca/jnonlocality/index.php/jnonlocality/article/view/50

–  دراسة عام 2015  على السرطان عند الفئران، حيث تم تقسيم الفئران إلى مجموعتين، مجموعة تتعرض للعلاج الوهمي، والمجموعة الأخرى تتعرض للعلاج بالطاقة، وكانت النتائج أن العلاج بالطاقة يؤثر على الاستجابات المناعية، وهذا رد على من يقول بأن العلاج بالطاقة وهم وليس حقيقة:

https://www.openaire.eu/search/publication?articleId=dedup_wf_001::dd442c88f6363eb6bab1c4a8fa5c4f98

–  تأثير تمارين الطاقة الحيوية على التعب الناتج عن سرطان البروستات – دراسة عام 2013:

https://www.sciencedaily.com/releases/2013/10/131030093039.htm

– تمارين الطاقة تحسن نمط الحياة عند مرضى سرطان الثدي – دراسة عام 2013:

https://www.sciencedaily.com/releases/2013/01/130125142244.htm

– تمارين الطاقة تفيد كبار السن – دراسة عام 2006 من جامعة إلينوس:

https://www.sciencedaily.com/releases/2006/06/060629084229.htm

– مقال عن تمارين الطاقة الحيوية من موقع WebMd  الطبي الشهير يذكر أنها مفيدة لصحة القلب:

http://www.webmd.com/balance/news/20160309/tai-chi-could-be-a-healthy-move-for-your-heart

– دراسة روسية عن أثر حقل الطاقة (الهالة) للإنسان من آثار الإشعاعات الجيوفيزيائية:

http://rivne-surenzh.com.ua/ru/research/bio/100

– بحث في إمكانية رؤية الهالة عن طريق التنويم:

http://www.kevinhogan.com/aura.htm

– العلاج بالطاقة يحسن الذاكرة عند مرضى الزهايمر – دراسة عام 2006:

http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/17109583

– العلاج بالطاقة يساعد مرضى غسيل الكلى – دراسة عام 2013:

http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3694469/

– العلاج بالطاقة يساعد كثيرا في تخفيف الآلام – دراسة عام 1997:

http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/9765732

– العلاج بالطاقة يساعد المرضى المنومين في المستشفيات ومنهم الأطفال – دراسة عام 2012:

http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3712613/

– العلاج بالطاقة يفيد في كثير من الحالات وبدون أي آثار جانبية:

http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/16056170

– العلاج بالطاقة يساعد مرضى السرطان – دراسة عام 2011:

http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/21688163

– العلاج بالطاقة يساعد في علاج الأمراض النفسية – دراسة عام 2013:

http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3917559/

– فوائد تمارين الطاقة في تخفيف الأدوية واستعادة الصحة – دراسة عام 1999:

http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/10471019

– العلاج بالطاقة يساعد مرضى الشلل الرعاش (باركنسون) ويزيل الاكتئاب – دراسة عام 2005:

http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/16229022

– تمارين الطاقة تخفف من التوتر والإجهاد في العمل – دراسة عام 2008:

http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3152799/

– تمارين الطاقة تساعد في إعادة تأهيل القلب – دراسة عام 2012:

http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/22419421

– العلاج بالطاقة يساعد مرضى السرطان ويخفف الالتهاب – دراسة عام 2008م:

http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/18543381

وهناك أبحاث كثيرة جدا، ولكن نكتفي بهذا القدر…

الإدراك خارج الحس:

   الدكتور/ وليد فتيحي – استشاري الباطنية والغدد.

   بدأ الاهتمام بهذه الظواهر (الإدراك خارج الحس) في مطلع الستينات من قبل علماء القوى الذهنية, واطلق عليه (التفاعل الذهني المباشر مع الأنظمة الحية).

   فكثيراً ما نتحدث عن أمور نشعر بها ونعايشها، لكن يصعب علينا تفسيرها على مستوى المادة، مثل التخاطر أو الرؤى الصادقة والإحساس بالشيء قبل حدوثه، كشعور قلب الأم بحدوث مكروه لمن تحب في اللحظة التي يقع فيها المكروه.

   فهل هناك تفسيرات علمية مادية لهذه الظواهر غير المادية؟ ترى.. هل أودع الخالق الإنسان وسائل تواصل وتأثير على محيطه غير المادي المرئي المحسوس؟

   من أولى الدراسات كانت على يد عالم النفس والباحث في الوعي تشارلز تارت في جامعة كاليفورنيا عام 1977, حيث وضع إحدى الطالبات في غرفة مجاورة بها لوحة أرقام متطابقة للتي في غرفته, وطلب منها اختيار رقم عشوائي بعد أن ركز هو على رقم معين, ليرى مدى قدرته على التأثير على اختيار الطالبة, وأثبت بعد محاولات متكررة قدرته على جعل الطالبة تختار نفس الرقم الذي أختاره هو.

   وبفضل هذه التجربة أثبت تشارلز قدرة العقل البشري على التأثير على ما حوله بقدرة الإدراك والتركيز والتي هي طاقة نشاط دماغي.

   وقام أيضا بتجربة أخرى في التأثير على نقل الألم والمشاعر للآخرين: حيث قام بتجربة على نفسه لدراسة تفاعل الأشخاص مع آلام غيرهم، فعرض نفسه لصدمات كهربائية خفيفة، وفي غرفة مجاورة معزولة تماماً خضع متطوع للمراقبة الطبية لتسجيل إذا ما كان جهازه العصبي المنبه سيلتقط رد فعل تارت بأي شكل من الأشكال، وكانت النتيجة مذهلة! فكلما تعرض (تارت) لصدمة كهربائية؛ عانى المتطوع من تغيرات فسيولوجية، مثل انخفاض ضغط الدم وزيادة معدلات ضربات القلب، وكأنه هو الذي يتلقى الصدمات الكهربائية!

   تلت هذه الدراسة دراسات عديدة, كلها بيّنت نتائج متشابهة, ومنها دراسة أجريت عام 2005م على يدي مجموعة من الباحثين في جامعتي واشنطن وباستور على 30 زوجاً ممن يمارسون التأمل, وتربطهم علاقة عاطفية ونفسيه قوية, وفصلوا كل زوج عن زوجته في غرف تبعد عن بعضها 10 أمتار, وأُخضع أحد الأطراف لضوء وامض وطُلب منه أن يرسل صورة ذهنية لزوجه, وتم تسجيل النشاط الكهربائي لمخ المستقبل, فظهر أن دماغ المستقبل يتفاعل وكأنه يرى الصورة نفسها التي يراها المرسل في نفس الوقت, بالرغم من أنهما منفصلان ومتباعدان تماماً.

   لقد بينت أبحاث التفاعل الذهني المباشر مع الأنظمة الحية أن هناك تبادلاً لطاقات نبض القلب وموجات الدماغ ونشاط الجهاز العصبي اللاإرادي بين شخصين متحابين ليُأثرا في بعضهما حتى ولو كانا متباعدين ومنفصلين.

كيف حدث ذلك..؟.

ما هذه الطاقة؟.

وكيف انتقلت من إنسان لآخر؟.

وهل يمكن لهذه الطاقة أن تنتقل من إنسان لغيره من الكائنات الحية؟

   كان أول من أفترض أن الكائنات الحية يمكن أن تتجاوب مع أفكار الشخص ونيته هو كليف باكستر (Cleve Baxter), حيث استخدم جهاز كشف الكذب الذي يقوم بتسجيل الزيادة في التوصيل الكهربائي للجلد على هيئة رسم بياني عندما تهدَّد حياة الإنسان.

   فأوصل الجهاز بإحدى أوراق الشجرة, ثم فكر أن يهدد حياة النبات بأن يحرق طرف الورقة بعود ثقاب, وفي اللحظة التي فكر فيها باكستر أن يحرق الورقة تأرجح قلم تسجيل الرسم البياني في الجهاز إلى أعلى مستوى, أنه لم يحرق النبات, لم يشعل عود الثقاب؛ إنما فكر فحسب, مجرد أنه فكر!

   أبعد باكستر الفكرة المؤذية للشجرة عن ذهنه؛ فهدأ الرسم البياني, كرر التجربة عشرات المرات وفي كل مرة حصل على نفس النتيجة!

   خلص باكستر إلى أن أفكار الإنسان السلبية تطلق موجات تلتقطها النبات وتتفاعل معها, وتحمل العالم باكستر سخرية المهاجمين سنوات عديدة, حتى جاء عالم الفيزياء الألماني فرتز البرت بوب (Fritz-Albert Popp) الذي اكتشف أن جميع الكائنات الحية من وحيدة الخلية إلى أكثرها تعقيداً كالإنسان تبعث تياراً مستمراً من وحدات الضوء وسميت بـ (الفوتونات الحيوية Bio Photons), وأنها أهم من الكيمياء الحيوية كوسيلة لتنسيق العمليات بين الخلايا الحية.

   واستطاع عالم النفس الشهير في جامعة بنسلفانيا جيري شوارز بمساعدة الدكتور كاثي كريس – أستاذ علم البصريات – ولأول مرة في التاريخ تصوير الضوء المنبعث من النبات بدقة شديدة وبتفاصيل مذهلة, بل واستطاع شوارز أن يصور صورا واضحة لتيارات الضوء التي تتدفق من أصابع خبراء المعالجة عن بعد, فاستنتج أن نية المعالجة لدى هؤلاء الخبراء تولد موجات من الفوتونات الحيوية.

   هل هذا يفسر ما كانت تفعله جدتي عندما كانت تتحدث مع النباتات وتحن عليها وتعتقد أن طرح الثمار يقل أثناء سفرها لأن هذه النباتات تفتقدها؟

   إن كل حركة نقوم بها ترسل إشارات كهربائية, ولكن في منتصف التسعينات وجد جيري شوارز أن هذه الاشارات الكهربائية تتضاعف مئات المرات اثناء التركيز الذهني والتأمل, فاستنتج أنه ليست حركاتنا فقط هي التي تولد الطاقة وإنما أفكارنا كذلك.

   بل واستطاع أحد أعظم علماء الفيزياء المعاصرين الدكتور ويليم تيلر – رئيس قسم خواص المواد في جامعة ستانفورد ومؤسس علم ما بعد الفيزياء المعاصرة – تصميم وبناء جهاز عبقري, لقياس قوة مجالات الطاقة الكهربائية التي تنتجها أفكارنا, وأنها يمكن أن تتضاعف ألاف المرات بتركيز النية على عمل معين، وبذلك أثبت بما لا يقبل الشك أن أفكارنا تنتج طاقة فيزيائية كهربائية وأنها قابلة للقياس.

   بل أثبت عالم الفيزياء الحيوية الألماني هيربرت فولش أن الطاقة في الإنسان سواء كانت كهربائية أو مغناطيسية أو فوتونات حيوية تتوالف وتترابط مع أنظمة الطاقة الأخرى في الكون لتنتقل لمسافات هائلة وبسرعة فائقة لتصبح صورة من صور التواصل غير المادي.

   هل هذا يفسر معنى قلب الأم الذي يشعر بآلام أبنائها ويحس بمصابهم لحظة وقوعه؟ وهل هذا يفسر التواصل الغريب بين الفاروق عمر وسارية أحد قادته في فارس؟ فبينما كان الفاروق يخطب على منبر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في المدينة إذا به يقول: “يا سارية الجبل الجبل”, وبعد انتهاء الخطبة جاءه الناس يسألون, فقال: “والله ما أدري، كلام أجري على لساني” وتبيّنت القصة بعودة سارية.

   فقال يا أمير المؤمنين: “كدنا أن نهلك, وتكالب علينا العدو من كل مكان، وسمعت صوتاً يقول: يا سارية الجبل الجبل, فنظرت فرأيت جبلاً فاحتميت به وجعلته في ظهري، وقاتلنا العدو من جهة واحدة، وما هي إلا ساعة حتى فتح الله علينا وكتب لنا النصر”.

   على سبيل المثال على مستوى الكيمياء: استطاع علماء أن يثبتوا أنه بالتركيز الذهني أو ما يعرف بـ “استحضار النية” يمكن تغيير درجة حموضة الماء بالزيادة أو النقصان بمقدار وحدة كاملة، وهذا مقدار كبير جداً يستحيل حدوثه تلقائياً.

   أما على الفئران: فقد استطاع التركيز الذهني للشخص المراقب للفأر رفع كفاءة أحد أهم أنزيمات الكبد لدى الفأر بمقدار 30% (بمجرد التركيز الذهني فقط).

   لقد أصبح هذا العلم مجال اهتمام مئات العلماء الباحثين المرموقين حول العالم, ومن أدق هذه الأبحاث والدراسات ما قام به الدكتور ويليام براد في تكساس, والتي أثبتت هذه الدراسة أن الأفكار البشرية والنية والتركيز يمكنها التأثير في اتجاه سباحة الأسماك, وكذلك حركة الحيوانات الأخرى مثل الفئران, بل وأثبتت الأبحاث الدقيقة أن الإنسان قادر على التأثير على الجهاز العصبي اللاإرادي لشخص آخر تأثيرا سلبياً أو إيجابياً.

   لقد اكتشف جاك بنفنست أن الإشارات الرئيسية بين الجزيئات الحية ليست كيميائية؛ ولكنها إشارات كهرومغناطيسية، ولذلك فهي أكثر تأثيراً بما يصدر عن عقولنا وأفكارنا من طاقة، وهذا قد يفسر قدرة النية السيئة الهدامة مثل الحسد على إنزال الضرر بالآخرين.

   في مقابلة للدكتور ويليم تيلر مع الدكتور عمرو شريف في كتابه “أنا تتحدث عن نفسها” يشبّه الدكتور تيلر حالنا بإنسان قابع داخل غواصة كروية ذات طبقات ثلاث متتالية, جوهرها الروح وهي محاطة بثلاثة مجالات من الطاقة: المجال العقلي ثم الانفعالي ثم المجال الكهرومغناطيسي، ونشاط الروح يُنشّط المجال العقلي والانفعالي، ويؤدي إلى رفع طاقة المجال الكهرومغناطيسي، ويزيد بذلك من طاقة هذا العالم من حولنا بناء على ما نمارسه من نية وقصد.

   وبالبحث والقياس العلمي تبين أن الطاقات تبقى في المكان لفترات طويلة قد تصل إلى عام كامل قبل أن تتناقص ببطء وتتلاشى.

   هل هذا يفسر ما حثنا عليه الإسلام من صلاة النوافل في بيوتنا حتى لا تصبح قبوراً؟ ويفسر إحساسنا بالروحانيات عند دخولنا دور العبادة القديمة وهو ما لا نشعر به في بعض المساجد ودور العبادة التي بنيت حديثاً؟

هل هذا بسبب تعاقب العُبّاد على مر السنين؟ وبقاء هذه الطاقة محفوظة تحف المكان؟

(وهل هذا يفسر أن أخذ الأثر من العائن أو الحاسد من المكان الذي كان فيه ولو مر عليه أكثر من عام؛ يؤثر في علاج المعيون والمحسود كما ثبت بتجارب الرقاة؟)

   إن الحقائق التي عرضت قد تبدوا غريبة جداً لكثير منا, ولو لم تكن هناك مئات الدراسات العلمية الصادرة من مؤسسات علمية مرموقة متبعة أدق المعايير العلمية البحثية وأثبتت ما تحدثنا عنه؛ لكنت أول من يرفض هذه النتائج, لكني أرى فيها بداية عصر تتجلى فيه أعمق صور تحقيق قوله سبحانه وتعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ}.

د. وليد فتيحي – مختصر من حلقة (ومحياي 2)

ومقال منشور له في موقع الوطن أون لاين:

http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleId=19229

فتوى د. قيس بن محمد آل مبارك – عضو هيئة كبار العلماء في السعودية – عن العلاج بالطاقة والبرمجة اللغوية العصبية:

السؤال: انتشرت في الوقت الحالي علوم الطاقة انتشاراً واسعاً، خاصة في الجانب العلاجي، فهل يجوز العلاج بالطاقة، وممارسة فنونها المختلفة، مثل الريكي. الماكروبيوتك. وكذلك البرمجة اللغوية العصبية، وعلى يد ممارسين مسلمين؟

الجواب:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فالريكي كلمة يابانية، فكلمة “ري” تعني الكون، وكلمة “كي” تعني الطاقة، فيكون معناها الطاقة الكونية.

فجسم الإنسان فيه سبعة مراكز، يسمَّى كل مركز منها شكرة، ولكل شكرة لونها الخاص وفقاً لاهتزازها، وتتصل هذه المراكز باثني عشر مساراً داخل الجسد، بحيث تصل الطاقة عبر هذه المسارات إلى أجزاء الجسم.

فالريكي يعني تحريك هذه المواضع، بحيث يتم بوضع اليد، أو الإصبع على مواضع من الجسد محدَّدة عبر ثلاثة تمارين، بحيث يترتب على ذلك توازن في الطاقة الداخلية، ومن ثمَّ تصل الطاقة عبر المسارات إلى داخل الجسم.

فالريكي بهذا المعنى الذي ذكرته لك يُعتبر علما صحيحًا.

“الماكروبيوتك” هو نظام غذائي نباتي يعتمد على التقليل من الدهون وتكثير الألياف، فهو غذاء يركز على ما يسمُّونه موازنة الطاقة الحيوية، من أجل الارتقاء بالصحة, فهو بهذا المعنى أيضاً يُعتبر علماً صحيحاً.

أما البرمجة العصبية فإنها وسيلة تُعين الإنسان على تنمية ملكاته، والارتقاء بمهاراته، وشحذ همته، وما يتبع ذلك من تحسين طريقة تفكيره، وتهذيب سلوكه. وقد عرفها بعضهم بأنها: ( علم يقوم على اكتشاف كثير من قوانين التفاعلات والمحفزات الفكرية والشعورية والسلوكية التي تحكم تصرفات و استجابات الناس على اختلاف أنماطهم الشخصية).

فهو بهذا المعنى علمٌ صحيح، مستنده الملاحظة والتجربة.

غير أني وجدت مَن يرى بأنه يحوي أفكاراً مخالفة للشرع، فيقول: (هي خليط من العلوم والفلسفات والاعتقادات والممارسات، تهدف تقنياتها لإعادة صياغة صورة الواقع في ذهن الإنسان من معتقدات ومدارك وتصورات وعادات وقدرات، بحيث تصبح في داخل الفرد وذهنه لتنعكس على تصرفاته).

وهذه دعوى تحتاج إلى إثبات، فإن صحّ وُجود شيءٍ من ذلك فلا شكَّ في تحريمه.
وأنت أيها السائل لا حرج عليك في استعمال أي معالجةٍ ما لم يكن فيها شيءٌ محرَّم.

بمعنى أن فنون المعالجات بالطاقة مباحة من حيث الأصل، غير أن هذا لا يمنع من وجود بعض الممارسات المحرَّمة، وهذا شأن استعمال جميع المباحات، مثال ذلك العلاج بالعقاقير والأدوية فإنه جائز، غير أنه يحرُم بالنجاسات، والعلاج بالطاقة شأنه شأن العلاج بالعقاقير.
ثم إنك مأجور إن شاء الله تعالى إن حسُنت نيَّتك في معالجة الناس.

المصدر  http://www.islamtoday.net/fatawa/quesshow-60-120047.htm

تجربة عملية مع ابنة الشيخ/ سالم الشيخي – عضو في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والعلاج عن بعد وحدوث الشفاء بالطاقة الحيوية:

   قام أحد المعالجين بالطاقة بعلاج ابنة الشيخ المذكور من مرض حساسية الطعام وذكر أن درس موضوع الطاقة الحيوية عن بقرب بالتعرف إلى المعالج وذكر أنه سليم العقيدة والمنهج، وانتهت معاناة ابنته بفضل الله، بل وأصبح الشيخ يحول لهذا المعالج بعض الحالات ليقوم بعلاجها عن بعد أيضا بعد أن رأى النتيجة على ابنته بنفسه وبالدليل القاطع عبر الفحوصات الطبية التي تغيرت للحالة الطبيعية بعد العلاج.

حركة العصر الجديد:

   لابد وأنكم سمعتم عن النظام العالمي الجديد وعلاقته ببعض العلوم التي تم تطويرها مؤخرا مثل التنويم الإيحائي أو علم الطاقة الحيوية وغيرها.. أو ربما لم تسمعوا بعد.. وستجدون من يحاول ربط هذه الطرق العلاجية بالنظام العالمي الجديد وكأنه من صنع أو اختراع هذه العلوم!!

   كلا.. كل الأمر أن هناك حسابات معينة في فكر الداعين للنظام العالمي الجديد جمعت أفكارا وتقنيات مبالغ فيها وغير صحيحة، وقدمتها للعالم على أنها من علاجات التنويم أو غيره ولكن لا دخل لها فيها أصلا..

   العالِم والدارس فقط يمكنه التفريق.. أما القارئ بلا دراسة سينطلي عليه الأمر..

لا أحد يولد عالماً.. ولكي تعرف تخصص معين يجب عليك أن تدرسه بشكل جيد ومن مصادر صحيحة..

   حركة العصر الجديد: حركة فكرية روحية دينية، هدفها توحيد الأديان وجلب جميع خيرات العالم من أمور دينية أو دنيوية كالطب والطب البديل – منها التنويم والطب الهندي – والطبيعة وعلوم ما وراء الطبيعة وغيرها.. يتم جمعها في حركة واحدة لتصبح قالبا واحدا يُستفاد منه.

   وفكرة هذه الحركة أن يتخلى كل شخص عن دينه ليكون دين الناس واحدا فقط شاملا لعدة جوانب حياتية جمّعوها المؤسسون لهذه الحركة، لنكون جميعا نظاما عالميا جديدا بدين واحد.

   وأما علم التنويم فهو ليس من تأسيس هذه الحركة، فعلم التنويم موجود منذ آلاف السنين المخطوطات اليونانية تثبت ذلك، ثم توالت السنين وجاءت الحضارات وتناقلت هذا العلم وغيره حتى ثبت نجاحه في كثير من الحالات العلاجية، وقد ذكرنا الأبحاث في ذلك سابقا، وقلنا أن هناك أجهزة أثبتت استرخاء الدماغ أثناء التنويم.

   فعلم التنويم وكثير من العلوم الأخرى موجودة منذ آلاف السنين، لكن هذه الحركة شملت هذا العلم لأفكارها، وأضافت هذه الحركة أو بعض المعالجين من الغرب تقنيات على هذا العلم لا يسمح بها ديننا الإسلامي، فمن تكلم في علم التنويم وحرمه ظنا منه أنه من تأسيس هذه الحركة أو أن له ارتباط فيها فهو مخطئ، فكما أن الحركة جمعت بعض التعاليم من مختلف الديانات كالإسلام واليهودية والنصرانية وغيرها من علوم الطب وغيره فهي أيضا قامت بجمع بعض العلوم كالتنويم ونحوها، ولا يخفى على عاقل باحث أن علم التنويم موجود منذ آلاف السنين، ومن ظن أنه علم حديث من تأسيس الحركة فهو جاهل أيّما جهل!

   مع العلم أيضا أن العلوم التي ضمتها هذه الحركة سواء كانت دينية أو دنيوية كالطب وغيره قد تم تحريفها لتتناسب مع خطتهم، وكما نعلم فإن الطب بالتجارب، وقد استمرت هذه الطرق العلاجية منذ آلاف السنين حتى يومنا هذا، وقد جربت على أناس من مختلف الديانات، فعلم التنويم عبارة عن استرخاء مع تخيل بعض الأحيان مع تغيير المعتقدات والسلوكيات من قبل المعالج، وليس له علاقة بالديانات أو غيرها، ونحن نأخذ ما يفيدنا في جانب التشخيص والعلاج ونحوه ونترك المعتقدات المخالفة المضافة بعيدا، فكما أن بعض الأعشاب ربطوها بآلهة وديانات وطقوس عقدية، فنحن نأخذ فوائد هذه الأعشاب ونستخدمها بعيدا عن المعتقدات الخاطئة، وليس من العقل أن أرفض استخدام العلاجي العشبي بالكلية لأن معتقدهم فيه كذا وكذا مما يخالف تعاليم الإسلام!

   والشخص الدارس لعلم التنويم ينبغي أن يميز بين الحق والباطل، وأما الباحث أو القارئ غير الممارس فلا يستطيع التمييز بين حقيقة العلم وبين الشيء الدخيل عليه، وبعض من درسوا التنويم (وهم قلة جدا) قاموا بفهم الأفكار والتمارين بطريقة خاطئة فحرفوها عن معانيها فنتج بسببهم محاربة العلم، فبعضهم يقول: أنا درست دورة أو دورتين أو ثلاثة، فأول سؤال يتبادر هو: من هو أستاذك؟

   فبعض المدربين ممن في الساحة التدريبية أخطؤوا أو انحرفوا فلا يعني أن العلم كذلك في حقيقته، لكن هناك مدربون منهجهم سليم ومعتقدهم صحيح بل أن مثل هذه الدورات زادتهم قربا إلى الله تعالى عند ربط بعض النظريات مع وجود التأكيد الإعجازي لها في الإسلام، أن استخدموها للقربة إلى الله تعالى.

   ومن يستمع لكلام بعض العلماء أو طلاب العلم الذين يحرمونها سيجد فعلا أنهم يتكلمون بأمور ليس لها شأن في العلم، أو يتكلمون عنها بأنها من الشياطين وقد سألناهم: ما الدليل والإثبات أنها من الشياطين؟ فلم يجيبوا!! فليس الحاضر كالغائب، وليس المجرب كغيره.

   فنحن المسلمون عندما يأتي أحد إلينا ويطلب منا توحيد الأديان وغيرها فهذا معروف أنه ليس من الدين الإسلامي في شيء وأن هذه الفكرة يجب تجنبها، وأما علوم الطب والتجربة التي فيه فهي تؤخذ لنفع الناس بعد تنظيفها من الشوائب التي تدخل سواء كانت من الشرق أو الغرب أو أدخلها المسلم نفسه بطريقة خاطئة لهذه التجربة.

   والقارئ والباحث عندما يبحث في الكتب والإنترنت عن التنويم فهو لا يعرف صحة المصدر أو موثوقيته أو حقيقة أو زيف المعلومة، ولذلك لابد من الرجوع لأهل الاختصاص الثقات في ذلك.

   وعلى هذا فينبغي عدم الخلط بين العلوم القديمة أو الحديثة وربطها بهذه الحركة التي جمعت كثيرا من الخير من مختلف الديانات والحضارات، فنأخذ ما فيه الخير والنفع، ونرد ما فيه الشر والضر، ونتذكر قاعدة أصول الفقه أن الأصل في العبادات التوقيف، والأصل في غيرها (كالعلاج والأطعمة والألبسة…) الجواز حتى يثبت تحريمها، وبالتالي فإن أي تقنية علاجية فهي جائزة في أصلها إذا توافرت فيها الشروط التالية التي حددها العلماء:

1)   أن لا يتداوى بشيء محرم (كشحم الخنزير والخمر ونحوه).

2)   عدم الاستعانة بغير الله (كالجن والشياطين).

3)   أن يعتقد أن الشافي هو الله وأن المعالج هو مجرد سبب.

   وعلى هذا فإنني أرجو من المتصدرين للفتاوى غير العارفين بهذه العلوم عدم الهجوم عليها، وأرجو ممن نسب العلوم الحديث لحركة العصر الجديد أن يفهموا هذه الحركة وأهدافها فهما صحيحا، وليحذروا من الاستعجال بالتحريم.

   الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره، والتصورُ ناقص يقينًا، ومن تكلم في غيرِ فنه وفيما لا يُتقن أتى بالعجائب والمصائب، وعزيز على النفس أن ألا تكون مزاحمة في شيء.

فوز وتصدرها للعلم والفتوى:

   لقد أفادني العديد من أهل العلم ببعض المواقف التي أحرجت الدكتورة فوز، وبينت أنها ليست أهلا للقول في هذه المسائل وأنها تشددت في التحريم، رغم أنها كانت أول من كتبت ضد هذه العلوم، والعديد من الناس يعزون إليها.

   فأحد المحللين في الجرافولوجي وهو الأستاذ: فضل النسي اتصل هاتفيا بهذه الكاتبة – وهي تحرم الفراسة كليا -، وقام يشرح لها علم الجرافولوجي، فقالت الدكتورة: أن فيه استعانة بالشياطين، فقال لها المحلل: أثبتي أن فيه استعانة بالشياطين، فأغلقت الخط في وجهه!!

   أما الدكتورة هداية الله الشاش – وهي خبيرة تحليل الشخصيات في الفراسة وعضو اتحاد علماء المسلمين – فتقول: “كنت مشاركة في بحث علمي في مؤتمر: السلفية مطلب شرعي ومنهج وطني” والذي انعقد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض عام 1433هـ؛ وكان بحثي بعنوان: السلفية وموقفها من تجديد الدين، وجهود أبرز أعلامها في التجديد، وقد أشاد بالبحث رئيس الجلسة الشيخ صالح بن حميد – إمام وخطيب المسجد الحرام -، وكانت الدكتورة فوز موجودة في نفس المؤتمر، وأنها عارضت بشدة أي طريق لتحليل الشخصيات!”.

   وأضافت الدكتورة هداية الله تقول: “لكن في نفس المؤتمر أُعجبت بقية الدكتورات في مختلف التخصصات الشرعية بموضوع تحليل الشخصيات وكانوا ممتنين جدا عندما حللتُ لهم شخصياتهم وبدقة، وما زال بعضهن يتواصلن معي بهذا الجانب ويطلبن دوراتي”.

   وفي مؤتمر عن الإعجاز العلمي في الإمارات؛ وجه الدكتور زغلول النجار حفظه الله للدكتورة فوز سؤالا “لماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ضع يدك على الذي يألم من جسدك؟” فلم تجب، وقد وجه الدكتور زغلول النجار السؤال للدكتورة ثلاث مرات ولم تجب! وإحدى السيدات (رحمها الله وهي التي نقلت القصة) كانت في الكرسي الخلفي للدكتورة فوز فقالت لها السيدة: “أجيبي على السؤال” لكن الدكتورة رفضت!

   لتعلموا أن الكثير من المتكلمين والمحرمين ليس عندهم علم بما يتحدثون به، ويربطون كل شيء بالضلال والشعوذة والكهانة والتنجيم بلا علم ولا فهم!!

   وفي موقعها الرسمي تذكر كلام الدكتور طارق الحبيب عن البرمجة اللغوية العصبية ورفضه لها، وفي نفس الوقت ترفض أن تنقل كلامه عن العقل الباطن وأنه موجود ومعتبر في الطب النفسي!! بل إن هناك حلقة كاملة للدكتور عن الثقة بالنفس، والدكتورة فوز تتكلم عن الثقة بالنفس في موقعها الرسمي أنها عكس (التوكل والاعتماد على الله)! فهي تفسر الأمور كما تريد وتبتعد عن العلم تماما وتختار ما يعجبها لتضعه في موقعها.

وحتى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تكلم عن الثقة بالنفس حيث سئل:

ما حكم قول “فلان واثق من نفسه”، أو “فلان عنده ثقة بنفسه”؟ وهل هذا يعارض الدعاء الوارد (ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين)؟

فأجاب رحمه الله:

لا حرج في هذا ؛ لأن مراد القائل “فلان واثق من نفسه”: التأكيد، يعني: أنه متأكد من هذا الشيء، وجازم به، ولا ريب أن الإنسان يكون نسبة الأشياء إليه أحياناً على سبيل اليقين، وأحياناً على سبيل الظن الغالب، وأحيانا على وجه الشك والتردد، وأحياناً على وجه المرجوح، إذا قال “أنا واثق من كذا”، أو “أنا واثق من نفسي”، أو “فلان واثق من نفسه”، أو “واثق مما يقول” المراد به أنه متيقن من هذا ولا حرج فيه، ولا يعارض هذا الدعاء المشهور (ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين) ؛ لأن الإنسان يثق من نفسه بالله، وبما أعطاه الله عز وجل من علم، أو قدرة، أو ما أشبه ذلك  .

“فتاوى إسلامية “( 4 / 480 )

وبالرغم من الفتوى السابقة؛ إلا أنها مصرة على رأيها وترفض هذا الأمر! وكذلك رغم أنها تنقل قول الشيخ محمد صالح المنجد عن البرمجة اللغوية العصبية في موقعها إلا أنها ترفض هذه الفتوى في الثقة بالنفس من موقعه أيضا!!

وكما أنها تتحدث عن تقنية الحرية النفسية EFT أنها تأثير العلاج الوهمي (بلاسيبو) إلا أن جمعية الطب النفسي الأمريكية أثبتت مؤخرا أن تقنية الحرية النفسية علاج حقيقي للاضطرابات النفسية وأصبح من أنواع العلاج بالمبني على البراهين evidence based.. (وقد أنشأنا سلسلة تصحيح المفاهيم لهذه التقنية أيضا)، فهل ستغير الدكتورة فوز رأيها وتتراجع عن أفكارها التي تبنيها بلا علم؟؟

وكذلك هي تعتبر علوم الفراسة كلها من الجن والشياطين، متجاهلة فراسة العرب وقصة الشافعي الشهيرة في اليمن وطلبه لعلم الفراسة لثلاث سنوات في اليمن!!

وأيضا تنكر وجود مسارات الطاقة بالرغم من أنها ليست طبيبة ولم تدرس الطب الصيني أصلا! بالإضافة لذكرنا الدراسة التي أجريت في فرنسا وتم إثبات وجود مسارات الطاقة باستخدام الطب النووي.

وهذا رد الدكتور علي القرني – حفظه الله تعالى – على الدكتورة فوز في مسألة تحريمها للبرمجة اللغوية العصبية:

يقول الشيخ الدكتور عوض القرني –  حفظه الله:


* * * ما هكذا يا فوز تورد الإبل * * * *

لقد اطلعت على ما كتبته الأخت فوز (…) في ملحق الرسالة في عددين عن البرمجة اللغوية العصبية، فكان أول ما تبادر إلى ذهني هو بيت الشعر العربي الشهير:


أوردها سعد وسعد مشتمل **** ما هكذا يا سعد تورد الإبل


   لقد قرأت ما كتبته الأخت فوز حرفاً حرفاً، متلهفاً أن أجد علماً مفيداً أو فائدة جديدة، فإذا بي أفاجأ بخلل فظيع في الفهم، وتناقض عجيب في القول، أخطاء شرعية، علمية، وأخطاء منهجية.

   إن الغيرة متأججة، والعبارات ملتهبة في كل سطر من مقال الأخت فوز، وهي مأجورة إن شاء الله على ذلك، لكن الغيرة حين تفتقد إلى الدليل والبرهان والرؤية الشاملة المتوازنة والعدل والإنصاف؛ فإنها حينئذ تصبح محكمة من محاكم التفتيش، ومشنقة من مشانق الاستبداد، وسردابا من سراديب الظلم والظلام.
وإني إذا تأملت ما كتبته الأخت فوز مع ما نقل لي من محاضراتها، واطلعت عليه في مذكرتها؛ لأكاد أن أجزم بأنها تمثل الصورة السابقة من الغيرة غير المستبصرة والتناقض المتدافع.

   ولن أتحدث عن البرمجة اللغوية من الناحية الشرعية؛ فهذه لها دراسة تعد للنشر بإذن الله، ولن أتحدث الآن عن محاضرات ودورات ومذكرات الأخت فوز فلها أيضاً دراسة أخرى.

   لكنني سأقصر الحديث عن ما نشرته في ملحق الرسالة ومختصراً أيضاً، وقبل ذلك أحب أن أقدم بهذه التوطئة عن قضية البرمجة اللغوية العصبية فأقول: إن العلوم عموما تنقسم إلى قسمين:-

   علوم ذات هوية وخصوصية تعبر عن عقيدة وقيم ورؤية للإنسان والكون والحياة وعلاقتها بالغيب.

   وعلوم حياتية لا خصوصية لها، وليس لها معتقد ولا قيم دينية تنطلق منها، بل هي علوم تقوم على معطيات عقلية أو تجريبية أو مادية حياتية، ويمكن توظيفها في أي سياق ديني أو ثقافي أو حضاري؛ فتأخذ معنى لها يتفق مع ذلك السياق، فإذا جردت من ذلك السياق وعادت إلى أصلها العلمي المجرد أمكن إعادة توظيفها في سياق ديني أو ثقافي أو اجتماعي آخر.

وبالنسبة للمسلمين فيشترط أن يكون من يقوم بعملية النقل والتلقي لها يجمع بين حسن القصد والرسوخ في ذلك العلم الحيادي الوافد، والفقه في علوم الشريعة، وحتى لو لم تتوافر هذه المعاني في شخص واحد واجتمعت في فريق متعاون فيكفي ذلك .

   وبناء على هذه المقدمة فإنني أقول وأنا مطمئن لما أقول: إن علم البرمجة اللغوية العصبية من العلوم الحيادية المشتركة بين الثقافات المختلفة كعلم الطب والهندسة والمحاسبة والإدارة وغيرها من العلوم. وهو علم نافع ومفيد في شحذ طاقات الإنسان وتدريبه على استخدام إمكاناته وفهم الآخرين بسهولة، وهو يعطي الإنسان آليات تجريبية فاعلة لحل المشكلات الزوجية والأسرية ومشكلات العلاقات الإنسانية وإصلاح ذات البين.. كما يمكن الاستفادة منه في التربية والتعليم والدعوة، وهي آليات يمكن أيضاً أن تستخدم في الشر والإفساد، إلى غير ذلك من الفوائد، وبالبحث والاستقراء تبين لي أن كثيرا من مباحث هذا العلم موجودة في الكتاب الكريم والسنة المطهرة.

ولئن كان بعض الناس يشككون في هذا العلم فإنما أتوا من جهلهم بالشرع، أو جهلهم بالبرمجة اللغوية العصبية، أو جهلهم بالأمرين معا، أو لأغراض في نفوسهم.  أما ما كتبته الأخت فوز فأهم ملحوظاتي عليه تتلخص في النقاط الآتية متجاوزاً للأخطاء اللغوية الكثيرة في مقالها:-


أولاً: قالت: (وقفة مع المنهج العلمي ….. حيث يتميز المنهج العلمي أنه دقيق ومتجانس ويمكن الاعتماد عليه إذ ليس فيه كلاماً ملقى على عواهنه).
فأقول كلامها هنا ليس بدقيق ولا متجانس، وهو ملقى على عواهنه، فهي لم تحدد لنا من أي مصدر ولا أي عالم قال بهذه الأوصاف، وهذه صفة في مقالها كله، أحكام مطلقة، وعبارات قطعية ونهائية، وكأن جميع الناس متفقون عليها، دون أن تكلف نفسها ذكر مرجع علمي واحد أو عالم واحد قال بقولها، فأين الدقة والمنهجية والعلمية وأنت التي جاءت أفكارك وهي “المتوشحة بلباس العلم”؟

لقد قالت بعد أسطر من قولها هذا “ويقصد بالمنهج العلمي تلك الإجراءات التي أجمع العلماء على استخدامها عبر العصور”.

وهنا تساؤلات ملحة مشروعة:-

1- من قال لك أن المنهج لا يسمى علمياً إلا إذا أجمع عليه العلماء في كل العصور؟؟ إن طالباً مبتدئاً في الدراسات الجامعية يعلم من خلال دراسته لمادة البحث والمصادر أن هذا الكلام كلام إعلامي حماسي لكنه ليس دقيقاً ولا علمياً.

جميع العلماء من جميع الملل والنحل وفي جميع التخصصات وفي جميع العصور؟؟ وإذا خالف واحد منهم فليس بمنهج علمي؟؟ لاحظ أيها القارئ الكريم كلمة “أجمع”، رحم الله من قال: ’’لو كان الإنسان يعلم أن كلامه من عمله الذي يحاسب عليه لما تفوه بكثير مما قال.

2- لقد زعمت أن كلامها علمي منهجي، فهل أجمع عليه جميع العلماء في كل عصر حسب شرطها الذي وضعته؟؟

3- حصرها المنهج العلمي فيما ذكر خطير جداً؛ لأنها تحدثت – وإن كان بعبارة غير علمية ولا دقيقة – عن بعض تعريفات المنهج العلمي المادي التجريبي .
لكن هناك مناهج للبحث والاستقراء في العلوم الإنسانية، وهناك منهج للتلقي والفهم للوحي الإلهي.

   والذي يظهر أن الأخت فوز متأثرة إلى حد كبير بالرؤية الغربية المادية الدنيوية للعلوم، وأن أكثر قراءاتها فيها؛ ولذلك افتقرت للتأصيل الشرعي الشامل في الحديث عن هذا الموضوع، واكتفت بالصياح والولولة والاستعداء على من تخالفهم – كما سيظهر في ثنايا الحديث عن هذا الموضوع-.

   وإليك عباراتها عن المنهج العلمي لتتأكد من أنها لا ترى علمياً إلا ما كان مادياً بحتاً يدخل تحت التجربة والحس، وهذا المنهج يستبعد الوحي من العلمية تماماً، فها هي تقول: (من المعلوم أن مراحل المنهج العلمي تبدأ بالمشاهدات والملاحظات للظواهر، ثم تصاغ على أساسها الفرضيات، ثم إذا ثبت بتجارب صحيحة وكانت لنتائجها مصداقية إحصائية…).

   فهي تتحدث عن ظواهر طبيعية مادية بحته ومختبرات وتجارب وفرضيات، وأنا لا أنكر أن هذا قد يكون طريقاً للعلم، لكن الكارثة هي في اعتباره الطريق الوحيد للعلم، والمنهج العلمي الوحيد.

   بل إن ذلك هو ما يشعر به عنوان مقالها حين جعلت الوقفات العلمية والاجتماعية غير الشرعية فقالت: (وقفات علمية واجتماعية وشرعية مع البرمجة اللغوية العصبية).
   إنها دسيسة العلمانية التي تسللت إلى عقول أبنائنا وبناتنا عبر التأثر بالثقافة والفكر الغربي دون أن يشعروا بذلك ولا يفرقوا بين ما يجوز أخذه وما لا يجوز، هذه الدسيسة التي تجعل الشرع خصيماً أو قسيماً للعلم.

   فهل تنبهت الأخت فوز لهذا الأمر وقد نصبت نفسها وصية على الأمة ومفكريها ومثقفيها دون أن تستطيع أن تفرق بين المنهج العلمي في المشاهدات والمنهج العلمي في الغيبيات والسمعيات؟؟

   فتحدثت على أن المنهج العلمي هو ما كان في المشاهدات فقط وهو منهج الغربيين الذين لا يؤمنون بغيب ولا يعتمدون على سمع، إنما هو التجربة والفرض والمشاهدة بل أنها أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا هو المنهج الذي يمكن ((الاعتماد عليه)).

   ومع أن الأخت فوز ذكرت مشكورة أن (الإسلام يدعونا إلى المنهجية العلمية) فإنها لم تجد في تحديد المنهج العلمي من ترجع إليه إلا المصطلحات الغربية، وتفضلت في كتابتها بالإنجليزية والعربية لتنال براءة تجاوز سطحية التفكير؛ حيث وصفت البرمجة بأنها “لم تلق ترحيباً في الأوساط العلمية في معظم دول العالم، ولاقت رواجاً حيث تكون سطحية التفكير والرغبة في الجديد والرغبة في الوصفات السريعة” وهكذا يكون التناقض.

   لا يمكن أن يقبل أي شيء إلا إذا لاقى رواجاً في العالم المتمدن الغربي، ثم وفي الوقت نفسه ترد البرمجة لأنها نشأت في أحضان الغرب وكانت من الوافدات الغربية.

ثانياً: لقد تهكمت فوز بكل من يخالف رأيها دون اعتبار لعلمهم ولا لمكانتهم ولا لقدراتهم الفكرية ما داموا لم يوافقوها؛ حتى وإن كانوا دكاترة وأساتذة في الشريعة أو في الطب أو في علم النفس أو قضاة شرعيين، فالبرمجة في نظرها لا تلقى الرواج إلا “حيث تكون سطحية التفكير”.

ونظرياتها مقتبسة من مراقبة بعض الظواهر على المرضى النفسيين الذين يبحثون عن العلاج، وقد تحول نتيجة لانتشارها السريع عدد من المرضى النفسانيين بعد عدد من الدورات إلى مرشدين نفسيين واجتماعيين؛ وهم الذين كانوا وما زالوا فاشلين في دراستهم ومنهم فاشلين في حياتهم الأسرية والوظيفية: “بعيداً عن تدليس المفتونين بهذه الوافدات ولو كانوا أهل صلاح ودعوة” .

بل إن الأخت فوز تجاوزت كل هذا الافتراء على مدربي البرمجة الذين أكثرهم يحمل شهادة دكتوراه في علوم أخرى، وبعضهم في علم العقيدة بالذات، تجاوزت كل ذلك إلى وصف هذا العلم بالسحر والكفر، وإن حكمه يجب أن يُبحث (في ضوء أبواب سد الذرائع وأحكام التعامل مع السحرة ووجوب تحديد الولاء والبراء) وإني لأسأل الأخت فوز أين المنهج العلمي القائم على المشاهدات والتجارب للوصول للنتائج التي أجمع عليها كل العلماء؟؟؟!!!


   وأين الدقة العلمية وهي تقول “هذا وقد اختلفت أقوال بعض أهل العلم بشأن البرمجة اللغوية العصبية ما بين تحريم وجواز بينما توقف الكثيرون”؟ من هم هؤلاء الذين حرموا؟ ومن هم الذي أجازوا؟ ومن هم الذي توقفوا؟ لم لم تذكر لنا أسماءهم لنتأكد من صحة قولها وهي صاحبة الدقة والمنهجية؟ ولم لم تذكر لنا أسماءهم لنتأكد أنهم من أهل العلم؟ لماذا الكثير بزعمها توقف؟ وأين الإجماع الذي زعمت الاستناد إليه سابقاً؟.

ثم ها هي تنتقص هؤلاء العلماء الذين زعمت توقفهم وتزكي نفسها فتقول “ومن المعلوم أن الحكم عن الشيء فرع عن تصوره ولا بد من تصور كامل لا تصور مجتزأ لبعض الجزئيات النافعة”.

   ولا أعلم كيف تحقق لها التصور الكامل؟ هل درست البرمجة التي جعلت فيها كل خطيئة من السحر وتحضير الأرواح والهونا والشامانية وتحضير الأرواح؟ أم أنها عرفت ما فيها بالإلهام والكرامة؟ أم هي التخرصات والأوهام؟

   إن كان بالدراسة فما الذي حلل لها ما حرمت على غيرها؟؟؟ مع أني اعلم أنها لم تدرس منها إلا دورة الدبلوم. وإن كان غير ذلك فتلك الكارثة {ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا}.

   يا ترى لو قام أكثر من ثلاثة آلاف متدرب ومتدربة في السعودية ممن اتهمتهم فوز بكل هذه الفواقر برفع قضايا عليها ماذا سيكون موقفها؟!!

   وإنك لتعجب من كل هذه التناقضات التي رمت الكاتبة بنفسها فيها، فبعد أن أخرجت علم البرمجة وأهله من كل نقل وعقل وسفّهت رأي كل من خالفها، وأباحت لنفسها ما حرّمت على غيرها عادت لتقول ’’وأؤكد أنه رأي ارتأيته بعيداً عن إطلاق أحكام شرعية بالجواز أو الحرمة، فللفتوى أهلها”! إذا لم يكن كل ما قلتيه فتوى فما هي الفتوى؟

   أيضاً ألم تتدخلي حتى في طبيعة دورات البرمجة وقلتِ أنها ’’بيعاً غرراً”؟؟ ألم تقولي أن نهاية البرمجة خروجا من ((كل عقل ودين))؟ ألم تقولي ’’إن البرمجة اللغوية هي الخطوة الأولى في طريق دورات الطاقة وما يتبعها من استشفاءات شركية؟؟ .. وغير ذلك الكثير مما خطه قلمك.


   بل لقد أفتيت بما يحجم عن الفتوى فيه كبار الأئمة والعلماء بدون بصيرة ولا علم، فلا حول ولا قوة إلا بالله. ثم إذا كان هذا مجرد رأي رأيتيه من غير دليل ولا منهج لا شرعي ولا مادي؛ فعلى أي أساس هذا التكفير والتضليل والتفسيق والإخراج من الملة؟ أما كان الأولى بكِ أن تسألي أهل العلم أو تتوقفين عن الفتوى؟

   ثم مع التهوين من شأن كل مخالف فها هي تزكي نفسها في غرور عجيب حين تقول “وإنما هو رأي مبني على دراسة مستفيضة لأصول هذا الفن ونهاياته” وهذه الدعوى لا يعلمها ولا يسلم بها المتخصصون في هذا العلم إلا إن كانت هذه الدراسة المستفيضة تمت في الأحلام وعلى أيدي غير المتخصصين.

ثالثا: لقد قامت الأخت فوز باستعداء السلطة والعلماء والتربويين والمسئولين ضد هذا الخطر الداهم، والفوضى العارمة، والهزيمة، والمصيبة مع أنها تعلم أن أكثر المتخصصين في هذا العلم هم من أصحاب التديّن، والكثير منهم من أصحاب العلم الشرعي. وقد مرت بالأمة موجات فكرية واضحة من المادية والعلمانية والحداثة لوثت فيها مقدسات الدين وأصول العقيدة ولم نر لها في مواجهة ذلك كلمة واحدة. فهل يا ترى وراء الأكمة ما ورآها ويُلبس لكل حالة لبوسها؟؟ أرجو ألا يكون ذلك.


   وأقول للأخت فوز لقد وقع في يدي مذكرة لها مليئة بالطوام العلمية الشرعية والمنهجية البحثية، ولو كان الاستعداء منهجاً لذوي الألباب لوجد صاحب المقال لقوله مجالاً. وكان الأولى بها بدلاً من هذا الهياج والصياح أن توثق أقوالها وتدلل عليها.

رابعاً : لقد امتلأ مقال الأخت فوز بالتناقضات والمغالطات، ومن أمثلة ذلك:
أنها تبني مقالها كله على رفض البرمجة لأنها وافد من الغرب، ثم تجعل أكثر مقالها استشهادات من أقوال الغربيين؛ لكنها مع الأسف استشهادات غير موثقة.

   وها هي تقول “أن البرمجة وهم لا يرقى ليكون فرضية”, ثم تعود فتقول بعدها بأسطر “أن نظريات البرمجة مقتبسة من مراقبة بعض الظواهر”.


وها هي تحلل وتحرم بل وتكفر، ثم تعود فتقول أنها لا تحلل ولا تحرم.  وها هي تغالط فتنسب لمجهولين أقوالاً خطيرة مثل من اعتمر وهو في فراشه، ومثل من يزعم مهارة استغلال طاقة الأسماء الحسنى ومهارة الاستفادة من أشعة لا إله إلا الله، دون أن تحدد من هم هؤلاء، وهل هم يقولون ذلك من منطلق أن ذلك من البرمجة؟
ثم تواصل في أسلوب خطابي ****ئي استفزازي بل إسفافي التهجم على جميع مدربي البرمجة ومتدربيها فتقول: “إن من له أدنى بصيرة ليرى بكل وضوح واقع الإسفاف الفكري والضرر النفسي والاجتماعي ناهيك عن المتعلقات العقدية المتنوعة باختلاف المدارس والمدربين فيقف ملتاعاً مرتاعاً من العواقب الوخيمة التي تنتظر السائرين في هذا الطريق”.

وهكذا لم تستبق في قاموسها شيئاً من الذم والتجريم والتحريم لم تستعمله دون أن تكلف نفسها عناء إثبات شيء من ذلك بدليل أو برهان اللهم إلا الإسقاطات الإيحائية المطلقة بلا خطام ولا زمام.


وأخيراً فإن البرمجة اللغوية العصبية اجتهاد بشري يصيب ويخطئ، والعصمة لكتاب الله وسنة رسوله لا غير، والنقد المنهجي العلمي ظاهرة صحية يجب أن نحرص عليها، لكن عندما يصبح النقد أحقاداً تنفث أو مغالطات تروّج أو تناقضات تسوّق أو فتح لأبواب جهنم وإغلاق لأبواب الجنة بغير دليل ولا برهان فإن الأخذ على يد السفيه وحماية عقول الناس والحيلولة دون امتطاء الدين مطية للأغراض، أقول إن ذلك حينئذٍ واجب شرعي على أهل العلم وطلابه.

وأخيراً فإني أعتب على ملحق الرسالة عدم الموضوعية في نشر صور بعض أعضاء هيئة كبار العلماء في المقال إيحاء بأن لهم موقفاً من البرمجة اللغوية، ولا شك أن الإعلام يعتمد على الإثارة كثيراً، لكن الإثارة الذكية شيء؛ والكذب المغلف أو المكشوف شيء آخر.

د. عوض بن محمد القرني

مفكر إسلامي

مدرب معتمد في البرمجة اللغوية العصبية

هذا جزء من التناقضات الموجود عندها والمخالفة للعقل والشرع والواقع والعلم…

الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره، والتصورُ ناقص يقينًا، ومن تكلم في غيرِ فنه وفيما لا يُتقن أتى بالعجائب والمصائب، وعزيز على النفس أن ألا تكون مزاحمة في شيء.

العلاج بطاقة الهرم:

تجربة الدكتور مصطفى محمود – رحمه الله – في طاقة الهرم ونجاح تجربته في بقاء ثمرة التفاحة التي داخل الهرم بشكل صحي:

https://youtu.be/Fgqjj36RHag

علوم الأهرام في العالم .. نظرة سريعة:    تنتشر في أنحاء العالم آلاف الأهرامات الضخمة والتي تفوق في حجم بعضها هرم خوفو. بعضها لهيئات علمية كبري وبعضها لمعاهد بحثية وبعضها لاستخدامات زراعية وصناعية وسياحية . وتبلغ ميزانيات الأبحاث العلمية واستثمارات هذه الأبحاث أرقاماً كبيرة تعدت 180 مليار دولار لهيئة بحثية واحدة في الثمانينات . كما أن هناك معاهد متخصصة تدرس هذه العلوم بداية من الطفولة المبكرة ؛ وتأخذ صورة علاقة الإنسان بهذه العلوم والتطبيقات المرتبطة بالهرم الأكبر في العالم ؛ أشكالاً كثيرة غير ركوب الجمال والخيل حول الهرم والنظرة التي خلت من الدهشة بحكم العادة والمناخ في الشرق الأوسط.

حقيقة العلاج بالهرم ( طاقة الأهرام ):    أين الحقيقة العلمية في طاقة الهرم ( Pyramid Energy ) وقوة الهرم ( Pyramid Power ) والعلاج بالأهرام؟ ما هي الأبعاد الخفية في علوم الأهرام ( بيراميدولوجي Pyramidology )؟ لماذا يخفي الأمن القومي لبعض الدول بعض الأبحاث ؟ ولماذا يفرج عن أبحاث أخري؟ ملايين المواقع وآلاف الإصدارات ومعاهد متخصصة . علماء كبار وآفاقين ومدعين وتجسس علمي وجوائز بالملايين، وعناوين تقول (علوم الأهرام . علوم الألفية) أين الحقيقة؟؟ ما هي أبعاد الموضوع في العالم؟!

   آلاف الإصدارات التي تتوالي وعدد كبير من الهيئات البحثية وعلماء وهواه
العالم يموج خارج منطقة الشرق الأوسط في خضم هذه الأبحاث ويستفيد منها وأجهزة الأمن القومي في دول عديدة تحجب نتائج هامة ومفيدة للإنسانية والغش التجاري يفرض نفسه في هذا السوق وأيضاً الغش الأخلاقي في استغلال الأبعاد العلمية لمفاهيم غيبية . وحتى نعرف حجمه وأبعاد وانتشار الموضوع في العالم يكفي أن نكتب هذه الكلمات في أي محرك بحث ((طاقة الهرم ؛ طاقة الأهرام ؛ العلاج بالهرم ؛ الأهرام الشافية ؛ بيراميدولوحي وعلوم الأهرام بالعربية ستجد معظم المنتديات والإصدارات الالكترونية وموقع واحد علمي متخصص لأول جمعية لعلوم الأهرام في العالم ( شمس النيل ) وبالإنجليزية Pyramid’s Energy سيصدمنا حجم الانتشار والتناول .. سيصدم دهشتنا الميتة أن الموضوع معروف عالمياً بكل اللغات وبكل مستويات التناول العلمي ونحن فقط في المنطقة العربية .. كالعادة أو بحجم اهتمامنا بالبحث العلمي وبما يجري في معامل العالم آخر من يعلم وآخر من يهتم بأن يعلم بما يعلمه معظم متوسطي الثقافة ومعظم طلبة جامعات العالم ونسبة كبيرة جداً من الناس العاديين في الصين أو البرازيل أو أوروبا وأمريكا عن الهرم وعلوم الأهرام وبدرجات متفاوتة تصل إلي أعلي مستويات العلم والسرية.

  معظمنا سمع أن الشكل الهرمي يحافظ علي اللحوم وربما ينفي البعض بدون بحث علمي ومعظمنا سمع أن الهرم يحافظ علي شفرات الحلاقة حادة ولا نعلم أن موضوع الشفرات هي براءة اختراع علمية مسجلة في أعلي بيوت البراءات صرامة وشدة في احترام المعايير العلمية في ( براغ ) لعالم راديو إسمه ( كارل دربال ) قضي عشر سنوات ليثبت للجنة البراءات الأسباب العلمية لحفظ شفرة الحلاقة تحت الهرم وبعدها توالت الأبحاث وأنفقت المليارات وانتشرت الأهرام في العالم ودخلت هيئات الطاقة والهيئات البحثية الكبري ( ناسا ) والأكاديمية الروسية للعلوم واليابان وحتى انتشار علوم الأهرام بقوة وجماهيرية في الهند ما زلنا نكرر تحذير دكتور مصطفي محمود الذي أطلقه عقب أربع حلقات خاصة بعلوم الأهرام منذ سنوات طويلة قائلاً ( احذروا فهناك اتجاه علمي قوي في العالم اسمه علوم الأهرام ( بيراميدولوجي ) ونحن أولي بأن يكون لنا دور).

العلاج بالتأمل:

التأمل: هو التفكّر، أو هو محاولة إدراك الأشياء عبر الحواس أو العقل.

   وتدريبات التأمل: هي تمارين يقوم فيها الفرد بتدريب عقله لتحفيز الوعي الداخلي، ويحصل في المقابل على فوائد معنوية وذهنية وجسدية، وسنذكر أمثلة على هذه الفوائد في الأبحاث والدراسات بإذن الله تعالى.

مثال عن التأمل: التركيز على التنفس، فعلى المتأمِّلُ أن يركِّز انتباهَه على الشعور بجريان النَّفَس داخل الجسم وخارجه. دون التفكير في أي شيء آخر.

وهناك تأمل في البحر أو في السماء أو في النجوم… ونحوها.

وبناء على الدراسات والأبحاث التي أجريت؛ فإن العلاج بالتأمل يساعد في علاج أو التخفيف من الأمراض التالية:

– الربو – السرطان  – الاكتئاب – أمراض القلب – ضغط الدم – الآلام – السكر – القولون العصبي – القلق – للإقلاع عن التدخين – تحسين الصحة النفسية وإدارة العواطف.

وقد تضمن أحد الأبحاث – المنشور في دورية جورنال أوف ذي أمريكان ميديكال أسوسييشن – دراسات شارك فيها ٣٥١٥ شخصًا إجمالًا (جويال وآخرون، ٢٠١٤).

شمل البحث في جميع أجزائه مجموعات ضابطة فعالة، ومن ثم أمكن استبعاد تأثير العلاج الوهمي.

يظهر تأثير العلاج الوهمي عندما يتوقع الأفراد أن تتحسن حالتهم — وهو شعور ينتج في بعض الأحيان عن مجرد مشاركتهم في الدراسة — وبناءً على ذلك يتحسنون بالفعل.

إلا أنه في وسع الدراسات التي تتضمن مجموعات ضابطة فعالة استبعاد تأثير العلاج الوهمي عبر مقارنة أثر العلاج مع مجموعة أخرى لديها توقعات مشابهة.

Meditation Is an Effective Treatment for Depression, Anxiety and Pain by Jeremy Dean. Psyblog. January 8, 2014.

وأعلنت دراسة جديدة عام 2015، نشرتها مجلة “ذي لانسيت” الطبية، أن العلاج الذي يعتمد على “التأمل العميق” من شأنه أن يكون بديلاً فعالاً عن العلاجات التقليدية المضادة لانتكاسات الاكتئاب.

وهنا مجموعة من الأبحاث التي جمعها الأستاذ [عبد الدائم الكحيل] من موقعه الرائع [الإعجاز العلمي] وهو يتحدث عن “العلاج بالخشوع“:

http://www.kaheel7.com/ar/index.php/2012-12-04-18-34-25/1846-2015-11-01-15-18-07

وهنا بحث من جامعة هارفارد يشير إلى أن التأمل يخفف من التوتر والقلق:

http://www.health.harvard.edu/blog/mindfulness-meditation-may-ease-anxiety-mental-stress-201401086967

وأما الجمعية الأمريكية لعلم النفس فقد نشرت 163  دراسة عام 2012 تشير أن تقنيات التأمل قوية نسبيا للحد من التوتر والقلق والمشاعر السلبية، وتساعد على التعلم وتقوية الذاكرة.

http://psycnet.apa.org/index.cfm?fa=buy.optionToBuy&id=2012-12792-001

وهنا بحث من جامعة كارنيجي ميلون عن تأثير التأمل على الدماغ بشكل إيجابي:

http://www.cmu.edu/news/stories/archives/2016/february/meditation-changes-brain.html

 ونشر موقع (علم النفس اليوم) مقالا عن فوائد التأمل، وذكر 20 فائدة مع ذكر الأبحاث المتعلقة بكل فائدة:

https://www.psychologytoday.com/blog/feeling-it/201309/20-scientific-reasons-start-meditating-today

وهذا بحث لجمعية القلب الأمريكية عن فوائد التأمل لمرضى القلب:

http://www.heart.org/HEARTORG/Conditions/More/MyHeartandStrokeNews/Meditation-and-Heart-Disease-Stroke_UCM_452930_Article.jsp#.Vuh0w0BH5Y4

وهنا بحث لجامعة هارفارد عن تأثير التأمل إيجابيا على الدماغ:

http://news.harvard.edu/gazette/story/2011/01/eight-weeks-to-a-better-brain/

   كما قام المعهد الأمريكي لعلاج السرطان بعمل بحث عن التأمل شارك فيه أكثر من (13000) شخص، ولوحظ أن التأمل يخفف الإجهاد ومشاكل النوم، ويحافظ على الصحة ويوفر أكثر من 3000 دولارا للفرد سنويا بدلا عن الطب الحديث! وأن منظمة الصحة العالمية تفيد بأن الأمراض المرتبطة بالتوتر تكلف الشركات الأمريكية على الأقل (300) مليار سنويا بسبب التغيب عن العمل ونقص الإنتاج، وبالتالي فإن التأمل مهم في عالم الشركات:

http://www.aicr.org/health-at-work/2015/035-december/haw-meditate-your-way-to-health.html

وهنا أبحاث متعددة عن التأمل:

https://en.wikipedia.org/wiki/Research_on_meditation

التأمل الإسلامي:

الإسلام لم يغفل هذا الموضوع المهم، فأمرنا بالخشوع وبخاصة في الصلاة والعبادات والدعاء. فالخشوع في الإسلام ليس تأملاً عادياً، بل هو عملية تأمل مترافقة مع التفكير والتدبر وتذكر الآخرة ونسيان هموم الدنيا، ويشمل العفو والتسامح والتخلص من سلبيات المجتمع… وذلك حسب ما أمرنا القرآن.

كيف نشخع لله تعالى؟

أفضل طريقة للخشوع تكون أثناء الصلاة. من خلال التركيز والتفكير بمعاني الآيات التي نتلوها، ونتأمل قدرة الله تعالى وحكمته في خلقه.. فعندما نقرأ آية صبر، نعزم على الصبر والتحمل، وعندما نقرأ أو نسمع آية تأمرنا بالعفو والتسامح نعقد العزم على أن نسامح الآخرين ونعفو عنهم… وعندما نسمع آية عذاب نتخيل نار جهنم وعذابها فنعقد العزم على ألا نعصي الله أبداً…

وهكذا نحن أمام عملية إعادة برمجة لحياتنا وعاداتنا، وتغيير شامل للعقلية المريضة التي أثر بها مجتمعنا وعاداتنا السيئة.. حيث نعيد بناء هذه العقلية على الحب وحب الخير والرحمة والإخلاص في العمل… وكل هذا سوف يكسبنا محبة الله وثقة الناس من حولنا.

ولذلك فإن القرآن الكريم أمرنا بالخشوع واعتبره طريقاً للنجاح واستجابة الدعاء. فهذه آية كريمة تؤكد أن الخشوع هو أهم سبب لاستجابة الدعاء، قال تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء: 90].

والخشوع يمنحك السعادة والقوة والطمأنينة في الحياة.. قال تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) [البقرة: 45].

أما إذا أردت أن تنجح في الدنيا والآخرة فعليك بممارسة الخشوع وبخاصة أثناء الصلاة.. قال تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) [المؤمنون: 1-2].

والآن عزيزي القارئ: هل تستفيد من هذه العبارة الرائعة، عبادة الخشوع، وتعالج نفسك بأن تخشع لله تعالى أثناء صلاتك وقراءة كتاب ربك، وخلال دعائك لله تعالى؟

 وهذه مقالة منقولة من موقع الأستاذ الدكتور/ هاشم بحري – أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر:

   يخلصك من الحزن.. منذ نعومة أظافري والجهل الاجتماعي يلازمني لذلك لم أتخيل أن طبيعة عملي سوف تفرض علي التحدث في الميكروفون أمام الناس خاصة أنني اخترت الأبحاث العلمية مجالاً لعملي، لكن لسوء حظي أو حسنه – كما يراه البعض-  تفوقت؛ فتم اختياري لأحاضر في المنتديات الدولية.. وهنا أصبت بالتلعثم والخجل حتى فقدت القدرة علي النطق والتعبير.. وقد نصحني أحد الزملاء الأجانب بالعلاج التأملي.. فقلت.. ماذا يعني العلاج بالتأمل؟!. وأي الأمراض يصلح له؟؟؟

   بالتأمل في أمراض كثيرة كالأنفلونزا وضغط الدم والقولون العصبي وأغلبية الأمراض النفسية، قد توصل علماء أمريكيون في كلية (ماهارينسى) بولاية (إيوا) الأمريكية إلى أن التأمل والاسترخاء قد لا يعطيان الإنسان الإحساس بالأمان النفسي فحسب، بل قد يبعدان خطر انسداد الشرايين وبالتالي خطر الإصابة بنوبات قلبية أو سكتات دماغية، وتوصل العلماء إلى أن التأمل يقلل من النوبات القلبية بحوالي 11% والسكتات بحوالي 15%، واستند الباحثون في ذلك على دراسة على عينة تبلغ 138 شخصا حيث يتم فحص سمك شرايين الرقبة لديهم وضغط الدم أيضا بواسطة الموجات فوق الصوتية؛ وذلك بعد إخضاع مجموعة منهم لجلسات تأمل مرة كل منها 20 دقيقة مرتين يومياً، كما استخدم بعض العلماء البريطانيين التأمل لعلاج المدمنين على الكحول والمخدرات، كما أثبتت الأبحاث الفرنسية أن التأمل يخفف من آلام الدورة الشهرية عند النساء، وأنه يستخدم كعلاج مساعد لحالات العقم.

التأمل في مصر:

   ولقد بحثنا عمن يستخدمون العلاج بالتأمل في مصر ومن قاموا بأبحاث في هذا المجال – وهم قلة في الحقيقة – حتى التقينا بالدكتور ضياء الدين عادل محمد حسنى – أستاذ علم النفس الإكلينيكي بالجامعة الأمريكية وعضو منظمة الإرشاد النفسي البريطانية – والذي حدثنا قائلاً:

   بالنسبة للعلاج بالتأمل فهو لم يستخدم في مصر إلا كعلاج مساعد في بعض الأمراض النفسية، ولقد استخدمت العلاج بالتأمل مع بعض الحالات التي كانت تعانى من صدمات أو توترات معينة، ولكن قبل الحديث عن الحالات التي شفيت باستخدام العلاج بالتأمل علينا أن نعرف أولاً ما هو التأمل:

   التأمل هو أحد أنواع العلاجات النفسية القديمة التي ظهرت في العصر الروماني، وتتابعت علي مر العصور حتى وصلت إلى (فرويد) عام 1900 حيث كتب فصلاً في كتابه (الأحلام) ذكر فيه جزئية التأمل من خلال ما يسمى (بالتداعي الحر أو الطليق) وهنا يستلقى المريض على ظهره ويسترخى ويغلق عينيه ويستدعى أية خبرة مرت عليه سواء كانت سلبية أو ايجابية، ولقد استخدمنا هذا العلاج لدى شخص تعرض لحادثة اعتداء جنسي حيث توقف هذا الشخص عند هذه الحادثة وهو في الثالثة عشرة من عمره، وبدأ في التداعي الحر أو الطليق، ثم بدأ يلقى اللوم على والديه اللذين لم يؤمنا له الحماية الكافية واعتبرهما مسئولين عما حدث له، وبدأنا بعلاج حالته النفسية وعلاقته بأبويه وأقرانه حتى شفى تماما من تلك الصدمة.

   ولقد بدأ العلاج بالتأمل يمارس بالفعل كأحد أنواع العلاجات النفسية السلوكية على يد باحث اسمه (موينو) وباحث أخر اسمه (جاكو بسون) في الفترة مابين 1950 وحتى الستينيات، وبدأ يتطور حتى وصلنا إلى عام 1985 حيث تم استخدامه بالفعل في علاج الهستيريا التي هي عبارة عن ظهور بعض الاختلافات في الصوت وحركة الجسم، والتلفظ ببعض الألفاظ غير اللائقة، واستخدام التأمل في علاج ما يسمى بالشلل الهستيري الذي يحدث معه شد في مجموعة من المجموعات العضلية نتيجة صراع بين عاملين، العامل الأول:

   هو المعايير والأعراف والمعتقدات، والعامل الثاني: هو الفروق الاجتماعية، ولقد أخذنا مثالاً على ذلك ما يحدث للجندي في المعركة مثلاً حيث يصاب بعض الجنود بالشلل الهستيري فيقفون في أماكنهم ولا يستطيعون الحركة ولا مقاتلة الأعداء، وأنا أؤكد على أمر هام هو أن العلاج بالتأمل لا يستخدم كعلاج منفرد، وإذا كان الباحثون الأمريكيون قد استخدموه في علاج بعض الأمراض فهذا لا يجوز طبياً لأن العلاج بالتأمل هو علاج تكميلي فقط وليس علاجاً أساسيا، فهو لا يستخدم لعلاج السرطان ولكنه يستخدم لتقليل الآلام الناتجة عنه، ولا الأنفلونزا ولا القرحة، ولكنه يستخدم كعلاج مصاحب للأدوية والعقاقير مع مرضى الاكتئاب والهوس وفقدان الترابط، ولقد استخدم العلاج بالتأمل في علاج مرضى القلق والمرضى الذين يعانون من فوبيا الأماكن الضيقة والمغلقة والمرتفعات عن طريق استخدام استراتيجية التأمل التخيلي.

   ورغم قناعة البعض بالعلاج التأملي إلا أن هناك أطباء يرفضونه بشدة؛ وهو ما تؤكده الدكتورة إيمان سرور – أستاذة علم النفس من جامعة الإسكندرية وزميلة الكلية البريطانية للطب النفسي – أن العلاج بالتأمل أمر خطير للغاية لأنه من الممكن جداً أن يدخل المريض في حالة اكتئاب حاد ومزمن، فلو كان لدى الشخص تجربة سيئة وركز تفكيره فيها لأصيب بالاكتئاب، ولو تعرض مثلاً لحادث اعتداء جنسي وركز تفكيره فيه قد يصاب بانهيار عصبي؛ ولكي نطبق هذا الأسلوب في مصر لابد من وجود تقنيات كبيرة جداً، وأنا أؤكد أن احتمال أن يؤدى هذا العلاج إلى نتيجة عكسية قد تكون نسبته 50%.

لابد من التدريب الجيد للطبيب:

   بينما يرى الدكتور هاشم بحري – أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر – أن العلاج بالتأمل علاج عظيم ولكنه خطير خاصة مع المرضى النفسيين، وأنه ينبغي أن يتم تدريب الطبيب المعالج على هذه التقنية جيداً قبل أن يعالج بها، ويقول: لدينا 3 مدارس في الطب النفسي، المدرسة الأولى تعالج بالعقاقير الدوائية فقط وترى أن المرض النفسي هو عبارة عن إفرازات كيميائية في الجسم فقط لابد من علاجها بالأدوية، أما المدرسة الثانية: فهي التي تؤكد على التحدث مع المريض والاقتراب من مشاكله ومحاولة حلها، أما المدرسة الثالثة فتجمع بين الاثنين معاً، والتأمل هو أحد أشكال العلاج التي يغوص فيها المريض داخل أعماقه ليفرغ شحنته النفسية من الضغوط ولقد استخدم الهنود هذه الطريقة وهى ما تعرف بالنيرفانا، أما الصوفية فقد أطلقوا عليها مرحلة الوجد –  أي أن الإنسان يجعل نفسه متصالحة مع الكون كله -، ومن المهم أن يركز الطبيب أثناء العلاج بالتأمل على النقاط السلبية كي يعرف أين تكمن العقدة، ولكن من المهم أيضاً أن يشير إلى النقاط الإيجابية في حياة المريض كي لا يصاب بالاكتئاب أو الانهيار.

الإيمان بالله:

   ويرى الأستاذ الدكتور طارق عكاشة – أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس – أن العلاج بالتأمل هو قدرة الإنسان على الهدوء والسكينة، يعنى أن يضع الإنسان نفسه بعيداً عن مشاكله قليلاً ثم يعود ليركز في المشكلة للوصول إلى حل لها، هذا إذا مارس التأمل دون طبيب، أما العلاج بالتأمل في الطب النفسي فهو يزيد من الأفيونات المخية التي تهدئ من روع الإنسان، فلدينا في أجسامنا كم محدود من المخدرات والأفيونات التي تساعد الإنسان على التخلص من التوتر والحزن وتدمر هذه الأفيونات إذا ما تم تعاطي مخدرات خارجية (خارج جسم الإنسان)، أما عن التأمل فهو يحافظ على نسبة الأفيونات المخلوق بها الإنسان، والإيمان بالله والتفكر فيه وقراءة القرآن أحد أنواع العلاج بالتأمل ولكن مع الأسف لا نستطيع الاعتماد على العلاج بالتأمل وحده لأن الطبيب النفسي لابد أن يستخدم التأمل مع العلاج الدوائي والنفسي والكهربائي والجراحي، على أية حال فالطب النفسي يطالعنا بجديد كل يوم، ومن يعرف: قد نستغني عن كل هذه الطرق في يوم من الأيام ونستخدم طرقاً جديدة أخرى.

دراسة: نباتات الزينة الداخلية في الأماكن المغلقة تحد من تلوث الهواء وبالتالي تقي من الأمراض:

كتبه/ د. عماد النهار

توصلت وكالة ناسا الدولية إلى أن النباتات داخل البيوت المغلقة تنقي الهواء، وذلك عام 1980م.

ثم جاءت دراسة أخرى تمت بالاشتراك أيضا مع وكالة ناسا الدولية – قسم التكنولوجيا، وتم الانتهاء من هذه الدراسة عام 1989م (قبل 27 عاما).

ومن ضمن محاور الدراسة:

1- نظام لتنقية الهواء في الأماكن المغلقة بالجمع بين النباتات المنزلية والكربون المنشط.

2- الإنسان يتفاعل مع بيئته: النباتات والتربة والكائنات الحية الدقيقة، والمياه.

أوضحت الدراسة أن الأماكن التي يكثر فيها تلوث الهواء بسبب مصانع الغاز ونحوها، وكذلك تلوث الهواء من الأماكن المغلقة يسبب الأمراض، وكذلك تقرير منظمة الصحة العالمية أن 30% من تشكيل المنازل الجديدة لها درجات متفاوتة من تلوث الهواء في الأماكن المغلقة، وهذه العوامل تساهم بظاهرة “ملازمة المباني المريضة”، وهذه النسبة تقل كثيرا في المباني المعرضة للتهوية الجيدة والتصميم الجيد.

والآن معظم علماء البيئة والمؤسسات الحكومية يتفقون على أن الهواء في الأماكن المغلقة هو تهديد واقعي على صحة الإنسان، فكيف يمكن حل مشكلة التلوث هذه التي تسبب الأمراض؟

الحل الاقتصادي لتلوث الهواء الداخلي: وضع نباتات الزينة في هذه الأماكن، حيث إن عمليات التمثيل الضوئي وغيرها تدفع هذا التلوث بإذن الله، واقترحت الدراسة نبات البابونج والأقحوان وزنبق السلام خاصة.

التاريخ القديم:

* قوافل العرب مثلا كانت تفضل المبيت في مناطق ومواقع وتضاريس معينة، ولا تبيت في أخرى بحجة تسببها بالأمراض وسوء الطالع ومس الجان.. وكان من المعتاد أن يراقبوا المناطق المفضلة لحيواناتهم للمبيت فيها أو نصب خيامهم فوقها.

* نفس الفكرة تقريبا نجدها لدى الرومان الذين كانوا يعمدون – حين يقررون بناء مدينة جديدة – إلى ترك المواشي ترعى في المكان لفترة قبل أن يذبحوها لفحص أكبادها وأمعائها وملاحظة مدى تأثرها ببيئة المنطقة.

* أما الصينيون فكانوا ينظرون للأرض كمخلوق حي يضم شرايين وتقاطعات مميزة (تبنى فوقها المنازل ومراكز الاستشفاء الخاصة)، وهذه التقاطعات يمكن تمثيلها حاليا بخطوط الطول والعرض بالنسبة للكرة الأرضية.

* وكان الفراعنة يبنون الأهرامات والأضرحة بحيث تتعامد مع اتجاهات الأرض الأربعة وتمنع المواد العضوية من التعفن بداخلها.

* الصينيون والهنود سبقوا علماء العصر الحالي منذ أكثر من (4000) سنة بقولهم: هناك بعض البيوت التي تسبب المرض بسبب طريقة تصميمها، وهناك بيوت تسبب الراحة والشعور بالسعادة.

* ويقولون أيضا منذ ذلك الزمان: ضعوا في البيت نباتات الزينة لتكونوا أكثر نشاطا وحيوية، وأن هذا من شأنه أن يحمي من الأمراض! والعلم والأجهزة بعد (4000) عاما أكدت ذلك!

*  يعرف معظمكم قصة الرازي مع مستشفى بغداد.. فقد استشاره الخليفة المعتضد بالله في موقع بناء بيمارستان جديد (وهو الاسم القديم للمستشفى) فأمر الرازي أن تُعلق في كل ناحية من بغداد قطعة لحم طازجة.. وبعد أيام عاد للكشف على قطع اللحم فأشار على الخليفة أن يبنى المستشفى الجديد في الموضع الذي قل فيه تعفن اللحم.

وبهذا الإجراء الذكي يمكن القول إن الرازي لا يعود له الفضل فقط في تشخيص الحصبة والجدري والأمراض التناسلية (وتأليف كتاب الحاوي الذي عد مرجعا للطب في أوروبا حتى القرن الخامس عشر) بل وأيضا الموافقة على علم البيئة والطب الوقائي!

إضافة:

   بعض الجهّال نفى أن يكون للنباتات تأثير على الصحة، وصدّق أن الأجهزة المحمولة وغيرها من الجمادات التي لا روح فيها أنها تسبب الأمراض والسرطانات! والحقيقة أنه حتى النباتات تصدر موجات قد تضر أو تنفع – بإذن الله تعالى – بحسب النبتة وصحتها.

المراجع:

http://earthobservatory.nasa.gov/Features/LAI/LAI2.php

http://ntrs.nasa.gov/archive/nasa/casi.ntrs.nasa.gov/19930073015.pdf

http://earthobservatory.nasa.gov/Features/OzoneWeBreathe/ozone_we_breathe2.php

http://earthobservatory.nasa.gov/Features/OzoneWeBreathe/ozone_we_breathe3.php

لماذا يحاول علماء وكالة ناسا زراعة النباتات في الفضاء؟

http://www.nasa.gov/mission_pages/station/research/news/plants_in_space.html

دراسة ألمانية: النباتات يمكنها أن تقوم بسحب “الطاقة” من النباتات الأخرى للقيام بعملية البناء الضوئي!

كتبه/ د. عماد النهار

 
   قامت جامعة بيليفيلد الألمانية (Bielefeld University) باكتشاف جديد يثبت أن النباتات يمكنها أن تعتمد على مصدر بديل للطاقة من خلال غيرها من النباتات، وأكد أعضاء فريق البحث الذي يشرف عليهم البروفيسور [أولاف كروز] أنه وللمرة الأولى يتم اكتشاف أن النباتات يمكنها امتصاص عملية التمثيل الضوئي من النباتات الأخرى، وكذلك امتصاص المصدر البديل للطاقة (alternative source of energy).

   وقد وجد العلماء أنه عند زراعة الطحالب الخضراء وملاحظتها مجهريًّا؛ لاحظوا أن الطحالب عندما تواجه نقصا في الطاقة؛ فإنها تأخذ الطاقة من جاراتها، وهذا الاكتشاف يثبت أن النباتات يمكنها أن تعتمد على مصدر بديل للطاقة من خلال غيرها من النباتات.

وتقول الجامعة: هذا البحث قد يكون له تأثير كبير في علم الطاقة الحيوية.

وقال بعض المتابعين: قد يكون هذا أيضا دلالة على وجود التخاطر النباتي كما تم إثبات التخاطر الحيواني في تجارب سابقة.

   وبالرغم من وجود الكثير من الأبحاث والدراسات التي تثبت نجاح العلاج بالطاقة ومنها دراسة على الفئران بعد زرع السرطان فيها وقد أثبتت تقوية جهاز المناعة وتخفيف حدة السرطان عند الفئران،  مما يثبت أنه حقيقة وليس وهما، وكذلك علاج العديد من الأمراض البشرية ومنها ضعف جهاز المناعة وتخفيف الإيدز والتعب الناتج عن سرطان البروستات وعلاج بعض الأمراض النفسية [كما تم نشر الأبحاث في العديد من المجلات العلمية الموثوقة ومنها مجلة science daily].. فهذه الدراسة تؤيد ما جاء في التجارب البشرية، وأن تبادل الطاقات موجود في الكائنات الحية.

مصدر البحث من موقع الجامعة الألمانية:

http://ekvv.uni-bielefeld.de/blog/uninews/entry/algae_can_draw_energy_from

البحث منشور في المجلة العلمية science daily :

https://www.sciencedaily.com/releases/2012/11/121120121913.htm

إحصائية الطاقة الحيوية (تمت على 400 شخص ممن حضروا دورات الطاقة عند مختلف المدربين):

جنس من ملؤوا نموذج الإحصائية: 20% رجال و80% نساء.

العمر:

15% أقل من 30 عاما // 48% بين 30 و40 عاما // 24% بين 41 و50 عاما // 13% أكبر من 50 عاما.

المستوى التعليمي:

10% الثانوية وما أقل // 11% دبلوم // 51% جامعة // 17% ماجستير // 11% دكتوراه.

المنهج الطاقي:

9% كيوبي // 43% قوة الموجات // 7% برانيك هيلنيغ // 9% الريكي // 32% مدارس أخرى.

نسبة الإيمان بهذا العلم:

 43% قوية جدا.

 41% قوية.

 10% محايد.

 4% قليلة.

 2% لا أومن به.

الاستفادة في الناحية الجسدية: 86% نعم.

الاستفادة في الناحية النفسية:  87% نعم.

تأثير علم الطاقة على التفكير: 97% إيجابي // 2% لا يؤثر // 1% سلبي.

هل وجدتم في المدرب ما ينافي العقيدة؟ 91% لا.

هل علم الطاقة قربكم من الله تعالى؟ 87% نعم // 11% لم يؤثر // 2% سلبي.

هل علم الطاقة أثر في الحياة الأسرية إيجابيا؟ 86% نعم // 11% لم يؤثر // 2% سلبي.

هل علم الطاقة أثر في الحياة الوظيفية إيجابيا؟ 82% نعم // 18% لم يؤثر.

هل استخدمتم هذا العلم في معالجة الآخرين؟ 60% نعم.

نتائج التحسن عند المرضى لمن عمل في المعالجة:

44% عالية، 41% متوسطة، 13% قليلة، 2% بدون تحسن.

هل أخبركم المدرب بأن الطاقة تغني عن الأذكار؟ 99% لا.

هل أخبركم المدرب أن الطاقة تغني عن الرقية؟ 99% لا.

هل أخبركم المدرب أنه لا يستطيع التشخيص إلا إذا كنتم غير محصنين؟ أم أنه لابد من التحصين عند كل وقت؟

75% التحصين مهم في كل وقت، 24% لم يخبرنا بشيء بهذا الخصوص.

هل أخبركم المدرب أن ما يحصل لنا هو بسبب الطاقة الإيجابية والسلبية أم أن قدر الله تعالى هو الأصل والطاقة سبب كبقية الأسباب؟

الجميع قالوا: أن المدرب يقول أن الطاقة سبب فقط وأن قدر الله هو الأصل، إلا شخص واحد فقط من المصوتين.

هل تطمحون لتعلم المزيد من علم الطاقة؟

94% نعم.

ما قولكم في أصل علم الطاقة الحيوية؟

39% أصله نظيف من الخلل العقدي وتم مؤخرا إدخال الأمور الشركية في بعض المناهج فقط.

22% الخلل العقدي موجود في أصله ولكنه تم تنقيته من قبل المسلمين.

39% لا أعلم.

تحريم ما أحل الله في المجال الدنيوي والعلاجي:

 الجرأة على تحليل ما حرم الله تعتبر تعد وظلم عظيم، وإذا كان في قطعيات الدين وضرورياته فهو تشريع من دون الله وهو نوع أعده العلماء كفرا، وقدْ ذَكَرَ الإمامُ الشَّاطِبي أنَّ هذا مِنَ الاعتداءِ[1] لقولِ اللهِ – عز وجل – {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [المائدة: 87]، كماَ أنَّهُ مِنَ الافتراءِ لقولِهِ – عز وجل – {وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ} [الأنعام: 140]، ورُوِيَ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – وَفِي عُنُقِي صَلِيبٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ– صلى الله عليه وسلم -: (يَا عَدِيُّ اطْرَحْ هَذَا الْوَثَنَ مِنْ عُنُقِكَ)، فَطَرَحْتُهُ، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَقْرَأُ سُورَةَ بَرَاءَةَ، فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّه} [التوبة: ٣١] حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا، فَقُلْتُ: إنَّا لَسْنَا نَعْبُدُهُمْ، فَقَالَ – صلى الله عليه وسلم-: (أَلَيْسَ يُحَرِّمُونَ مَا أَحَلَّ اللهُ فَتُحَرِّمُونُهُ، ويُحِلُّونَ مَا حَرَّمَ اللهُ فَتَسْتَحِلُّونَهُ؟) قُلْتُ: بَلَى، قَالَ – صلى الله عليه وسلم-: (فَتِلْكَ عِبَادَتُهُمْ)[2].

فمسألةُ التَّحريمِ شيءٌ صَعبٌ عظيم، تَلحَقُهُ مَسْؤُولِيَّةٌ كبيرةٌ فيِ الدُّنيا والآخِرة، وَلأِنَّ الإِفتاءَ بيانٌ لحُكْمِ اللهِ في مَسألةٍ مُعيَّنة، فإنَّ الذي يُفتي مِنْ غَيرِ عِلْمٍ يُؤَهِّلُهُ يُعتَبرُ ممنْ تجَرَّأَ وكَذَب علىَ اللهِ – عز وجل -، وكذلكَ يُعتَبرُ مُغوِياً وَمُضِلاًّ لِمَن اتَّبعُوه، وأمَّا الفقيهُ المجتهدُ فلا يمُكِنُهُ الإفتاءُ بشيءٍ حتىَّ يَعلمَ المسألةَ بالتَّفصيل، فالحُكْمُ علىَ الشيءِ فَرْعٌ عَنْ تَصَوُّرِه، أيْ لا بُدَّ مِنْ تَصَوُّرِ المسألةِ بالكامِلِ حتىَّ يتسنىَّ الحُكْمُ عَليها، وبعدَ ذلكَ فإنَّ المجتهدَ المخطِئَ لهُ أَجْر واحِد، والمجتهدُ المصيبُ لهُ أجران، قال الشيخ ابن عثيمين رحمهُ الله: (فتحريمُ ما أحَلَّ اللهُ لاَ يَنْقُصُ درجةً في الإثمِ عَن تحليلِ ما حرَّم الله، وكثيرٌ مِنْ ذَوي الغيرةِ مِنَ النَّاس؛ تجدُهم يميلون إلى تحريمِ ما أحلَّ اللهُ أكثرَ مِنْ تحليلِ الحرام، بِعكسِ المتهاونين، وكِلاهمُا خطأ، ومع ذلك؛ فإنَّ تحليلَ الحرامِ فيماَ الأصل فيهِ الحِلُّ أهونُ مِنْ تحريمِ الحلال؛ لأنَّ تحليلَ الحرامِ إذاَ لمْ يَتبيَّن تحريمُه فهو مَبنيٌّ علىَ الأَصل وهوَ الحِل، ورحمةُ اللهِ سبحانهُ سبقت غضبه؛ فَلا يمكِنُ أنْ نحرِّم إلاَّ ما تَبيَّنَ تحريمُه، ولأنَّه أضيقُ وأشَدّ، والأصلُ أنْ تبقىَ الأمورُ علىَ الحلِّ والسَّعةِ حتىَّ يَتبيَّنَ التَّحريم. أماَّ فيِ العباداتِ فَيُشدَّدُ؛ لأنَّ الأصلَ المنعُ والتَّحريمُ حتى يُبيِّنَهُ الشَّرع)[3].

ولقد انتشرَ في زمانِنا تحريم البعض للمذاهبِ والطرق الطِبِّيِّةِ الأُخرى المختلفة المنتشرةِ على وجهِ الكُرةِ الأرضِيَّة، والمذاهبُ الطِّبِّيةُ الموجودةُ كثيرة، منها ماَ يتعلَّق بالأدْويَةِ كالطِّبِّ اليُوناني والصيني والهندي والعِلاجُ بالمثل (هوميوباتيك)، ومنهاَ ماَ يتعلَّقُ بالسُّلوكِ والنَّفس كَخَطِّ الزَّمنِ والبرمجةِ اللُّغويَّةِ العصبيَّة، ومنهاَ ما يتعلَّقُ بالطَّاقةِ والموجات كالعلاج بالمغناطيس والإبرِ الصِّينيَّة والعِلاجِ بالضَّغطِ والمسَاجِ والأَلوان، ومنهاَ ما هو متعلَّقٌ بتمارِينَ رياضِيَّةٍ وعقلِيَّة، وكلَّ يومٍ تَتفتَّحُ عُيُونُنا أكثرُ فنكتشِفُ عِنْدَ البَشرِ مَذهباً طِبَّياًّ جديداً لم نَكُنْ نَعرِفُه.

وبعض ممن هؤلاء الذين يحرِّمون ليسوا بعلماء مجتهدِين، بل بعضهم لمْ يُصنَّف أنه ممن يحِقُّ لهُ الإفتاء، ولَيسَ ذلكَ مِنْ تخصُّصاتهِم، وتراهُم يُفتُونَ في كثيرٍ مِنَ الأشياءِ بِلا علمٍ ولا أهَلِّيَّةٍ ولا أحَقِّيَّة، ومن حرَّمَ ذلك من العلماء المجتهدين تجد أنهم لم يطَّلعوا على ما حرَّموه بشكل مفصَّل، بل حكموا عليه كما عُرِضَ عليهم من بعض الأعوان أو المستفتين بركائز غير صحيحة عن هذا العلم.

فلا يجوزُ لأحدٍ أنْ يحرِّمَ أيَّ مذهبٍ أو طريقةٍ حتىَّ يكونَ فقيهاً مجتَهِداً ويعلَمَ بالتَّمامِ والكَمالِ ماهِيَّة هذهِ الطَّرِيقة بِالتَّأصيلِ والتَّفصيل، لا بمجرَّدِ السَّماعِ أو أَخذِ فِكْرة، وَمَنْ أرادَ مِنَ الفُقَهاءِ المجتهدِينَ أنْ يحكُمَ بِشَيْءٍ علىَ هذهِ الطُّرُقِ فعليهِ أنْ يَعمَدَ إلىَ كُتُبِ المسلمينَ التي تَشرَحُ هذهِ الطَّريقة، ثمَّ يُعلِّقُ على ما وَرَدَ فيها بالتَّحريمِ والسَّبَبِ الشَّرعي لِلتَّحريم إن كان يرى حرمتها، أوْ عليه أنْ يحضرَ الجلساتِ العِلاجيَّة بِنفْسِهِ لدى من يُمارسُها من المسلمين؛ ثم يُفتي هُناكَ بماَ هُوَ حرامٌ ولماذا.

أماَّ ماَ يتقوله غيرُ الفُقهاءِ المجتهدينَ فهذا إَفكٌ وافتِراءٌ واعتِداءٌ على اللهِ سبحانهُ وتعالى وعلى دينِه. والمتأمِّلُ لحالِ هؤلاءِ المحرِّمين يَجِدُ عِندَهُم من أسباب تحريمِ المذاهب الطبية الأخرى مايلي:

  1. أنهَّم وَجدُوا شيئاً جديداً علَيهم ولمْ تَتَقبَّلهُ عُقولهُم بأنَّ هذا قَدْ يكونُ عِلاجاً أو سبباً كونيا للعلاج، فَلأِنَّ عُقولهَم لمْ تَقبلْهُ حرَّمُوهُ شَرعاً، وعقولنا ليست بمعيار، فكم من أشياء استنكرتها عقول أجدادنا غدت الآن حقائق علمية واضحة.  فمثلاً مسارات الطاقة الحيوية في جسم الإنسان والتي يعتمد عليها نظام الإبر الصينية منذ آلاف السنين (6000 سنة)، لم تُثبت حقيقتها إلا في القرن الماضي بعد اختراع جهاز قياس فارق الجهد الكهربائي واستعماله على الجسم.
  2. بعضهم قد يتقبلون الفكرة الجديدة عليهم، لكنهم يدَّعون أنه لم يثبت لديهم بالتجربة أن هذه أسباب كونية للعلاج فيُحرِّمونها، وفي الحقيقة هذا سببه أنهم هم لم يجروا عليها أبحاثاً كافية، وبدلاً من طلبهم البحث والإثبات فإنهم يسارعون إلى الإنكار والتحريم.
  3. أنَّه مخالِفٌ للمذْهَبِ الطَّبي السَّائدِ والمعمولِ بهِ لديهِم ألاَ وهوَ الطَّبُّ الغَربي أو ماَ يُسمَّى بالطِّبِّ الحديث، فيرون أن الطب الحديث حجة على ما سواه، وكل شيء ينكره المنتسبون للطب الحديث فلا يقبلون به، وهذا كلام لا يُقبل شرعاً ولا عقلاً، فالطب الحديث خصمٌ للمذاهب الطبية الأخرى، فكيف يكون أيضاً حَكَماً وقاضياً، بل يجب إلى الاستماع لجميع الأطباء العدول من جميع المذاهب الطبية والاطلاع على تجاربهم وحججهم للفصل والحكم بينها.
  4. وتحجَّجَ بعضهم أن أصل هذه المذاهب الطبية مبني على عقائد فاسدة، وما بُني على باطل فهو باطل، والجواب على ذلك من وجهين:

الوجه الأول: نقول كيف عرفتم أنَّ هذه المذاهب الطبية أصولها عقائد فاسدة؟ لا يوجد غير جواب واحد، وهو أنهم رجعوا إلى بعض المراجع لهذه المذاهب والتي ألَّفها وثنيون فوجدوا أنَّ بعضهم ذكر أنَّ أصول هذه المذاهب وثنية، وبناءً على كلام هذا الوثني الذي ألَّف المرجع؛ بنى المنكِرُ حكمه أنَّ هذا المذهب الطبي أصله وثني، لكن هل هذه الطريقة صحيحة في الإفتاء؟ هل كلام هؤلاء الوثنيين أمر يقيني تُبنى عليه الأحكام الشرعية؟ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أمرنا أن لا نصدِّق الإسرائيليات ولا نكذبها[4]، ولذا لا يجوز لنا بناء أي حكم شرعي على ما نقرأه من الإسرائيليات، فكيف بمن يصدق كلام الوثنيين ويبني على ذلك أحكاماً شرعية؟ هذا والله أشنع وأشد جرما من تصديق الإسرائيليات. إنَّ ما نقرأه من أصول عقائدية لهذه العلوم والمذاهب الطبية ليس من الشرط أنْ يكون هذا هو أصلها فعلاً، فقد يكون لها أصل صحيح غير مرتبط بعقائدهم لكنَّه حُرِّف مع الزمن، مثل ما حدث مع التوراة والإنجيل، أصلهما وحي من الله وكلامه، ثم تم تحريفهما من قِبل البشر، فهل يدل تحريفهما على أنَّ كُلَّ شيء فيهما باطل وأنَّ أصلهما فاسد والعياذ بالله تعالى ربي سبحانه وتقدَّس وتنزّه – عز وجل – عن هذا القول. بل إنَّ القرآن تم تأويله بمعانٍ وتفسيراتٍ فاسدة وشركية من قِبَل بعض الفرق الضالَّة؛ فهل يعني ذلك الطعن في صحة القرآن حاشاه كلام ربي عن أي نقص أو طعن، فلا يمكِنُ التسليم بتاتاً بأن هذه المذاهب الطبية المختلفة أصلها فاسد أو أنَّ مصدرها عقائد باطلة.

الوجه الثاني: لو افترضنا صحة كلامهم بأنَّهم استقوا هذه العلوم والمعارف من شياطين وعبادات شركية ووثنية، ففساد المصدر ليس من الشرط أن يكون مؤدياً إلى فساد المعلومة، بل إنَّ الشيطان لعنه الله لما علَّم أبا هريرة – رضي الله عنه – قال له: (دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللهُ بِهَا)، فقال أبو هريرة – رضي الله عنه -: (مَا هُوَ؟)، قَالَ الشيطان: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ، فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ: {اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}  [البقرة: ٢٥٥]، حَتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ، فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللهِ حَافِظٌ، وَلاَ يَقْرَبَنَّكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ)؛ فإنَّ الرَّسول – صلى الله عليه وسلم – لم يستنكر هذه المعلومة وصدَّها لأنَّ مصدرها الشيطان، ومعلوم أنَّ الشيطان عدو مبين لبني آدم، كما أنه حريص على إغواء الإنسان وإيقاعه في حبائله، وتزيين البدع والمنكرات للمؤمنين، بالرغم من كل ذلك فإن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لم يستنكر المعلومة لأنها في أصلها صحيحة، ولذلك أقرَّها – صلى الله عليه وسلم – وقال لأبي هريرة – رضي الله عنه – (أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ)[5]، فالأصل في العبادات إقرارها من قِبلِ الرسول – صلى الله عليه وسلم -، والأصل في العلوم الدنيوية ثبوتها عن طريق التجربة المنضبطة بالشرع مهما كان مصدرها، والناظر في التاريخ يرى أن علماء المسلمين قد أخذوا بعض العلوم الدنيوية المفيدة وطوروها رغم قراءتهم أن أصلها يشوبه كفر وفساد، فالطب اليوناني يُقالُ أنَّه يعود إلى آلهة الإغريق مثل أبوللو (يُدعى بإله الشفاء) وابنه اسكلِبْيوس (يُدعى بإله الدواء)، لكن هذه الادعاءات لم تمنع المسلمين من تعلُّم الطب اليوناني بعدما اكتشوا أنَّه عبارة عن حقائق علمية ثبتت عن طريق التطبيق، وأصبح العالم الإسلامي لأكثر من ألف سنة معتمداً على نظرياته في علاج البشرية (وقد تحدث عنه ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد وغيره) حتى ظهور الاستعمار والطب الحديث. بل إنك لو تمعنت النظر إلى علامة الثعبان والكأس الموجود على الصيدليات والأدوية الآن لعلمت أن الطب الغربي لم يخلُ كذلك من عقائد وأصول فاسدة، فهذا العصا يقال إنها لأسكِلِبْيُوس إله الدواء عند الإغريق، والجناحان رمز للطيران لأنهم كانوا يعتقدون أنَّ اسكلبيوس مراسل بين آلهة السماء وبين البشر. كذلك لو طبقنا قاعدة ما بني على باطل فهو باطل على الطب الغربي الحديث لبطل تماماً بالكامل لعلمنا يقينا أنه قائم على إنكار أشياء مسلَّمة عُرِفت بالتواتر عبر التاريخ البشري؛ وثبتت لدى الكثير بالتجربة والبرهان لكنَّ أجهزة الطب الغربي لم تستطع اكتشافها فأنكرها، والصواب أنَّ كلَّ ما تثبتُ فائدته سواء من طبٍّ قديم أو حديث نأخذه ونعمل به، وما يثبت خطؤه نرده ونتجاهله.

  • زعم بعض المحرِّمين أنَّ هذه العلوم الطبية تبحث في الغيبيات، وهذا لا يجوز، فنقول لهم عرِّفوا لنا ما هي هذه الغيبيات شرعاً، ثم اشرحوا لنا كيف أنَّ هذه العلوم الطبية تبحث في هذه الغيبيات، أنا لم أجد في المذاهب الطبية المتفرِّقة التي قرأت عنها ما يبحث في أي شيء غيبي، بل كلها أمور ملموسة محسوسة، عَلِمَها البعض وجهلها آخرون، ويمكن تعليمها لأي شخص يريد ذلك، بل ويمكن صناعة أجهزة حديثة للقياس بأنظمة وطرق المذاهب الطبية الأخرى.
  • ذهب آخرون إلى أنَّ كل هذه العلوم الأخرى مجرد تخيلات وخداع من الجن والشياطين، يعني فقط أوهام وخرافات ولذا حرَّموها، فنقول لهم على ما بنيتم قولكم هذا؟ هل هنا تجارب أكَّدت لكم ذلك أم مجرد أوهام وتخيلات منكم أنتم، ثم لماذا لم تقولوا مثلا أنَّ مهدَّئات الآلام الموجودة في الصيدليات عبارة عن تلبيس من الجن وإيحاء وليس بتخدير فعلي كما تزعمون مع العلوم الأخرى؟ ما هي معاييركم للتفريق بين تخييل الشيطان وخدعه وأوهامه وبين الحقائق العلمية والأسباب الكونية؟ وضِّحوا لنا هذه المعايير ثم لنطبقها على الطب الحديث وعلى جميع المذاهب الطبية الأخرى.
  • وجد بعض المحرِّمين بعض الأخطاء العقدية أو الشرعية في المذاهب الطبية الأخرى، وبدلاً من إيضاح هذا الخطأ فإنه قام بتحريم وتجريم هذه العلوم كاملة، وهذا لا يُعقل ولا يجوز، الطب الحديث لم يخل من أخطاء عقدية أو شرعية، لكن لم يجز لنا تحريمه بالكامل، فهناك من يعتقد الشفاء في بعض الأطباء، أو في بعض الأدوية، وهذا شرك بالله لأن الله I هو الشافي والأطباء والأدوية مجرد أسباب علاجية، لكننا هنا نحرِّمُ هذا الخطأ العقدي وحده ولا نحرِّم الطب الحديث كله، المستشفيات في العالم مختلطة باختلاط غير جائز شرعا بين الرجال والنساء، وأصبح الأطباء الرجال يكشفون على المرضى النساء ويلمسونهم بلا ضرورة، وكذلك أصبح الطبيبات يكشفن على المرضى الرجال ويلمسونهم بلا ضرورة، وكثير من الأطباء يختلون بممرضتهم خلوة غير شرعية، فهل هذه الأخطاء الشرعية تسوِّغُ لنا تحريم الطب الحديث كله، أم تجعلنا نطالب الأطباء بتجنب هذه الأخطاء الشرعية فقط بلا تحريم لكامل العلم والطريقة؟ نفس الشيء يُقال عن المذاهب الأخرى، فيجب تحديد الخطأ العقدي أو الفقهي وتجنبه، وليس تحريم كامل المذهب الطبي.
  • يقول المحرمون أيضا بأن العلم لم يثبت هذا الأمر: ونقول أن العلم لم يصل إلى ذروته حتى الآن ليثبت كل شيء، فالعين والحسد والمس والسحر لم يستطع العلم حتى الآن تشخيص هذه الحالات الكثيرة! ولكن هناك طرق يعرفها المتخصصون بالرقية وفي هذا المجال فيستطيعون بإذن الله معرفة الأعراض والرؤى وغيرها فيعرفون التشخيص، وكذلك علم الطبائع والأمزجة لا يوجد حتى الآن جهاز يكشف الأمراض وطبيعة الإنسان مثل الخبراء في هذا الطب الذين يستخدمون أصابع أيديهم في ساعد المريض لمعرفة جميع أمراضه وعلله وطبعه! فحتى الآن لم يستطع الإنسان اختراع هذا الجهاز الذي يشخص التشخيص الدقيق أو يعرف طبعه ومزاجه (وهو علم الطب العربي أو الطب اليوناني) مثل أصابع الإنسان الخبير! فلم يصل العلم إلى ذروته للحكم على الأمور بشكل يقيني، بل هناك تجارب يُبنى عليها وقد لا يُعرف لها الدليل العلمي، فكل ما ثبت (بعلم أو بتجربة) فهي معتبرة ما لم تخالف شريعتنا الإسلامية.

اطلع على هذا الفصل ووافق عليه: الشيخ/ عبد العزيز الطريفي – حفظه الله بتاريخ 12 جمادى الأولى 1437 هـ.

الخاتمة:

   أضرب هنا مثالا، فقد ألف خبير فقه اللغة الدكتور عبد الصبور شاهين كتابا عن أصل الخلق واستشهد ببعض الكتب المتكلمة في أصل الخلق، فرد عليه الدكتور زغلول النجار: “لم تحسن اختيار الكتب والمصادر، ولا تستطيع أن تحكم فيها بين الصواب والخطأ، وموضوع لا تستطيع أن تحكم فيه فلماذا تدخل فيه؟ لقد خضت أرضا ليست بأرضك! ودخلت تخصصا ليس من تخصصك!”، والدكتور المتخصص في اللغة لا يرد على الأسئلة إلا بقوله “هذا رأيي وفهمي” أو “هذه كتبكم وما نقلته منها”!!

   فإذا كنت أخي الكريم لست من أهل هذه العلوم فاتركها لغيرك أو خذها مباشرة من المتخصصين الثقات المسلمين، ولا تعتمد على الكتب التي لا تعرف منهجها هل هي صحيحة أو خاطئة وأنت لا تستطيع أن تحكم فيها، “فمن كان معلمه كتابه؛ كان خطؤه أكثر من صوابه”.

   وأرجو ألا تستعجل الحكم على العلوم القديمة أو الحديثة، والعبرة ليست في الأصل في هذه العلوم، فأكثر العلوم الحديثة – وخاصة الطب والتقنية – قادمة من المشركين في الغرب، فلماذا لا تُنكر؟

   والعنب والتفاح طيب حلال، وإذا تخمر صار حراما، ثم إذا تخلل صار حلالا طيبا، فإذا كانت العبرة بالأصل فلماذا يكون الخمر حراما وأصله حلالا؟

   ولماذا الجيلاتين الحيواني والذي يكون من عظام الحيوانات أو شحوم الخنزير – أكرمكم الله – والمستخدمة في صناعة الكبسولات الدوائية حلالا؟ وهو قرار مجمع الفقه الإسلامي بجواز استخدامه في الكبسولات الدوائية وتناوله رغم أن أصله حراما قذرا؟!

   والرقية في الجاهلية كانت فيها شركيات ولم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بتركها كلها، بل أمر بحذف الشرك الذي فيها فقط.

   أيها المحرّمون بلا علم ولا اطلاع صحيح: ابتعدوا عما لا شأن لكم فيه، وابتعدوا عن غير تخصصكم، واتركوا العلم لأهله، وإياكم والإرهاب الفكري بأن تجعلوا كل شيء حراما وأن أصل أي شيء من الشرق أو الغرب حراما! وابتعدوا عن التصحّر الفقهي والعلمي.. فقد أضحكتم عليكم المتعلمون، وجعلتم كتاباتكم دليلا واضحا على جهلكم، فاحذروا أن تحرموا ما أحل الله.

المصادر والمراجع:

  • المصادر والمراجع المذكورة في الكتيب.
  • الدورات التي درستها عند الكثير من الخبراء والمدربين.
  • موقع الأستاذ/ عبد الدائم الكحيل – للإعجاز العلمي في القرآن والسنة.

[1]– الاعتصام للشاطبي، الباب الخامس في أحكام البدع الحقيقية والإضافية والفرق بينهما، فصل تحريم ما أحل الله من الطيبات تدينا أو شبه التدين.

[2]– حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة – حديث رقم 3293.

[3]– القول المفيد على كتاب التوحيد لابن عثيمين، شرح باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرمه فقد اتخذهم أربابا.

[4]– عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا: {آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} [البقرة: 136] الآية)، صحيح البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} [البقرة: 136].

[5]– صحيح البخاري، كتاب الوكالة، باب إذا وكل رجلا، فترك الوكيل شيئا فأجازه الموكل فهو جائز، وإن أقرضه إلى أجل مسمى جاز. والحديث بالكامل عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه -، قَالَ: وَكَّلَنِي رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ، وَقُلْتُ: واللهِ لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: إِنِّي مُحْتَاجٌ، وَعَلَيَّ عِيَالٌ وَلِي حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ، قَالَ: فَخَلَّيْتُ عَنْهُ، فَأَصْبَحْتُ، فَقَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم -: (يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ البَارِحَةَ)، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً وَعِيَالًا، فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ- صلى الله عليه وسلم -: (أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ، وَسَيَعُودُ)، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَعُودُ، لِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – إِنَّهُ سَيَعُودُ، فَرَصَدْتُهُ، فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: دَعْنِي فَإِنِّي مُحْتَاجٌ وَعَلَيَّ عِيَالٌ، لاَ أَعُودُ، فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَأَصْبَحْتُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -: (يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ)، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً وَعِيَالًا، فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ – صلى الله عليه وسلم-: (أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ وَسَيَعُودُ)، فَرَصَدْتُهُ الثَّالِثَةَ، فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ، وَهَذَا آخِرُ ثَلاَثِ مَرَّاتٍ، أَنَّكَ تَزْعُمُ لاَ تَعُودُ، ثُمَّ تَعُودُ، قَالَ: دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللهُ بِهَا، قُلْتُ: مَا هُوَ؟ قَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ، فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ: {اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: ٢٥٥]، حَتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ، فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللهِ حَافِظٌ، وَلاَ يَقْرَبَنَّكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَأَصْبَحْتُ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -: (مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ البَارِحَةَ)، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، زَعَمَ أَنَّهُ يُعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنِي اللهُ بِهَا، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ- صلى الله عليه وسلم -: (مَا هِيَ؟)، قُلْتُ: قَالَ لِي: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ مِنْ أَوَّلِهَا حَتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ: {اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: ٢٥٥]، وَقَالَ لِي: لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلاَ يَقْرَبَكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ – وَكَانُوا [أي الصحابة]أَحْرَصَ شَيْءٍ عَلَى الخَيْرِ – فَقَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم -: (أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ، تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلاَثِ لَيَالٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟)، قَالَ: لاَ، قَالَ– صلى الله عليه وسلم –: (ذَاكَ شَيْطَانٌ).

آخر فعاليات الأكاديمية:

Open chat تواصل معنا
مرحبا.. كيف يمكننا خدمتك؟
Hi.. Can we help you?