مقالات الرقية الشرعية
المقال الأول: حقيقة أم خيال
يتساءل كثيرٌ من النَّاس: هلِ الجنُّ والسِّحر والعين والمسُّ والحسد حقيقة موجودة؟ أم هو خيالٌ وأوهَامٌ وأحلام؟ لستُ هُنا بصدد التطويل والتفصيل، ولستُ بحاجة لِذلك، فكُلُّها ثابتة بأدلة القرآن والسُّنة، وفعل السَّلفِ وقدماءِ الأُمَّة، والكتبُ والمؤلَّفاتُ في ذلكَ كثيرةٌ وفيرة، وقدْ أشار القرآنُ لِنَشْأَة السِّحر في سورة البقرة[1] وأورد المفسِّرون في ذلك الشُّروح والأخبار، وأكَّد القرآن أنَّ موسى عليه السلام والحاضرون حوله يومَ الزِّينة سُحِروا[2] ، وَوَرَدَت كلِمةُ السِّحر بمشتقاتها في القرآن قرابة الأربعين مرة، وأثبتت السُّنة أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قد سُحر[3]، وأمُّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها قد سُحرت أيضاً[4]، ورُوي أنَّ أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها أيضاً سُحِرَت[5]، وروت آية سورة القلم أن الكفار أرادوا إصابة الرسول صلى الله عليه وسلم بالعين[6]، وأكَّد رسول الله صلى الله عليه وسلم في أكثر من موضع أن العين حق[7]، وتكراره لتأكيد حقيقة العين دليل على نبوته ومعجزاته صلى الله عليه وسلم إذ كأنَّهُ عَلَّمه اللهُ أنَّ أُناَساً سَيُنكرونَ العين، بلْ أَنَّه صلى الله عليه وسلم بَيَّن أَنَّ العين أكثرُ سبَبٍ يُؤَدِّي إلى الموت[8]، لكننا غفلنا وأهملنا ذلك. كما بَيَّن لنا صلى الله عليه وسلم سُبُلَ العلاج للتَّخلُّصِ مِنَ العين بِأَخْذِ الأَثَر[9] وبالرُّقية[10]، وأكَّدَ القرآن المسَّ في آية الرِّبا بسورة البقرة[11]، وعالج رسول الله صلى الله عليه وسلم المس[12] بنفسه عليه صلوات ربي وسلامه.
متابعة قراءة الموضوع كاملا…